"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/5‏/2011

إختفاء Tim (عباس سابقا) -3

اسراء وابوها تيم
تحقيق عشتار العراقية

تذكرون نمط قصة زينب سلبي وكيف استغلت حكاية (نضالها) وعمرها 11 سنة تحت حكم صدام حسين، لتكون من أصحاب الملايين في الولايات المتحدة. كانت الخلطة سهلة :

1- عنصر (نيرة الكويتية) أي شوية خيال وتمثيل.
2- شركة علاقات عامة أو أشخاص يقومون بهذا الدور للتلميع والتصعيد
3- العلاقات الصح مع الناس الصح: أي مع اليهود الصهاينة
4- انشاء جمعيات للنساء او للديمقراطية (الكلمتان السحريتان في جمع الأموال وفتح الأبواب) أو الإنضمام الى مثل هذه الجمعيات.
5- أن تكون من أقلية عرقية أو طائفية أو قومية لتزعم المظلومية.

وبعدها يحدث الإنطلاق بعون الشيطان.
البنت إسراء نعمة توفرت لها كل هذه الشروط ولكنها كانت أقل طموحا من الست زينب، فقد تركت والدها تيم يجمع الأموال ويختطف في سبيل ذلك ، وكانت أقل دهاءا كما أعتقد وأقل معرفة . كل الذي فعلته هو كتابة مقالة واحدة ظلت الصحف تتناقلها ، وظهرت في المجتمعات والندوات وهي تكرر نفس ماجاء في المقالة اليتيمة، مع تنويعات في التفاصيل حسب أصول الكذب المخربط. وانضمت لجمعية نسائية وقابلت بوش وتشيني وكوندليزا مع مجموعة من المظلومين الأحرار المتعطشين لتحرير وطنهم الذي لا يتذكرون شيئا منه فقد هاجر أغلبهم في سن مبكرة تتراوح بين (7 سنوات - 11 سنة) ، وبعد الإحتلال عادت الى العراق لتعمل مترجمة مع واحدة من (داعيات حرية النساء) ، كما عملت مع البنتاغون في توجيه  المستثمرين الراغبين في العمل بالعراق.

المفارقة في عنصر نيرة الكويتية في حكاية إسراء، مثيرة للسخرية. لأنها لم تكذب فقط وإنما انظروا من قدمها ورعاها في تلك  الفترة التي سبقت غزو العراق وكانت فترة محمومة بالبروباغندا لشيطنة الرئيس الراحل صدام حسين، ولتبرير الحرب القادمة  فإدارة بوش بكل اقسامها استعانت بكل من تستطيع وضع يديها عليهم من عراقيين خونة مستعدين لبيع أمهاتهم وآبائهم وأبنائهم في سوق العمالة مقابل حفنة دولارات.  كان الرجل الذي قدمها للمجتمع السياسي والإعلامي والماسوني لتروي حكايتها المثيرة للشفقة أمام نوادي الروتاري، هو مارتن بلير وكان في ذلك الوقت (2003) نائب رئيس شركة هل اند نولتون Hill & Knowlton نفس الشركة التي اخترعت تمثيلية نيرة الكويتية في التحضير لضرب العراق في 1991.  هل ترون المفارقة ؟

أما الكذب فحدث ولا حرج، كان خيال البنت جامحا بلا حدود.

اليكم جانبا منه:


 (لقد أعاد صدام حسين القتل غسلا للعار الى المجتمع العراقي بعد أن كانت العادة قد اختفت من مجتمعنا منذ وقت طويل )


(لدينا مثال في 1991 حين حدثت الانتفاضة ضد نظام صدام وساعدنا بكل ما نستطيعه . حملنا الاسلحة وساعدنا في المستشفيات. استطيع ان اروي لكم تجربة شخصية . نحن ، أنا ذهبت داخل احد سجون المدينة التي حررناها. حررنا 15 من 18 محافظة وذهبنا الى داخل السجن وفتحنا السجن. كان السجن مليء ليس فقط بالرجال وانما النساء والأطفال. لم يكن المعتقلون عراقيين فقط بل من دول مختلفة في الشرق الاوسط واوربا، ونحن .. هم اخذونا في جولة لنرى غرف التعذيب وداخل غرف التعذيب رأينا مفارم لحوم البشر . ورأينا احواض كيمائية يرمى الناس فيها ، ورأينا غرفا معدة خصيصا للإغتصاب.

الكثير من النساء يدخلن السجون في العراق واعمارهن 15-14 ويتركنها بعد  سنوات كثيرة مع ثلاثة او اربعة او خمسة اطفال بسبب الاغتصاب كل يوم .)

حملت الاسلحة ودخلت السجون وحررت المعتقلين وقامت بجولة في غرف السجن ؟ تذكروا كان عمرها 10 سنوات !!!

هل أحصيتم عدد الكذبات ؟ على فكرة : كلها كانت في جلسة واحدة . بالنسبة لي كانت أجمل الكذبات عن مفرمة لحوم البشر التي رأتها بعينيها !! يالمحاسن الصدف لأنه لم يرها أحد غيرها في العالم كله!! وكيف تكون الغرف معدة للاغتصاب؟ يعني جدران وردية وستائر مخملية وأضوية حمراء خافتة ؟

المقالة اليتيمة (لأني لم اجد غيرها) كانت بعنوان "انهم لا يتكلمون باسمي" ونشرتها في لوس انجيليس تايمز في 17 مارس 2003 و فيها توبخ الممثلين الذين ناهضوا الحرب التي ينويها بوش ضد العراق وتقول في بدايتها:

"حين يتحدث مارتن شين وتيم روبنز وسوزان ساراندون وباربرا سترايسند عن الشعب العراقي فإنهم لا يتكلمون عن اناس مثلي ، المسلمين الشيعة، اكبر مجموعة دينية في العراق ومع ذلك يجبرون على العيش كمواطنين من الدرجة الثانية تحت نظام صدام السني وحزب البعث."

ثم تتحدث عن قصة نضالها الخائبة فتقول :" حين كنت في العاشرة هربت مع امي واربع اخوة بعد فشل انتفاضة 1991 ضد صدام حسين . أبي وهو عقيد سابق في الجيش العراقي ، كان احد قادة الانتفاضة وساعد في تنظيم القوات المقاومة وحارب ضد حسين . وكصيدلي مع معرفة بالقواعد العسكرية في جنوب العراق، اخذ صناديق الادوية والمؤن الطبية من مستشفيات الجيش الى المستشفيات المحلية المدنية . وهاجم كل مايرمز الى سيطرة صدام في مدينتي الديوانية ، ومزق بوسترات صدام واعاد الاسماء القديمة الى المستشفيات والمباني العامة التي اطلق عليها اسم صدام."

وتختم مقالتها بقولها عن الممثلين "هناك شيء واحد يريحني في تصريحاتهم: حين يتحرر العراق سوف يعرف هؤلاء انهم لم يتكلموا ابدا لمصلحة الشعب العراقي" حسنا .. إنهم يعرفون الآن كيف كان  (التحرير) لمصلحة الشعب العراقي!!

المنظمة التي شاركت فيها ؟ اسمها (نساء من أجل عراق حر) واقرأوا بتمعن الآتي:

اطلقت المنظمة بدعم من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية FDD وبعض المجموعات العراقية الامريكية في كانون الثاني 2003 وبعد مقابلة في البيت الابيض مع ديك تشيني نائب الرئيس.

 مهمة هذه المنظمة دعائية خالصة وقد تشكلت حسب الطلب وبسرعة قبل الإحتلال بشهر (مجموعة من النساء اللواتي  اجتمعن في شباط 2003 للحديث عن معاناة العراقيين تحت حكم صدام حسين وللترويج لتحرير العراق)

بعد الاحتلال وفي 21-22 نيسان 2003 اجتمعت 19 منهن في لقاء لبحث دور المرأة في عراق مابعد الحرب. وأسسن وافدي WAFDI وهو (تحالف النساء من اجل عراق ديمقراطي)

(بعد ماكو داعي يكون الاسم - من اجل عراق حر-  لأنه نال الحرية وماباقي غير الديمقراطية)

علما انه لا يوجد حاليا للمنظمتين الأولى والثانية اي موقع على الانترنيت : لقد انتفت الحاجة للدعاية ، وانتفت الحاجة للحرية او الديمقراطية ، وتحولت العضوات الى  سيدات أعمال وتاجرات وثريات حرب أو نائبات في البرلمان، أو وزيرات !!


أما العلاقة الصهيونية في شرط انطلاقة نجم النضال؟ هذا ما سوف نختم به ، لأن الموضوع لا يحتمل أكثر:

في موقع صهيوني اسمه سولومونيا ، وعلى موضوع يستعرض فيه صاحب الموقع بعض الشخصيات العاشقة للكيان الصهيوني من مختلف الجنسيات والأعراق، نجد هذا التعليق :

من اسراء نعمة في 24 تموز 2004

هاي. انا عراقية امريكية وقد انشأت منظمة نسائية غير حكومية في العراق. لقد كنت اتمنى دائما واحب ان آتي لزيارة اسرائيل، كانت امي تروي لي حكايات عظيمة عن اصدقائها اليهود من ايام المدرسة والذين تبحث عنهم الآن لدعوتهم للعراق. من فضلك اضفني الى قائمة بريدك وايضا اود ان اكون جزءا من نشاطاتكم.

شكرا- اسراء نعمة
++
بعد سنتين في 29 مارس 2006

نجد تعليقا تحت تعليقها من مارتن بلير (رجل هيل اند نولتون الذي قدمها في نادي روتاري سان دياغو) يكتب هذا التعليق:

كنت احاول الاتصال باسراء نعمة ، صديقة من سان دياغو، بكاليفورنيا. هل لديكم عنوان بريد الكتروني حديث لها؟

شكرا - مارتن بلير
++

القصص الطيبة تنتهي بمسك  الختام، أما هذا النوع من القصص فإنه ينتهي بسخام الختام!!

هناك 4 تعليقات:

  1. الي باعوا الوطن والي باعو الشرف منو يعتب عليهم وهذا شرف (العاهرات) والي سوى ايام العراق الى جحيم بعد الله ينتقم من كل الخونة وتبقى عشتار رمزا للعراق انت نجمة في سماء العراق تفضحين هؤلاء الاراذل

    ردحذف
  2. أخي (غير معرف)

    شكرا على حسن ظنك بي، ولكنك في التعليق استخدمت لغة قوية لا استخدمها أنا عادة . وليكن في المعلوم أن (العاهرات) ربما يبعن أنفسهن بسبب الحاجة او الضرورة لإطعام أطفالهن الخ. وليس بالضرورة يبعن الوطن او يسلمن أهل الوطن كلهم في أيدي الأجنبي. أما خونة الأوطان فإنهم يبيعون الجمل بما حمل وهم ليسوا محتاجين لضرورة قصوى، وانما لاطفاء شهوة الجشع للسلطة او الشهرة او المال، او مجرد الإنتقام. فمن من حقه يزعل في التشبيه الذي استخدمته؟

    ردحذف
  3. حياك الله أيتها الشامخة بالحق عشتار
    لم أنقطع ومتابعة لمقالاتك الانفجارية وأنشرها بمواقعنا ومجموعتنا البريدية، وفخورة بهذا الجهد المضني و(المضيء) في سماء الحقيقة..
    صدقت في تعليقك الذي طالما أجبت ذات الاجابة ونضيف لشعر بيتاً.. إن هذه الشريحة لاشرف مليار مرة من عواهر الاحتلال وأصحاب العباءات السوداء وعمائم الشر واخونجية الندامة، فهؤلاء باعوا كلّ ما لهم طواعية وخدمة لأجنداتهم الخبيثة..

    استمري وبوركت..
    وسننقل مجزرة (بهرز) لأنه حقاً مجهود رائع..

    أختك
    ابنة الحدباء

    ردحذف
  4. ممتنة لك ياسارة لجهودك في نشر الكلمة المقاومة. وفقك الله.

    ردحذف