"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/3‏/2011

العقيدة العسكرية - حرب العصابات - مكافحة التمرد-3

الجزء الثاني هنا

ترجمة عشتار العراقية

المشكلة الرئيسية في حرب العصابات .

في أول مستوياتها - قبل أن تتحول الى مرحلة تكون لها تأمينات لوجستية معقدة تصلها من مناطق آمنة داخل وخارج البلاد- تكون حرب المقاومة سياسية في طبيعتها وليس عسكرية . مفارقة حرب العصابات انه يمكن هزيمتها عسكريا حين تنضج وتتطور ويكون لها واجهات وهيكلية، عندها تصبح اكثر عرضة للتدمير من كونها وحدات متناثرة مجهولة. على اية حال، في الوقت الذي تتطور فيه على هذا النحو فإنه هناك احتمال ان تكون الحالة السياسية في البلاد قد تدهورت بشكل كاف حتى ان الإنهاك الثقيل، يمكن التغلب عليه بتجنيد اعداد كبيرة من بين السكان الساخطين.

إن خسارة المعركة السياسية تجعل من حرب الاستنزاف صعبة جدا. كما اكتشف كل من السوفيت والأمريكان، فإن قدرة القوة الخارجية على استيعاب القتلى أقل بكثير من قدرة القوات المحلية، اذا تم تحريك القوة المحلية سياسيا. وطالما أن عملية قمع حركات المقاومة في مراحلها الاولى تضمن توليد عداء سياسي هائل، فإن النصر في مراحل الحرب التالية - وهي المفضلة اكثر لدى قوات مكافحة التمرد - يصبح مستحيلا. حيث انه حتى الاستنزاف الشديد يتم التغلب عليه بتجنيد المزيد.

المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق هي ازالة قوات المقاومة جراحيا من بين السكان بدون توليد رد فعل سياسي يشعل فتيل مقاومة طويلة الأمد، بغض النظر عن مستوى الانهاك والاستنزاف. الكلام في هذا أسهل من الفعل. محور المسألة هي الاستخبارات - منع المقاومة من الحصول على معلومات عن العمليات الامريكية وفي نفس الوقت جمع معلومات كبيرة عن المقاومة . الطريقة الوحيدة لقلب الحرب الى صالحك ، في أقرب مرحلة ممكنة ، هي المعادلة المخابراتية. ينبغي ارباك المقاومة واصابتها بالعمى. وفي نفس الوقت ينبغي على الامريكان الحفاظ على شفافية رؤية المقاومة.

هذا ماتحاول الولايات المتحدة فعله حاليا (المقالة نشرت في آب 2003). انها تقلل من عمليات (البحث والانتزاع) في حين تزيد من قدراتها الاستخباراتية. ويحدث هذا في مجالي الاستخبارات البشرية والتقنية . ومن غير الواضح ما إذا سوف تنجح هذه الخطة. ان الاستخبارات البشرية لها طبيعة سياسية وتتطلب خبرة كبيرة بثقافة المجتمع بدون الاعتماد على عناصر محلية قد لاتكون موثوقة. من الصعب جدا على شخص من كنساس ، مهما كانت مهارته في الاستخبارات ان يفهم وضعا تكتيكيا وفي هذه المرحلة ، المقاومة تظهر الوجه التكتيكي فقط.

على أية حال، هذا هو مفتاح أي أمل في النجاح، وهي عملية سوف تأخذ وقتا طويلا. وأمل واشنطن انه في تقليل عملياتها واسعة النطاق وزيادة استخباراتها، فإن عمليات المقاومة سوف تبعد السكان عنها . وهذا سوف يأخذ وقتا طويلا ايضا . ولكن من الواضح ان الولايات المتحدة هي في اللحظة الراهنة تعيد كتابة اجزاء من دليل مكافحة التمرد وربما تبدأ صفحة جديدة في التاريخ العسكري.

انتهت المقالة ..

وسوف نحاول لاحقا تحليل ماهو الجديد الذي أدخلته على خطتها في مكافحة المقاومة العراقية والأفغانية وهل نجحت فيها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق