"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/3‏/2011

نصيحة للجيش الأمريكي: لا تحارب ابدا حربا برية في آسيا-4

الجزء الثالث هنا

بقلم : جورج فريدمان
ترجمة عشتار العراقية

مشاكل الستراتيجية

هناك مشكلتان في الستراتيجية الأمريكية . الاولى هي استخدام القوة المناسبة للمهمة السياسية. وهذه مشكلة تتعلق بالقوات بقدر تعلقها بالمهمة. استخدام القوة العسكرية يتطلب وضوح القصد، وبعكسه ، لايمكن ان ترسم ستراتيجية مفهومة . اكثر من ذلك، ينبغي ان تكون المهمة عدوانية . المهام الدفاعية (مثل ماقيل عن فيتنام وكوريا) ليس لها نقطة نهاية او معيار للنصر. وبسبب محدودية توفر القوات الارضية ، فإن المهام الدفاعية تحدد حجمها حسب مستوى رد فعل العدو، واذا كانت قوة الاحتلال غير كافية لتحقيق المهمة، ستكون النتيجة ارسال المزيد من القوات القليلة الى مالانهاية.

ثم هناك المهام التي لها اهداف واضحة اساسا ولكن بدون ادراك كيفية التعامل فيما بعد. عانى العراق من نية عدوانية غير مناسبة لرد فعل العدو. بعد تدمير القوات التقليدية في العراق، لم تكن الولايات المتحدة جاهزة لرد الفعل العراقي والذي كان بشكل مقاومة حرب عصابات على نطاق واسع. نفس الشيء ينطبق على افغانستان. إن مكافحة التمرد هي حرب الاحتلال. انها الحاجة الى شل رغبة وقدرة السكان - وليس جيش العدو - على المقاومة . وهذا يحتاج الى موارد ضخمة واعداد كبيرة من القوات . اما مكافحة التمرد منخفض التكاليف وبقوات قليلة العدد فسوف يفشل دائما. وبما ان الولايات المتحدة تستخدم قوات محدودة لأن هذا مالديها، فإن مكافحة التمرد هي اخطر نوع من الحروب للولايات المتحدة. كانت دائما الفكرة هي ان الشعوب تفضل احتلالا امريكيا بديلا عن الاخطار التي يشكلها مواطنيها لبعضهم البعض ، وان الولايات المتحدة تستطيع حماية اولئك الذين يفضلون الاحتلال. هذه هي الفكرة ، ولكن لا تملك الولايات المتحدة العدد الكافي من القوات.

نموذج آخر للتعامل مع مشكلة تشكيل الواقع السياسي يمكن ان نراه في الحرب الايرانية العراقية . في تلك الحرب، سمحت الولايات المتحدة لكلا البلدين لتدمير بعضهما البعض. ولكن حين غزا العراق الكويت، ردت الولايات المتحدة بحرب اكبر، ولكن بأهداف محدودة جدا. اعادة الكويت و انسحاب القوات. كانت حربا برية في آسيا مصممة لهزيمة جيش عدو معروف ومحدود بدون محاولة احتلال.

مشكلة كل الحروب الاربعة هي انها لم تكن حروبا بالمعنى التقليدي ولم يستخدم الجيش كما يفترض أن تستخدم الجيوش.هدف الجيش هو هزيمة قوات تقليدية عدوة. اما بصفته جيش احتلال وسط سكان معادين ، فإن القوات العسكرية ضعيفة نسبيا. مشكلة الولايات المتحدة هي انه مثل هذا الجيش ينبغي ان يحتل بلدا لمدة طويلة والجيش الأمريكي ببساطة يفتقر القوات البرية المطلوبة لاحتلال البلدان والبقاء فيها طويلا ، وفي نفس الوقت، يكون متوفرا للتعامل مع اخطار في اماكن اخرى.

وطالما لاتملك مهمة واضحة ، فإنك لا تملك نقطة نهاية. متى تنتهي؟ وحينها تصبح لديك مشكلة سياسية دولية. فحين تشتبك في حرب، يكون لديك حلفاء داخل وخارج البلاد المحتلة ، وهؤلاء شاركوا معك في المخاطرة. الانسحاب يتركهم مكشوفين ، وهكذا سوف يتردد اي حلفاء محتملين آخرين في الانضمام اليك في حرب قادمة. تتصاعد التكاليف السياسية ويؤجل قرار الانسحاب. وتنتهي الولايات المتحدة في وضع سيء جدا. وتضطر الى الانسحاب ليس بارادتها وانما لأن الوضع ماعاد يحتمل، أو يمكن ادامته، كما حدث في فيتنام. وهذا يرفع التكاليف السياسية بشكل مؤثر جدا.

ينبغي ان تشن الحروب بأهداف محددة ممكنة التحقيق بالقوات المتاحة. مرة قال دونالد رامسفيلد "انك تذهب الى الحرب بالجيش الذي تملكه. انه ليس الجيش الذي قد تتمناه او تريده في وقت ما في المستقبل". أعتقد أن هذا سوء فهم كبير للحرب. ينبغي الا تخوض حربا اذا لم يكن عديد جيشك كافيا. حين تفهم اساس قدرة الجيش الأمريكي وحدوده في يوراسيا، فإن وجهة نظر غيتس عن الحرب في نصف الكرة الشرقي اكثر عقلانية من رأي رامسفيلد.

الجزء الخامس هنا

هناك تعليقان (2):

  1. يسعد صباحك عشتورة
    ممكن رابط المقالة و الف شكر ..
    سومرية

    ردحذف
  2. معذرة سومرية . ما ادري شلون نسيت الرابط . وضعته الآن على كل الأجزاء. اضغطي على اسم الكاتب.

    ردحذف