"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

2‏/3‏/2011

العقيدة العسكرية - حرب العصابات - مكافحة التمرد-1

هذه المقالة نشرت في موقع (التنبؤات الستراتيجية) الاستخباري في 13 آب 2003 ، دعونا نرى إذا صحت التنبؤات بعد سبع سنوات من ذلك التاريخ.

ترجمة عشتار العراقية

الموجز

الوضع الحالي في العراق (آب 2003) يتطلب اعادة قراءة للمفاهيم الاساسية وراء مكافحة التمرد.العراق الآن هو الميدان الذي ينفذ فيه مبدأ مكافحة التمرد. تاريخيا لم تنجح عمليات مكافحة التمرد counter insurgency التي تقوم بها قوى خارجية كبيرة . انظروا الى نتائج فيتنام وافغانستان، رغم ان هناك حالات يمكن فيها احتواء التمردات الصغيرة . المدى الحقيقي للتمرد العراقي غير واضح حتى الآن. ماهو واضح انه هناك مشكلة في مكافحة التمرد والذي هو نفسه مبدأ يشوبه الكثير من المشاكل.
التحليل

الأوضاع الراهنة في العراق والشيشان وافغانستان توضح المشكلة المركزية في الحروب الحديثة. لقد تمت صياغة أساليب الحروب الحديثة خلال الحرب العالمية الثانية ، حين كانت العناصر الثلاثة المهيمنة على ميدان المعركة الحديث قد بلغت مرحلة النضج : تركيبة "حاملة الطائرات - الغواصة" في الحرب البحرية ، تركيبة "الطائرة المقاتلة وقاذفة القنابل" في الحرب الجوية ، وتركيبة "المركبة المقاتلة المدرعة والمدفعية ذاتية الدفع" في الحرب البرية. وتربط كل هذه التراكيب بوسائل الاتصالات الكهرومغناطيسية والمجسات ، وقد استمر مجمع الانظمة هذه في الهيمنة على الفكر العسكري الحديث.

لم تكن انظمة الأسلحة هي التي حددت طريقة خوض الحرب. وانما كان المفهوم الأعمق - فكرة أن التكنولوجيا حاسمة في الحرب. كانت القوات المسلحة في كل الدول العسكرية الكبرى في القرن العشرين مرتبة لإعلاء استخدام التكنولوجيا المحشدة.. في كل مستوى من الحرب كانت انظمة استخبارات الاشارة SIGINT مصمة ليس فقط لادارة وصيانة المعدات، ولكن ايضا لتسهيل نشرهذه النظم في ميداين القتال .

وحتى ظهور الاسلحة النووية لم يغير الهيكل الاساسي للحرب. ظل الفكر العسكري يركز على التقنيات، وظلت المؤسسات العسكرية تبنى حول احتياجات التكنولوجيا.

الفرقة المدرعة الحديثة، ومجموعة حاملات الطائرات وجناح قادفات القنابل، تمثل المؤسسة التي بنيت حول تكنولوجيا مصصمة لمهاجمة جيوش ومجتمعات صناعية. وتظل هذه هي الهيكل الاساسي في الحرب الحديثة. وهي تنفذ وظيفتها جيدا. ولكن على اية حال، اكتشفت الولايات المتحدة في فيتنام كما اكتشف الاتحاد السوفيتي في افغانستان، ان بناء القوة هذا غير فعال في مواجهة قوات مقاومة.

المشكلة الأساسية ان اساس وحدة حرب العصابات هي الفرد والمجموعة. وهم عادة غير مسلحين - بعد اخفاء اسلحتهم - وحين يحملون السلاح فهم يحملون الاسلحة التي يمكن لفرد أن يحملها مثل البنادق ومدافع الهاون. وحين يخفون اسلحتهم ، لايمكن ان تميزهم عن بقية السكان. وهم يحملون السلاح في الوقت والمكان الذي يختارونه مناسبا لهم من اجل تقليل احتمال اكتشافهم او قطع الطريق عليهم..

حرب العصابات - خاصة في مراحلها الأولى - تقاوم بشدة القوة العسكرية التقليدية لأن الانظمة المحشدة التي تهيمن على العمليات التقليدية لايمكنها ان تشتبك مع قوة مقاومة تتبع حرب العصابات. وحتى لو كانت الاضرار الثانية (مقتل المدنيين) غير مهمة - وهي دائما مهمة - فإن القضاء المبرم على مجموعة من السكان او تهجيرهم الى مكان آخر، هو اجراء ، لايقضي بحد ذاته على المقاومة ، لأنه لو بقي شخص واحد فقط من خلية مقاومة على قيد الحياة ويعرف مكان مخازن السلاح، فإن حركة المقاومة يمكنها ان تنتعش من جديد.

لهذا في التفكير العسكري الحديث، ظهر بناء قوة عسكرية موازية : قوات مكافحة التمرد وتعمل تحت عدة اسماء: مهمتها القيام بما لا تستطيعه القوات التقليدية. ومهام هذه القوات هي :

  الجزء الثاني هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق