"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/4‏/2011

احتلال العقل العراقي: الجامعة الأمريكية في السليمانية-6

الحلقات السابقة : الأولى - الثانية - الثالثة - الرابعة - الخامسة

بقلم عشتار العراقية

اليوم رايحين رحلة خلوية .. لمراقبة الطيور المهاجرة في شمال الوطن، ولصيد السمك في الهور، ولا تشغلوا بالكم من ناحية الزاد والزوادة.. معنا خبير أطعمة ومشروبات عمل 14 سنة في فنادق درجة اولى.

صحبتنا اليوم في هذه الرحلة الممتعة ، من
أعضاء مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في السليمانية :
عزام علوش والداينامو المحرك للأحداث زوجته سوزي


لابد لأي مشروع (غير ربحي) محترم من زوجة أجنبية شقراء لإضفاء الثقة والمصداقية في الغرب
+++
وعادل حلاوي - فنان تشكيلي وخبير أطعمة ومشروبات لبريمر واياد علاوي وبرهم صالح، اخيرا تحول الى خبير في مراقبة الطيور .


عادل حلاوي يقودنا هنا في رحلة التخييم مع الطيور في جبال الشمال

ملاحظة : ربما ينفع القاريء قبل الانطلاق في الرحلة ، الاطلاع على بعض مواضيع قسم الأهوار عندنا هنا.

عزام جواد علوش عراقي امريكي آخر دخل الى مشروع خراب العراق من درب جديد: الأهوار.

ولد علوش في الكوت في 1958 وقضى معظم سنوات طفولته في الناصرية على مقربة من الاهوار . كان والده جواد علوش مدير الري هناك وكان يأخذ معه ابنه في رحلات منتظمة للاهوار حين كان يحل منازعات المياه. غادر علوش العراق في 1978 هربا من صدام حسين
(لأنهم اشترطوا عليه الانضمام لحزب البعث حتى يقبل بالجامعة. وهي الكذبة الشائعة بين المناضلين في الخارج الذين ليس لهم تاريخ حقيقي في المظلومية ويريدون اللحاق بركبها.. لماذا لم يطلب مني ذلك ولم يطلب من كل من اعرفه ذلك ؟ هل كل من ا نهى الجامعة في العراق اضطر للانضمام للحزب الحاكم؟ ) . انهى دراسته الجامعية كمهندس مدني من جامعة كاليفورنيا في فولرتون . عمل لمدة عشرين سنة مستشارا في الهندسة البيئية في جنوب كاليفورنيا. في 1997 انهمك بالسياسة وانضم الى هيئة إدارة (المعهد العراقي).

وبعد ان شجعه تقرير برنامج البيئة للامم المتحدة في 2001 الذي اعتبر ان تجفيف الاهوار اكبر كارثة بيئية، اقام هو وزوجته سوزي علوش مشروع (عدن مرة ثانية Eden Again) وبدأ في تجميع خبراء دوليين لتقييم احتمال اعادة الاهوار. في آب 2003 اخذ اجازة من عمله الاستشاري ليذهب الى العراق ليدير عمليات مشروعه هناك وكان هذا بذرة منظمة (طبيعة العراق) . مؤخرا انضم علوش لهيئة امناء الجامعة الامريكية في السليمانية حيث أسس معهد النهرين التوأم للابحاث العلمية TRI والذي سوف يشرف على انشطة اكاديمية وبناء القدرات التي تديرها منظمة طبيعة العراق وهي جزء من المعهد العراقي Iraq Foundation

كذبة اخرى ذكرها في موضوع هنا ، عن مقتل نصف مليون من سكان الاهوار على ايدي صدام حسين في مذبحة لا يعرف عنها العالم شيئا !! ياللهول! وهل هناك شيء لم يعد العالم يعرف عنه؟ لماذا لم ترفع شكوى في المحكمة الجنائية حين كان صدام يحاكم فيها ؟ ماذا ؟ لم تكن لديك الدليل والاثبات؟ لعد شلون عرفت الرقم بالتحديد ؟
A half-million Marsh Arabs were killed or displaced in one of the most under-reported genocides on record.

في آب 2001 قامت وكالة ناسا بنشر صور بالاقمار الصناعية عما فعله صدام حسين حيث 90% من حوالي 8000 ميل مربع من الاهوار قد تحول الى ارض جرداء. حين رأى الصور مع زوجته سوزي
قالت له "اننا علماء وينبغي ان نفعل شيئا "

أخذا منحة بمبلغ 190 الف دولار من المعهد العراقي حيث عزام علوش عضو في مجلس ادارته، وانشأ الزوجان مشروع (عدن ثانية) ، كان اسم المشروع (Eden Again) جنة عدن ثانية وهو يترادف في الذهن مباشرة مع المذهب المسيحي الذي كان يبشر به المحافظون الجدد في ذلك الوقت Born Again

والمعنى (الولادة ثانية من خلال المسيح)

وكان بوش يتباهى بانتمائه الى هذا النوع المتشدد من المسيحية.

يقول علوش (ولاحظوا التعبيرات الدينية ) "احياء الاهوار رمز كبير . اعادة الحياة مرة اخرى من التراب والملح في الدمار الراهن - الى مهد الحضارة الغربية . لا استطيع التفكير في اي شيء اكثر رمزية من اعادة ولادة العراق" استعمل تعبير Rebirth of Iraq

هل يقصد التأكيد على معنى born again?

انتبهوا الى هذا النمط من (النضال) للأجانب من أصل عراقي والذي ازدادت حميته بعد اصدار قانون تحرير العراق في 1998 وحث الجميع الخطى حين غزا جورج بوش افغانستان وبدأ يهيء لغزو العراق .
النمط يتلخص في الآتي:

1- يحدث ضغط من جماعات الضغط والمنظمات (الانسانية) والشخصيات الخ على الأمم المتحدة لاصدار تقرير (على الأقل) يدين عملية قام بها النظام المطلوب الاطاحة به، حتى لو كانت العملية تخدم الشعب على المدى الطويل.

2- يسرع المناضلون في الخارج الى تأسيس جمعيات تستثمر في هذا التقرير او القرار. وهي جمعيات حسب القانون الأمريكي - اذا كانت في امريكا- تسمى جمعيات غير ربحية معفية من الضرائب (حسب القانون الامريكي 501c ) وتفتح ابوابها للمتبرعين ويحق للمتبرع المطالبة باعفاءات ضريبية اعتمادا على مقدار الهبات التي يقدمها.

3- يقام موقع الكتروني للجمعية ويضاف اليه اسماء مشهورين او اصحاب شهادات او خبرات معينة لتأكيد جدية الموضوع، وتكتب نبذات تاريخية والاهداف الخ.

4- يساعد في هذه العملية ان يكون للعراقي الهجين زوجة أجنبية لاضفاء عيون زرقاء وشعر اصفر على المشروع لمنحه المصداقية والثقة !!

5- اللعب على عواطف الجمهور المتبرع المحتمل، ابتداءا من تسمية المشروع، وطبيعة الأهداف ، لابد من شيء يرتبط في وجدان المتبرع في حالة صاحبنا علوش ، كان اسم المشروع (Eden Again) كما قلنا بما لها من تداعيات بالنسبة للمسيحيين الأمريكان من أتباع آية الله بوش. كذلك الاصرار على اضافة كلمة Mesopotamia في التعريف بالمشروع ، لأن الكلمة أيضا لها تأثير تاريخي انجيلي.

وذكر في اهداف المشروع ان الأهوار هي حسب الديانات اليهودية والمسيحية موقع (جنة عدن) المذكورة في الكتب السماوية وان صدام الشرير قد جففها ويراد الآن اعادة (ولادتها ثانية) .

الخبراء الذين تم تجميعهم على اساس الخبرة الدولية للمشروع، لا علاقة لهم ولا بخبراتهم بالعراق او بالأهوار، بل حتى لم يحدث أن زاروا العراق في حياتهم، حتى العراقي المذكور اسمه في مجلس ادارتهم يحمل الجنسية السويسرية وكان قد ولد على الأكثر خارج العراق.

كما انه من الغريب ان اجد جملة وضعت قبل اسماء الخبراء وربما تكون اشتراطا منهم وهي : انهم يعملون في المشروع تطوعا ، وان ذكر اسمائهم ليس معناه المصادقة على المشروع. والكلمة تنص على
(بينما نعتمد على هيئة المستشارين الدوليين في المشورة العملية ولكن مشروع (عدن مرة ثانية) يحتفظ بالمسؤولية الوحيدة لمشاريعه وافعاله. ان تضمين الاسماء في ادناه لايعني التصديق على مشروع عدن
مرة ثانية او المعهد العراقي من قبل العلماء او مؤسساتهم.) فكأنهم يتنصلون من مسؤولية المشروع من البداية.

نتذكر ان المشروع ومن ثم المنظمة ولدا في رحم معهد رند الرحيم وشقيقها باسل وكنعان مكية وبرهم صالح وبقية المناضلين في المعهد العراقي.

أقحم المشروع في (مشروع مستقبل العراق) ثم لما حمى وطيس النضال بتحقق الامال في احتلال العراق ، وانبثقت (منظمة طبيعة العراق) حتى تستطيع التصرف والتربح بشكل اكثر مهابة، انضم اليها هذا المشروع ومشاريع اخرى ، ثم انضم الجميع في 2007 الى
الجامعة الأمريكية حيث أسس علوش ايضا فيها معهد النهرين التوأمين للبحث العلمي ووضع على رأسه رئيس مجلس إدارة المعهد العراقي وهو الكندي هيثم الحسني.

وكل هذه المعاهد الآن تقوم بمراقبة طيور كردستانهم واقامة معسكرات للطلبة والسواح للفرجة ، أما النضال في سبيل الأهوار فأعتقد انه على الورق اكثر مما هو على أرض الواقع، كما فعلت البارونة النصابة ايما نكلسون من النضال على مدى سنوات في سبيل (سكان الأهوار) حين توصلت سليلة المستعمرين البريطانيين في النهاية الى أن النفط المحتمل في الأهوار أهم وأنفع وأبقى فوجهت وجهتها الى الذهب الأسود المبارك.

ولكن السيد علوش الرومانسي الذي يريد ان يستعيد اجواء تلك الرحلات مع ابيه في الأهوار ، فإنه كما أفهم قد حول تلك الابحاث الى (سبوبة عيش) كما يقول المصريون من خلال الجامعة الأمريكية . بعد أن اكتشف أن اعادة الأهوار ليس ممكنا في ظل شحة الانهار وتصحر الاراضي حاليا، ولعله يعترف بعد أن يكتفي من المكاسب الدولارية التي تنهال على مشروعه من القشامر، أن الرئيس صدام حسين كان على حق وأن المهندس البريطاني الذي افتى في ايام العهد الملكي بضرورة تحويل مياه الاهوار الى الزراعة كان مصيبا حيث وضع الرجلان في تصورهما البعيد ، يوما تشح فيه المياه. أما الحديث الرومانسي عن اعادة (طريقة الحياة) ووسائل العيش لبضعة الاف من سكان الأهوار، فإنه حلم الحنين للماضي الذي يعصف به عادة تطور الحياة وتغيرها، وبالتأكيد كانت الأهوار سوف تنتهي اصلا بعد أجيال بسبب تعلم ابنائها وانتقالهم الطوعي للعيش في المدن الكبيرة او العاصمة وانقطاع صلتهم شيئا فشيئا بطريقة الحياة القديمة والبدائية. والجغرافية تتبدل والأنهار تتبدل والمجتمع يتبدل والطقس كما نرى حاليا يتبدل ، ولا شيء يقف على حاله. أما اذا كانت طريقة الحياة هي التي تقطع قلوبهم .. فماذا عن (طريقة حياة) الملايين من العراقيين الذين هجروا وشردوا واعتقلوا في السجون منذ ثمان سنوات والذين اختفوا والذين ظهرت جثثهم في المزابل والانهار، والذين دمرت حياتهم وبيوتهم واضطروا للعيش في الخيام ، واضطر الاكاديمي ان يعمل سائق اجرة ويبيع الطرشي في الشورجة ، كل ذلك بسبب الحصار والغزو والاحتلال الذي حض هؤلاء وعمل كل ما بوسعهم لانزاله على العراق والعراقيين . ألم يدر في خلدهم انهم يغيرون (طريقة حياة) ملايين من البشر العراقي الى الأسوأ؟ وأن جريمتهم هذه أفظع من جريمة صدام حسين اذا كان قد اراد تغيير حياة بضعة آلاف شخص من الصيد في المستنقعات الى الزراعة ؟

ولكن السيد علوش مع زوجته الشقراء سوزي يضعان عيونهما على (طريقة حياتهما) وقد تحول حبهم للطبيعة العراقية التي خربها ودمرها اليورانيوم المنضب
(ليس هناك ذكر له بطبيعة الحال في كل مشاريعهم) الى رغبة في استقطاب السياحة الى جبال الشمال او الاراضي البور في الجنوب . وكان الأجدى بهما بدلا من مراقبة الطيور والسمك ، أن يعملوا فعلا على تنظيف البيئة العراقية من آثار اليورانيوم المنضب الذي يفتك بالإنسان الى جانب الطيور والسمك، والذي امتدت آثاره من الجنوب حتى الشمال. ولكن طبعا مشروعا مثل هذا لن يجلب الأموال من المنظمات الاستخباراتية الأمريكية مثل هيئة المعونة الدولية ومنحة الديمقراطية ولا مهاويس المولودين ثانية من المحافظين الجدد .

ومن حرقة قلب عاشقي الأهوار ، فإن السيد علوش في كل طلعاته ودخلاته (العسكرية) :


يروج لهذه الصورة (قبل وبعد تجفيف الأهوار) :

على اليمين خارطة الأهوار قبل التجفيف وعلى اليسار بعد التجفيف
وهناك سؤال يطرح نفسه : لماذا لم يقم أي أحد من (الانسانيين) المتحمسين لرد المظالم ، من اقامة الدنيا بدون إقعادها لهذه الخارطة وهي تصور ما بقي من الأراضي الفلسطينية؟ أم أن (طريقة حياة) الفلسطينيين والتي تمتد أيضا في بطون التاريخ ، غير مهمة في العصر الأمريكي ؟


من اجل مشروعه ارتفق علوش مع عراقي هجين آخر لعل من المفيد أن نستعرض حياته الغريبة.

تذكرون الممثل بسام رضا الذي انتقل من أدوار صامتة في افلام هوليوود الى ان يكون مستشار المالكي للاعدامات ؟ واختفى حاليا في غمامات الخيال؟

حسنا لدينا الآن عادل حلاوي ، فنان تشكيلي أيضا خبرته الأكاديمية في تصميم الجرافيك وكل خبرته العملية هي في الاشراف على قسم الاطعمة والمشروبات في الفنادق، فإذا به مستشارا لبريمر في شؤون اعادة الإعمار ثم مستشارا لأياد علاوي حين كان رئيسا للوزراء في شؤون ما ادري شنو ومستشارا ايضا لبرهم صالح حين كان وزير التخطيط، كان يشرف على توزيع المنح التي تصل من الدول للعراق. والآن حط به النضال في منظمة طبيعة العراق وفي الجامعة الأمريكية في السليمانية .

ولد في الاسكندرية من ام مصرية واب عراقي في 1957. قضى شبابه في العراق وبعد تخرجه من الثانوية دخل جامعة الاسكندرية حيث حصل على بكالوريوس في المسح الجغرافي في 1977.

سافر الى امريكا في 1984 للدراسة في جامعة كاليفورنيا في فولرتون (نفس جامعة علوش) وعمل للحصول على شهادة عليا في تصميم الجرافيك. ورغم انه قضى 14 سنة في عمل الفنادق حتى اصبح المدير الاداري للطعام والمشروبات في سلسلة فنادق كبيرة ولكن حلاوي يحب الفن ولوحاته تعكس معاني الحب والحياة والالم واقام معارض في امريكا خلال عشرين سنة الماضية .

عاد الى العراق في 2003 وانضم الى سلطة الاحتلال المؤقتة بصفة قائد فريق الحكم المحلي الذي اسس مجالس احياء و مجالس محافظات بضمنها مجلس مدينة بغداد و في 2004 عمل في منصب مستشار لاعادة الاعمار والبيئة في حكومة اياد علاوي ورأس مشروع اعادة الاعمار السريع الذي مول 910 مشاريع في انحاء العراق وميزانية تقدر بنصف مليار دولار. في 2006 حلاوي بدأ العمل في برنامج التنمية التابع للامم المتحدة كمنسق برنامج لوحدة التنسيق بين المانحين ، أي انه عمل مستشارا في كل قضايا المنح، لوزير التخطيط حينذاك برهم صالح. وساعد حلاوي على ترتيب اول اجتماع لهيئة الامناء الجامعة الامريكية في السليمانية في اسطنبول وروما. في 2007 انضم الى منظمة علوش (طبيعة العراق) بصفة مدير اداري العمليات.

مشكلة حلاوي التي تفيد واحدة مثلي، انه يحب التسجيل والكتابة في منتديات ومواقع ، تعليقا على مواضيع تخص (خبراته) في العراق. وفي موقع (العراقي) كتب تعليقا على واحد قال ان برهم صالح يسرق من اموال المنح. طبعا الاتهام سوف ينسحب عليه لأنه هو الذي كان مشرفا على توزيع تلك المنح. وكان رده التالي:

"دعني اعلن لك يا اخي العراقي ان هذا الاتهام كاذب تماما (اقصد اتهام برهم بسرقة منح اعادة الاعمار) وانا في وسط كل هذا واستطيع ان ابرهن للعالم اني استطيع ان اوثق 100% من هذه المنح لأنها كانت تخرج من مكتبي. لقد مولنا مشاريع بمبالغ تصل الى 350 مليون دولار في اقل من 3 اشهر في انحاء العراق . والكثير سوف يأتي لاحقا. ومثل ماقلت 100% من هذه المنح موثقة فهناك تفتيش دوري من المؤسسات الرسمية التي تدرس سجلاتنا وتعطينا تقارير اخلاء الذمة "

معود؟ حلاوي؟ وين هاي المشاريع ؟ 910 مشروع ؟ يعني العراق يعيش أزهى عصوره ؟ وأهم من هذا وين هاي المؤسسات اللي تدرس سجلاتكم وتخلي ذمتكم ؟ يعني كلها شفافة ؟ ماكو شي دخل البطون ؟ يعني مجاعة؟

لعد شلون وانت خبير في الطعام والمشروبات؟

لنقل - مع افتراض حسن النية - ان السيد حلاوي كان رومانسيا آخر ولا يدري ما يفعل او مايدور حوله وانه كان يحلم ، رغم انها احلام جميلة تجلب عائدا هائلا. أقول هذا لأنه فنان مبدع في مجال الفن التشكيلي، وهذا للأسف ، يؤكد مرة اخرى لنا خطأ مقولة (الاسلوب هو الانسان) اي ان اسلوب الانسان يدل عليه. فمن يتصور أن فنانا مبدعا يمكن ان يقبل أن يكون مستشارا لسلطة احتلال ويتربح من اختصاص غير اختصاصه، لمجرد انه يحمل جنسية امريكية ، وموال للاحتلال؟ كيف يمكن ان يكون اي فنان مبدع موال لاحتلال أي وطن ناهيك ان يكون هذا وطنه الأصلي؟ ثم أكثر من كل هذا كيف يمكن أن يصدق الفنان في فنه ويكذب في حياته كل هذا الكذب ؟

في موقع له على الانترنيت يقول "الفن بالنسبة لي الهروب الاخير من عذاب الحياة اليومية . احاول ان اجد ملاذا فيه واحاول ان احل مشاكل العالم من خلاله . انها طريقتي لمعارضة كل الظلم الذي وقع على شعبنا لزمن طويل. من خلاله ، اجد نفسي .. ومدينتي الفاضلة."

ياريتك بقيت على طريقتك في محاربة الظلم ، وياريتك اقتصرت على فنك ، وياريتك بقيت تحلم بمدينتك الفاضلة بدلا من تخريب وطن بكامله.

هكذا اديرت بلادنا بعد الاحتلال : مستشارون من كل صوب وحدب وكل من هب ودب. المهم ان تكون لديه الجنسية الذهبية ، فهذه تكفي لجعله مستشارا للغنم.

العبرة في القصة : أن هذه المشاريع الوهمية التي تربح الضباع منها، تحولت بعد ذلك الى (مشاريع ومراكز أبحاث) في الجامعة الأمريكية في السليمانية ، وتعلمون ماذا يعني هذا ؟ ان يطلب من الطلبة الأغرار عمل دراسة في الطيور ودراسة في الاهوار ودراسة في كيفية أرشفة الوثائق .. وهذه الأخيرة تتبع المركز الذي افتتح في الجامعة الأمريكية لاحتواء مشروع كنعان مكية (احد الأمناء ايضا) (الذاكرة العراقية ) . وتعلمون اساس مشروعه طبعا : هي الوثائق التي سرقها من الدولة العراقية ، ملايين الوثائق والتي أخذها الى الخارج ولم يعرف ماذا يفعل بها. مرة قال انه بصدد انشاء متحف لها ، ولكن خلافا عليها بينه وبريمر أطاح بفكرة المتحف، وأخيرا وضعها كحالة بحثية في الجامعة الأمريكية في السليمانية .

الجامعة الأمريكية لأنها طبعا اكاديمية كلش وعلى احسن المستويات لازم يكون فيها مراكز أبحاث. مثلا هذا المركز المسمى (مركز الدراسات الاقليمية ) وهو مركز فخم كما ترون من اسمه ويدرس فيما يدرس الطاقة -والمال والتجارة - القضايا السكانية والاجتماعية- وايضا برنامج الدراسات العراقية . وهذا يابعد رويحتي ، ينقسم قسمين

1- مؤسسة ذاكرة العراق واختصارها IMF وهو كما ترون نفس اختصار صندوق النقد الدولي . مجرد توارد خواطر والله وتيمنا بوجه الصندوق المشرق، مو الغرض منه خلط الأمور على المانحين القشامر.

والمؤسسة هي التي كان يديرها كنعان مكية ابو إذن الموسيقية ويتبع طبعا المعهد العراقي وهنا يريد بعد ان فشل في عمل شيء بوثائق العراق او التربح منها بأي شكل، جاء بها للطلبة يأرشفوها ويصنفوها ويضيعون وقتهم فيها، وهو في نفس الوقت مكسب، لأن الجامعة طبعا راح تدفع لمن يدير المؤسسة نيابة عن كنعان وهو حسن منيمنة، وماعندي مزاج ابحث لكم عنه الآن. طبعا من اجل الفخامة وتعمية العيون حاطين الهدف من ذاكرة العراق هو (أن الحقيقة يمكن ان تشفي المجتمع الذي تعرض سياسيا وجسمانيا للوحشية على نطاق واسع) طبعا غني عن البيان أن الذاكرة العراقية لا تشمل ولا تتذكر الا عهد صدام حسين ، مع أنه يا أخي محي من كتب التاريخ التي تدرس في المدارس العراقية . عجيبة !!

2- مشروع التاريخ الشفاهي -(وهو ايضا من مشاريع الذاكرة العراقية لكنعان مكية) يشغلون الطلبة بالركض هنا وهناك لجمع اكبر عدد من المعلومات الشفاهية من الشخصيات السياسية الخايسة الحاضرة ، يعني الواحد من هؤلاء مثل أحمد الجلبي راح يجلس مع الطالب ليروي له قصة حياته والطالب يسجل الكذب والتصفيط ويروح يمتحن بيه . والله يساعد ذاك الطالب اللي يدفعه حظه المايل على تسجيل شفاهيات الجعفري .. لازم ينصب خيمة ينام بيها الى أن يرأف الله به، ويجيب معاه ألف شريط تسجيل ابو ساعتين ، يفتح التسجيل ويترك الجعفري يسرد ويستطرد ، ويروح الطالب ينام في الخيمة وكل ساعتين يجي يغير الشريط ، ويرجع ينام ..

باختصار : الجامعة هذه كانت مكب شخصيات ومشاريع (المعهد العراقي) !

مازال لدينا بقية مجلس أمناء الجامعة الأمريكية في السليمانية، وهم الثلاثي اللبرالي المرح : الراشد ومروة وعجمي ..

الحلقة السابعة هنا

هناك تعليق واحد: