"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

18‏/6‏/2011

نظام الاسترقاق يعود الى العراق

كربلاء - عن  الاسوشيتد برس- منذ الاحتلال نشط تجار البشر وتدفق آلاف من العمال من بنغلادش والنيبال والباكستان للعمل في الاعمال اليدوية الخدمية في الفنادق والمتاجر والبيوت في حين أن هناك بطالة واسعة النطاق بين العراقيين. تتربح شركات الاتجار بالبشر من هؤلاء الفقراء باستيفاء آلاف الدولارات بحجة الفيزا والسفر وتعدهم بأجور جيدة وظروف عمل انسانية ولكنهم يفاجأون بعكس ذلك تماما، كما ان معظمهم لا يعرفون اين يقع العراق  ولا يعرفون ظروفه الأمنية.نموذج من هؤلاء هو موهان راي من نيبال وقد دفع مبلغ 5000 دولار لشركة توظيف نيبالية لايجاد عمل له. وكان مزارعا وقد جمع المال من بيع المحصول والاقتراض من الاصدقاء والبنوك وبيع قطعة ارض تملكها العائلة.  وتعاقد لمدة سنتين بأجر 600 دولار في الشهر ولكنه حين وصل وجد أن الاجر لايزيد عن 300 دولار. وهو يعمل الان في محل لبيع الملابس في كربلاء. بعد سنتين يأمل الرجل ان يعود الى بلاده بربح قدره 2200 دولار (لم نحسب مصاريفه في العراق باعتبار انه يأكل وينام في المحل)
 

 يقول راي انه يعمل 12 ساعة كل يوم طوال الاسبوع وقد تسبب هذا الضغط مع بؤس معيشته في الذهاب الى المستشفى مرتين بسبب صداع شديد، ورفض صاحب العمل زيادة اجرته.

في النجف وفي فندق قصر الدر نلتقي محمد شاروز وهو من بنغلادش ويشرف على 34 عاملا آسيويا يعملون في خدمة الفندق منهم 18 من بنغلادش و 15 من باكستان وواحد من نيبال. يقول شاروز انه والعمال الاخرين يعملون 24 ساعة في اليوم لخدمة النزلاء في اي وقت. وان راتبه 500 دولار في الشهر (كونه مشرفا على العمال) وهو لا يكفي لعائلة من خمسة افراد تركها خلفه.

معظم العمال المستوردين يأخذون اجورا تتراوح بين 200-400 شهريا في حين ان الحد الادنى للأجور في العراق هو 600 دولار. والعراقيون الأثرياء الجدد الآن يعيدون عصر الاستعباد والاسترقاق حيث يعتقدون انهم (يشترون) العامل او الخادمة ومن حقهم ان يفعلوا بهم مايشاءون.

اقرأ عن الاتجار بالبشر بأبشع صوره في كردستانهم
  
بعض العمال الوافدين لايأكلون ولا يستلمون أجرا كما حدث مع 33 من عمال سريلانكا حين أعلنت الحكومة المحلية في محافظة ميسان، في 13 آيار عن إحباط محاولة انتحار جماعية لعمال أجانب يعملون في شركة محلية مختصة ببناء مجمعات سكنية لعدم تسلمهم رواتبهم مدة عامين.

وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة ميثم لفته الفرطوسي في حديث لـ"السومرية نيوز" ، إن "لجنة الأمن والدفاع تلقت، ليل أمس، معلومات تفيد بمحاولة 33 عاملاً من دولة سيرلانكا
يعملون في شركة طلعت حسام المحلية التي تنفذ مشروع بناء مجمعات ريفية في ناحية الخير (70كم جنوب مركز العمارة)، على الانتحار بعدما حجبت رواتبهم مدة سنتين. شكلنا لجنة على الفور وتوجهنا إلى موقع عمل الشركة فور ورود تلك المعلومات بمعية آمر الفوج الثالث في الجيش العراقي وعدد من الضباط، مبيناً أنهم "حاصروا المكان وحافظوا على الهدوء فيه، حرصاً منهم على إنقاذ حياة العمال". 

بعد ثنيهم من الانتحار شنقا ، ولما لم يحدث أي تحسن في حالتهم قام نفس العمال السريلانكيون في ميسان بعد شهر بالاضراب عن الطعام ومحاولة الانتحار مرة ثانية، ففي 17 حزيران أعلن رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ميسان ميثم لفته الفرطوسي أن العمال السريلانكيين الذين يعملون في شركة طلعت حسام الدين للإسكان الريفي في ناحية الخير (50 كم )جنوب مركز العمارة أعلنوا الإضراب عن الطعام احتجاجا على عدم حل مشكلتهم والتي مضى عليها مايقارب السنتين من عدم إعطائهم رواتبهم وعدم الاكتراث لمطاليبهم في تسفيرهم إلى أهلهم.

وذكر الفرطوسي لوكالة فنار الاخبارية :”أن حالتهم الصحية البدنية والنفسية في حالة تردي مستمر رغم  اننا  وقبل شهر تقريبا طرقنا كل الأبواب لحل مشكلتهم الإنسانية والملحة وناشدنا وزارتي شؤون الاهوار وحقوق الإنسان معالجة هذا الملف وصرف كامل المستحقات المالية لهؤلاء العمال وتسهيل سفرهم الى بلدهم ولكن لم نجد انفراجا ملموسا لها واليوم ندق ناقوس الخطر من أي حالة قد تحصل من موت أو انتحار جماعي أو حالات أخرى .

واضاف:” قد أرسلنا سيارات إسعاف وأطباء وممرضين لإنقاذ حالتهم من التدهور وقد نقل بعضهم إلى المستشفيات للعلاج وكما ناشدنا من قبل وتناشد اليوم رئيس الوزراء شخصيا أو من يهمه الأمر بالتدخل
الفوري لحل تلك الأزمة الإنسانية وعدم التهاون لحين فوات الأوان.

تعليق: حسنا، بعيدا عن الاتجار بهؤلاء البشر، وهي الميزة الوحيدة المشتركة التي سوف تجعل  العراق مؤهلا للدخول في مجلس التعاون الخليجي، لاحظوا  قضية السيد ميثم الفرطوسي. فهو يعمل في المحافظة بوظيفتين:

1- نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة
2- رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة

مرة يرسل جنودا وضباطا ومرة يرسل سيارات اسعاف وأطباء. الله يعينه ، ربما يكون هو سبب الفساد في المحافظة، فمن غير المعقول ان يكون نفس الشخص مسؤولا في لجنتين مختلفتين تماما في الاختصاصات: واحدة مهمتها القتل وتدمير البيئة والاخرى مهمتها الحياة وإنقاذ البيئة.
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق