"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/7‏/2010

مملكة الرب: اعادة اعمار العراق طفلا طفلا -3

ترجمة عشتار العراقية
الجزء الثاني هنا

مدرسة الميديين The School of the Medes

سميت بهذا الاسم على اساس ان المديان هم اصل الشعب الكردي وان الامبراطورية الميدية دمرت الامبراطورية الاشورية الى الابد وحكمت بلاد مابين النهرين والاناضول لمئة سنة ثم انهارت على يد الامبراطورية الفارسية.

كما لايزال أصل الأكراد موضع خلاف تاريخي لوجود صعوبة في اثباته ..ومنهم من يعتبر ان اغلب الاكراد من الميدين، وحتى بعض المؤرخين الاكراد يركزون على هذه النظرية بدون تقديم الدليل والاثبات على صحتها، حيث كانوا يعتبرون ان عصرهم الذهبى بدأ فى القرن السابع قبل الميلاد فى مملكة الميديين، فهذه النظرية اذن ضعيفة وحتى ربما مختلقة الا ان جميع المصادر تؤكد ان أصلهم يرجع الى القبائل الفارسية ويطلق عليهم بعض الكتاب الغربيين ( بدو الفرس ) أو ( غجر الفرس ) الا ان الأمبراطورية البريطانية هي التي أعطت شأن للأكراد ضد الدولة التركية وهذ حال المكر البريطاني المعروف فقد روجت بريطانيا لهم أمجاد وهمية ليس لها وجود وكسبت العطف لهم لغرض استخدامهم ورقة متى شاءت وهذا حال الأكراد في الحقبة التاريخبة المعاصرة

اذن يحاول الانجليون لغرض في نفس يعقوب (كتابة تاريخ الاكراد الملفق) فيسمون المدرسة مدرسة الميدي.

مدير المدرسة الكلاسيكية في السليمانية هو كاوة عمر قادر وهو رجل ودود في الاربعينات من عمره بدأ الشيب يظهر على رأسه وامامه انجيل ضخم باللغة العربية (لعله يقصد الكردية) ، وقد رحب بهذا المراسل في مكتبه المصبوغ باللون الوردي. يقول ان ان مدرسة الميدي الكلاسيكية تدير ثلاث مدارس في المنطقة: مدرسته في السليمانية وهناك واحدة في اربيل واخرى في دهوك. وكل منها تشمل الدراسة من الحضانة الى الصف العاشر، وكل المواد باللغة الانجليزية ويوضح ان البرامج تمولها الحكومة من خلال وزارة التعليم و"الكنائس خارج كردستان" ولديه 800 طالب من عائلات تنتمي للطبقات الوسطى والعليا ، ومعظمهم اطفال المسؤولين في الحكومة.

معظمهم مسلمون وهم بهذا اهداف ناضجة لبعثات التبشير التابعة لمجموعة الخادم. يقول "يمكنك ان تعد المسيحيين على اصابع اليد الواحدة".

(ملاحظة اعتراضية: يقول ان عدد المسيحيين قليل جدا ، فلمن إذن في الصورة اعلاه اعلان عن - نادي الانجيل- الملصق على حائط المدرسة؟)

المدارس جزء من مؤسسة خدمات التطوير الكلاسيكية الدولية ومقر ادارتها في ناشفيل. وراعي المدرسة يوسف متي عضو في الهيئة مع جورج غرانت وبيل غاراوي.

في المدرسة تدفئة مركزية وتكييف هواء ولها مولدها الخاص، وهي رفاهية تجنب المدرسين والطلاب إزعاج انقطاع الكهرباء المتكرر . غرف الدراسة ملونة باللون الوردي مثل مكتب قادر وفي احداها كان هناك 18 من طلاب المرحلة الثامنة يدرسون الرياضيات من قبل مدرس كردي من جامعة السليمانية .

يقول قادر "معظم المدرسين من كردستان. ولكن خدمات التطوير الكلاسيكية الدولية تزودنا بمدرسين دوليين يدربون مدرسينا وينظمون المناهج والبرنامج" وقد التقينا بمدرسة امريكية شابة رفضت ذكر اسمها وقالت انها عضو في مدارس التطوير الكلاسيكية الدولية ولا تستلم راتبا. تقول انها تحاول المساعدة لأنها تؤمن بأن "الولايات المتحدة مسؤولة تجاه هذه البلاد"

يقول قادر "تساعدنا الحكومة بعدة طرق . اعطونا هذا المبنى ووفروا لنا الامان ولكننا ندفع رواتبهم " وهذه الاموال تأتي من تبرعات الانجيليين الامريكان من خلال كنيسة بيلمونت ومنظمات تبشيرية اخرى . بين 2002 و 2006 ، ضخت مجموعة الخادم 2 مليون دولار في العمليات الانجيلية الكردية بمساعدة (الشركاء الدوليين) وهي مؤسسة انجيلية مقرها في سبوكين في واشنطن. ومؤسسة اخرى متطرفة هي غلوبال هوب (الامل العالمي) من تينيسي وتقوم ببناء منشأة متفوقة التقنية بمبلغ 2 مليون دولار جاهزة بمقهى انترنيت وتسمى (مركز الحرية في العراق) وترأس المشروع هيذر ميرسير Heather Mercer وهي التي اعتقلها الطالبان في آب 2001 حين كانت مع مبشرين آخرين توزع الاناجيل وتعرض فيلم يسوع.

ولا يدخل قادر في تفاصيل المناهج او فلسفة التعليم ولكن جورج غرانت اقل تحفظا. غرانت يدير المدارس الكلاسيكية من مكتبه في مركز دراسات كنجز ميدو ويقع على مبعدة عشرين ميل الى جنوب ناشفيل. ففي موقع مدرسة فرانكلين الكلاسيكية ينشر غرانت ما يقصده بالضبط من التعليم المسيحي الكلاسيكي "وجهتنا الاساسية هي كلمة الرب التي لاتتغير : الانجيل. اننا نكافح لنعيش حياتنا حسب تعاليم الانجيل في كل مكان، ليس فقط في مناهجنا ولكن ايضا في ادارتنا وفي كادرنا .. الطلاب يعيشون بالنتيجة ثقافة مسيحية تهيمن عليها سلطة كلمة الرب"

مايكل غونتر Michael Gunter وهو استاذ علم سياسي من جامعة تينيسي التكنولوجية كتب 12 كتابا عن كردستان وآخرها "صعود الكرد" والذي يناقش المنطقة في عهد مابعد صدام. وهو يصف هذه الجهود الانجيلية الامريكية في كردستان بانها :"تنذر بالخطر"

يقول "الاكراد مسلمون وهويتهم ليست المسيحية . وفي حين انهم متسامحون مع المسيحيين حتى المسلم غير الملتزم لا يهتم بالانجيلية خاصة هذا المذهب العدواني. اجد انه من الغريب ان تسمح حكومة كردستان بذلك "

ولكن بيل غاراوي يرى الرؤية الدينية للاكراد بشكل مختلف. في مقابلة مذاعة في اواخر تموز ، ازاح جانبا اية مشكلة يسببها الانجيليون قائلا "معظم الكرد لا يحبون المسلمين"

0000

ملاحظة: على موقع المدرسة في الانترنيت ، وتحت عنوان فلسفة المدرسة هذا النص:

النموذج الكلاسيكي المستخدم في مدرسة الميدي يتضمن وجهات النظر المسيحية للعالم. تاريخيا خدمت وجهة النظر المسيحية كأساس للديمقراطية الدستورية والحرية الدينية والتسامح ونواح كثيرة اخرى في الحضارة المعاصرة . مدرسة الميدي تمثل هذا المنظور باسلوب يناسب الحساسية الثقافية مثلا بتعليم الحقيقة والجمال والخير باستخدام مصادر منوعة بضمنها (الانجيل) . كل هذا يكون بالمعرفة الكاملة والموافقة من اباء الطلاب ومن السلطات الحكومية.

++

علاقات عنصرية

غرانت هو مؤلف (دماء القمر) وهو كتاب طبع لأول مرة في 1991 واعيد طبعه في 2001. في كتابه يدعو غرانت الى غزو العالم الاسلامي بقوة عسكرية من اجل تنصير المسلمين ، وهو فعل ضروري لتحقيق ايمانه اللاهوتي المتطرف. في كتابه الصادر في 1987 (تغيير الحرس) كتب غرانت "ان القصد الرئيسي للسياسات المسيحية هو قهر البلاد .. الرجال والعائلات والمؤسسات والادارات والمحاكم والحكومات من اجل مملكة المسيح. انه من اجل اعادة تنصيب كلمة الرب كقوة مطلقة فوق كل الاحكام وكل التشريعات وكل الاعلانات والدساتير والكونفدريات"

في نيسان 2004 القى محاضرة في مركز دراسات في فرجينيا قال فيها "علينا ان نجمع اتباعا يطيعون كل شيء يأمر به (الرب) ليس فقط في منطقة التقوى المبهمة ولكن في كل مناحي الحياة . انه امر روحاني وعاطفي وثقافي لكسب كل الاشياء باسم يسوع"

مارك بوتوك مدير المشروع الاستخباري في مركز قانون الفقر الجنوبي Southern Poverty Law Center والذي يتابع الحركات العنصرية والمتطرفة في اليمين وعلى معرفة تامة بغرانت ومدارسه يقول "ان المدارس متأثرة بافكار تفوق الجنس الابيض" ويشير بشكل خاص الى ارتباط غرانت الشديد مع دوغلاس ولسون الذي اسس رابطة المدارس الكلاسيكية والمسيحية (وغرانت هو عضو قديم فيها ) وكذلك كلية القديس اندروز الجديدة في موسكو بولاية ايداهو والتي توفر المدرسين للمدارس الكلاسيكية في كردستان.

كما ان ولسون الف بالمشاركة كتابا مثيرا للقلق هو (العبودية الجنوبية). ويرى الكتاب ان العبودية في الجنوب الامريكي كانت بموجب تعاليم الانجيل وان العبيد كانوا سعداء بحياة رائعة بسبب الاحسان الابوي لاسيادهم الانجيليين. "انتجت العبودية في الجنوب حبا حقيقيا بين الاجناس يمكن ان نقول انها لم توجد في اي شعب قبل الحرب الاهلية او منذ ذلك الحين. لم يوجد قط مجتمع متعدد الاعراق بهذه الحميمية والانسجام المتبادل في تاريخ العالم " وطبقا لبوتوك فإن غرانت وولسون يشتركان في قيادة حركة داخل اعادة بناء المسيحية تسمى (الشروق الكلتي- ويمكن نطقها السلتي- Celtic sunrise) وهي متأثرة بشدة بافكار تفوق العنصر الابيض.

اسئلة قليلة

رغم اني قضيت اشهرا في متابعة حوارات لهذا التقرير ، فإن القيادة الانجيلية في شمال العراق تظل صامتة لا تجيب على الاسئلة . يوسف متي راعي مجموعة الخادم في اربيل توسل بأن اتركه لحاله مرة لاسباب صحية ومرة قال انه سيتكلم ولكن ليس للنشر. اما راعيا كنيستين انجيلييتين جديدتين في المنطقة احداهما (كنيسة كردزمان) و (الكنيسة الانجيلية الحرة) كانا اكثر من واضحين بقولهما "نحن لا نتحدث مع الاعلام"

كما رفض لايتون التحاور معه شخصيا لاغراض هذه المقالة وطلب ان ترسل كل الاسئلة اليه بالبريد الالكتروني . وارسلت اليه 17 سؤال لتغطية دوره كإنجيلي وادائه ضمن برنامج USAID وكيف حصل على منصبه في شركة التنمية الكردية وعلاقاته بعض الشخصيات ولكن لايتون رفض الاجابةعلى اي سؤال. وكتب الي قائلا "اسئلتك مليئة بالاكاذيب وسوء الفهم مما اظن انه ليس من المنتج ان اعلق عليها. نشاطاتي في كردستان كانت لمساعدة الكرد على اقامة اقتصاد قوي ومجتمع ديمقراطي" وحين سئل عن علاقاته الممتدة مع قادة مجموعة الخادم : جورج غرانت وستيفن مانسفيلد وبيل غاراوي ويوسف متي والمشارك في تأليف كتابه جورج اوتيس جونيور ، كان جوابه الغريب هو "لم اسمع بمعظم الاحداث او الاشخاص الذين ذكرتهم واعرف معظم الذين ذكرتهم معرفة سطحية وببساطة ليس هناك حقيقة في تورطي في القضايا التي اثرتها"

وبسبب أن مثل هذا الانكار يطير في وجه الوقائع، فإنه يلقي ظلالا على الاجندة الحقيقية لهذا الرجل وزملائه من الانجيليين في المنطقة . يقول اميتاي "الكل يعلم انها لعبة. الاكراد يريدون المال فقط. الحكومة الكردية لايهمها مايقوله الانجيليون هناك. والتقارير بالانجليزية المكتوبة في امريكا لن تقرأ هناك" ثم يشير الى ان حكومة الاقليم "سوف تضع الخط" اذا استمر الانجيليون في متابعة جهودهم في التنصير "فإن اولوية الحكومة الكردية هو العلاقات الحسنة مع طهران. وهناك حركة اسلامية متصاعدة بسبب الهوة الكبيرة بين الاكراد الاثرياء والاغلبية الفقيرة من الطبقة العاملة. هناك مرارة وسوف يستغلها الاسلاميون"

كل ماعليهم فعله قراءة تعليقات لايتون في مقابلة في عام 2003 مع صحيفة انجيلية مؤيدة للتنصير المسيحي في كردستان، وفي المقابلة اكد لايتون مخاوف اميتاي بملاحظة ملتهبة فيما يخص ديناميكية السياسة في عراق مابعد صدام "لقد ارتكب الامريكان خطأ بسبب عدم فهمهم للاسلام .الشيعة والسنة لن يحبوننا ابدا. سوف يظلون يكرهوننا ويكرهون فكرتنا عن الحكومة التي نريدها. انهم لا يعترفون بالحقوق الأساسية"

ان وجود شخص مثل لايتون داخل حكومة كردستان ، وهو يعقد صفقات للاستثمار الاجنبي في المنطقة ويقيم مدارس مسيحية بهدف تنصير المسلمين يصدم مايكل غونتر الخبير في كردستان في جامعة التكنولوجيا بولاية تينيسي باعتبارها مشاريع خطيرة في ظل المناخ السياسي المحتدم في العراق. يقول وهو يشير الى الصراع في شمال العراق بين الاكراد والمسيحيين الاشوريين واليزيديين والتركمان والمسلمين والذي نتج عنه موجة تفجيرات واغتيالات في الاشهر الماضية، "ان استقرار كردستان حاليا هش جدا." وقد خلفت الانتخابات الوطنية في مارس، العراق مقسما حسب خطوط سياسية وقبلية ودينية وخلفت سؤالا مهما لم يجب عليه احد وهو من سوف يسيطر على محافظة التأميم الغنية بالنفط بضمنها كركوك، واجزاء من سهل نينوى.

يقول القادة العسكريون الامريكان ان التوتر بين الكرد والعرب هو اكبر خطر على أمن العراق حين يتسارع انسحاب القوات الامريكية . ووجود كادر من الانجيليين الامريكان من دعاة (المملكة الان) في الخليط خاصة من لهم علاقات مع المستويات العليا في حكومة كردستان ، يمكن ان يضيف وقودا على وضع ملتهب .
____________

كاتب التقرير: مايكل رينولدز مراسل سابق في رويترز ومحلل في مشروع استخبارات مركز قانون الفقر الجنوبي . ويكتب عن الارهاب والجريمة ولاسياسة والدين ، وقد انجز هذا التقرير لمعهد نيشن.

++

من المواضيع التي كتبنا فيها عن تنصير العراقيين وخاصة في شمال العراق :

هنا وهنا وهنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق