"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

8‏/6‏/2010

صدق أو لا تصدق: لماذا تتهم حكومة اليمن نفسها بجريمة أمريكا ؟


كشفت منظمة العفو الدولية "أمنيستى إنترناشونال" المعنية بحقوق الإنسان النقاب عما وصفته بأدلة على ضلوع الولايات المتحدة فى ضربات جوية استخدمت فيها صواريخ تحمل قنابل عنقودية ضد من يعتقد أنهم عناصر فى تنظيم القاعدة داخل الأراضى اليمنية في 17كانون الأول الماضي
.
وانتقدت المنظمة واشنطن لاستخدامها القنابل العنقودية وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب اسقاط ضحايا في صفوف المدنيين. وتقول المنظمة انها حصلت على صور فوتغرافية اخذت بعد الغارة مباشرة تظهر بقايا صاروخ توماهوك مصنوع في الولايات المتحدة.

وقال فيليب لوثر نائب مدير برنامج المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا: ان حقيقة كون العديد من الضحايا من النساء والاطفال يدل على ان الضربة كانت في الواقع عملا "غير مسؤول تماما" وبشكل خاص لما يظهر انه استخدام لقنابل عنقودية.

ولم تقر الولايات المتحدة بأى دور فى الهجمات التي قالت الحكومة اليمنية آنذاك إن قواتها هى من نفذتها.

تفسيرات متباينة

وتتباين التفسيرات لما حدث في الهجوم الذي جرى في 17 من ديسمبر/كانون الاول في منطقة المعجلة في مقاطعة ابين جنوبي اليمن.

بناء على الدليل الذي تقدمه هذه الصور يجب على الحكومة الامريكية ان تكشف عن ماهية الدور الذي لعبته في ضربة المعجلة

كان مسؤولون امنيون يمنيون قد قالوا في البداية ان 34 من عناصر القاعدة قد قتلوا، بيد أن لجنة برلمانية يمنية قالت في تقريرها لاحقا إن 41 من المدنيين قد قتلوا في الضربة الى جانب المسلحين.

وفي واشنطن احال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بريان وايتمان الاسئلة التي وجهت اليه عن الضربة الى الحكومة اليمنية. واثنى ايضا على دور صنعاء في تصديها "لخطر القاعدة في بلادها" قائلا ان الولايات المتحدة تدعم بقوة اي فعل ضد الجماعة الارهابية في اليمن.
تقول امنيستي ان هذا الصاروخ مستخدم فقط لدى القوات الامريكية.

وتظهر نسخ الصور حطام قطع معدنية مما يبدو انها بقايا صاروخ. ولم تكشف المنظمة كيفية حصولها على الصور(ولكنها تقول انها حصلت عليها في مارس هذا العام وانتظرت حتى تتأكد من صدقيتها وحتى تعطي للحكومة الأمريكية إعداد رد عليها) .

وتقول منظمة العفو إن الصور تظهر اجزاء من جسم وحمولة صاروخ كروز توماهوك (BGM-109D ) من صنع امريكي.
وتضيف أن مثل هذا الصاروخ يمكن اطلاقه من سفينة حربية او غواصة، وقد صمم لنقل حمولة من الذخيرة العنقودية التي تنتشر على مساحة واسعة، وهو مستخدم فقط لدى القوات الامريكية.

وقال لوثر: "بناء على الدليل الذي تقدمه هذه الصور يجب على الحكومة الامريكية ان تكشف عن ماهية الدور الذي لعبته في ضربة المعجلة. ويجب على كل الحكومات المشتركة فيها ان تظهر ما هي الخطوات التي اتخذتها لتجنب الخسائر الانسانية غير الضروررية من قتلى وجرحى".

وكان ما لا يقل عن 30 بلدا قد صادقوا على اتفاقية دولية جديدة تحظر استخدام الذخيرة العنقودية إلا أن الولايات المتحدة لم تنضم الى هذه الاتفاقية بعد
--

وكانت (عدن برس) قد نشرت في 19 كانون الاول 2009 خبر اعتراف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بارتكابه جريمة المعجلة ويطلب تحكيم آهل بالحاق بـ50 بندق

ونص الخبر يقول : أعترف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم في اتصال هاتفي ببعض قبائل البا كازم بالجريمة التي ارتكبتها قواته بحق الأبرياء الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح في منطقة المعجلة صباح أمس في غارة جوية قال نظام صنعاء أنها استهدفت معسكرا لتنظيم القاعدة ، وعلم " عدن برس " أن صالح حاول الاتصال اليوم بشيخ أهل باجراد وطلب منه التدخل من اجل ان يعزي شيخ أهل بالحاق الذي رفض التحدث للرئيس لليمني او يقبل تعازيه بعد الجريمة التي ارتكبتها قواته بحق الأبرياء من أبناء المعجلة.


وقالت مصادر موثوق بها في المحفد لـ" عدن برس " أن الرئيس اليمني اتصل بالشيخ عقيل بن لطيف وطلب منه التوسط لتقديم العزاء وانه على استعداد بان يحكم شيوخ باكازم بخمسين بندق بسبب الخطأ في الضربة الجوية التي حصدت الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال المنطقة ، وحسب المصادر فأن شيخ آهل الحاق رد للوسيط بصريح العبارة أن يبلغ من طلب منه التوسط " الرئيس اليمني " : " ما نريد تحكيمهم في رجالنا ونسائنا وما لحق بنا من هذه المجزرة والاعتداء على منطقتنا وأهلنا نيام ، وان هذه الجريمة التي لحقت بنا سنأخذ بحق رجالنا وأطفالنا ونسائنا بأيدينا من الظالمين وهذا النظام الغاشم الذي يمارس الإرهاب ضد العزل من السلاح " .

وقالت المصادر أن شيخ الحاق بدا غاضبا من هذه الوساطة وقال للوسيط : " إننا سندعو قبائل أبين وشبوة والجنوب عامة يوم الاثنين المقبل ليشهدوا على هذه الجريمة التي لحقت بنا من دمار وضحايا أبرياء من ظلم الطغاة المحتلين لبلدنا ".

وأضاف شيخ بالحق أن أبناء المنطقة سوف يشهدوا العالم على هذا الجرم والمأساة وسنأخذ بثأر رجالنا وأطفالنا ونسائنا" .

من جانب أخر رفضت قبائل ال باكازم أن تضمن سلامة وأمن محافظ أبين أحمد بن أحمد الميسري الذي طلب زيارة المعجلة وتقديم التعازي لأسر الضحايا وشيوخ قبائلها ، وقد قالوا للميسري " لا نتحمل مسؤولية أمنك الشخصي أثناء زيارتك خاصة وأن الغضب على السلطة وأنت من تمثلها قد بلغ الحلقوم " ، وقد أمتنع الميسري من زيارة المحفد خوفا من إنتقام المواطنين الذي هالتهم الكارثة وصدمتهم الفجيعة وهم يرون الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ تتمزق جثثهم أشلاء.

والآن السؤال هو : لماذا يصر رئيس اليمن على الاعتراف بجريمة ارتكبها الأمريكان ؟ بالضبط كما أصر اياد علاوي ان ضرب الفلوجة والنجف قراره السيادي الخاص مائة بالمائة.

الجواب واحد من اثنين: اما ان العملاء يغطون على جرائم اسيادهم ويأخذون على عاتقهم تحمل العبء ـ اي انهم يرضون بدور كبش الفداء . أو انهم - بمساعدة واشنطن - يرسمون لأنفسهم (انتصارات) على النساء والأطفال!

هناك 4 تعليقات:

  1. أعتقد الجواب الاول أقرب الى المنطق!
    العملاء على أشكالهم يحاولون أظهار الامتنان لاسيادهم بمناسبة أو بدونها !!



    عراق

    ردحذف
  2. من يهن يسهل الهوان عليه
    مالجرح بميت إيلام.

    ردحذف
  3. أثبتت الحكومة اليمنية غباءها الشديد ، وليس فقط عمالتها ..!!

    من ينظر لخريطة اليمن سيجد إن الحكومة محاصرة و محصورة في العاصمة صنعاء ..
    وفي نظرة للمستقبل القريب أرى اليمن أربع يمنات عميلة ، أو بالأحرى قاعدات أمريكية .
    نجحت الحكومة السعودية باستنساخ نفسها في صنعاء طبعا تحت الاشراف الأمريكي . والنمط السعودي مالا يمكن استمراره ونجاحه في اليمن . لأسباب عدة ، منها إن الشعب اليمني مازال فقيرا( سيبقى فقيرا ) لم تغرق عقله المادة ، كما إنه حاكم نفسه ، فكل عشيرة يمنية لها حكمها الذاتي تقريبا .

    مازلنا نصف العبيد بالعملاء ، وفي الحقيقة إنهم ليسوا عملاء بل عبيد .. فالعميل أرفع من العبد بدرجات عديدة . على الأقل العميل يعمل لصالح غيره مقابل مكاسب ذاتية .

    ردحذف
  4. إن العالم الحر (أمريكا) تقول شيء وتفعل شيء أخر وليس بغريب عليها ومن يبيعون أوطانهم وشعوبهم في سبيل إرضائها

    ردحذف