"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

31‏/8‏/2010

الممثل الجلاد - 3

الجزء الثاني هنا
بقلم : عشتار العراقية

في 21 نيسان 2007 قال بسام الحسيني ان الاخطاء التي ارتكبت في اعدام صدام حدثت لأنه لم يكن موجودا، كان يتزلج في مول الامارات وهو اكبر مول في الشرق الاوسط مع زوجته وطفليه الذين مازالوا يعيشون في لوس انجليس حين استلم نداء هاتفيا ان اعدام صدام سيكون في 30 كانون الاول ولكنه لم يستطع ان يعود.""كنت على وشك ان اطلق زوجتي في دبي حين علمت ان الاعدام سيكون في اليوم التالي " قال ذلك ضاحكا وهو يجلس في كرسيه الفخم."لقد رتبت كل شيء حتى يكون الاعدام في 10 كانون الثاني. ولكن كل شيء سار في طريق الخطأ."
نفهم من هذا انه كان يتزلج يوم 29 كانون الاول في دبي وانه علم في نفس اليوم ان الاعدام الذي أعد له وترقبه يوما بعد يوم سيكون في اليوم التالي. ولم يستطع الحضور ! ليش ياترى ؟ والطيران الأمريكي رايح جاي من المنطقة الخضراء الى دبي والكويت وبقية القواعد العسكرية في المنطقة . ومثل هذه الشخصية المهمة التي تشرف على الإعدامات، ألم تكن تستحق طائرة مخصوصة للاشراف على أهم اعدامات القرن؟
لماذا يكذب ؟

ولكن دعونا نستعرض ماحدث في الايام المباشرة قبل الإعدام في 30 كانون اول 2006

في يوم 29 كانون اول

قبل يوم من تنفيذ الحكم كتبت المدونة العراقية الشهيرة ريفر بيند riverbend في مدونتها (بغداد تحترق) مايلي:
(اساسا مع هذا الاعدام كأن الأمريكان يقولون " انظروا ايها العرب السنة هذا رجلكم ، كلنا نعلم ذلك ونحن نشنقه وهو رمز لكم " ولا تخطئوا في رؤية ان المحاكمة والحكم والاعدام هي 100% امريكية . بعض الممثلين كانوا عراقيين ولكن الانتاج والاخراج والمونتاج كان هوليوودي محض. وفي رأيي انه انتاج شحيح التكاليف.

حكومة المالكي لم تستطع حبس شماتتها . اعلنت تأييد الحكم قبل ان تفعل محكمة الاستئناف ذلك . وقبل ليال مضت ظهر مدير مكتب المالكي باسم الحسيني في برنامج اخباري امريكي وكان يتحدث بلهجة انجليزية امريكية حول الاعدام القادم وكأنه احتفال يحضره . جلس وهو يبدو مهلهلا وسخيفا ، وكان حديثه يتضمن كلمات مثل "gonna" ,"gotta" ,"wanna" وهذا يحدث - كما افترض- حين يكون الناس الوحيدون الذين تختلط بهم هم الجنود الأمريكان.)
وهنا لابد أن استطرد على هامش الموضوع واقول ان ريفربيند كانت في ذروة حدسها الفطري فهي تصف العملية كأنها انتاج هوليوودي ولا ادري اذا كانت تعلم ان الحسيني قادم من كواليس هوليوود، وعلى الارجح انها لم تكن تعلم والا لأشارت الى ذلك .

وهذه فعلا من مفارقات القدر، اقصد اننا كلنا كنا نصف محكمة الاحتلال بأنها مسرحية ركيكة ، وإذا بنا نفاجأ بأن حتى الجلاد جيء به من مقاهي الكومبارس درجة عاشرة. ويمكن القول ان المشروع الأمريكي في العراق ، ماعدا جديتهم المتجهمة في نهب النفط ، كان عبارة عن استعراض show يرعاه شوية كومبارس ومقدمو برامج تافهون واعلاميون مرتزقة . كان استعراضا على مسرح في الأزقة الخلفية التعسة. وكما قال خالد الذكر اودي مورفي : It's show time


في 27 كانون أول 2006
نشرت صحيفة بوسطن :"أنكر بسام رضا المنسق الحكومي للمحكمة الجنائية العليا الاتهامات بان الحكومة تتدخل في العملية القضائية "كانت عملية عادلة جدا " مضيفا ان المحاكمة اقيمت حسب معايير العدالة الدولية "مانفعله ليس انتهاكا لحقوق الانسان. اين كان هؤلاء الناشطون حين كان شعبي يذبح ؟"

في 27 كانون أول 2006
قال بسام رضا ان المسؤولين العراقيين سوف يجتمعون في الايام القليلة القادمة لمناقشة متى ينفذ حكم الاعدام "نحن متحمسون للتنفيذ بأسرع وقت . نريد أن نضع نهاية لهذه القضية "

في 26 كانون أول 2006
نشر موقع أن بسام رضا مستشار نوري المالكي اغرق بمئات الرسائل والايميلات ونداءات تليفونية وحتى رسائل على الموبايل من اناس داخل العراق وخارجه يريدون ان يشنقوه. وكانت الرسالة الاساسية تقول "نريد قتله . لقد قتل عائلتي لهذا لدينا الحق في قتله "
في 26 كانون أول 2006
محكمة الاستئناف الحكم بالموت الصادر على صدام حسين وقالت انه ينبغي ان ينفذ في خلال 30 يوما . وصرح رئيس القضاة عارف شاهين "ينبغي ان ينفذ الحكم خلال 30 يوما . من الغد اي يوم قد يكون يوم التنفيذ"

في 31 كانون الاول 2006 (بعد الاعدام بيوم)
(
العملية كانت مفاجأة حتى لاعضاء في حكومة المالكي. في ليلة الثلاثاء ، ترك بسام رضا الذي كان مسؤولا عن ملف صدام في مكتب رئيس الوزراء، غادر اجتماعا مع مستشاري المحكمة الامريكان بعد أن وافقت كل الاطراف بأن صدام لايمكن ان يقتل (تعبير القتل من المقالة ذاتها) قبل 10 كانون الثاني. ولكن السيد الحسيني كان متأكدا من ان لا شيء سوف يحدث قبل كانون الثاني وغادر في اجازة قصيرة الى دبي. يوم الخميس قرر المالكي ان ينفذ الاعدام رغم معارضة الامريكان.)

أي اذا حسبنا حسبتنا ، يكون بسام الحسيني قد غادر الى دبي يوم الاربعاء 27 كانون أول

ورغم انه مستشار الاعدامات ومسؤول ملف صدام حسين ومنسق مع المحكمة والامريكان ولكن شبكة اخبار ان بي سي كانت أعلم منه بموعد الاعدام حسين نشرت في 28 كانون الاول ان الرئيس صدام سوف يعدم في اول ايام عيد الاضحى. لكن الحسيني لم يعلم الا يوم 29 حين هاتفه احدهم ان التنفيذ سيكون في اليوم التالي. ألم يطلع على الأخبار قبل ذلك؟

ثم كيف يقول عارف شاهين رئيس المحكمة بعد تأييد الاستئناف حكم الاعدام في خبر نشر في 26 كانون الاول أن أي يوم منذ اليوم التالي يمكن أن يحدث فيه الاعدام ، ويختار جلاد الاعدام أن يغادر في اليوم التالي لهذا التصريح ويظل في دبي طوال الايام التالية .

أليس هذا شيئا غريبا ؟ هل فعلا سافر الى دبي؟ وأين اعطى كل هذه التصريحات منذ 26 كانون الاول والايام التالية ؟ ولم يكن الصحفيون يشيرون الى انهم التقوه في دبي.
على الأكثر انه اختفى في معسكر ما استعدادا لليوم الذي كان ينتظره. واخفاؤه عن الانظار واشاعة سفره يخدمان في صرف أفكار الناس عن حقيقة اقتراب موعد الإعدام.
لدينا للدلالة على هذا :
اولا- المنطق الذي ينفي عقلانية حدوث هذه الرحلة في وقت عصيب مثل هذا بالنسبة لحكومة المالكي وللأمريكان المحتلين.
ثانيا - الصورة أدناه التي اقتطعتها من لحظة تسبق الاعدام وكان الجلاد يهيء الرئيس صدام على منصة الإعدام:
ثالثا : مانشره موقع (البصرة) من صور في مقالة بتاريخ 10 شباط 2009 بقلم د. باسمة عبد الحسين الجناحي وفيها (نشرت مواقع الكترونية على شبكة الانترنيت خبرا تحت عنوان (صور العملاء في ايدي الشرفاء) تناولت فيه المحكمة التي تولت محاكمة صدام حسين و رموز نظامه ووصفت اعضاء (المحكمة الجنائية الخاصة) بـ(العملاء) الذين قادهم (الروزخون) ابراهيم الجعفري الذي نفذ دوره المرسوم ايرانيا وامريكيا في ما وصفته بمسرحية محاكمة واعدام الرئيس صدام حسين ورفاقه.. و ارفق الخبر بمجموعة من الصور الملتقطة من داخل اروقة المحكمة المذكورة للسجانين الذين اشرفوا على تعذيب صدام وبقية اعضاء القيادة وفق اساليب وحشية بعيدة عن الانسانية والاخلاق.. الصور التي ظهر فيها (بسام الحسيني ) وهو يتمايل طربا في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم اعدام صدام في احدى صالات فندق الرشيد وسط المنطقة الخضراء كما ونشرت المواقع الالكترونية مع الخبر صورة لكتاب من السفارة الامريكية ببغداد معنون الى بسام رضا وحمل هامش جواد البولاني وزير الداخلية لتنفيذ حكم الاعدام بصدام فورا . )

الثاني من اليسار
هذه احدى الصور المنشورة ولو اني لم اجد الصورة التي (يتمايل فيها طربا) ولكن اذا صح انه كان موجودا قبل ليلة من التنفيذ فهذا ينسف قصته حول التزلج في دبي !!
في نفس الموضوع الذي نشر كما أشرت في 10 شباط 2009 خبر إحالة بسام الحسيني على التقاعد من وظيفة مستشار الاعدامات، ويعزو الخبر الاستقالة المفاجئة الى نشر هذه الصور "قال مصدر في مجلس الوزراء ان نوري المالكي قرر احالة المستشار بسام الحسيني على التقاعد.. واضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ان قرارا مفاجئا لرئيس الوزراء نوري المالكي بأقالة بسام الحسيني يوم الاحد لم تعرف اسبابه وبين المصدر ان الحسيني سيسلم بموجب امر اقالته جميع الملفات التي تولى ادارتها الى مستشار آخر لم يسمه بعد.واشار المصدر ان اقالة بسام رضا الحسيني الذي شغل منصب مستشار المالكي لشؤون الاعدامات جاءت على خلفية الخبر المذكور و الصور التي ظهر فيها وهو يتمايل طربا في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم اعدام صدام في احدى صالات فندق الرشيد وسط المنطقة الخضراء ).
لا أدري اذا كانت الصور هي السبب وربما أن المسرحية التي اشترك الممثل الجلاد فيها قاربت على الانتهاء وليس من أمل في تجديدها لموسم آخر، فقرر اسدال الستار بانسحاب منظم من على خشبة المسرح وتقاعد ضخم .
غدا سوف نرفع الستار عن قصة أغرب من الخيال.. قصة علاقة المجلس العراقي الأمريكي الذي يرأسه عزيز الطائي ونائبه بسام الحسيني . بالمناسبة المجلس لم يعد له وجود كما أظن فقد استنفد أغراضه وتربح من خراب العراق من تربح منه ، ولم يعد له حتى موقع على الانترنيت. للصائمين تحذير : اقرأوا القصة القادمة بعد الإفطار لأنها من النوع اللي يفطر.
إ قرأ ام الفضائح هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق