إرهابي السويد - 5

الجزء الرابع هنا

تحقيق عشتار العراقية

أميل الى الموافقة مع القاريء الذي علق على هذه القضية باقتراح سيناريو أن يكون تيمور يعمل أصلا مع اجهزة المخابرات البريطانية والامريكية والسويدية والطريقة الوحيدة لإقناعه بتفخيخ نفسه الى آخر القصة هي أن يكون قد أوهم انه يشارك في تدريب أمني حيّ لعملية ارهابية اثناء اعياد الميلاد. وقد رأيت الفكرة معقولة خاصة اني توصلت الى نفس النتائج وهي ان تيمور لابد وأن كان يعمل مخبرا لدى المخابرات البريطانية للايقاع بالمسلمين (المتطرفين) ومن هنا ما وصفه معارفه في الاخبار انه تحول الى التطرف فحأة حين عاش في بريطانيا ، ولكني لم أصل الى مسألة التدريب الحيّ على عملية ارهابية او مايسمى Mock-terror training .

وحين رجعت الى الانترنيت رأيت العجب. التدريبات قائمة على قدم وساق في كل مدينة اوربية وامريكية كل عام. بل هناك اعلانات على الانترنيت لطلب متدربين او ممثلين للقيام بأدوار الضحايا والجرحى والقتلى والمخطوفين الخ كما في هذا الاعلان . وقد ألغى اوباما تدريبا حيا لتفجير قنبلة قذرة في لاس فيجاس هذا العام وقالت الادارة الامريكية ان التدريب السري أفضل. وهذه صورة تمرين على تفجير سيارة وحافلة قام بها ارهابيون لإلهاء الناس عن الاستيلاء على سد مائي في كاليفورنيا.
ربما بعضنا يظن ان التدريبات العسكرية تجري فوق البحار او في الصحارى او الأماكن الخالية او داخل المعسكرات، ولكن يبدو ان التدريبات خرجت الى الشوارع والاحياء.

هناك موقع مهم جدا لعسكري أمريكي قضى شطرا من حياته يقوم بهذه التدريبات وطلع بنظرية خطيرة : أن بعض التدريبات يشترك فيها الجيش والوحدات الأمنية وافراد آخرون على اساس انها تدريبات ولكن مجموعة معينة تعلم ان التدريبات هذه حقيقية ويقصد ايقاع الأذى من أجل اجندات سياسية. ويأتي ببراهين على أن احداث 11 ايلول في نيويورك كانت من ضمن هذه التدريبات وهذا يفسر لماذا يتساءل بعضنا : كيف لم تتحرك المراقبات الجوية وغيرها من رصد انحراف هذه الطائرات ؟ أثبت الرجل أن هؤلاء ظنوا أن هذه تدريبات عسكرية على عمل ارهابي . ويقول أن ديك تشيني كان يعلم وان شاهدا شهد بذلك في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة التحقيق الحكومية بأحداث 11 ايلول ولم يحقق أحد في كلامه. كما أنه يثبت بشهادة اخرى ان الهجوم الذي وقع في بريطانيا على القطارات في 7/7/ 2005 كان ايضا ضمن عملية اوهم المشاركون فيها او معظمهم انها تدريبا ولكنها انقلبت حقيقة. الموضوع المهم هذا هنا.

على أكثر احتمال يكون تيمور - الذي لا يشير أي شيء في شخصيته اوحياته انه انقلب الى متشدد اسلامي يريد أن يضحي بحياته - قد اوهم بأنه يشترك في تدريب حيّ على عملية ارهابية ، ورسم له سيناريو عملية كاملة ، وقد قتل في نهايتها حتى لا يبوح بها، وأيضا من أجل انطلاء الكذبة على الناس.

قلنا انه سافر الى عمان في وقت ما هذا العام. ماذا في عمان ؟ يبدو انه أبلغ عائلته انه ذاهب للبحث عن عمل ، ولكنه في الواقع ذهب للتدرب ، لأنه بعدها عاد الى بريطانيا حيث يعيش ثم سافر الى السويد للقيام بالعملية .

في منتصف العام الماضي افتتح في عمان مركز كبير بأموال أمريكية وأدارة امريكية ومدربين اسرائيليين (ربما متخفين) وامريكيين . المركز سمي (مركز الملك عبد الله الثاني للتدريب على العمليات الخاصة KASOTC) واليكم هذه النبذة عنه:

أفتتح العاهل الأردني عبد الله الثاني، يوم الثلاثاء (18 مايس 2009) بحضور قائد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، الجنرال ديفيد بترايوس، أكبر مركز للتدريب على مكافحة الإرهاب في المنطقة، يسمى مركز عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة.

وكانت الولايات المتحدة قد ساهمت في تمويل بناء المركز، الذي بلغت كلفته حوالي 200 مليون دولار. ولم تذكر المصادر ما إذا كان هذا المبلغ جزءاً من الدعم العسكري الأمريكي السنوي للأردن، البالغ حوالي ربع مليار دولار. ووصف الجنرال بترايوس المركز الذي يقع في منطقة ياجوز شمال العاصمة عمان قائلا إنه "يعتبر فريدا من نوعه وسيوفر فرصا غير محدودة لتدريب قوات العمليات الخاصة للأردن والمنطقة والشركاء في العالم".
يدير المركز الأمريكي جيري هاريل ( وهو برتبة ميجور جنرال متقاعد بعد أن امضى 35 سنة في القوات الخاصة ) الذي أكد أنهم في المركز "جاهزون لتوفير أفضل تدريب لمكافحة الإرهاب للذين يطمحون لتطوير مهاراتهم القتالية". بينما قال القائد العسكري للمركز، العقيد الركن عدنان العبادي، أن المركز وإدارته تقع بالكامل تحت قيادة عسكريين أردنيين. (كيف ذلك ومدير المركز امريكي وتمويل المركز امريكي) ؟

في حفل الافتتاح قدمت فرقة من العمليات الخاصة عرضا، تضمن تحرير طائرة كانت تجثم على أرض المركز، من إرهابيين مفترضين، كما تم إنقاذ شخصية رفيعة، ونقلها بطائرة مروحية إلى مكان آمن. حتى الآن ضمن الأردن 34 دولة تستفيد من خدمات هذا المركز، كان عسكريون أردنيون قد حملوا أعلامها خلال حفل الافتتاح.

وكان المشرفون على المركز قد اختاروا منطقة ياجوز التي تبعد 15 كلم شمال العاصمة، لوجود جبال وعرة بها، وتبلغ مساحة المركز حوالي 2.5 كلم مربعاً. كما شيدت في المركز عدة مبان يصل ارتفاعها إلى خمسة طوابق، تمثل سفارات، وفنادق افتراضية يحتلها إرهابيون، ومن بين المهام التي يقوم المركز بتوفير التدريب عليها، قتال الشوارع، وتحرير الرهائن، بالإضافة إلى حماية الشخصيات المهمة، وعمليات القنص، ومقاومة القناصين، كما تشمل التدريبات قيادة السيارات والآليات في ظروف صعبة، وبمهارة فائقة، بالإضافة إلى اقتحام الطائرات، وإسعاف المصابين.

من بين أبرز المساهمين في المعهد بعد الولايات المتحدة، كل من بريطانيا والسعودية. وبموجب اتفاق تأسيس المركز سيستفيد الأردن بنسبة ستين في المائة، من مداخيل المركز، بينما يذهب الباقي إلى الشركاء الثلاثة الآخرين، وحتى الآن تقدم كل من الكويت والبحرين لتدريب كوادرها، بينما حضر حفل الافتتاح ممثلون عن كل من الصين، مصر، العراق، فرنسا، ألمانيا، روسيا، رومانيا، جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الثلاثة المساهمة في المركز.

يقول احد المعجبين بالمركز وربما احد العاملين فيه "وهذه المدينه المتخصصه بتدريب القوات الخاصه تعتبر الاكبر على مستوى الوطن العربي وشمال افريقيا ، وتنافس المدينه الاسرائيليه التي اقيمت في صحراء النقب . مدينه تحاكي جميع الاخطار المرئيه والمسموعه ،، وتشتمل على 6 مياديين تدريب وتستطيع استيعاب 650 فرد مره واحده.

هنا صورة خارطة المعهد الجوية من موقع وكيمابيا

وهنا بعض صور التدريبات:


الولد تيمور له امتدادات في الاردن ، ربما امه اردنية ، ولهذا التقط من قبل المخابرات الأردنية والبريطانية والأمريكية ، والولد الآخر (همام البلوي) الذي استنحر في افغانستان كان أردنيا ايضا ، وكان عميلا للمخابرات الأردنية أيضا. هل تعجبون اذن اذا كانت النبرة التي تليت بها رسالة تيمور اردنية ؟ إن الأردن يلعب لعبة مكافحة الإرهاب على كل الجبهات، وهو حليف متقدم وجنوده تراهم في كل بقاع العالم وفي كل حروب امريكا اليوم. وإنشاء هذا المعهد يعني الكثير، لأن الحروب القادمة لن تكون حروب جيوش وانما حروب عمليات خاصة . ولهذا حين زعموا ان الجيش الأمريكي سوف ينسحب من العراق قالوا انهم سيبقون على كامل عديد القوات الخاصة. ماذا تفعل القوات الخاصة؟.

هي التي تتسلل الى خلف خطوط العدو، وتقوم بكل العمليات القذرة بضمنها فرق الموت وعمليات البيارق المزيفة ، مثل عملية ستوكهولم.