"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

19‏/10‏/2010

حروب الروبوت

(المقالة هذه موجهة من الكاتب الى القاريء الأمريكي وهو يحاول تقريب الصورة اليه بعكسها ، متخيلا انه بدلا مما يحدث حاليا من قصف امريكي لباكستان ، فإن باكستان هي التي تعتدي على أمريكا)
++

بقلم: جوهان هاري

ترجمة عشتار العراقية

تصور ،اذا بعد ساعة من الآن، هومت طائرة روبوت فوق منزلك وحولته الى انقاض. الطيارة بدون طيار، ويتم التحكم فيها بواسطة مقبض التوجيه على بعد 7000 ميل ، ارسلت من قبل الجيش الباكستاني لقتلك. انها تفجر كل المنازل في شارعك وتشوي افراد عائلتك وجيرانك حتى لا يبقى منهم شيئا يمكن دفنه سوى اشلاء متفحمة. لماذا ؟ انهم يرفضون التعليق. انهم حتى لا يعترفون بأن الطائرات الروبوت تعود اليهم. ولكنهم يبلغون الصحف الباكستانية في بلادهم ان ذلك بسبب ان احدكم كان يخطط لمهاجمة باكستان. كيف عرفوا ؟ شخص قال لهم ذلك . من ؟ انت لا تعرف ولاتستطيع ان ترفع قضية ضد الروبوت.


الآن تصور ان الامر لاينتهي عند هذا الحد فقط، بل تحدث هذه الهجمات كل اسبوع في مكان ما من بلادك. انها تفجر الجنازات والاعراس والاطفال. ويزداد عدد الطيارات الروبوت في السماء كل اسبوع. تكتشف انهم اطلقوا عليها اسماء مثل "الوحش المفترس" و"حاصد الارواح" . ولا يهم كم تتوسل ولا يهم كم توضح لهم انك انسان مسالم تريد ان تعيش حياتك. الهجمات لاتتوقف. ماذا تفعل؟ اذا كانت هناك جماعة تقول ان باكستان امة شيطانية وانها تستحق ان تهاجم بعنف ، هل تبدأ في الانصات اليهم؟


الحكومة الامريكية لا تعترف بوجود برامج القتل بالطائرات بدون طيار وفي الواقع الاشارة الوحيدة التي ذكرها اوباما كانت في قوله هازلا لفريق الاخوة جوناس وهو فريق موسيقي للاولاد انه سيطلق عليهم الطائرات الروبوت اذا حاولوا كسب ود ابنته. ولكن ادارته تقول خلف الابواب المغلقة ان هذه الطيارات هي "الاستعراض الوحيد في المدينة" لقتل الجهاديين المشتبه بهم .هكذا لا يعرضون حياة جنودهم للخطر حيث يبقون في فرجينيا يتحكمون في الطائرات الروبوت وكأنها لعبة فيديو. وهم يقولون ان هذه الطائرات "تخفض التهديد للغرب"وذلك من خلال "تدمير معسكرات التدريب وقتل الكثير من الناس الذين يتآمرون ضدنا ودفع الاخرين الى الهرب"


ولكن هل هذا حقيقي؟ تقول التصريحات الصحفية بعد كل قصف "قتل قادة كبار في القاعدة" ولكن بعض الاشخاص داخل السي آي أي يقرون بأن اختيار اهدافهم عشوائي. قال احد كبار شخصياتهم لصحيفة نيويوركر "احيانا نتعامل مع رؤساء القبائل الذين يوقعون بغرمائهم واعدائهم باتهامهم بأنهم من القاعدة حين يريدون التخلص منهم او يختلقون الاكاذيب حتى يبرهنوا على فائدتهم وبهذا يحصلون على مصدر مستمر من الاموال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق