"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/3‏/2011

العراق: الموت ومابعده - 1


سيارة اسعاف أمريكية في العراق تحمل اربعة جرحى مرة واحدة

ترجمة عشتار العراقية

كنا قد كتبنا هنا عن جيس غوديل التي كان واجبها أن تضع بقايا المارينز في اكياس سوداء وتضعها في صناديق معدنية. وقبل شحنها الى قاعدة دوفر الجوية ، تخزن الصناديق غالبا لعدة أيام في وحدة التبريد التي تسمى ثلاجة "reefer" والعمل الذي تقوم به جيس يسمى "المعالجة processing"

تشرح عملها قائلة : كنا نفحص كل شيء. نجمع كل ماكان على جسم المارينز القتيل. كل واحد منهم لديه نسخة من (قواعد الاشتباك) في جيب الصدر الايسر. تجد رسائل كتبها الافراد لبعضهم البعض. تجد قوائم. كانت القوائم شائعة ، الاشياء التي يريدون ان يفعلونها حين يصلون البيت او الطعام الذي يريدون تناوله.

اصعب شيء كانت الصور . كل واحد منهم لديه صور العائلة : الزوجة والاطفال او الوالدين، وهناك صور تخرج وصور وقوفهم الى جانب اول سيارة اشتروها. كل واحد لديه ملعقة في جيب سترته الواقية. اقلام واغلفة حلويات او غير ذلك وطعام جاف. هناك ايضا وصايا مثل ( اذا مت اريد ان يأخذ اخي الاصغر سيارتي ) وكل ذلك يرسل الى منازلهم.

كثير من المارينز وشموا معلوماتهم المهمة تحت آباطهم وهذه نسميها (بطاقة اللحم meat tag) قامت الوحدة بمعالجة جثث نصف دزينة منتحرين (نتذكر انها عملت في الوحدة لمدة 8 شهور فقط) وكانت رسائل الانتحار دائما تشير الى مضايقات وانتهاكات من قبل الرفاق في المارينز. النساء كن يتعرضن باستمرار للمضايقات الجنسية ، أما الشباب فقد كانوا يتعرضون للسخرية بسبب السمنة او العجز عن استكمال التدريب الجسماني، حيث كانت الرفاق يطلقون عليهم تسميات مهينة، ويجبرونهم على القيام بعقوبات مثل الركض حتى الانهاك والقيء أو القيام بتمارين مستحيلة او المشي على اربع مثل الحيوانات ومثل هذه العقوبات اسمها عمل "المطية" ويظل كل افراد الوحدة يطالبونه بأعمال شاقة وعقيمة لمدة يوم كامل.

كان مثل هؤلاء ينتحرون بوضع بنادقهم الآلية تحت الذقن واطلاق النار. تقول جيس "كان لدينا احد المارينز كان في التواليت المتنقل حين فجر وجهه.، وآخر اطلق النار على نفسه في رقبته. عادة يفعلونها في زاوية من مخبأ او في مبنى مهجور.

اثنان فجرا نفسيهما في التواليت المتنقل
وكان علينا أن نكشط ونقشر اشلاء من اللحم والمخ التي تناثرت على الجدران. كانت هذه أصعب الحالات، وقد ارسلنا الاشلاء الى عائلاتهم مع رسائل الانتحار.

وكان علينا ان نقوم بالاعمال الورقية مثل طبعات الأصابع ولكن بدأت تصل الينا اجساد بدون أيادي او تصل الينا جثث مثل قطع اللحم.

وتزمع غوديل نشر كتاب مذكراها بعنوان (ظلل بالأسود: الموت ومابعده في العراق) والعنوان يشير الى التعليمات في وحدة معالجة الجثث وهي التظليل بالأسود على الاجزاء المفقودة من الجثة في استمارة الدفن التي تصاحب التابوت .

" سرعان ما أصبحت صفحة طبعات الاصابع في التقرير غير ملزمة ، لأن الكثير من الجثث كانت تصلنا بعد أن يكون التكلس قد اصابها وتكون ايادي القتلى مقبوضة وكأنها مازالت تمسك بالسلاح، ولم يكن من السهل فك الأصابع لأخذ طبعاتها".


في الحلقة القادمة ماذا فعلت العبوات الناسفة بجنود الإحتلال. انظر هنا

هناك تعليق واحد:

  1. اخت عشتار نشر هاذهي المواضيع فيه خدمة وفخار لكل انسان عراقي ويملآقلوبنا زهوا وفخرأ باننا عراقيين لان هاذا المارد المسمى المقاومة العراقية قد اوصل اقوى دولة في تاريخ الامم الى مرحلة الحضيض فهاهو اقتصادهم مدمر والتهم العسكرية مهانة واليوم بعون الله الثوار الافغان يذيقونهم سؤء العذاب وبقدرة الواحد الباقي ان ساعات النصر قريبة وسيرى الظالمون انفسهم اي منقلب سينقلبون.

    د.رائد النائب

    raiedalnaieb@gmail.com

    ردحذف