"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/2‏/2011

لعبة مخابراتية في منتهى الذكاء

كانت لعبة مخابراتية ذكية جدا.

1- في يوم سابق يجري الحديث عن انقلاب ، وهي كلمة يستخدمها نائب رئيس الجمهورية ويمضي اليوم والجميع يناقش ماتعني الكلمة ؟ ولماذا استخدمها بكل ذلك الغموض؟ ترسخ في أذهان الناس انه يخوف من انقلاب الجيش. مما يبعث الأمل في نفوس الناس المعتصمين.

2- امس بدأت اللعبة. يذيع الجيش (البيان الأول) يتحدث فيه عن وقوفه الى جانب شرعية الجماهير. تبث صورة لمجلس عسكري اعلى وفيها دلالات ، ينهمك المحللون في تحليل البيان والصورة. ويرسخ في اعتقاد الناس ان الجيش قام بالانقلاب.

3- تجري تسريبات من مصادر داخل الحكومة (استخباراتية) لجهات خارجية وداخلية بأن رئيس الجمهورية سوف يتنحى بعد ساعة. في نفس المعنى تجري تسريبات من شخصيات تثق بها الجماهير أن التنحي واقع اليوم لا محالة. يشترك في هذا التسريب : مسؤول من السي آي أي اعتمادا على مصادر داخل الحكومة المصرية. اوباما في كلماته من ان الساعات المقبلة سوف يكتب فيها التاريخ. الامين العام للحزب الحاكم وهو شخصية مقبولة لدى الناس حتى المعارضين يتحدث عن التنحي الوشيك. قنوات فضائية مثل الحرة تقول انه وصلها من مصادر داخل الحكومة ان التنحي وشيك.

4- يظل الشعب ينتظر على أحر من الجمر بل يبدأون في اعتبار المسألة منتهية ، ويتم القفز من السفينة بالنسبة لكثير من المسؤولين والاعلاميين والكتبة. ينتظر الناس عدة ساعات، بين تسرييبات بأن بعضهم رأى مروحية تهب على القصر الجمهوري وترتفع وانها في مسارها الى شرم الشيخ او الامارات. والحديث عن رسالة يحملها وزير خارجية الامارات لرئيس الجمهورية.

5- بعد انتظار سعيد، لعدة ساعات، يظهر رئيس الجمهورية للقول انه باق وانه سيقوم بتفويض نائبه ببعض الصلاحيات الخ الخ. يظهر بعده نائبه في حديث مشابه. ويكرر الحديث عن التهديدات الخارجية .

6- يجن جنون المعتصمين، حتى ان بعضهم يصيبه الاغماء، وينهمك المحللون في مختلف القنوات للحديث عن بوارج وسفن امريكية تتحرك الى السواحل المصرية والجيش الاسرائيلي (بكامله) على الحدود. كما ينهمك الآخرون في محاولة تفسير موقف الجيش وينتهي الجميع تقريبا انهم في انتظار (البيان رقم 2) للجيش. وينتهون الى أن هناك اختلافا وصراعا بين اجنحة من الجيش و اجنحة من الحكومة .

7- تسريبات على القنوات الفضائية ان (رمز الثوار) الشاب وائل غنيم والذي يثق به الواقفون في ميدان التحرير، يدعو الشباب للعودة الى البيوت لأن مطالبهم تحققت وتجنبا للتهديدات الخارجية .

8- يصدر نفي متضارب عن غنيم .

9- اليوم تظهر الصحف الرسمية للقول ان مصادرا عليمة انبأتهم بأن الجيش سوف يذيع البيان رقم اثنين . لاحظ انها الصحف الرسمية ! تكرار لعبة الانهاك النفسي مرة اخرى؟

ماذا يعني كل ذلك؟

يبدو لي .. ان هناك تنسيقا واضحا بين كل اجهزة الحكومة ، لاستخدام الثوار أداة هذه المرة ضد انفسهم.

كل التسريبات والتحركات اعلاه كان من شأنها ان تولد شيئين :

1- تصعيد مشاعر الجماهير ودفعهم للاقتناع النهائي ان مطلبهم الرئيسي قد تم تلبيته (تنحية الرئيس) بما لا يقبل الشك . وبعد انتظار ساعات على هذا الأمل . يتم احباطهم بقسوة. مثل هذا الفعل سيؤدي الى حالتين:

1- احباط الكثير وارهاقهم لأنك حين تصل الى ذروة اقتناع ثم تجابه بعكسه، سوف يخيب املك جدا مما يدفعك الى اليأس والانكماش والتعب والعودة الى البيت.

2- الشعور بالغضب الجنوني مما يدفعك الى اقتراف اعمال تخريب وشغب او اية اعمال غير مسؤولة بفعل الغضب وليس بفعل العقل.

في الحالة الأولى خير وبركة . وفي الحالة الثانية ، سوف يكون هذا مبررا امام الشعب والعالم، لتدخل الجيش ضد الثوار.

أرجو أن اكون مخطئة في التحليل ولكن دعونا ننتظر.

هناك تعليقان (2):

  1. منذ الأمس و في الساعات القليلة الماضية اعتقد الكثيرون و انا منهم ان المؤسسة العسكرية على خلاف مع الرئاسة سواء مبارك او عمر سليمان و لم اكن متفهمة بعد لاسباب ذلك الخلاف
    هل بسبب انحياز الجيش للشعب في مواجهة عند مبارك ام بسبب توجيهات امريكية احضرها سامي عنان معه عند عودته من امريكا في بداية الانتفاضة؟!!
    العيون كلها ستتجه ناحية سامي عنان الآن و كثيرون اعتقدوا انه الرئيس القادم لمصر هو بالمناسبة يعتبر قائد فعلي للقوات المسلحة بدلا من وزير الدفاع العجووووز جدا
    سامي عنان مثل عمر سليمان رجل امريكا من الطراز الاول هناك صورة له رأيته و هو يشرب الخمر مع قادة عسكريين امريكيين و بيضربوا الكاسات في بعض ..في صحتك في صحتك..!! حاجة مقرفة الحقيقة اعطتني احساس ان ولاء قادة الجيش لمن اشتراهم بالمعونة اللي غالبا نصها بيدخل جيوبهم و ليس للوطن الذي اقسموا على حمايته
    على كل حال قرار انضمام رئيس المحكمة الدستورية العليا للحكم الى جانب المجلس الاعلى للقوات المسلحة اشعرني بالارتياح قليلا لان شخصية مدنية في ثقله وجودها مهم مع قادة الجيش لتحقيق بعض التوازن و اصدار قرارت تسير المرحلة الانتقالية الحالية
    و ربنا يستر

    ردحذف
  2. توضح الاخبار المتداولة الآن انها لا هي لعبة مخابراتية و لا يحزنون
    بس حاجة كدة زي حلقة من مسلسل "ابناء و لكن"..حاجة دراماتيكية خالص
    http://www.alarabiya.net/articles/2011/02/13/137475.html

    ردحذف