"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/6‏/2011

الجيل الجديد من جواسيس الصهاينة

صورة الجاسوس التي ربما يجسدها جيمس بوند ، أو رأفت الهجان في المسلسل المصري الشهير: الرجل الناضج الذكي الوسيم الذي يعمل في خدمة مخابرات دولته ويرسل في مهمة مستحيلة ليخترق قلاع العدو بهوية مزيفة من أجل تصوير ملفات سرية أو الحصول على معلومات او اجهزة متطورة ، وينجح عادة في مهمته، وربما بمساعدة حسناء من العدو تقع في أحابيله، ويعود غانما سالما (في الأفلام عادة). ولكن هذه هي صورة الجاسوس التقليدي.

الآن هناك جيل جديد من الجواسيس وسوف اتناول هذا الجيل من الصهاينة ، يتصف بأنه شباب متحمس للعقيدة الصهيونية ، ادى الخدمة العسكرية وقاتل العرب في لبنان او فلسطين المحتلة، ناشط على الفيس بوك، يتكلم العربية، يحمل جنسيتين (غربية واسرائيلية) ، مهمته اختراق مجاميع الشباب العرب على الانترنيت ثم في بلدانهم التي يسافر اليها بجوازه الغربي، ويحاول غسل ادمغتهم للتطبيع مع الكيان ولنشر الفكر الصهيوني. وربما في نفس الوقت يجمع بعض المعلومات ويصور بعض الصور. وعادة تكون المعلومات التي يجمعها هي اجتماعية انثروبولوجية من ملاحظاته او اختلاطه بالشباب وعقد الصداقات معهم. وهذا نوع من التجسس يختلف عن التجسس الأكثر حرفية لجمع المعلومات السرية بواسطة الأقمار الصناعية واجهزة التصنت والمراقبة والتتبع  والعنصر البشري ايضا عن طريق الجواسيس التقليديين والشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في أكثر من بلد.

رأينا حتى الآن نموذجين من جيل الجواسيس الشباب: الأول جوشوا فتال الذي دخل شمال العراق بهيئة سائح واخترق الحدود الإيرانية مع اثنين آخرين ووقعوا جميعا في قبضة السلطات الإيرانية.

جوشوا فتال Joshua Fattal يهودي أمريكي (ربما من اصل عربي) متحمس للصهيونية وقد اشترك في برنامج اسمه (اكتب من أجل اسرائيل) وفي هذا البرنامج يتعلم الشباب الصهيوني كيفية نشر العقيدة عن طريق الانترنيت والاعلام والتواصل مع الشباب العربي "وهو برنامج مكثف يستمر سنتين يتدرب خلالها مجموعة منتقاة من طلبة الثانية ليصبحوا دعاة لاسرائيل في الصحف. والبرنامج يوفر للمتدربين معلومات حول اسرائيل والصهيونية والصراع العربي الاسرائيلي ويمكنهم من ان يكونوا خير دعاة من خلال الكتابة والاعلام بشكل عام . ويدير البرنامج ويدرس فيه شخصيات بارزة في الاعلام والجيش والادارة الاسرائيلية."

النموذج الثاني هو ايلان جرابيل Ilan Grapel وهو شاب يهودي أمريكي - اسرائيلي، خدم في الجيش الصهيوني وشارك في حرب لبنان، ثم تعلم العربية وجاء الى مصر قبل أو اثناء الثورة وقد اعتقل هناك مؤخرا بتهمة التجسس. وعلى صفحته في الفيس بوك والتي حذفت حاليا ، وضع صورته وهو يخطب في منبر الأزهر ، ولا ادري اذا كانت صورة مصنوعة بالفوتوشوب.

كما وضع صوره وهو بزي جيش الإحتلال الصهيوني.

وعن رويترز - قال والد ه دانيال جرابيل ان ابنه يعمل في مصر في اطار دراساته الجامعية.

واضاف "انه متطوع في اطار دراساته وهو يحصل على درجات أكاديمية عن العمل الصيفي... تعين عليه البقاء في مصر ثلاثة اشهر ضمن العمل مع الوكالة الامريكية المرتبطة بنقل اللاجئين من مصر."

وقالت ايرين والدة جرابيل ان ابنها يعمل لحساب جماعة سانت اندروز لخدمات اللاجئين وهي منظمة غير حكومية بالقاهرة. وفي اتصال هاتفي مع القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي قالت ان ابنها يحمل الجنسيتين الامريكية والاسرائيلية.

وعقب الحرب على لبنان تحدث جرابيل في الولايات المتحدة في مناسبات لجمع تبرعات لجنود اسرائيليين مصابين حسبما ذكرت نشرة منظمة اصدقاء جيش الدفاع الاسرائيلي (الجيش الاسرائيلي)  وظهر في النشرة بزيه العسكري بجوار متبرعين امريكيين ودبلوماسيين اسرائيليين في مناسبات لجمع التبرعات في شيكاجو وهيوستون في عام 2006 .

وبعد ذلك بعامين شارك جرابيل في برنامج الباحثين الاعلاميين التابع لمشروع اسرائيل بالقدس بشأن "تعليم القادة الشبان كيفية تعليم الصحافة عن اسرائيل وايران." وفيه يتعلم الشباب الصهيوني كيفية غسل أدمغة الشباب العربي تجاه الكيان.

(هنا نقطة التشابه اضافة الى معرفته اللغة العربية ، مع جوشوا فتال: برامج اعداد الشباب اعلاميا لاختراق العقل العربي)

بالزي  العسكري لجيش الإحتلال

وعن موقع يهودي اترجم لكم بعض المعلومات الإضافية:

ترجمة عشتار العراقية

ينقل صاحب الموقع عن صفحة الفيس بوك الخاصة بالجاسوس قبل ازالتها أسباب اختياره مصر"انتهيت الى مصر لعدة اسباب. كان امامي سنة قبل ان ابدأ حياتي العملية واردت ان احصل على مستوى عال  في تعلم العربية قبل بدء الدراسة في كلية القانون. ولهذا اردت ان اعيش هذه السنة في بلد عربي. كانت خياراتي محدودة بسبب جنسيتي الاسرائيلية : مصر والاردن وتونس والمغرب وقطر وموريتانيا. المغرب لا تتكلم العربية اصلا، وتونس كانت بعيدة جدا، والاردن تتكلم اسهل لهجة واكثرها فائدة  ولكن المعيشة غالية فيها . مصر كانت رخيصة جدا (5 دولارات في الساعة لمدرس خاص) . لهجتها مزعجة ولكن فهمها مهم بالنسة للعالم العربي انها. (ام الدنيا) . كما اني اعرف القاهرة من زيارات سابقة ولدي اصدقاء من الازهر سوف يتحدثون معي  ويعظونني بالعربية مجانا حتى يخيفهم أمن الدولة . ورغبتي حقا هي ان استقر في بلد آخر ولكن لا اعتقد انه سيكون لدي هذه الفرصة مرة اخرى."
(كلامه هنا يناقض كلام والديه من انه جاء ضمن منحة  أو برنامج للطلبة وفي اطار منظمة تبحث امور اللاجئين. هكذا يدخل الجواسيس الجدد) 
وتقول السلطات المصرية انه كان يحاول اثارة الفتنة الطائفية وان شبابا مصريين كان يحاول تجنيدهم مقابل اموال ، هم الذين بلغوا عنه وقد وجدت في غرفته في فندق درجة اولى كاميرات وهواتف نقالة وحواسيب محمولة ووثائق مختلفة وصور لمواقع مصرية وكمية كبيرة من المال. "

ويبدي صاحب الموقع استغرابه من نفي الحكومة الصهيونية أن جرابيل عنصر موساد. ويقول ان استخدام هذا التعبير يثير شكوكه.

"لماذا لم يقولوا انه (ليس جاسوسا اسرائيليا) ؟ لماذا اكتفوا بالقول انه ليس (عنصر موساد)؟ لمن يتجسس إن لم يكن للموساد؟ .. طبعا اسرائيل تود ان تزرع جواسيس داخل مصر، مع اني لا اعرف لماذا يحاولون زرع شخص امريكي الأصل الا اذا كان يحاول تجنيد طلبة من الجامعة الأمريكية في القاهرة . "

تعليقي : جوابي على سؤاله الأخير.. لماذا زرع جاسوس من اصل امريكي ؟ حتى تتكفل السفارة الأمريكية باخراجه باعتباره مواطنا أمريكيا. وهذا مايحدث الآن فعلا، فمن يتابع حالته هي السفارة الأمريكية ، وليست سفارة اسرائيل في القاهرة.

متابعة: أنشأ شباب الفيس بوك المصري عدة صفحات للسخرية من الجاسوس  الذى وصفه المصريون بأغبى جواسيس العالم لافتقاده أدنى مقومات هذا العمل، فكيف يمكن له أن يأتى مصر وهو يحمل صورا شخصية بزيه العسكرى بالجيش الإسرائيلى، بجانب صفحته على الفيس بوك باسمه الحقيقى ودون التحكم فى إعدادات خصوصية الصفحة، ويضع بها عدة صور له، من بينها صورته الشهيرة جالسا أمام القبلة بأحد المساجد، محددا أن وظيفته هى"داعية إسلامى بالأزهر".

وظهر على الفيس بوك صفحات مثل "أهبل وأغبى جاسوس في العالم" و"الجاسوس الإسرائيلى إيلان أعبط جاسوس فى العالم"، "إيلان جرابيل جاسوس وأهبل وزيمباوى كمان"، "قصة جاسوس"، وأخيرا "إحنا آسفين يا جاسوس"، التى طرحت استطلاعا ساخرا للرأى على أعضائها حول مدى رضاء أعضاء الصفحة عن أداء الجاسوس فى المرحلة الانتقالية قبل الحكم عليه، وكان رأى غالبية الأعضاء "مش عاجبنى وعايزه يتصور صور أكتر". صحف الكيان الصهيوني انتقدت هذه السخرية واعتبرتها "لاسامية"!

 

 

هناك تعليقان (2):

  1. لو كان هذا الشاب عربيا ودخل دولة اوربية لاثارة الفتنة لما اعتبروه جاسوسا. كان حتما سيحاكم بتهمة الارهاب. وهذا برأيي هو الصواب. لان مهمة الجاسوس هي جمع معلومات حساسة ومهمة لغاية ما. أما اثارة الفتنة والاقتتال فهي مهمة ارهابية غايتها الدفع الى القتل.
    فلماذا يطلق على ارهابيي العالم الغربي لقب جاسوس بينما يحاكم جواسيس العالم العربي بتهمة الارهاب؟


    أمير المدمنين

    ردحذف
  2. لا اعتقد بان اجهزة المخابرات العالميه ( خصوصا الاميركيه والاسرائيله ) لااعتقد بانها بحاجه الى جواسيس او جاسوسات في الدول العربيه لسبب بسيط وهو ان رؤوساء دولنا وملوكنا وامرائنا هم انفسهم جواسيس على بعضهم .

    بغدادي كردي

    ردحذف