"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/2‏/2011

لا أمل في التغيير لأمريكا: الديمقراطية تتعارض مع السوق الحرة

بقلم تيل رال

ترجمة عشتار العراقية

لو كانت السخرية نقودا لكنا اغنياء

القى الرئيس اوباما في الاسبوع الماضي محاضرة عليها قال فيها "عليك ان تستبق التغيير. لا تستطيع ان تظل خلف المنحنى" كان طبعا يشير الى الشرق الاوسط. خلال الاسابيع القليلة الماضية كانت هناك ثورة شعبية جديدة كل بضعة ايام: تونس ، مصر، اليمن ، الاردن، البحرين وليبيا.

والآن وسكنسن

في ماديسون ، حيث يريد الحاكم الجمهوري الجديد ان يقضي على حقوق العمال في تشكيل الاتحادات والمفاوضة من اجل اجور اعلى، ملأ الشوارع عشرات الالاف من المحتجين حتى ان عضو الكونغرس بول ريان وصف ذلك بقوله (كما لو ان القاهرة انتقلت الى ماديسون هذه الايام"

الزخم الثوري ينتشر حول العالم ولكن السيد "أمل التغيير" لاوجود له هنا في الولايات المتحدة. ماذا حدث لمسألة "استباق التغيير؟" مايناسب حسني لا يناسب باري (اسم الدلع لبراك اوباما) وباستخدام تعاليه التكنوقراطي في خدمة مدمري النقابات ، قال موبخا "كل شخص عليه ان يقوم بتعديلات تناسب الحقائق المالية الجديدة"

(كل شخص) لا تشمل الاشخاص فاحشي الثراء مثل رئيسنا المالتي مليونير، الذي اعلن دخله السنوي لعام 2009 بما مقداره 5.5 مليون دولار ولم يخفض راتبه ولا تبرع ببنس واحد من ثروته البالغة 7.7مليون دولار للخزانة من اجل المساعدة في التعديلات حسب "الحقائق المالية الجديدة"

الأوقات العصيبة هي نصيب الفقراء كما تعلمون . قال اوباما "علينا ان نفرض تجميدا على زيادات الاجور للعمال الفدراليين في السنتين القادمتين كجزء من مشروعي لتجميد الميزانية الكلية. اعتقد ان هذه الانواع من التعديلات هي الشيء الصواب في وسكنسن " انتقاء طريف للكلمات "علينا" يعني انه ليس هناك خيارات اخرى . يالها من كذبة مفضوحة.

وكما ادرك اعضاء نقابة المراقبين الجويين في 1981 ان الاجور الاعلى وظروف العمل الأفضل هي للاجانب وليس للامريكيين. كان رونالد ريجان يغني المدائح في نقابة التضامن البولندية قائلا ان "الحق في الانتماء الى نقابة مهنية حرة هو احد الحقوق الانسانية الاساسية". وفي نفس ذلك الوقت كان قد طرد كل المراقبين الجويين الامريكان البالغ عددهم 11345 وامر بحل نقابلتهم.

الحل يكمن في ثلاث كلمات: افرض ضريبة الاغنياء. لو دفع الاغنياء حصتهم لن تكون هناك حاجة لتخفيض الميزانية.

"تعديلات" كلمة باردة . بالنسبة للناس العاديين ياسيدي الرئيس ، (يستخدم الكاتب لقب (هر) بدلا من (مستر) للدلالة على نازية اوباما) إن خسارة 2% من اجور الفرد ليس مجرد تعديلات وانما هي شيء موجع.

يريد اوباما ان يجمد الاجور لتوفير 5 بلايين دولار على مدى سنتين . وهذا لاشيء. هذا ما يرميه البنتاغون في بالوعات العراق وافغانستان في اسبوع واحد.

العجز الفدرالي هو 14 ترليون دولار. اي 14 الف بليون . وخطة اوباما لن تفعل شيئا.

كل الأنظمة السياسية مبنية على تناقضات تؤدي في النهاية الى سقوطها. والولايات المتحدة تعتمد على هوة كبيرة بين خطاب محلق في الخيال (الحرية والديقراطية والحقوق الفردية) وواقع قاس (حرب استباقية ودعم طغاة وتعذيب وتجسس على المواطنين) وهي هوة واسعة وفاغرة حتى انه لم يعد احد يصدق البروباغندة.

في تقرير حديث لصحيفة نيويورك تايمز شيء يثير السخرية. طلبت ادارة اوباما من السي آي أي تجهيز مذكرة سرية حول الثورات في الشرق الاوسط، مع التركيز على تحليل "كيف تتوازن المصالح الستراتيجية الامريكية مع الرغبة في تفادي فوضى أكبر في وجود المطالب الديمقراطية للمحتجين"

فما هي بالضبط تلك "المصالح الستراتيجية" ؟ البزنس. الطغاة يعقدون صفقات جيدة مع الشركات العملاقة التي تتبرع للحزبين الديمقراطي والجمهوري.

الديمقراطية .. الديمقراطية الحقيقية ، وهي النوع التي يناضل من اجلها الناس في البحرين وماديسون ، تتعارض مع رأسمالية السوق الحرة. وهذا مايدركه عمال النقابات في وسكنسن ، ونحن ايضا الذين لا ننتمي الى نقابات ندرك ذلك. ان الحلم الامريكي هو هذا بالضبط.. مجرد حلم ، وهو ليس للامريكان.

هناك تعليق واحد:

  1. اوباما مسكين يتحمل تبعات سياسة سابقه بوش فهو الذي اهدر البلايين في العراق و افغانستان و على اوباما ان يستعيدها من جيب الشعب المطحون بدلا من ان يتم التوجه للشركات المساهم فيها بوش و تشيني و لاجل عيونها شن الحروب و استعادة هذه البلايين منها.

    سؤال في بالي لماذا لم تظهر هذه القوانين على السطح ايام بوش و لم ينتفض ضدها الشعب كما الآن
    للاسف الامريكيين لا يبدأوا بالثورة حتى تتأثر حياتهم بشكل مباشر و يعانون كما تعاني شعوب العالم

    ردحذف