"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

9‏/5‏/2011

بن لادن: قتل الأسطورة-4

الحلقات: 1 - 2- 3

تحقيق عشتار العراقية
اختلفت أقوال الشهود كأنهم لم يروا شيئا .
عديد من الجيران تحدثوا لمجلة نيوزويك بشكل منفصل وزعموا انهم شهدوا جزءا من العملية من اسطح منازلهم او شبابيك الطابق الثاني ورووا قصصا مختلفة قليلا. كلهم اتفقوا اساسا على انه اشتركت 3 مروحيات وسمعوا تبادلا لاطلاق النار بين المروحيات او القوة المهاجمة بين المنزل وان احدى المروحيات سقطت وتحطمت وتسببت في انفجار كبير ونيران (قال المسؤولون فيما بعد أن القوة المهاجمة هي التي اضرمت النار في حطام المروحية) ، وان العملية استمرت 40 دقيقة .
قال د. هارون رشيد وهو طبيب ان منزله يبعد 500 متر عن الهدف وانه صحا من نومه على صوت اطلاق رصاص و انفجار كبير بعد منتصف الليل. ركض الى شباك الطابق الثاني وقال انه رأى شيئا مثل (صاروخ) اطلق من الارض واصاب احدى المروحيات التي سقطت. ثم بعد ذلك قال ان مروحية كبيرة ربما شنوك 47 او مروحية شنوك للنقل حطت داخل مجمع بن لادن وبقيت لمدة 3 دقائق قبل ان ترتفع مرة اخرى وتبعتها مروحية اخرى . قال انه وجيرانه لايعرفون من يسكن هناك ولكن كانوا يخمنون انهم بعض المشتغلين بتبديل العملة .

سيف الله (21 سنة) طالب يدرس التجارة اعطى تفاصيل اكثر. قال انه بعد منتصف الليل بقليل ذهب الى سطح منزله الذي يبعد 200 متر عن منزل بن لادن حين سمع اصوات مروحيات غير معتادة في تلك المنطقة الهادئة . رأى 3 مروحيات يطرن على ارتفاع منخفض "عرفت انها تبحث عن شيء" بعدها سمع اصوات تبادل رصاص . واعتقد ان مروحية ظنها اباتشي ضربت بآر بي جي . تحطمت فجأة وتسببت في انفجار ونيران "لابد انه كان هناك الكثير من المتفجرات في تلك المروحية لتصدر ذلك الانفجار الرهيب" "كان الصوت من القوة لابد انه ايقظ من يعيش على بعد عدة كيلومترات" ثم رأى شينوك تحط داخل المكان وبعد دقائق تطير ثانية .

تعليق : يلاحظ أن هذه الشهادات تدحض أقوال المسؤولين الأمريكان من أن المروحيات هي جيل جديد وتقنية متطورة تطير بدون أن يصدر عنها صوت، لأن الشهود يقولون أن صوت المروحيات هو الذي جلب انتباههم في تلك المنطقة الهادئة. ولكن شهادتي الطبيب والطالب متأثرتان كما يبدو بالرواية الرسمية الأولى من (تبادل اطلاق النار) متحدثين عن صواريخ (ار بي جي) اطلقت من المنزل نحو احدى الطائرات فأسقطتها. وهي مسألة نفتها نفس الادارة الأمريكية بعد تنقيح رواياتها. إذا أحسنا النية ، نقول أن الشهود لم يروا شيئا واضحا في ظلام الليل ولكنهم بعد أن سمعوا  القصة الرسمية تهيأ لهم أن هذا ما رأوه ، وهذه واحدة من طبيعة ذاكرة الإنسان. وإذا أسئنا الظن طبعا فسنقول أن الشهادات كانت مرتبة للتوافق مع القصة الرسمية الأولى قبل تنقيحها.

شهادة أخرى في هذا الفيديو وفيه مواطن باكستاني يعيش في ذلك الحي وقد تحدث لقناة الجزيرة الدولية . يقول انه لايصدق أن الساكن كان بن لادن لأن هذه منطقة عسكرية والقادم للمنطقة لابد أن يتوقف للتفتيش من قبل الشرطة العسكرية التي تطلب رؤية هويته. ويقول ان ابن عمه يعيش قريبا من المنزل المستهدف، وانه يتمشى اليه كل يوم ولم يصدف أن رأى شيئا في المنزل، قد يكون الساكن شخصا آخر ولكن لايمكن ان يكون بن لادن، والا لعرفت المنطقة كلها. ويتحدث عن تلك الليلة فيقول انه سمع صوت المروحيات فخرج الى السطح وبعد 15 دقيقة سمع صوت انفجار.

الشيء الغريب في الشهادات التي ذكرت في هذا التقرير الذي يقول ان الحكومة الباكستانية كانت تعلم بالهجوم ومتعاونة معه بدليل ..  ولكن اقرأوا مقتطفات من التقرير:

ظهر دليل جديد من ان الحكومة والجيش الباكستانيين كانا على اطلاع على خطط امريكا لشن الهجوم على بن لادن وساعد  الباكستانيون امريكا في هذا الجهد. واصرار  الحكومة الباكستانية على القول انها اخذت على حين غرة ولا علم لها هو من اجل ذر الرماد في العيون خوفا من انتقام شعبي . وقد قال مسؤول عسكري باكستاني كبير لم يشأ ان يذكر اسمه ان قوات الجيش الباكستاني كانت تقدم الدعم حين بدأت الولايات المتحدة عملياتها داخل المجمع ، مثل عزل الحي الذي يقع فيه المنزل.

     ومما يؤكد الدعم الباكستاني هو ما اكده عدد من سكان الحي من ان عناصرا من الجيش الباكستاني زارتهم قبل ساعتين من بدء الهجوم وأمرتهم بإطفاء الانوار داخل وخارج منازلهم وطلبت منهم البقاء داخل البيوت حتى يبلغون بعكس ذلك. 

(وهو شيء لم يذكره أي من الشهود أعلاه ، مما يعني اما ان الشهود كاذبون، و الشهادات مرتبة ومدروسة، وإما ان الجيش طلب تلك الطلبات من بعض السكان (الأقرب الى منزل بن لادن مثلا) وليس كلهم.)

 يقول التقرير ايضا ان الجنرال بترايوس قام بزيارة فجائية لإسلام اباد في 25 نيسان كما اكد مسؤول عسكري كبير وقال ان بترايوس اجتمع على انفراد مع الجنرال أشفق برويز كياني ، رئيس هيئة اركان الجيش الباكستاني حيث ناقشا تفاصيل العملية.
 
في اليوم التالي عقدت اعلى هيئة عسكرية في باكستان - لجنة هيئة الاركان المشتركة - جلستها الدورية وقد حضرها الفريق احمد شوجة باشا رئيس المخابرات الباكستانية ، وكان باشا قد زار الولايات المتحدة للقاء رئيس وكالة المخابرات المركزية ليون بانيتا في 11 نيسان.

بالتأكيد لابد أن تعلم الحكومة الباكستانية بما يجري في منطقة عسكرية حساسة داخل أراضيها. وهل نسينا حكومة اليمن التي كانت أكثر كرما فقد كانت بعد كل قصف تقوم به الطائرات الأمريكية داخل الأراضي اليمنية ، تزعم الحكومة انها هي التي قامت به، وحتى حين يقتل مدنيون ،  تعترف بارتكابها الجرم وتوزع التعويضات على ذوي الضحايا. حكام باكستان (تفاجأوا) و (غضبوا) و(احتجوا).

الحلقة الخامسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق