"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/3‏/2011

رؤية: مستقبل مصر والمنطقة -1

بقلم: بيبي اسكوبار
ترجمة عشتار العراقية

اكتشفت مؤخرا ثلاث مومياوات في سرداب في الأقصر . وبعد ترجمة الكتابة الهيروغليفية تبين انها : صدام الحضارات ونهاية التاريخ والاسلام فوبيا. وكانوا قد حكموا في الغرب حتى العقد الثاني من القرن الواحد والشعرين قبل ان يموتوا ويحنطوا.

بدونهم اصبح الشرق الأوسط عالما جديدا وينبغي فهمه بطريقة جديدة. من ناحية فإن مصر وهي مهد (الاستقرار) والصديقة المقربة من اي رئيس أمريكي ، قد طوح بها في اللعبة العظيمة الجديدة في الشرق الأوسط. السؤال هو : ماذا سيكون مصيرها ومصير ملايين المصريين الذين خرجوا الى الشوارع في مشهد مهيب مسالم و شجاع في كانون الثاني وشباط؟

من الصعب الإجابة في ملعب كانت تسود فيه دائما الريبة والغموض ، في بلد كانت "السياسة" تعني دائما الجيش. ومن المهم ملاحظة ان اللاعب الاساسي الذي يفترض به ان ينسق "الانتقال الى الديمقراطية" هو الشخص الذي رشحه الفرعون حسني مبارك، وهو المشير محمد حسين طنطاوي من المجلس العسكري الأعلى. على الأقل اجبر الضغط الشعبي مجلس طنطاوي لتعيين رئيس وزراء انتقالي جديد ، هو عصام شرف وزير النقل السابق وذو الموقف الايجابي من ميدان التحرير.

تذكروا ان قوانين الطواريء الممقوتة من عهد مبارك وهي جزء من الاشياء التي حرضت المصريين على الثورة ، مازالت في مكانها وان المثقفين في البلاد والاحزاب السياسية والاتحادات المهنية والاعلام كلهم يخشون ثورة مضادة صامتة. وفي نفس الوقت ، يصرون جميعا على انهم لن يسمحوا باختطاف أو اعادة صياغة ثورة ميدان التحرير، من قبل انتهازيين.

وهذا ما يجعل الدوائر الدبلوماسية الغربية ترتعش. فإذا كانت الحكومة مدنية ومنتخبة والجيش بعيد كل البعد عن السياسة، فلن يتعاون ، مثلا ، مع حصار غزة ، او تعذيب من ترسله السي آي أي من المشتبه بهم الى السجون المصرية ، ولن يشارك بعيون مغمضة في تلك المسخرة المسماة "مسيرة السلام الاسرائيلية الفلسطينية."

في هذه الاثناء، هناك مسائل اخرى لابد من معالجتها : على سبيل المثال، كيف يمكن لهذه الفترة الانتقالية التي يديرها الجيش حتى انتخابات ايلول، ان يجعل ارقام الاقتصاد تتصاعد؟ في 2009 كانت فاتورة الاستيراد المصري 56 بليون دولار في حين ان صادرات البلاد كانت 29 بليون دولار. وكانت السياحة والمساعدة الخارجية والاقتراض تساعد في سد الفجوة. ولكن بعد الثورة توقفت السياحة ولا احد يعلم ماإذا كانت المعونات او القروض سوف تأتي خلال الاشهر القادمة.

وفي هذه الأثناء، على البلاد ان تستورد مالايقل عن 10 مليون طن من القمح في 2011 بقيمة 3.3 بليون دولار (اذا لم تستمر اسعار الحبوب في الارتفاع) من اجل توفير مايسد رمق الناس. وهذا بعض ارث مبارك الذي يتضمن 40 مليون مصري ، تقريبا نصف السكان، يعيشون على اقل من دولارين باليوم ، وهذه الحالة لن تختفي بين يوم وليلة.

ويجمع اللبراليون والعلمانيون والاسلاميون الذين توحدوا بسقوط جدار الخوف ، على شيء واحد واضح: لن يقبلوا بدولة دينية او دكتاتورية عسكرية. بل يريدون ديمقراطية كاملة.

تشعر واشنطن واوربا الشائخة ، بعد ان صدمتهما ثورة سلمية في معظمها تتدحرج عبر الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، بالخوف والحيرة . وحتى بعد ان يستقر الغبار المتصاعد من هذه العواصف في شمال افريقيا الثائرة ، فمن الصعوبة التسليم بانهما سيفهمان اختفاء كل الانماط الثقافية التي اعتاد العالم ان يرى من خلالها الشرق الاوسط لعقود طويلة.

الجملة المفضلة لدي حول الثورة العربية الكبرى في 2011 هو ماقاله الباحث التونسي سرحان ذويب "هذه الثورات هي الرد على نوايا جورج بوش في دمقرطة العالم العربي بالعنف". فإذا كانت "الرعب والصدمة" قد اصبحت الآن من آثار عالم قديم . فماذا بعد ذلك ؟

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق