"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/2‏/2011

فضيحة جيش الإحتلال: ماذا زرعوا في رؤوسنا؟


ترجمة عشتار العراقية

مجلة Rolling Stone التي كانت سببا في اقالة الجنرال الأمريكي المجرم ستانلي ماك كريستال ، تنشر هذة المرة فضيحة كبيرة أخرى.

تقول ان الجيش الأمريكي في افغانستان أمر فريقا من الجنود المختصين بالعمليات النفسية لممارسة عملياتهم على مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي كانوا في زيارة الى افغانستان من اجل دفعهم على الموافقة على زيادة القوات والتمويل للجيش في تلك البلاد. وحين حاول ضابط ان يوقف العملية قام محققون عسكريون بتوجيه تهم غريبة عجيبة اليه.

جاءت الأوامر من الجنرال وليام كالدويل وهو جنرال بثلاث نجوم مسؤول عن تدريب القوات الأفغانية. وعلى مدى اربعة شهور في العام الماضي، ضغط على خلية عسكرية مكرسة لما يعرف "عمليات المعلومات IO" في قاعدة Eggers في كابول لاستهداف اعضاء بمجلس الشيوخ زائرين وشخصيات مهمة اخرى التقت بكالدويل. وحين قاومت الوحدة الأمر باعتباره ينتهك القوانين الامريكية التي تمنع استخدام البروباغندا على المواطنين الأمريكيين ، تعرضت الوحدة الى حملة انتقامية.

يقول اللفتنانت كولونيل مايكل هولمز وهو قائد وحدة عمليات المعلومات "ان وظيفتي في العمليات النفسية هي اللعب برؤوس الناس، ان اجعل العدو يتصرف بالطريقة التي نريد منه ان يتصرف بها. وانا ممنوع من أن افعل هذا بمواطنينا. حين تطلب مني ان استخدم هذه المهارات على اعضاء مجلس شيوخ واعضاء كونغرس فإنك تعبر خطا أحمر" وقد تم توجيه توبيخ اليه لعدم تنفيذ اوامر.

ومن الشخصيات التي تم استهدافها حسب المقابلات مع اعضاء من الوحدة العسكرية المشار اليها ومن الوثائق الداخلية التي حصل عليها موقع رولنج ستون هي :

اعضاء مجلس اشيوخ : جون ماكين وجو ليبرمان وجاك ريد وآل فرانكن و كارل ليفن والنائب ستيف اسرائيل ، لجنة تخصيصات المجلس، والادميرال مايك مولين والسفير التشكي في افغانستان ووزير الداخلية الالماني وعدد من المحللين السياسيين المهمين.

والحادثة تثبت الى اي درجة من اليأس وصلت اليها القوات الامريكية في هذه الحرب المكروهة من الشعب الأمريكي.

وحسب تعريف وزارة الدفاع نفسها فإن عمليات المعلومات او العمليات النفسية هي استخدام البروباغندا والتكتيكات النفسية للتأثير على المشاعر والتصرفات ومن المفترض ان تستخدم حصريا على "مجموعات اجنبية عدائية" ويحظر القانون الفدرالي الأمريكي الجيش من ممارسة العمليات النفسية على الأمريكيين ويقول عضو سابق في فريق عمليات نفسية عمل في العراق وافغانستان :"

كل شخص في العمليات النفسية او الاستخبارات او عمليات المعلومات يعلم علم اليقين انه ينبغي عدم استهداف الأمريكيين . هذا ما نتعلمه في اليوم الأول"

حين وصل هولمز وفريقه المكون من اربعة اشخاص الى افغانستان في تشرين ثاني 2009 كانت مهمتهم هي تقييم تأثيرات البروباغندا الأمريكية على طالبان والسكان المحليين . ولكن في الشهر التالي، بدأ هولمز يستلم اوامر من جهاز كالدويل لتوجيه خبرته وجهة جديدة: الامريكان الزائرين. في بداية الأمر كانت الأوامر توجه شفويا . وحسب هولمز الذي حضر على الأقل 12 مقابلة مع كالدويل لمناقشة العملية، كان الجنرال يريد من وحدة عمليات المعلومات القيام بالعمل الذي يقوم به فريق الشؤون العامة : جمع سير مفصلة عن الشخصيات المهمة الزائرة بضمنها الأصوات التي حصلوا عليها، وما يحبونه وما يكرهونه ، وقضايا الضغط الحساسة بالنسبة لهم. وفي رسالة الكترونية الى هولمز اراد احد العاملين مع كالدويل ان يعرف ماهي احسن طريقة لتقديم الجنرال خطابه للشخصيات الزائرة ، وكيف يمكن "تحسين رسالتنا اليهم"

وفود الكونغرس والمعروفة باللغة العسكرية CODELs ليست غريبة على الاختلاق ، فهم بشكل روتيني يذهبون في رحلات الى الجبهات في العراق وافغانستان حيث يستمعون الى موجز مرتب عن الأوضاع ، ثم يصطحبهم الجيش لزيارة الاسواق المحلية قبل أن يلتقطوا لهم صورا ( تنفعهم في حملاتهم الانتخابية) وهم يرتدون الخوذات والستر الواقية من الرصاص. وبشكل غير رسمي تعتبر الرحلات هذه ، وسيلة للجنرالات للضغط على اعضاء الكونغرس وتقديم اخر أخبار الحرب . ولكن ماكان كالدويل يسعى اليه كان اكثر من مجرد تقديم موجز اخبار لهم . وحسب هولمز، كان الجنرال يريد من الوحدة تقديم "تحليل اعمق لنقاط ضغط يمكننا استخدامها لاعتصار المزيد من التمويل من الوفد." كما ان مساعد كالدويل سأل هولمز كيف يمكن لكالدويل ان يؤثر سرا على المشرعين الاميركان بدون علمهم. سأله قائلا "كيف يمكننا ان نجعل هؤلاء الرجال يعطوننا قواتا اكثر .
ماذا ازرع في رؤوسهم ؟"

واكثر من هذا فقد طلب من هولمز ان يجلس في اجتماعات كالدويل مع الزوار ليكتب ملاحظاته بدون ان يعرّفهم على خلفيته. ويعلق جون بايك وهو محلل عسكري حول هذه النقطة قائلا: وضع عناصر البروباغندا في غرفة واحدة مع اعضاء مجلس الشيوخ شيء سيء، له رائحة. اي عنصر بروباغندة محترم سيقول لك ذلك."

ويعتبر استغلال فريق عمليات المعلومات ضد اعضاء شيوخ امريكان ، اساءة استخدام موارد مهمة مصممة لقتال العدو حيث يتكلف دافعو الضرائب الامريكان 6 ملايين دولار لنشر هذا الفريق في افغانستان لمدة سنة واحدة. ولكن يبدو ان كالدويل كان اكثر حماسا للحصول على ترقية من حماسته لهزيمة طالبان . ويقول هولمز انهم كانوا يسمون العملية للسخرية "عملية النجمة الرابعة" (باعتبار ان كالدويل يحمل الان ثلاث نجوم فقط.) ويقول هولمز ان كالدويل كان في الشهور الاولى يركز على غسل عقول الأمريكان بدلا من الأفغان ثم بعدها تحول الى شعوب الناتو ، حيث اراد ان يفكك الفريق ويوزع اعضاءه بشكل متحدث رسمي لكل جنرال من الناتو ، بخلفية خبرة بالعمليات النفسية. وهذا خلط بين "الإعلام" وهو عمل الشؤون العامة و"التأثير" وهو عمل "العمليات النفسية". وهذه ليست اول مرة يفعل فيها الجنرال ذلك .

كان كالدويل الناطق الرسمي باسم الجيش الأمريكي في العراق ، وبعدها بدأ يدفع ويضغط باتجاه توسيع استخدام عمليات المعلومات باستخدام التقنيات الحديثة مثل المدونات واضافة معلومات على ويكيبيديا، لاحداث التأثير على الجمهور الأجنبي والمحلي.

(هذا يجعلنا نتساءل كم كذب على العراقيين والعالم وهو يعمل متحدثا رسميا في العراق- عشتار العراقية)

للعلم ان البنتاغون في الاشهر الاخيرة غير بهدوء الاسم المرعب (سايوبس Psy-ops) وهو مختصر العمليات النفسية (الحرب النفسية) سيئة الصيت، الى مختصر حيادي هو مايسو MISO وهو مختصرعمليات دعم المعلومات العسكرية
Military Information Support Operations

يقول هولمز انه تحت الضغط قام هو وفريقه بتوفير معلومات عن خلفيات السيناتورات الزائرين وساعد الجنرال كالدويل في كيفية الحديث مع تلك الشخصيات للتأثير عليها. ولكن هولمز فعل كل مايستطيع لمقاومة الاوامر المخالفة للقوانين الامريكية وقد نقل مخاوفه تلك الى الكولونيل جريجوري بريزل وهو المتحدث الرسمي عن بعثة تدريب الأفغان التي يديرها كالدويل فصرخ به الكولونيل قائلا "أنا الذي أقرر إن كان الأمر غير قانوني"

وفي مارس 2010 أصدر بريزل امرا مكتوبا يأمر فيه هولمز مباشرة ان يجري عملياته النفسية ضد كل الزوار المهمين . كما ان على الفريق "يجهز مضمون الخطاب وحزمة المعلومات لكل زيارة ."

ولتوضيح الأمر بما ينفي اي لبس، أضاف بريزل ان هذا الأمر له "الأولوية على كل ما عداه من المهام"

ويعلق هولمز بقوله انه وفريقه بدلا من محاربة الطالبان، مطلوب منهم الآن ان يكسبوا عقول وقلوب جون ماكين وآل فرانكين وغيرهما من الزوار.

بعد نشر الموضوع في رولنج ستون ، كتب اليهم متحدث رسمي عن كالدويل نافيا كل هذا . ثم بعد أسابيع علم هولمز انه موضع تحقيق بتهمة الخروج من القاعدة بالملابس المدنية بدون إذن واستخدام منصبه لإنشاء شركة خاصة ، وتناوله الكحول، واستخدام الفيسبوك كثيرا (صار الفيسبوك تهمة) واقامة علاقة "غير مناسبة" مع واحدة من فريقه ، كما ان المحقق اشار الى نكتة كتبها هولمز على الفيسبوك حول حاجته الى الجنس بعد خمسة شهور في افغانستان، وقال المحقق ان هذه الملاحظة غير مناسبة لأنه رجل متزوج.

**
تعليق: ربما يبدو ترجمة ونشر مثل هذا التقرير، وكأنه بعيد الصلة بما يجري حولنا، وبما جرى في العراق. ولكن صدقوني انه في صلب الموضوع. ماهي النقاط المثيرة الدالّة في الخبر؟

1- أن جنرالا يزيف المعلومات حتى على المشرعين الأمريكيين من أجل تحقيق مصالح خاصة بالجيش وبشخصه. حين يحاول الجيش التأثير على اعضاء في الكونغرس من اجل دفعهم الى زيادة القوات والتمويل، يعني ببساطة أن القائد العسكري الذي يطلب ذلك يفعل لسبب واحد فقط: انه على علاقة مصلحة مع شركة من شركات السلاح. وانه حين تنتهي مهمته سوف يترك الجيش للعمل مديرا او رئيسا لتلك الشركة . كل الجنرالات الأمريكان فعلوا ذلك.

2- انه يطلب من خبراء الحرب النفسية أن يتحولوا الى متحدثين رسميين لقادة الجيش، وبما انه كان متحدثا رسميا في العراق، علينا أن ندرك كم كذب على العراقيين . وكان هو الذي قدم مثلا خبر مقتل الزرقاوي (الشخصية الوهمية) . الآن نعلم كم كان كاذبا. حين قال ان الزرقاوي ضرب بقنبلة زنتها 500 رطل ثم مات بعد 52 دقيقة دون أن يصيبه خدش ظاهر.

3 - توجيه اتهامات سخيفة متنوعة الى من سرب قصة انتهاكه للقانون الأمريكي، يدل على اصراره على انتهاك قوانين بلاده، فتخيلوا كم انتهك من قوانين في العراق وافغانستان. وكم من اتهامات باطلة وجهها للمواطنين العراقيين أثناء وجوده في العراق.

4- تبعا لمهام العمليات النفسية والتي تستهدف الى (
اللعب برؤوس الناس، جعل العدو يتصرف بالطريقة التي نريد منه ان يتصرف بها )، علينا أن نتحسس رؤوسنا ونفكر : "كيف لعبوا بنا؟ ماذا زرعوا في رؤوسنا من أكاذيب ياترى ؟"

هناك 4 تعليقات:

  1. عارفة يا عشتار اول ما قريت كلمة مهارات و عمليات نفسية دي جاء في بالي مشهد من فيلم "مطاردة غرامية" لما واحد قزم راح للدكتور النفساني اللي هو عبد المنعم مدبولي يشتكيه ان الناس بتعايره بقصر قامته راح هو جايب له حاجة تشبه بندول الساعة و فضل يهزها له يمين و شمال و قاله ركز نظرك عليها و قول ورايا "انا مش قصير ازعة انا طويل و اهبل...انا مش قصير ازعة انا طويل و اهبل...انا مش قصير ازعة انا طويل و اهبل...انا مش قصير ازعة انا طويل و اهبل" و بالشكل ده تترسخ الفكرة في ذهنه و يخف !!

    لذا الاجابة عن سؤالك ماذا زرعوا في رؤوسنا ؟ طبعا زرعوا اننا طوال و هبـل!!

    ردحذف
  2. ده المشهد اللي قصدي عليه
    http://www.youtube.com/watch?v=kf5weqlTKHw

    ردحذف
  3. لا .. على الأكثر انهم زرعوا في رؤوسنا انهم الطوال ونحن الهبل.

    ردحذف
  4. هذا زمن لايعرف مقتول فيه
    من قاتله..
    ولماذا قتله!
    ورؤوس الناسرعلى أجساد الحيوانات
    ورؤوس الحيوانات على أجساد الناس
    فتحسس رأسك ....

    الشاعر صلاح عبد الصبور

    ردحذف