"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

16‏/12‏/2010

الإحتلال الأمريكي يجمع تبرعات كتب مستعملة للعراقيين

يدور في البريد الألكتروني هذه الأيام موضوع باللغة الإنجليزية عن عملية انسانية وثقافية جدا كان يقوم بها جيش الإحتلال في العراق والآن تقوم بها سفارة الإحتلال وهي جمع كتب طبية مستعملة من المواطنين الأمريكان المتعاطفين الساعين لرفعة الشعب العراقي وتقدمه ، لتوزيعها على الكليات الطبية والمستشفيات الجامعية الخ.

الموضوع موجود هنا ، وهو يذكر فيما يذكر ان الاحتلال حين وصل العراق وجد أنه لم تدخل كتب حديثة للعراق منذ التسعينات !! وهذا طبعا من جرائم صدام حسين الذي كان لايحب الكتب، وليس من جرائم الحصار الذي منع وصول أية مطبوعة يكون وزنها من 50 غرام فما فوق الى العراق.

ويقول الموضوع أن امريكا صرفت بلايين الدولارات على إعمار العراق وجاء الآن دور الشعب الأمريكي الكريم للتبرع بكتبه القديمة لتجميل صورة الإحتلال.

ولأن المسألة دعاية في دعاية فقد حرص حراس الإحتلال عسكرا ومدنيين على التقاط الصور مع عمداء الكليات الطبية.

عميد كلية بغداد الطبية (هل هناك كلية بهذا الاسم ؟ ربما يقصد جامعة بغداد؟) يتفحص الكتب المتبرع بها . ايضا معه في الصورة الدكتور مايك باننك (على اليسار) والسيد جون دودته وكلاهما من وزارة الخارجية
هل تلاحظون انهم حتى لم يذكروا اسم العميد، فهذا ليس مهما ؟ وهل الدعاية للعميد أم للسادة موظفي وزارة الخارجية الأمريكية ؟

الكولونيل فينسنت بارنهارت الذي يغادر البرنامج (على اليسار) والدكتور مايك باننك الذي يحل محله (على اليمين) في الصورة مع عميد معهد الطب الشرعي في العراق . (ايضا لم يذكروا اسمه ) لأن الموضوع كله دعاية في دعاية كما ترون في استعراض الكولونيل للمجلات التي يحملها في اعلان مبتذل عن الكرم الأمريكي.
++

تعليق : للأخ الذي ارسل الموضوع لمجموعة من الناس على قائمة بريده وأنا معهم ، ربما بحسن نية ، كتبت هذا الرد :

نعم ساعدوا في تحسين صورة الجيش الأمريكي والاحتلال الأمريكي الذي يتولى جمع تبرعات الكتب وتوزيعها . ولم تذكر هذه المقالة أن هذا النقص في المعرفة الطبية والمصادر الاكاديمية هو بسبب الحصار الذي استمر جيلا كاملا على العراق والذي كانت بموجبه تمنع حتى المجلات الطبية والعملية (التي وزنها 50 غرام) من الوصول الى العراق .ولا ادري اين انفقت الحكومة الامريكية بلايين الدولارات على (اعادة اعمار العراق) ولماذا ياترى لم تنفق عدة آلاف منها لشراء الكتب الحديثة بدلا من جمع تبرعات الكتب المستعملة. واين كانت الحكومة الأمريكية حين قتل مئات من اطبائنا وعلمائنا؟

ولقرائي الأعزاء، أذكرهم بأن أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية قامت بعملية مخابراتية اسمها (عملية مشبك الورق Operation Paperclip) قامت بموجبها بإنقاذ مئات العلماء النازيين واستقدمتهم الى أمريكا مكرمين معززين وقد ساهموا جميعا في التقدم العلمي والتكنولوجي الأمريكي بضمنه اختراق الفضاء. لا أقارن علماءنا بالنازيين ولكن القصد أن أمريكا قامت بحماية علماء من (العدو) لأنها عرفت قدرهم، في حين تركت علماءنا للغدر والقتل الرخيص والمطاردة والتشريد. والآن تريد أن تجمل وجهها القبيح بشوية كتب مستعملة. وكأن هذه الكتب هي أمل العراقيين في نهضة علمية، عليكم ان تقولوا شكرا ، ياللروعة ، ياللكرم ، كم المحتل جميل وأحبه .. oh my god كتب؟ لم أر في حياتي مثل هذه الكتب ! هذا ما كنت أريده ! قبلاتي للشعب الأمريكي وللجيش الأمريكي وللسفارة الأمريكية وكل عام وهم جميعا بخير !

هناك 8 تعليقات:

  1. جاءني رد في البريد من واحد ممن وصلهم ردي البريدي على الموضوع الذي ارسل اليّ . الرد مكتوب باللغة الانجليزية مامعناه

    "هذا شلون تفكير سلبي"

    والله احترنا في هذاالزمان: ايها التفكير السلبي وايها الايجابي

    اذا كان استقبال مبادرات الإحتلال التي تجمل وجهه القبيح هو التفكير الإيجابي ، فأنا سلبية سلبية سلبية!

    ردحذف
  2. عشتورة... لا تحتارين!
    أذا كانت أبنة"السلبي" في وقت وزمن ما, اعتبرت ايجابية للصالح الامريكي!

    فسلبيتك بالثلاث تعتبر ايجابية للصالح الوطني, مع الأخذ بنظر الاعتبار انثروبولوجيا الزمكان!!


    عراق

    ردحذف
  3. صحيح انهم خلال الحصار كمنعو ادخال الكتب العلميه عن العراق لكن ذلك لم يعيق الجامعات العراقيه حيث ان الاساتذه كانو عندما يذهبون ايفاد او عندما يكون لهم صديق خارج العراق يطلبون منه نسخه من اخر الكتب العلميه وبالتالي تعتبر من المصادر التي تدرس للطلاب ياتي الكتاب وكل الدفعه تستنسخه والمكتبات التي امام الجامعه التكنولوجيه ريحانه خير برهان الحصار لم يمنع تقدم العلم ومواكبة التطور العلمي في العراق لان العراقي صاحب اراده كم من الكتب الهندسيه طبعه نهاية التسعينات وبدابه الالفين تريدون ؟؟؟ هذا ما تعلمناه .. يااوغاد اليوم لم يعد للكتاب في عراق اللطم قيمه صارت كتبنا مركونه على الرف ....
    لا نحتاج قديم كتبكم ياامريكان نريد ما هجرته الحرب من عقول اعيدو لنا العقول بها يبنى العراق عندها سنستورد منكم الجديد نحن لا نحتاج الصدقات اغنى بلد في العالم يسكنه افقر شعب لان امريكا سلمته بصحن من ذهب لايران !!!! ولعنه الله على من ضيع الوطن وغرب العقول

    عراق فوق خط احمر

    ردحذف
  4. هناك مواقع على الانترنيت تتبع جامعات امريكية وغيرها ، يمكن منها تحميل كل انواع الاطروحات للماجستير او الدكتوراه والبحوث الاكاديمية بأشكالها. كما أن كل المجلات الطبية لديها مواقع على الانترنيت. أي أن الكتب الورقية لم تعد ذات أهمية. ولو كان الاحتلال جادا في معونة الشعب العراقي وليس القضية مسألة دعاية وصور وكم كتاب يتبرعون به، لأقام مكتبة الكترونية للطلبة الجامعيين العراقيين في منطقة لا ينقطع عنها الكهرباء والانترنيت (ممكن داخل منطقتهم الخضراء) ، او لأعادوا الكهرباء للناس واوصلوا الانترنيت وتركوا الطلاب يبحثون عن المستجدات في العلم بطريقتهم.

    ردحذف
  5. الحمد لله بعد الملابس الباليةالي اكرمونا بيها وهي طبعاّ منكل البلدان.تصورواحتى من دول كاتلها الجوع صارت تترحم علينا بملابسها الي مليانة امراض جسدية.موعيب اذا امريكا نفضلت وكرمتنابعطفها الابوي شوية وارسلتنا شوية كتب خردة زايدة عليها لانهم نسو المرحوم صدام من عطف على فقرائهم الي ياكلون من الزبال ة بعشرة ملايين دولار صح لو مو صح.

    اخوكم ابو موج
    من العراق الجريح

    ردحذف
  6. http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs1359.snc4/163142_173046792729029_100000711280264_452239_2244132_n.jpg


    استاذة عشتار هل شاهدتي هذة الصورة

    ردحذف
  7. آه يا زمن...
    زي ما يقول المثل القوالب نامت والانصاص قامت , العراق العظيم كان بيعلم الدنيا الكتابة وقت ما اجدادهم العلوج بيعيشوا في كهوف و دلوقتي بيتجرأ و بيمنوا عليه قال يعني هما المتنورين و المتعلمين رغم ان حضارتهم قامت على مص دماء الشعوب
    هو مفيش ايكون من اللي بيخبط راسه في الحيط هنا

    بالمناسبة يا عشتار ان كنت اسمع ان الأمية في العراق قبل الاحتلال كانت منعدمة تقريبا و كانت اقل نسبة في الوطن العربي صحيح هذا الكلام و هل هذا بالرغم من الحصار ام ان هذه المعلومة من قبل الحصار نفسه

    ردحذف
  8. نعم يا هبة .. حقق العراق في نهاية الثمانينيات نسبة تعلم تبلغ حوالي 90% حيث كان محو الامية الزامي لكبار السن. وكانت الدراسة مجانا في كل مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة. ولهذا حصلالعراق على جائزة من منظمة اليونسكو. ولكن هذا قبل الحصار. بعد الحصار الاقتصادي الشامل والذي كان يشمل ايضا مواد التعليم حتى القلم الرصاص كان ممنوع من ادخاله الى العراق. بعد هذا تراجعت النسبة وبدأ الانحدار والتسرب من المدارس الخ . وبعد الاحتلال اصبحت نسبة الأمية ربما تفوق نسبة المتعلمين.

    ردحذف