"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

22‏/3‏/2011

المحرضون على أوطانهم

 بقلم عشتار العراقية


في قناة الحرة الأمريكية شاهدت محللا سياسيا ليبيا (هذا هو وصفه لنفسه) اسمه فضيل الأمين. كان النقاش حول التدخل الأمريكي والغربي في ليبيا، وبطبيعة الحال كان الرجل من المتحمسين بحرارة شديدة للتدخل بطبيعة الحال ، وكان المذيع (حسين) يحاول (وهو يتخذ سمة من يهمه الرأي الآخر) أن يضع الأشواك في طريق الأمين ولكن هذا كان يزيحها بدفاعه وحججه، حتى وقع في شرّ أعماله. كان المذيع يريده أن يشبه الوضع في التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا بما حدث سابقا : ربما العراق؟ ربما الأقليم الكردي؟ ربما ..؟ ولكن المحلل المتفائل جدا كان يؤكد أن الليبيين لن يحتاجوا الى احتلال عسكري على الأرض. كل ما يلزمهم هو ضرب القوات العسكرية الموالية للقذافي من الجو وكل شيء سوف يكون على مايرام .. وسيكون الجو بديع والدنيا ربيع، ولهذا قال : لا .. ولكن الوضع أشبه بالوضع في مساعدة قوات الشمال في أفغانستان من الجو حتى تستطيع التغلب على قوات طالبان.

المذيع المتذاكي سأله سؤالا بديهيا وهو ينتظر جوابا حماسيا ايضا، قال :" ولكن انظر اضطر بعد ذلك الأمريكان للدخول الى أفغانستان بقوات برية ومازالوا لأن الأفغان لم يستطيعوا حكم أنفسهم ، فهل سوف يستطيع الليبيون الاتفاق واستلام الحكم .."

أجاب المحلل المتحمس "طبعا ..الليبيون ليسوا مثل الأفغان الذين ينقسمون حسب القبائل والمناطق ..."

صحيح ؟ يعني ليبيا ليست منقسمة قبائليا ومناطقيا؟ يا أخي اننا لا نسمع من تغطيات ليبيا غير اسماء القبائل واسماء المناطق.

ياسبحان الله .. كنا نقول العراق لن يكون مثل الصومال، فأصبح أسوأ منها ونسي الناس الصومال، وصار العراق هو الذي يضرب به في الفوضى.

والآن يقول الليبيون : ليبيا ليست مثل العراق. وأقول لهم : العبرة بالخواتيم . كان يمكن ان تكون أفضل بكثير من العراق ، ولكن بسبب التدخل الأمريكي والغربي ، فالنتيجة لن تكون أفضل إن لم تكن أسوأ. لأن الغرب سيعمل - لأن مصالحه لا تتوافق مع مصالحنا أبدا - على تحقيق مصالحه اولا في الغنيمة، على حساب الدماء الليبية.

إن خونة الأوطان من الذين يعيشون منعمين في الغرب من أمثال هذا المحلل، ومن امثال اشباهه (ليث كبة ، انتفاض قنبر، وكل العلاقمة سابقا ولاحقا الذين كانوا يظهرون على الفضائيات بنفس الحجج ونفس التبريرات ونفس الدفاع عن الخيانة) هم الأشد كراهة لأوطانهم الأصلية والأشد حماسة لتدميرها . وليس أسوأ من الحكام الذين انتهت صلاحياتهم سوى هؤلاء.

هناك تعليق واحد:

  1. يا سادة ماجرى في ليبيا ليس سوى خيانة لصالح اسيادهم الغربيين ومساعدتهم في احتلال ليبيامع بعض المغفلين المهرجين ابناء من ساعدوا الايطاليين في احتلال ليبيا.

    ردحذف