"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

26‏/2‏/2011

تحرك مشبوه

هذه مقالة وصلت الى بريدي وهي تحمل تحليلا قد نتفق معه أو لا ، ولكنه يشير الى مسألة لم تخطر على بال الكثير منا، ولهذا هي جديرة بالقراءة.

بقلم : أحمد كريم

التحرك الايراني في هذه الايام بالذات، اي عشية الانتفاضة الجبارة للشعب العراقي يثير القلق والارتياب. حيث اقدم النظام الايراني على ارسال بارجتين حربيتين الى البحر الابيض المتوسط لترسي عند الشواطيء السورية.

امتنعت السلطات المصرية بالسماح لسفينتين ايرانتين بعبور قناة السويس، لكنها وافقت بعد ذلك واتضح انها بارجتين حربيتين وتوجهها عبر القناة الى الشواطيء السورية. بالطبع ان اسرائيل عبرت عن قلقها لكنه قلق خجول وليس الذي اعتدنا عليه من جانب اسرائيل في حالات سابقة اقل شانا من تحرك بارجتين حربيتين تابعة للقوات البحرية الايرانية، يضاف الى ذلك سرعان ما انتقل وزير البحرية الايرانية الى دمشق.

والسؤال لماذا هذا النشاط الايراني في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا سمحت حكومة مصر للبارجتين بعبور قناة السويس؟ ولماذا لم يتعالى صراخ اسرائيل تجاه المظاهرة العسكرية الايرانية وفي محاذاة حدودها البحرية وما هو دور سورية في كل ذلك؟

في اعتقادنا انها تظاهرة عسكرية ليست مجرد ايرانية، بل ذات طابع دولي تبدو ظاهرا وكانها ليست ذات اهمية مع العلم ان ايران ترددت، بل امتنعت اخيرا عن ارسال سفن تحمل المساعدات الى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض على القطاع كما فعلت تركيا، وتجرات الان بالذات على ارسال بارجتين حربيتين الى منطقة مجاورة الى اسرائيل اي سوريا.هذا التحرك الايراني يدعونا الى القلق والريبة من انها موجهة ضد انتفاضة شعبنا العراقي كخطوة تتخذ ذريعة لتدخل دولي لقمع انتفاضة الشعب العراقي. لان العراق له اهمية استثنائية بالنسبة لاطراف ثلاثة لها مصالح مشتركة في العراق ونعني بذلك امريكا واسرائيل وايران، واطماع هذه الاطراف في العراق لم تعد خافية. فهذا التحرك البحري الايراني قنبلة موقوتة سيتم تفجريها عندما تصل الانتفاضة الشعبية في العراق الى مشارف الانتصار وتحرير البلاد من الاحتلال الامريكي الصهيوني الايراني ومن يتعاون معه في دول الاقليم. ونشير هنا الى الزيارة التي قام بها جلال الطالباني وبعدها النجيفي الى دمشق.

لهذا فاننا نؤكد مرة اخرى على الحذر واليقظة والتلاحم بين كل القوى الوطنية من ابناء الشعب العراقي، فهو السلاح المضاد والمجرب لتحطيم هذا التامر الدولي الاقليمي على شعبنا العراقي القادر على تحقيق اهدافه النبيلة والمقدسة في التحرر وشق طريقه نحو التطور والمجد.

***
تعليق:

لقد خطر في بالي حين سمعت بمرور السفينتين وميناء وصولهما، أن ايران تتحرك لإنقاذ الحكم في سوريا من المصير المصري. بالفعل هو تحرك مريب، وينبغي دراسة اهدافه، ولكني في نفس الوقت لا اعتبر أن المظاهرات في العراق هي (الانتفاضة الجبارة) ، وأعتقد أن الثورة العراقية الحاسمة آتية لا ريب فيها ولكن ليس في هذا الوقت على الأقل. هناك قضية أيضا ربما لم تلفت الإنتباه،
وهي أن تركيا تبرز كقوة اقليمية ديمقراطية ومستقرة وحيدة في المنطقة، بعد اهتزاز الحكومات في كل البلاد في المنطقة التي تسمى (الشرق الأوسط) أمريكيا. وأعتقد أن الإتحادج الأوربي سوف يبدأ في خطب ودها، والسعي خلفها هذه المرة.

علينا أن نبحث لماذا ذهبت بارجتان حربيتان ايرانيتان الى سوريا في وقت مضطرب كهذا. وعلينا أن ندرس أيضا لماذا أسرع المالكي الى الكويت في بدء المظاهرات في العراق قبل يوم الجمعة لمدة يوم واحد، ولماذا يوم الجمعة اسرع طالباني الى الكويت أيضا لمدة يوم واحد، بحجة الاحتفال بتحريرها ؟ وهل هذا وقت مشاركة في احتفالات دولة اخرى حين لديه مظاهرات في مدينته السليمانية وفي سائر العراق التي يجثم على سدة الحكم فيه؟

علينا ان نبحث في كل هذه التحركات. ماذا يجري في المطبخ؟

هناك 3 تعليقات:

  1. عشتارنا
    انا اعتقد ان هذا التحرك هو لحماية النظام السوري. فالنظام السوري هو مفتاح ايران المجرب والامين للمنطقة العربية الذي يتخذ من القومية شعارا برغم طائفيته. اما اسرائيل فهي تعلم جيدا ان ايران لم ولن تكون ضدها يوما وان النظام السوري خير حارس لحدودها مع بلاد الشام

    ردحذف
  2. يبدو ان صراع اسرائيل و امريكا مع العرب المعتزين بقوميتهم صراع وجود فيما صراع اسرائيل و امريكا مع ايران هو صراع مصالح و نفوذ هكذا تفهمه ايران و هكذا تفهمه اسرائيل و هكذا تفهمه امريكا الوحيدين نحن العرب الذين لم نفهم حقيقة الامور و ندخل في اللعبة و لانفهم قواعدها و نتخبط فمرة يتصور البعض ان امريكا ممكن كسب صداقتها ضد ايران بل تصور البعض ان امريكا يمكن استمالتها عن طريق اسرائيل التي قد تقتنع بمساعدتهم ضد ايران فيما البعض الاخر يظن ان ايران صديق جيد لو احسنا التفاهم معه و الاستفادة من امكانياته.

    ردحذف
  3. ايران تريد السيطرة و التحكم و النفوذ في اكبر مساحة جغرافية ممكنة من منطقة الوطن العربي و هي تعتبر هذه المنطقة مجالها الحيوي هي لا يعنيها من بعيد تفتت و تقسيم هذه المنطقة بل الذي يعنيها هيمنها عليها و عدم صعود قوة قوية فيها لذلك من وجهة نظري يخطيء من يتصور ان ايران تسعى لتفتيت الوطن العربي هي تريده كله تحته همنتها و ربما داخلا في كونفدرالية معها اما اسرئيل و لانها صغيرة و ليست بتاريخ و حجم ايران و امتددات ايران في المنطقة فهي تشعر ان تفتيت و شرذمة و تخلف المنطقة هو هدفها و مشروعها الى ان تصل شعوب المنطقة مرحلة تقبل قطع صلتها بتاريخها و تراثها و هويتها عند ذاك تكون اسرائيل هي مركز تعاونات اقتصادية تالية قادمة

    ردحذف