"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/2‏/2011

ماذا يحدث غدا في ساحة تحرير بغداد؟

بقلم: عشتار العراقية

غدا هو 25 شباط، والمفروض انه يوم الثورة العراقية التي استلهمت ثورة تونس ومصر، وقد اتبعت نفس الخطوات من انشاء صفحات على الفيسبوك، وتفرغت مواقع الكترونية للتبشير بالثورة ، بل أن بعض الجماعات سارعت باعلان البيان رقم 1 ، وتصارع آخرون على المناصب بعد الثورة.


الشيء العجيب أن هناك جماعات متضادة تدعو الى 25 شباط، فهناك أقلام وطنية لا نشك بولائها ، وقفت دائما ضد الاحتلال، صارت تدعو الى الثورة في ذلك اليوم على ان يكون الشعار (تغيير النظام) وانهاء الاحتلال. أما الجماعات المؤيدة للاحتلال والنظام العميل، فهي تدعو بشدة الى (اصلاح النظام) . وتفرغت قنوات مثل (الرافدين) التابعة لهيئة علماء المسلمين، والبغدادية المعروفة بمواقفها المائعة، للترويج للثورة ،وحذت حذوهما قنوات مثل الشرقية والحدث والبابلية، أما بقية قنوات النظام والقنوات الطائفية الملحقة به، فقد بدأت في العمل بقوة ضد المظاهرات المرتقبة.

وقد بينت موقفي في بعض المواضيع التي كتبتها من بعيد وليس بالتركيز على فكرة الثورة في العراق ، هنا وهنا . ثم بينته بشكل واضح هنا.

ولهذا لن اتحدث الآن عن الأسباب التي اعتقد انها ليست في صالح ثورة بهذا الشكل من التخبط واختلاط المصالح والشعارات. بل أريد أن اتحدث هنا عما أعتقده سوف يحصل غدا .

تبدو حكومة الخضراء مستنفرة الى أبعد الحدود، وسبب ذلك ماحدث في تونس ومصر ولكن على الأخص مايحدث في ليبيا . الحكومة ومعها المرجعيات تطالب الناس بالعودة عن فكرة التظاهر. حتى أن مقتدى الصدر الذي كان قد عاد الى ايران قبل اسابيع، رجع على جناح السرعة ليقترح اقتراحا غبيا مضحكا وهو ان يقام استفتاء لسؤال الناس عن مطالبهم !! وكأن مطالبهم خفية او غامضة. ثم يشكل لجنة أو لجانا لجمع طلبات الناس ومشاكلهم، واقترح أيضا، أن يتظاهر الشعب ولكن بعد ستة شهور. بعض المرجعيات حرمت التظاهر حرمة الكفر، مع أن نفس المرجعيات كانت من دعت الناس الى الزحف الى صناديق الانتخاب لممارسة ديمقراطيتهم الوليدة وقول كلمتهم. الآن صار التظاهر وهو أحد آليات الديمقراطية رجسا من عمل الشيطان.

على القنوات الموالية للحكومة ، ندوات ومؤتمرات وتحليلات ومقابلات في الشوارع عما اذا كان التظاهر ضروريا أم أنه مؤامرة. القنوات تذيع تقارير من كل المحافظات والوزارات عن المشاريع الجديدة المقبلة. وقد وزعت رشى للمواطنين بشكل اكياس سكر وزيادة في الحصة التموينية.

قاسم ثارم البصل اصبح قاسما مشتركا في كل القنوات، مرة يهدد ومرة يرغب ومرة يستعطف ومرة يتذاكى ومرة يتباكى. وبين حين وحين تذاع مقاطع من خطاب للمالكي هذا اليوم وهو ، بعد أن استعرض انجازاته ووعوده بالحياة الوردية ، يدعو فيه جميع فئات الشعب رجالا ونساء شيبا وشبانا "لإجهاض المظاهرات بعدم الإشتراك فيها لأنها مريبة."(هذا هو نص كلماته).

جمعت من مجمل أحادث هذا وذاك من المسؤولين ، بعض التهديدات الأمنية المبطنة :

1- بث أن وراء المظاهرات حزب البعث وهيئة علماء المسلمين. مضافا اليهما القاعدة طبعا. البعض أطلق عليها وصف "مظاهرة البعث"، . هذه هي اذن التسمية التي سوف تطلق على المظاهرات (راجع دليل مكافحة الثورات)

2- التخويف من ان لدى الأمن "معلومات أكيدة عن نية الجماعات الإرهابية استهداف التجمعات السلمية " طبعا الخطاب الأمني هو (نحن سوف نحمي المظاهرات السلمية المشروعة ولكننا لن نتهاون مع المندسين الإرهابيين)، تفسير هذا الكلام أن القوات الخاصة لديها خطة مهاجمة المظاهرات بحجة وجود ارهابيين. سوف يفجرون سيارة واقفة في الشارع الذي تطلع منه المظاهرات ، تفجيرا محدودا مما يتيح لهم أن يفرقوا المظاهرة بحجة الخوف عليهم. أو يكفي أن يدسوا شخصيات أمنية بلباس مدني تسير مع المتظاهرين ثم في لحظة ما تقوم بتخريب أو اعتداء على الشرطة أو رفع شعارات أو صور مغايرة، أي شعارات بعثية او صور الرئيس الراحل صدام حسين وقد سمعنا مقدما ان الحكومة طبعت صوره لتوزيعها على (المندسين) وقد نوه قاسم عطا أن المظاهرات مسموح بها وهي مشروعة شريطة عدم استغلالها من معادين للعملية السياسية . ماذا يعني معادين للعملية السياسية ؟ هل يقصدون معارضين سياسيين ؟ أم اشخاص لديهم فكر مخالف؟ من يقوم بالمظاهرات اذن ؟ المؤيدون فقط؟. أحد المشتركين في ندوة في قناة (الرشيد) العراقية مساء اليوم،وربما يكون من الجماعات المتظاهرة المؤيدة للنظام، ارتكب زلة لسان حين قال ردا على سؤال "كيف ستعرف المندسين"؟

- سيكون معنا لجان أمنية من وزارة الداخلية بلباس مدني، اقصد، المفصولين من الوزارة .

المفصولين من الوزارة ؟ هؤلاء بالضبط هم المندسون.

3- بثت اشاعات عن خطة للهجوم على المصارف والمؤسسات المالية او المحلات ، واشاعات عن عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة. سوف يقوم المندسون اذن بالهجوم على مصرف أو اثنين ، وسوف يموهون عملية حزام ناسف. (راجعوا دليل مكافحة الثورات أيضا)

4- أنا اتوقع أيضا أن يقوم المندسون بافتعال معركة مع المتظاهرين (المسالمين) من اجل ان تتدخل الشرطة لفض المعركة.

الموقف الأمريكي

ربما مايخيف المالكي وعصابته الخضراء أن الأمريكان صامتون حتى الآن. لم نر شخصا زار بغداد فجأة ، أو أن أحد الرؤساء تلقى مكالمة من مسؤولين في البيت الأبيض. صمت مطبق. أمريكا بطبيعة الحال لن تكون بعيدة عن المشهد. سوف تراقب عن كثب، فإذا كانت مظاهرة قليلة العدد تركت لقوات المالكي تصفيتها بطريقة ما. أما اذا زاد العدد وتصاعد عنفوان المظاهرة حتى تحولت الى مليونية ضاغطة، وإذا وقعت مصادمات دموية استجلبت كاميرات الإعلام وخرجت الى العالم، فعند ذلك تغير أمريكا موقفها وتضطر أن تضغط على المالكي للرحيل أو للإصلاح الفوري مثل اقالة الحكومة الخ .

المالكي ومن حوله يحاولون الآن تفادي الوصول الى ذلك الزخم ، يريدون وأد المظاهرة بأي شكل. أعتقد انه سوف يلجأ الى وسائل عنيفة فجة وفظة . هناك نقطة في صالح الحكومة العميلة حتى الآن وهي أن كل الفضائيات المهمة منشغلة الآن على مدار الساعة بالثورة الليبية. وسوف تحتاج المظاهرة العراقية الى جهد إعلامي كبير لنقلها الى اسماع وعيون الساحات الدولية ، لأن الإعلام هو الذي سوف يشكل العامل الضاغط الحقيقي.


هناك 7 تعليقات:

  1. الشعار الذي رفعته قناة الرافدين .. مرفوض .. لأن المفروض أن يكون الشعار " الشعب يريد التحرير " من الأمريكان و حكومة الزريبة .

    شنو " الشعب يريد التغيير " تغيير شنو ؟؟

    ردحذف
  2. اكثر ما يخيفني في موضوع تظاهرات 25 فبراير هو عدم السماح للقنوات الفضائيه وعربات النقل الخارجي بالنقل المباشر للمظاهرات ..
    الله يستر العراقيين

    بغدادي كردي

    ردحذف
  3. http://arabia.reporters-sans-frontieres.org/article.php3?id_article=31967

    بغدادي كردي

    ردحذف
  4. بالنسبة لهذه الجزئية
    "التخويف من ان لدى الأمن "معلومات أكيدة عن نية الجماعات الإرهابية استهداف التجمعات السلمية "
    حدث ذلك في اليمن في الوقت الذي يتبجح فيه علي عبد الله صالح بانه اصدر اوامره للشرطة بحماية المتظاهرين!!
    شكو ماكو..يعني فيه ايه العفريت الازرق (او نقول الاخضر بقى" جاء من الكوكب الاحمر (او الاخضر كمان) و القى القنابل على جموع المتظاهرين!!!!! يا عشتار حللي لنا هذا الموقف الغريب بليز
    و بالمرة تتوقعي طبعا علي عبد الله صالح لما تسخن الامور عنده يقول ان القاعدة وراء هذه الاحتجاجات ما هي يا اما تكون وراء الاحتجاجات نفسها او تكون وراء الهجوم على المحتجين مينفعش الاتنين مع بعض!!
    و هل هي وراء انتفاضات الجنوب الطامحة الى الانفصال ايضا؟؟؟

    ردحذف
  5. الى حكومة الحزب والطائفة القابعة في بغداد:::مطالب الشعب رحيلكم من السلطة واعادة الانتخابات.....ومنعكم من السفر حتى نسترجع الاموال المسروقة ولن نكون ضحايا لاي مساوامة او لعبة او تمثيلية للتعلاعب والهرب بالمسروقات كما فعلت الفاشية الصدامية . والبديل المؤقت تشكيل لجنة حكماء تمثل كل ...اطياف الشعب ومذاهبه واديانه من الذين لم يشتركوا في عمليات القتل وعمليالت التطهير العرقي والتبعية للاجنبي وخاصة دول الجوار.. ولجنة الحكماء هذه تتسع للعسكرين الغير طائفيين ممن يفضلون طائفتهم على عراقيتهم .. هذه هي المطالب فهل انتم ميقنون انه الواقع الجديد ام انكم سوف تلعبون على وتر الطائفية المقيتة ومايسمى القاعدة التى انتم من غذيتموها لاجل اهدافكم .. الشعب العراقي واعي يا سفلة المراعي الخضراء

    ردحذف
  6. عشتارتنا...الله يستر فأكثر ما يخيفني هو تفجير بحجج جاهزه كالقاعده أو البعث و الذي سيكون وراؤه ناس مثل العامري مما سيحيل المظاهره الى مذبحه...فؤلاء القرود مما يسمى بالحكومه ليس لديها اي عاطفه حميده تجاه الشعب و ليس لديها مانع من قتل مئات الالاف في سبيل بقاؤها بمختلف الحجج...اتمنى ان حث ذلك لا سامح الله ان تزحف هذه الجموع الى المنطقه الخضراء و تحيلها الى مقبره خضراء...مع امنيتي بان لا يسفك اي دم عراقي شريف و لكن مع الاسف فان للحريه ثمن

    ردحذف
  7. عشتورة ... أراك تنصفين اصحاب (المنطقة الخضراء) بقولك " يريدون وأد المظاهرة بأي شكل" بينما هم يحاولون أجهاضها حتى قبل ولادتها, والكلام هنا عن مظاهرات 25 فبراير المحتملة!

    عجبي ...!

    لماذا تتعالى الاصوات الغربية المنددة بصاحب (الكتاب الاخضر)؟ وتسكت حدً الخرس بالتنديد باصحاب ( المنطقة الخضراء)؟

    أليس "اللون" هو نفسه؟؟؟



    عراق

    ردحذف