"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

31‏/3‏/2011

رؤية جديرة بالإعتبار: العسكري أم الإقتصادي؟

ترجمة وتعليق عشتار العراقية

طالما كتبت أن الدافع خلف أفعال الإمبراطوريات وغزواتها وفتوحتها وتدخلاتها ، اقتصادي وأن العمليات العسكرية هي من أجل الهيمنة الإقتصادية بالدرجة الأولى.

الآن يأتي جيمس بتراس هنا ليقول العكس، وهي رؤية جديرة بالنظر .

في مقالة طويلة يستعرض فيها الاسباب المعلنة للتدخلات العسكرية الأمريكية الأوربية. كما في مثال افغانستان والعراق وليبيا أخيرا. ليستنتج التالي:

لنأخذ مثال ليبيا : إذا قلنا أن سبب التدخل هو الحصول على النفط، فالحرب الأهلية والقلاقل تؤخر ولا تعجل في الاستحواذ على النفط، وليس هناك شركات عاقلة تستطيع ان تستثمر في منطقة غير مستقرة. انظروا مثال العراق بعد ثمان سنوات لا تستطيع الشركات الأمريكية الاستثمار الجدي في العراق.

تطبيق الديمقراطية ؟ لا حاجة للتوضيح او الاستطراد في هذا .

منع مذابح الحكام الدكتاتوريين؟ ولكن التدخل العسكري والقصف الجوي (في كل الحالات ، انظروا العراق انظروا افغانستان انظروا ليبيا ...) هو الذي يأتي بالدمار والخراب والمذابح.

ماهو إذن سبب التدخل الامبريالي الأوربي الامريكي في ليبيا ؟

أول الدلائل التي نسترشد بها هي الانتقائية في التعامل مع (الثورات العربية ) : في البحرين - السعودية - اليمن - الاردن - قطر - عمان وتحكمها جميعا حكومات اوتوقراطية موالية للغرب تعمل على اعتقال وتعذيب وقتل المحتجين العزل بحصانة مطلقة.

في مصر وتونس تدعم الولايات المتحدة حكما عسكريا تديره صفوة العسكريين لمنع اي تحول ديمقراطي وطني حقيقي كما يطالب به المحتجون. هدف العسكر الموالي للغرب هو تطبيق (اصلاحات) اقتصادية تتبع سياسة الليبرالية الجديدة من خلال مسؤولين "منتخبين" بعناية ممن يرضى عنهم الغرب.

وفي حين ان النقاد اللبراليين يتهمون الغرب بالنفاق والمعاير المزدوجة في قصف القذافي وغض النظر عن السفاحين في الخليج، ولكن في الواقع، يطبق الإمبرياليون دائما نفس المعايير في كل منطقة. انهم يدافعون عن الانظمة العميلة الاوتوقراطية و التي سمحت للدول الامبريالية بناء قواعد جوية وبرية وبحرية فيها وادارة عمليات استخبارية في المنطقة واقامة منصات لوجستية لحروبهم في العراق وافغانستان والصراع القادم مع ايران. ولكنهم يهاجمون ليبيا القذافي تحديدا لأن القذافي يرفض المساهمة الفعالة في العمليات العسكرية الغربية في افريقيا والشرق الأوسط.

المسألة الأساسية (وأرجو الانتباه) هي هذه : في حين ان ليبيا تسمح بالشركات الكبرى الامريكية والأوربية بنهب ثرواتها النفطية ولكنها لم تصبح قاعدة عسكرية جيوبوليتيكية للامبراطورية. وكما كتبنا في مقالات سابقة : إن الدافع المحفز لبناء الامبراطورية الامريكية هو عسكري وليس اقتصادي. وهذا يفسر لماذا تمت التضحية ببلايين الدولارات من المصالح الاقتصادية الغربية والعقود في فرض العقوبات على العراق وايران - مع نتائج مكلفة وهي ان غزو واحتلال العراق قد اغلق استثمار النفط لاكثر من عقد من السنين. إن الغرب يدعم قمع الحركات الباحثة عن الديمقراطية الحقيقية في انحاء الخليج وتتدخل في تونس ومصر لضمان وصول نظام موال للغرب. وهي تدعم انظمة قمعية في الجزائر واسرائيل طبقا لهذه السياسة ، ان الغرب يدعم انتفاضة القذافيين السابقين واولئك المطالبين بالملكية من الجناح اليمين وهو على ثقة من أن ليبيا "المحررة" سوف تعود مرة اخرى للسماح ببناء القواعد العسكرية لبناة الامبراطورية من الأمريكان والاوربيين.

على النقيض لاحظوا أن القوى الدولية والإقليمية الصاعدة في مجال اقتصاد السوق ترفض دعم هذا الصراع الذي يعرض للخطر حصولهم على النفط ويهدد تعاقداتهم واسعة النطاق في مجالات استثمار النفط التي سبق أن وقعوها مع القذافي. الاقتصاديات الصاعدة في ألمانيا والصين وروسيا وتركيا والهند والبرازيل تعتمد على استغلال اسواق جديدة وموارد طبيعية في انحاء افريقيا والشرق الأوسط. في حين ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تنفق بلايين الدولارات في شن حروب تزعزع استقرار هذه الأسواق وتهدم البنى التحتية وتهيء لحروب مقاومة طويلة المدى (العراق مثالا) .

قوى السوق الصاعدة تعرف ان "الثوار" الليبيين لن يحرزوا نصرا سريعا او يضمنوا بيئة مستقرة لتجارة واستثمار طويلي الأمد. حالما يتولى "الثوار" السلطة فسيكونون عملاء سياسيين لأساتذتهم الامبرياليين العسكريين. من الواضح ان التدخل العسكري الامبريالي نيابة عن انفصاليين اقليميين يهدد اقتصاد الاسواق الصاعدة.

الولايات المتحدة تدعم متمردين عرقيين دينيين في التبت في الصين اضافة الى الانفصاليين الأويغر. كما ان واشنطن ولندن دعمتا منذ فترة طويلة الانفصاليين الشيشان في القوقاز الروسي. الهند غاضبة من الدعم العسكري الامريكي لباكستان التي تطالب بكشمير. تركيا تواجه الانفصاليين الاكراد الذين يتمتعون بتمويل وتسليح وملاذ آمن من اكراد العراق الانفصاليين المدعومين امريكيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق