"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

1‏/3‏/2011

نصيحة للجيش الأمريكي: لا تحارب ابدا حربا برية في آسيا- 3

الجزء الثاني هنا

بقلم : جورج فريدمان
ترجمة عشتار العراقية


مصالح امريكا في العالم

المشكلة الأعمق هي هذه: الولايات المتحدة لها مصالح كونية. في حين كان الاتحاد السوفيتي بؤرة الاهتمام الاولى للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، ليس هناك قوة تهدد بالهمينة على يوراسيا الان، ولهذا ليس هنا خطر يبرر تركيزا منفردا للولايات المتحدة . في زمن الحرب في العراق وافغانستان، ينبغي على الولايات المتحدة أن تحتفظ باحتياط ستراتيجي من القوات لاخطار غير متوقعة اخرى. وهذا مما يقلل بشكل اكبر القوات المتاحة للقتال.

يجادل بعض الناس ان الولايات المتحدة لاتستخدم اساليب وحشية في حروبها كما لو أنها ستكون اكثر نجاحا بدون التقييدات السياسية التي تمنعها من ذلك في الداخل. ولكن لم يعرف عن السوفيت والنازيين الرقة واللطف في خوض الحروب ومع هذا لم يستطيعوا القضاء على المقاومة خلف الخطوط الألمانية او المقاومة اليوغسلافية رغم كل اساليبهم الوحشية. المقاومة ( العصابات) لها ميزات مؤصلة في تركيباتها لاتملكها الجيوش التقليدية و لايمكن ان تعوض عنها الاساليب الوحشية.

ومع ادراك كل هذا ، فإن السؤال هو : لماذا ورطت امريكا نفسها في حروب في اوراسيا اربع مرات منذ الحرب العالمية الثانية. في كل حالة كان من الواضح أن الجواب هو : لاسباب سياسية.

في كوريا وفيتنام كان الهدف هو التوضيح للحلفاء الشكاكين ان الولايات المتحدة لديها الارادة لمقاومة السوفيت. في افغانستان ، كان من اجل اقتلاع القاعدة. في العراق الاسباب اكثر غموضا، واكثر تعقيدا واقل اقناعا، ولكن الولايات المتحدة ذهبت الى هناك ، في رأيي، لاقناع العالم الاسلامي أن أمريكا تملك الارادة.

حاولت الولايات المتحدة تشكيل الأحداث في نصف الكرة الشرقي باستخدام القوة البرية مباشرة . في كوريا وفيتنام ، كانت تحاول توضيح العزم ضد القوة السوفيتية والصينية. في افغانستان والعراق كانت تحاول تشكيل سياسات العالم الاسلامي. كان الهدف مفهوما ولكن لم تكن القوة البرية المتاحة كافية.

في كوريا ، كانت الحرب مأزقا وطريقا مسدودا، في فيتنام ،هزيمة. وعلينا ان ننتظر نتائج العراق وافغانستان ولكن حسب تصريح غيتس ، فإن الاوضاع بالنسبة للولايات المتحدة لا تبشر بخير.

في كل حالة، كان الجيش قد اعطي مهمة غامضة. وهذا لأن النتيجة الواضحة وهي هزيمة العدو لم تكن ممكنة. وفي نفس الوقت كان هناك مصالح سياسية في كل منها. فبعد الاشتباك في الحرب، لايبدو الانسحاب خيارا. لذلك ، تحولت كوريا الى وجود أمريكي مستمر في وضع قتال وشيك. انتهت فيتنام بهزيمة على الجانب الأمريكي ، والعراق وافغانستان تحولتا ، في الوقت الحاضر، الى مستنقع مظلم لايتوقع منه اي شخص عاقل ان ينتهي بألأهداف المعلنة ، اي بلاد حرة وديمقراطية.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق