"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

4‏/7‏/2010

بترايوس عاريا !



احترت في اختيار عنوان لهذا الموضوع، وربما بعد أن تنتهوا من قراءته ، تساعدوني في اختيار أفضل عنوان ممكن. بترايوس القائد الذي أصبح (المنقذ) السوبرمان للامبراطورية الغارقة في الوحل، والذي ينقل من حرب الى حرب لأن في جعبته العلاج الناجع للقضاء على (الارهاب العالمي) ، هذا الجنرال الفلتة اصابته صدمة وترويع مؤخرا بسبب خطأ كلامي ارتكبه في حق (اسرائيل)، فهرع الى إمعة صهيوني اسمه ماكس بوت (الصورة الى اليسار) لإنقاذه ، ولم يرتح او يتبدد قلقه الا حين سمع بضعة كلمات كاذبة مطمئنة.


الفضيحة وقعت في يد صاحب مدونة monodweiss واسمه فيليب فايس ولولا ان له صديقا يكره اسرائيل ولولا أن بترايوس ارتكب من شدة الدوخة غلطة الشاطر، لما وقعت في حجرنا هذه الفضيحة مثل ثمرة ناضجة جاهزة للالتهام.

دعوني اترجم لكم القصة من اولها الى آخرها.

ترجمة عشتار العراقية

في مارس الماضي حاول الجنرال ديفد بترايوس وكان رئيس القيادة المركزية إخفاء أثر جزء من شهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ والتي انتقد فيها اسرائيل ، وذلك بالتآمر مع كاتب (يهودي) يميني لنشر قصة مختلفة .

قدم بترايوس مقترحات بهذا الاتجاه في رسائل الكترونية تداولها مع صاحبه اليهودي . وهذه الرسائل هي التي وقعت في يد صاحب المدونة .

كانت الرسائل تبين ان بترايوس يحث ماكس بوت Max Boot من موقع Commentary ليكتب موضوعا لصالحه، وكان يعطي للكاتب اختيارات حول علاقته الطيبة مع الصهاينة في هذه الرسالة :

هل ينفع اذا عرف الجماعة اني استضفت ايلي فيزل وزوجته في مقرنا في ليلة الاحد الماضي؟ واني سأكون المتحدث في الذكرى الخامسة والستين لتحرير معسكرات الاعتقال في منتصف نيسان في الكابيتول؟..

غلطة الشاطر كانت حين حول بترايوس بنفسه هذه الرسائل من خلال اهماله وغفلته في مارس الماضي الى طرف ثالث. كان قد لصق عمود ماكس بوت (الموضوع الذي كتب لصالحه) في رسالة الكترونية محولة forward الى ناشط شديد الانتقاد للعلاقة الأمريكية الخاصة مع اسرائيل. وهكذا تحولت كل مراسلات بترايوس مع ماكس بوت الى الناشط جيمس موريس والذي حولها بدوره الى صديقه فايس صاحب المدونة التي ننقل عنها هذه القصة.

بداية الحكاية

في 13 مارس الماضي نشر مارك بيري قصة متفجرة تقول ان الجنرال ديفد بترايوس يمشي على خطا جو بايدن في رأيه بان العلاقة الخاصة مع اسرائيل تعرض الامريكان للخطر. قال بيري ان بترايوس ارسل مساعدين له الى رئيس هيئة اركان موظفي البيت الابيض لاخباره بأن عجز الولايات المتحدة عن الوقوف بوجه اسرائيل يؤذي الامريكان الموجودين في الشرق الاوسط. وكتب بيري ان بترايوس يطلب ان يوضع الشأن الاسرائيلي/الفلسطيني تحت القيادة المركزية (بدلا من وجودهما في عهدة اوربا كما هما الان).

في 16 مارس ، نشر ماكس بوت وهو من المحافظين الجدد وعضو في مجلس العلاقات الخارجية ويحمل آراء متعسكرة موالية لاسرائيل (هو يهودي امريكي من اصل روسي) مقالة تدحض أقوال بيري على موقعه كومنتري بقوله :

"سألت ضابطا عسكريا مطلعا على الخبر محل البحث ، كما لديه اطلاع على طريقة تفكير بترايوس في الموضوع المثار فقال لي ان كتابة بيري غير صحيحة"

ونقل بوت عن الضابط (المجهول) بتفصيل طويل اعتذارا لاسرائيل :

لم يقل ان بترايوس كان يلوم اسرائيل ومستوطناتها على عرقلة التقدم. وانما قال ان هذه "احدى قضايا كثيرة من بينها عدم الرغبة في الاعتراف باسرائيل وعدم الرغبة في مواجهة المتطرفين الذين يهددون الاسرائيليين"

وهذا ما كنت اتوقعه: لأن بترايوس يتبنى رأيا اكثر واقعية وتماسكا من الرأي المنسوب اليه من قبل مشجع الارهابيين مارك بيري"

وارى ان هذا الضابط المجهول هو نفسه بترايوس استنادا الى الرسائل الالكترونية المتبادلة ولكن سوف نناقش هذه بعد قليل.

في نفس اليوم ، الثلاثاء 16 مارس ، شهد بترايوس امام الكونغرس وفي يوم الخميس 18 مارس كتب إم .جي روزنبرغ في ميديا ماترز Media Matters مقالة رحب فيها بالاراء الواقعية لبترايوس حول اسرائيل وفلسطين . ولاحظ ان الحديث يجري عن بترايوس وكأنه مرشح جمهوري للرئاسة وقارن بين آرائه وآراء سارة بولين.

وقد اعاد الكاتب نشر اقوال بترايوس بهذا الخصوص امام مجلس الشيوخ ومجمل رأيه ان استمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والذي يتفجر بشكل عنيف في احيان كثيرة يزيد من النظرة السلبية في المنطقة تجاه الولايات المتحدة وان هذا يصب في غير مصلحة امريكا، ويفيد ايران التي تنصب نفسها حامية للفلسطينيين.

الآن نأتي الى الرسائل الالكترونية الفضيحة:

في الساعة 2.18 بعد الظهر في اليوم الذي نشرت فيه مقالة روزنبرغ ، حوّل مايكل جيفويلر وهو مستشار في وزارة الخارجية والذي يخدم القيادة المركزية ، المقالة الى ديفد بترايوس ووضع في خانة الموضوع "حول الشرق الاوسط: انها بولين ضد بترايوس"

والرسالة كانت مقتضبة : سيدي / لاطلاعكم / مايك

بعد تسعة عشر دفيقة في الساعة 2.37 ارسل بترايوس القصة الى ماكس بوت كما يلي:

من: بترايوس ، ديفد- جنرال عسكري القيادة المركزية الامريكية
الى : ماكس بوت
الموضوع: حول الشرق الاوسط: انها بولين ضد بترايوس

كما تعلم انا لم اقل ذلك . وانما وردت في الوثيقة المسجلة.

يقصد بترايوس انه لم يقل تلك الملاحظات في شهادته ولكنها موجودة في وثيقة من 56 صفحة بعنوان (شهادة الجنرال ديفد بترايوس قائد الجيش الامريكي القيادة المركزية امام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ حول وضع القيادة المركزية الامريكية في 16 مارس 2010

بعد اربع دقائق وفي الساعة 2.31 اجاب بوت بترايوس وبدون ان يناديه بسيدي :

"آه يا أخي . لحسن الحظ انه في موقع قضايا اعلامية media matters الذي ليس له مصداقية ولكن اعتقد اني سوف اكتب فقرة قصيرة اشير للناس الى ما قلته حقيقة الذي يخالف ما ذكر في الوثيقة"

بعد ست دقائق:

من : بترايوس الخ الخ الخ

شكرا ماكس (هل يفيد ان يعرف الجماعة اني استضفت ايلي فيزيل وزوجته في مقرنا ليلة الاحد الماضي؟ واني سوف اكون المتحدث في الذكرى الخامسة والستين لتحرير معسكرات الاعتقال في منتصف نيسان تحت قبة الكابيتول..)

بعد سبع دقائق بوت يكتب :

"كلا لا اعتقد ان لهذا علاقة لأنك لست متهما بمعاداة السامية ."

بعد 12 دقيقة (ملاحظة مني: لاحظوا طول الفترة مقارنة بالست والسبع و اربع دقائق السابقات)

من بترايوس

Roger:-)

كلمة روجر جزء من لغة عسكرية اصبحت شائعة حتى بين المدنيين وتعني (أنا فاهمك وانت فاهمني) . والرمز الضاحك يعني اني ارشح نفسي للرئاسة.

وكان ماكس بوت سريعا جدا ففي الساعة 3.11 نشر موضوعا على مدونته بعنوان "كذبة : ديفد بترايوس ضد اسرائيل" هاجم فيها "تعليقا مضللا يعاود الظهور ناسبا مشاعر مناهضة لاسرائيل للجنرال ديفد بترايوس" وان هذه التعليقات تغفل "وثيقة السجل" باعتبارها ارشفة قام بها "موظفو بترايوس" .

رغم ان روزنبرغ اكد لي "ان هذه هي شهادته الرسمية وقد استقيت من التسجيل وقد تمت المصادقة عليها"

بدلا من ذلك فإن بوت عرض شهادة بترايوس الشفوية في جلسة الاستماع ردا على سؤال من جون ماكين التي قال فيها ان نقل اسرائيل وفلسطين الى القيادة المركزية هو مجرد شيء تمت مناقشته بين الموظفين وقلل من اهمية قضية اسرائيل/فلسطين باعتبارها اساس التوتر في المنطقة ، رغم انه قال بانه يشجع عملية السلام بسبب "تأثيرها على الاخص على ما يمكن تسميته الحكومات المعتدلة في منطقتنا"

ويختم بوت الذي يبدو انه يريد من اسرائيل ان تحتفظ بالاراضي المحتلة الى الابد موضوعه بالقول:

من الواضح ان الجنرال بترايوس لا يرى في عملية السلام الاسرائيلية العربية باعتبارها القضية الاهم في قيادته والا لكان اثارها في افتتاح شهادته. ولكن حين ضغط عليه للحديث عنها صرح تصريحا عادلا حول الحاجة لتشجيع المفاوضات لمساعدة الانظمة العربية المعتدلة. هذا كل ماهناك. لم يقل انه يجب ايقاف المستوطنات او ان اسرائيل هي الملامة لبطء التقدم في المفاوضات. وبالتأكيد لم يقل ان على الادارة ان تدبر ازمة في العلاقات الاسرائيلية الامريكية من اجل انهاء بناء بيوت سكنية جديدة لليهود في القدس الشرقية."

يدخل هنا الناشط جيمس موريس

لقد كان موريس متشددا ايمانه بأن الدافع للقرار الكارثي لغزو العراق هو ضمان أمن اسرائيل. وهو يدير موقع عنوانه "خطر المحافظين الجدد الصهاينة على أمريكا " وهو يتحدث باستمرار في المناسبات العامة . ومن عادته ارسال رسائل الكترونية مطولة مليئة بالاشارات والارتباطات الى الشخصيات في السلطة والصحفيين وصناع السياسة وهو دائما مهذب في رسائلة واحيانا يستجيب الناس له ويردون عليه.

في 19 مارس ارسل موريس الى بترايوس رسالة يهنئه فيها على ارائه بخصوص اسرائيل/فلسطين . وفي نفس اليوم رد بترايوس على موريس بكلمة (لاطلاعك) محاولا ان يرسل اليه مقالة ماكس بوت حول رأيه (الجديد) في اسرائيل، وبدلا من ان يرسل المقالة وحدها ضرب على خاصية (forward) وحول بالخطأ الرسائل المتبادلة مع بوت.

في 20 مارس كتب موريس الى بترايوس لمحاولة جره الى الحديث مرة اخرى ولكن هذه المرة كتب له بترايوس هذه الملاحظة :

"شكرا جيمس . بصراحة اود ان اترك هذا الأمر يموت عند هذه المرحلة اذا كان هذا ممكنا . مع اطيب تمنياتي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق