"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/3‏/2011

ليبيا: ثورة بطعم اليورانيوم المنضب

موقع اوقفوا الحرب
ترجمة عشتار العراقية

في أول 24 ساعة من الهجوم على ليبيا ، اسقطت طائرات بي -2 45 قنبلة من زنة 2000 رطل. وهذه القنابل الهائلة مع صواريخ كروز التي اطلقت من الطائرات والسفن البريطانية والفرنسية كانت كلها تحوي رؤوسا من اليورانيوم المنضب.

(نعرف نحن العراقيين اليورانيوم المنضب. ولكن لمن لايعرفه أرجو الاستمرار بالقراءة، وإذا كنت في تونس او مصر او المغرب او السودان فلابد أن يصيبك الذعر )

فهو نفايات تخصيب اليورانيوم . ويستخدم في الاسلحة والمفاعلات النووية لأنه مادة ثقيلة جدا. انه 1.7 مرة اكثر كثافة من الرصاص والجيش يحبه جدا لقدرته على اختراق المركبات المدرعة والمباني. حين يضرب سلاح له رأس يورانيوم منضب جسما صلبا مثل جانب الدبابة ، يخترقها ثم ينفجر في سحابة متبخرة مشتعلة. ثم يهبط البخار مثل غبار سام ومشع.

عند اطلاق صاروخ يورانيوم منضب يحترق بدرجة 10 الاف مئوية وحين يضرب هدفا تتحول 30% منه الى شظايا، وبقية 70% تتبخر بشكل ثلاثة اوكسيدات شديدة السمية ، بضمنها اوكسيد اليورانيوم.

يبقى هذا الغبار الاسود معلقا في الهواء وحسب الرياح والطقس يمكن ان ينتقل على مسافات واسعة. إذا كنتم تظنون أن العراق وليبيا بعيدتان عنا (الكاتب بريطاني) ، تذكروا ان اشعاع شيرنوبل وصل الى ويلز.

الذرات التي يبلغ قطرها اقل من 5 ميكرون يمكن استنشاقها بسهولة وتبقى في الرئتين او اعضاء الانسان الاخرى لمدة سنوات ، ويمكنها ان تتسبب في اضرار للكبد ، وسرطانات في الرئة والعظام واضطرابات الجلد، واضطرابات عصبية ، وتدمير الكروسومات واعراض نقص المناعة وامراض نادرة في الكبد والامعاء. وتلد النساء الحوامل المعرضات للاشعاع والاستنشاق اطفالا بتشوهات جينية. وحالما يتبخر الغبار لا تتوقع ان تزول المشكلة سريعا. لأن اليورانيوم المنضب يعيش على الأقل 4,5 بليون سنة .

في حملة "الصدمة والرعب" على العراق، القيت اكثر من 1500 قنبلة وصاروخا على بغداد وحدها. وقد قال سيمور هيرش الكاتب الصحفي المعروف أن الجناح الجوي الثالث للمارينز وحده القى أكثر من "500 الف طن من المقذوفات" كلها برؤوس يورانيوم منضب.

واذاعت قناة الجزيرة ان القوات الامريكية الغازية اطلقت 200 طن من المواد المشعة في المباني والمنازل والشوارع والحدائق في بغداد. وقام مراسل لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور باستخدام عداد جايجر الى اجزاء من المدينة التي قصفت بكثافة فوجد ان مستويات الاشعاع اكثر بحوالي 1000- 1900 مرة عن الاشعاع العادي في المناطق السكنية. وإذا حسبنا ان نفوس العراق كانت 26 مليون فإن الولايات المتحدة القت قنبلة زنة طن على كل 52 مواطن عراقي او 40 رطل من المتفجرات على كل مواطن.

قال وليام هاج وزير الخارجية البريطاني، اننا في ليبيا "لحماية المدنيين والمناطق التي يقطنها مدنيون" . وليس من الضروري ان نذهب بعيدا لنرى من وماذا يحمون.

في اول 24 ساعة ، صرف الحلفاء 100 مليون دولار على المقذوفات ذات رؤوس اليورانيوم المنضب. يقول تقرير السيطرة على الاسلحة الصادر عن الاتحاد الاوربي يقول ان الدول الاعضاء اصدرت ترخيصات في 2009 لبيع اسلحة بقيمة 293.2 مليون باوند استرليني الى ليبيا. وباعت بريطانيا وحدها اسلحة بقيمة 21.7 مليون باوند للبيا وكذلك ارسلت قوات خاصة لتدريب لوائه الثاني والثلاثين على حساب ليبيا.

(يبيعون لشعوبنا الاسلحة ثم يضربونها حتى نشتري غيرها - عشتار العراقية)

أراهن على أنه خلال الاربع بلايين سنة ونصف القادمة ، لن يذهب وليام هاج للتصييف في شمال افريقيا.

هناك 3 تعليقات:

  1. تفتكري يا عشتار ان ثمن
    الناتو و امريكا هي قاعدة افريكوم
    و اعادة بناء القوات الليبية
    من السلاح الامريكي و اغراق لييبيا

    بالقروض من البنك الدولي لتصبح سوق

    استهلاكي و ابار البترول لو تلاحظي

    ان دخول براون عشان البريتش بتروليوم


    و امريكا عشان الي قلتة فوق مع

    شيل و الشركات الكبيرة؟

    و تفتكري ان دة ثمن المقابل

    عشان مفيش حاجة ل الله في ل الله كدة

    ردحذف
  2. العزيزة عشتار تحية و سلام لا اظن النفط وحده فقط خلف المسألة لان القذافي او اي حاكم اخر لم يكن ليبخل عليهم بالنفط او باية مصالح اخرى في مقابل بقاء حكمه و معروف عن القذافي كيف تصرف معهم منذ العام 2003 و حتى الان. كل الحكام في النهاية يلعبون سياسة و هم براغماتيون فالسياسة هكذا طبيعتها و يبقى السؤال اين المشكلة و ما هو الهدف الرئيسي الاخر الى جانب النفط. في تصوري ان اميركا و الغرب صاروا يستهدفون نشر ما يمكن تسميته بنظام الدولة الفاشلة او المعوقة الفاقدة للسيادة. مع وجود الدولة القوية الناهضة لن يصل حجم مصالهم مهما كبر الى المستوى الذي يتمنونه و الذي يحرمون فيه الدول المنافسة من اية مصالح

    ردحذف