"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/4‏/2011

احتلال العقل العراقي: الجامعة الأمريكية في السليمانية-16

الحلقة السابقة (لابد من قراءتها أولا)

بقلم : عشتار العراقية

انتهينا في الحلقة السابقة الى أن ميلاني ستاندش مديرة مكتب البرامج الدولية في الجامعة الأمريكية في السليمانية أرسلت في 8 نيسان 2011 رسالة تنبيه الى الهيئة التدريسية في الجامعة هذا نصها :

أعزائي الهيئة التدريسية

ألفت انتباهكم بلطف وأناشدكم عدم كتابة توصيات للطلبة المتقدمين ل
معهد تكفاه-هرتوغ. لقد اخترنا 6 في التصفيات النصفية ولدينا توصياتهم جاهزة.

بعض الطلاب المغامرين يتقدمون مباشرة الى المعهد دون الخضوع لعملية مراجعة الجامعة الامريكية في السليمانية . وطبعا من حقهم التقدم مباشرة ولكن مكتب البرامج والتبادل الدولي يفضل الا تسهل الهيئة التدريسية والموظفون في الجامعة طلبات هؤلاء الطلاب بتقديم توصيات لهم. ولدى الطلاب خيار الاستعانة باشخاص من خارج الجامعة لكتابة توصيات لهم. ولكن من غير المحتمل ان يوافق المعهد على طلبة يتقدمون
بدون توصية تمر على مكتب الجامعة المرتبط بهذا البرنامج.

مع التقدير
ميلاني ستاندش
المشرفة على الخدمات المهنية والتبادل الدولي.

بالتأكيد استرعى انتباهكم من كل الرسالة اسم المعهد :
تكفاه-هرتوغ ؟؟؟ هل دق مائة جرس إنذار في رؤوسكم !! ولكن قبل أن نخوض بالإسم ، أود أن أؤكد للعلم ، أنه من المفروض أن برنامج التبادل الطلابي هذا يتعامل مع اكثر من معهد وجامعة ، حسب المادة التي يريد الطالب دراستها، فلماذا كانت رسالة ستاندش التحذيرية للهيئة التدريسية تقتصر على هذا المعهد؟ لماذا هذا التأكيد على أن يكون تقدم الطالب من خلال الجامعة ولماذا لن يقبل المعهد اي طلبات من خارج المكتب المرتبط بالجامعة؟ هل معنى هذا أنه ليس هناك غير هذا المعهد لصيف 2011 ؟ أم يعني أن لهذا المعهد خصوصية ما؟

تكفاه !!! تعني بالعربية : الأمل ، وهي عنوان .. خمنوا !! .. النشيد الوطني (الإسرائيلي) !!

هالولويا ..قادة المستقبل في العراق .. هالولويا ..

هرتوغ ؟ انتظروا شوية واحدة واحدة .

اولا معلومات عن المعهد ومكانه جامعة كولومبيا في نيويورك نستقيها من موقع المعهد:

المعهد الصيفي ومدة الدورة فيه من 31 تموز الى 10 آب يسعى لفهم الحقائق الاساسية في التاريخ الاقتصادي والفلسفة وكيف تجيب على الاسئلة التاريخية حول الحياة الانسانية وكيف يمكن ان تقود هذه الحقائق تفكيرنا في قضايا حياتنا وقيمنا وخير الانسانية . سوف يحاضر في المعهد ثلاثة من كبار الباحثين في حقول الاقتصاد والتاريخ المالي والفكر : بروفيسور
تشارلز كالوميريس من جامعة كولومبيا كلية العلاقات العامة والدولية ، وبروفيسور جيمس اوتيسون من جامعة يشيفا وبروفيسو ستيفن هابر من جامعة ستانفورد ومعهد هوفر. سوف يقضي الطلاب الصباحات في الدراسة والمناقشة للنصوص الكلاسيكية في الاقتصاد والسياسة والاجتماع (يعني العقيدة الصهيونية) وبعد الظهر مناقشات تطبيق هذه الافكار في السياسة وتتضمن مناقشات مع باحثين بارزين من خارج المعهد .


على الجانب الايمن صور وتعريف بهؤلاء الاساتذة وبقية اساتذة المعهد وكلهم يهود وبعضهم من جامعة في تل ابيب وجامعة صهيونية في الولايات المتحدة ايضا اسمها يشيفا.

استمارة الطلب على الموقع لا تخفي شيئا فهي تقول بالحرف الواحد :

المعهد تحت رعاية
صندوق تكفاه و مؤسسة هرتوغ (من هنا جاء الاسم ) وسوف يقدم الفرصة لمجموعة صغيرة من طلاب الجامعات (المتميزين) من امريكا واسرائيل ودول اخرى، للمشاركة في برنامج مكثف للدراسة والمناقشة في جامعة كولومبيا بالتركيز على العلاقات بين التاريخ الاقتصادي والفلسلفة وقضايا الانسان الاساسية .

وللإغراءات يذكر ان البرنامج مجاني ، وكل مشارك يزود بغرفة واقامة في الجامعة ومبلغ للجيب 1000 دولار وكذلك تذكرة طيران اذا كان قادما من الخارج.

البرنامج مفتوح لطلبة الكليات الامريكان والاسرائيليين ومن دول اخرى. المكان محدود في البرنامج ونشجعك على تقديم الطلب بسرعة - انتهى

استمارة الطلب التي توزعها الجامعة الأمريكية في السليمانية على الطلاب العراقيين فيها المقدمة التي تتحدث عن وجود طلاب (اسرائيليين) وعن غايات المعهد ولكنها لا تذكر الجزء الخاص بالمغريات المادية والعروض اليهودية الكريمة بالتفصيل ولكنها تقول (كل المصاريف على حساب المعهد). كما تذكر أن الجامعة سوف تقوم بتقديم قائمة المرشحين والمعهد هو الذي يقوم بالاختيار.

ولكن الجامعة الأمريكية في السليمانية لا تخفي شيئا على طلابها فهي تذكر لهم في استمارة الطلب ملاحظات مهمة منها :

ادراج رابط موقع المعهد على الانترنيت وتطلب منهم مراجعة موقع المعهد جيدا لفهم رسالتهم واهدافهم ومايطلبونه من المشارك وكيف يمكن ان تلبي توقعاتهم !!

أي أن الطالب العراقي (قائد المستقبل) عليه ان يفهم ويستعد لملاقاة طلبة (اسرائيليين) وعليه ان يدرس في معهد صهيوني يروج للعقيدة الصهيونية ، ويدرس فيه مدرسون صهاينة (ليسوا فقط يهودا ولكن مؤمنين بالكيان الصهيوني)

حسنا ، دعونا ندخل في عمق القضية.

ماهو صندوق تكفاه؟

رسالة صندوق تكفاه هي: ترويج الفكر اليهودي حول الاسئلة الانسانية والتحديات الحالية التي تواجه اليهود . تكفاه تدعم الكثير من البرامج والمشاريع والافراد بضمنها الجامعات الجديدة والمراكز والدورات والكتب والصحف والمنح الدراسية. عمل تكفاه يعتمد على هذه القناعات: ان الافكار العظيمة لليهودية ونصوصها وتراثها هي ارث خاص صالح لتدريسه لكل من يبحث عن الحكمة حول اوضاع البشرية ، وان
مصير الشعب اليهودي يعتمد اعتمادا عظيما على تعليم قادة الفكر والدين والسياسة ، داخل وخارج اسرائيل .

المؤسس هو زلمان بيرنشتاين
وكان رجل اعمال ذا رؤية . في 1967 أسس شركة سانفورد س. بيرنشتاين وشركاه والتي نمت لتصبح من اكبر شركات الاستثمارات الناجحة في العالم . وقد دفعه حبه وولعه باليهودية واسرائيل والشعب اليهودي الى إغراق نفسه بدراسة التوراة وغير اسمه الى
زلمان حاييم بيرنشتاين وذهب ليستقر في اسرائيل. وقد اسس صندوق تكفاه ومؤسسات يهودية مهمة اخرى بهدف الاستثمار بالافكار اليهودية والقادة اليهود على أمل ان يكون التراث اليهودي الذي يعتز به والشعب الذي يحبه ، النور الذي يضيء كل الشعوب. توفي في 1999 .

هيئة المديرين في الصندوق: من الأسماء التي تهمنا :

الرئيس
روجر هيرتوغ صاحب مؤسسة هيرتوغ المشاركة في المعهد
وليام كريستول (من المحافظين الجدد والذي كان من اكبر المحرضين على تدمير العراق)

مؤسسة هيرتوغ : تدعم البرامج الجامعية ومعاهد الصيف ومؤسسات الفكر والصحف والافكار في مجالات واسعة بضمنها الفكر السياسي والتاريخ الامريكي والاقتصاد والقانون والامن القومي والانسانيات.

روجر هيرتوغ

رجل اعمال امريكي محافظ وله علاقات بالعديد من مراكز الابحاث والمؤسسات الفكرية التابعة للمحافظين الجدد وهو عضو في بعضها مثل (معهد المشاريع الامريكية انتربرايز) ويعتبر الممول الاساس لحركة المحافظين الجدد. ساعد على انشاء مركز شالم في اسرائيل وهو اول مركز للمحافظين الجدد في اسرائيل. ويمول برامج في جامعة ييل وجامعة ديوك وغيرها. كما يمول مبادرة هرتوغ للاستراتيجية الكونية وهو برنامج ابحاث في جامعة كولومبيا يستخدم التحليل التاريخي لمواجهة المشاكل السياسية في العالم .

في حوار معه حول صندوق تكفاه ومشاريعه يقول

هيرتوغ - اهم هدف في تكفاه هو الترويج للتفوق اليهودي. وتطوير فهم عميق لليهودية والافكار اليهودية والمساعدة في ترسيخ الجيل الجديد من القادة والمدرسين والفلاسفة والحاخامات اليهود، حتى يمكنهم الانطلاق من هنا. الهدف الثاني هو الترويج للفكر اليهودي ومساهمته في الحضارة الغربية على نطاق واسع.

بروفيسور جوزف وايلر: إذن التركيز على التعليم؟

هيرتوغ - بالضبط . التعليم في مراكز تؤكد التفوق اليهودي خاصة في الجامعات. اذا استطعت ابهار طلاب الجامعات اليهود - وغير اليهود ايضا (استخدم كلمة gentiles التي تعني في التراث اليهودي - الكفار - او الوثنيين) حول مساهمات اليهودية في العالم فإن التأثير سيكون هائلا.

هناك فقط 40 او 50 جامعة فيها عدد كبير من الطلاب اليهود. ماذا يحدث لو اثريت مناهجهم بمواد عميقة وجادة وممتعة حول الافكار اليهودية ويقوم بتدريسها مدربون عظماء؟ اولا عليك ان تساعد في خلق مثل هؤلاء المدرسين وهو يعني ان تكون راغبا في التطوير والتمويل. وسعيا وراء هذه الغاية فإن صندوق تكفاه يخطط لعدد من (مراكز التفوق اليهودي) مثل مراكز تفكاه في جامعة نيويورك وبرنستون ، سوف نقيم ثلاثة او اربعة مراكز اخرى ، وكل منها له تخصصه المحدد.

إذن .. لا مراء أن التدريس في معهد الصيف هذا سوف يركز على الأفكار اليهودية والتراث اليهودي وعظمة (اسرائيل) والشعب (الإسرائيلي) .. هذه هي تربية قادة العراق المستقبليين.

ولهذا كانت الرغبة الا يكون الطلبة فقط من الأكراد وانما من كل أنحاء العراق، ولهذا من المهم انتقاء الطلبة بشكل خاص. وهنا تدخل عصابة الثلاثة :


انظروا الى هؤلاء الثلاثة الذين يمثلون (طوائف العراق) العربية ، اثنان منهم يزعمان الإسلام ، وواحد ينادي بالمواطنة، وهم في مجلس إدارة في السليمانية وهم الذين يرشحون (قادة المستقبل الشباب) من بقية أنحاء العراق لإرسالهم الى (اسرائيل) .. معذرة ، هل أخطأت ؟ استغفر الله .. أقصد المعهد (الإسرائيلي) في نيويورك !!

وهل عرفتم الآن لماذا تأسست الجامعة الأمريكية في العراق؟ ولماذا أقيمت في المنطقة الكردية ؟ لأن الأكراد كما قال رئيس حكومتهم لا مشكلة لديهم مع الصهاينة ؟ وهل نستطيع أن نخمن من يدفع كل الأموال الطائلة التي تصرف بدون حساب في هذه الجامعة على رواتب مدرسين بدون كفاءة؟ أليس من أهداف صندوق تكفاه ومؤسسة هيرتوغ (تمويل الجامعات الجديدة )؟ أمريكا بعظمتها وجغرافيتها الواسعة وبولاياتها المتعددة وجامعاتها ، ليس فيها معاهد نرسل اليها أبناءنا سوى المعاهد الصهيونية ؟ لماذا ياترى ؟
وبهذا الكشف المشين انتهى بحث المشروع الصهيوني في العراق المسمى الجامعة الأمريكية في السليمانية.

هناك 3 تعليقات:

  1. قريبا أو يعبدا من البغلان الثلاثة
    إعلان تجاري :
    http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news7376103.jpg&width=256&height=176

    ردحذف
  2. تفصيل الاعلان :نشر القائمون على صفحة إسرائيلية لشركة "سوبارو" للسيارات على موقع فيس بوك صورة إعلانية يظهر فيها أحد المستوطنين الإسرائيليين وهو يقود سيارة سوبارو ويقوم بدهس طفلين فلسطينيّين في حي سلوان بالقدس المحتلة.

    وقالت وكالة "أنباء الشرق الأوسط": إن مصمِّم الصورة الإعلانية كتب بالعبرية فوق شعار سيارة سوبارو: "سنرى من سيقف أمامك".

    يُذكَر أن حادث الدهس وقع في شهر أكتوبر 2010 عندما دهس المدير العام لجمعة العاد الاستيطانية اليميني المتطرّف ديفيد بيري الطفلين خلال مواجهات بين أهالي حي سلوان من جانب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من جانب آخر.

    وأخلت الشرطة الإسرائيلية سراح المستوطن بعد أن قامت باستجوابه، وزعم أنه وجد نفسه مضطراً لدهس الأطفال؛ لأنهم رشقوه بالحجارة، وكانت حياته معرَّضة للخطر. وتُظهِر المادة الإعلانية مدى عنصرية وتطرُّف المجتمع الإسرائيلي ومستوطنيه والحقد الأعمى تجاه الفلسطينيين.

    ردحذف
  3. عشتارتنا...عاشت يدك على هذا الجهد فقد دخلت جحور الثعالب زنكه زنكه و جحر جحر و كشفت رائحتهم النته. و نعم ان اتفق معك على مخطط الصهاينه لافراغ العراق من كل عقوله اما بالطرق المباشره كالاغراء المادي او الاغتيال او بهذه الطرق الخفيه لاستهداف بذره العقول العراقيه والتي من الممكن ان تلعب دورا ايجابيا في بناء البلد.
    دمت لنا قلما في عين العدو.

    اخوك لبيب

    ردحذف