"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

12‏/6‏/2010

الكشف الحصري عن أبي اليزيد المصري- 3

تأخرت في استكمال موضوع أبي اليزيد المصري وتجدون الجزء الأول من البحث عنه هنا والجزء الثاني هنا.

كان سبب التأخير اعتراض أحداث أخرى على مسرح المنطقة أخذت الشيء الكثير من انتباهي. والسبب المهم الآخر ان موضوع القاعدة الوهمية اصبح من الانفضاح وسخافة الكذب مما أظن أحيانا انه لا يليق بي أن استغرق فيه أكثر من اللازم. لم يعد موضوعا صعبا يغازل فضولي لاختراقه. بقلم: عشتار العراقية

كان نمط الكذبة أن يخرج لنا عسكري أمريكي ليعلن مقتل كبير من كبراء القاعدة ويعرض صور أشخاص قتلى لم يرهم أحد قبل ذلك . ويقال لنا ان هذا هو الزرقاوي هذا هو البغدادي هذا هو المصري الخ . وتهلل بقية الوكالات والاذاعات والأبواق لهذه الحقيقة الواقعة. وكل شيء لابد أن يكون حقيقة طالما يخرج علينا المحتل لابسا نجومه والنياشين التي أحرزها بقتله لنا ليقول لنا ما نصدق ومانكذب. ودائما يأتي مقتل هؤلاء في اللحظة المناسبة والتوقيت الذي يخدم المشروع ألأمريكي في الهيمنة على العراق والعالم ، ويكون مقتل هؤلاء تمهيدا للانتقال الى مرحلة اخرى جديدة من المشروع. وكان يحدث انه حين تحاول حكومة الخضراء العميلة أن تقتل هذه الأوهام لأسباب انتخابية ، يسارع الجيش الأمريكي بتكذيب الخبر والى جانبه القاعدة الموسادية تكذب الخبر على المنتديات الاسلامية التي انشأها الموساد وعملاؤه. الاختراع أمريكي ولابد أن يقتل على أيدي الامريكان.

هذه المرة حدثت خربطة كبيرة في مقتل الرجل الثالث في تنظيم القاعدة الموسادية . لم يعلن موته الأمريكان ولا المخابرات الباكستانية وانما من أعلنه هي المواقع الاسلامية المزيفة وترجمته ووزعته على وكالات الانباء صاحبتنا الجاسوسة البصراوية ريتا كاتز صاحبة موقع سايت. والتقط المسؤولون الأمريكان الخبر وتحدثوا بمقتل ثالث رجل في القاعدة واعتبروها ضربة قاصمة للقاعدة . ولكن هل رأى أحد جثته؟ أبدا .. بل عزي خبر المقتل حسبما جاء في البيان الانترنيتي الى جريمة مقتل عربي وزوجته وأطفاله في منطقة القبائل الحدودية الباكستانية زاعمين انه ليس إلا ابو اليزيد المصري. ولم يحاول الجيش الأمريكي البحث عن صدقية الخبر بالتأكد من عملائهم في المنطقة عن حقيقة الرجل العربي الذي قتل مع عائلته.

والخبر الذي تناقلته الوكالات هو كما يلي:

وفي وقت سابق من يوم الاثنين قالت جماعة (سايت) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها وتراقب المواقع الاسلامية ان القاعدة أعلنت في بيان عن موت المصري في موقع على الانترنت.

وقال البيان "نزف الى أمتنا الاسلامية الحبيبة نبأ استشهاد قائد من قادتها المحنكين وسيد من سادتها المؤيدين وأمير من امرائها المسددين وهو الشيخ الموقر المظفر البطل مصطفى ابو اليزيد القائد العام لتنظيم قاعدة الجهاد في أفغانستان."

وجاء في البيان انه اضافة الى المصري قتلت أيضا زوجته وثلاث من بناته وحفيدته ورجال اخرون ونساء وأطفال.

وقال المركز الأميركي "سايت" الذي يراقب المواقع الإلكترونية الإسلامية إن تنظيم القاعدة نعى في بيان له على الإنترنت أبو اليزيد (56 عاماً) ووصفه بأنه صاحب سيرة جهادية ناصعة امتدت لأكثر من 22 عاما.

ولم يفض بيان نعي القاعدة لأبي اليزيد -الملقب بالشيخ سعيد المصري- في ذكر وقائع العملية التي أودت بحياته وحياة أفراد أسرته،

وكانت الاسوشيتد برس قد نشرت خبرا بعنوان (امريكا تعتقد ان المسؤول رقم 3 في القاعدة قد مات) ونشرت الصورة التي وزعها موقع سايت . والخبر يقول انه في واحدة من اقوى الضربات للقاعدة منذ الحملة الامريكية ضدها يعتقد ان الرجل رقم 3 مصطفى ابو اليزيزد قد قتل بضربة طيارة امريكية بدون طيار كما قال مسؤول امريكي يوم الاثنين . وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه (لماذا ؟) ان هناك شائعة تنتشر "بين الاوساط المتطرفة" حول موته في منطقة القبائل الباكستانية في الاسبوعين الماضيين . وكانت هناك اخبار متعددة على المواقع الجهادية تنسب الى القيادة العامة للقاعدة تعلن موته حسبما نقل موقع سايت وانتل سينتر (الموقعين ليهود موساديين) . وكان هناك خبر من قبل بقتله في عام 2008 ولكن هذه اول مرة أكدت الجماعة المسلحة موته على الانترنيت.

وقال المسؤول الامريكي ان الشيخ سعيد المصري (وهو اسم آخر لابي اليزيد) يعتبر ثالث مسؤول بعد اسامة بن لادن والظواهري وكان شخصا رئيسيا في السيطرة اليومية على شؤون القاعدة من التدابير المالية الى التخطيط العملياتي .

سؤال اعتراضي من عندي : اذا كان هو الكل في الكل ، فماذا يفعل بن لادن والظواهري؟

يجيبك مايكل شيوير وهو رئيس سابق في وحدة وكالة المخابرات المركزية التي تتعقب بن لادن انه يعتقد ان بن لادن والظواهري ارادا شخصية تتسلم مقاليد افغانستان في حين يلتفت الاثنان الى "جوانب اخرى من الجهاد خارج افغانستان "

وتمضي الاسوشيتد برس للقول ان خبراء الارهاب اخبروها ان ابا اليزيد ليس لديه خلفية في قيادة المعارك (كيف اذن يقود العمليات؟) ولكن ميزته انه كان مقربا من قائد طالبان الملا عمر. وانه يتكلم لغة الباشتو جيدا .ولهذا كانت علاقته بالافغان احسن من غيره من العرب في القاعدة.

ويقول خبير الارهاب (اليهودي) ايفان كوهلمان "له تأثير مهم بين طالبان باكستان وجماعات وسط آسيا ( كيف علم بذلك ؟) لأنهم ينشرون خطبه وافلامه على مواقعهم كما يفعلون مع خطب بن لادن والظواهري"

يقصد طبعا المواقع التي أنشأها الموساد من جماعته.

وملاحظة اعتراضية اخرى وهي ان (وحدة ملاحقة بن لادن في وكالة المخابرات المركزية) والتي يتحدث مديرها السابق مايكل شيوير قد ألغيت بقرار حكومي . ألا يعني هذا أنه لم يعد مهما ملاحقة بن لادن ؟ لماذا ياترى ؟
++

توقيت الموت

ظهر خبر مقتله (هو وعائلته) مساء الاثنين . ماذا حدث يوم الاثنين ؟ كان الأمريكان يحتلفون بيوم قتلى حروبهم memorial day وكان اليوم هذا العام مهدى الى قتلى السي آي أي السبعة الذين قتلوا في قاعدتهم في اقليم خوست بافغانستان على يد عميل مزدوج اردني - قاعدي هو همام البلوي (ابو دجانة الخرساني) (هذه هي القصة الرسمية ) !

وكان آخر بيان اصدره ابو اليزيد هو تبني العملية التي وقعت في 30 كانون الاول 2009 التي استهدفت منطقة في شرقي أفغانستان وأسفر عن مصرع 7 أمريكيين من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية وأحد الضباط الأردنيين، وقال أبو اليزيد في بيانه إن الهجوم جاء رداً على مقتل بيت الله محسود، زعيم حركة طالبان باكستان، والذي لقي مصرعه في هجوم صاروخي نفذته طائرة استطلاع من دون طيار، يعتقد أنها أمريكية، في أواخر أغسطس/آب الماضي.

وجاء في البيان آنذاك: "إن العملية التي نفذها "المجاهد البطل الدكتور (طبيب) أبو دجانة الخراساني (همام خليل محمد أبو ملال) الكاتب الداعية المشهور على المواقع الجهادية في الشبكة المعلوماتية، المهاجر والمجاهد بنفسه وماله" جاءت "ثأراً لشهدائنا الأخيار كما كتب في وصيته رحمه الله: انتقاماً للقائد الأمير بيت الله محسود وللقائدين أبي صالح الصومالي وعبد الله سعيد الليبي وإخوانهم."

وكانت السي آي أي قد هيأت للاحتفال بذكرى قتلاها السبعة طريقة مبتكرة وهي القاء الورود على تمثال الحرية من قاذفة قنابل اشتركت في الحرب العالمية الثانية.في نفس التوقيت ظهر على المواقع (الجهادية) خبر مقتل مخطط عملية خوست المفترض ابو اليزيد المصري. توقيت مناسب جدا للإيحاء بسرعة انتقام امريكا لقتلاها، وحتى تفرح عائلات القتلى شوية بخبر وهمي.

++
متى ظهر أبو يزيد المصري على مسرح الأحداث؟

في 25 آيار 2007 نشرت (الشرق الاوسط) اللندنية هذا الخبر:

عين تنظيم «القاعدة» زعيما جديدا له في أفغانستان بث بيانا مسجلا قال فيه ان الدعم الذي تحظى به الجماعة في تزايد. وقال المصري مصطفى أبو اليزيد في مقاطع من الشريط الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية ان عدد المقاتلين في تزايد وان التأييد الذي يتمتعون به من المسلمين في أفغانستان مطلق تقريبا.

وأضاف «الجهاد ماض الى يوم القيامة.. نحن هنا نستقبل كوادر جديدة من أبناء الامة كلها إقبال وإقدام على مقاتلة الكفار». وتعهد أبو اليزيد بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري. وقال ابو اليزيد «بفضل الله فقد وفق الله أميرنا الشيخ أسامة حفظه الله واخوانه المجاهدين فيما كانوا يصبون اليه في عولمة فكر الجهاد ويكفي بقاء الشيخين الجليلين الشيخ أسامة والشيخ أيمن كغصة في حلق (الرئيس الاميركي جورج) بوش يتجرع مرارتها صباح مساء».

ولم يكن أبو اليزيد معروفا من قبل وهذه هي المرة الاولى على ما يبدو التي تبث فيها «الجزيرة» أي تعليقات له. ولم يتضح السبب في قيام «القاعدة» بتعيينه في هذا التوقيت. ويطلق ابو اليزيد الملقب بسعيد، لحية سوداء ويقدم نفسه على انه المسؤول العام لتنظيم «القاعدة في افغانستان». واكد متخصص في شؤون الجماعات الاسلامية في افغانستان، طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان «مصطفى ابو اليزيد مصري، وهو عضو سابق في جماعة الجهاد الاسلامي المصرية ويحظى بثقة زعيم القاعدة اسامة بن لادن».

واضاف ان «ابو اليزيد يحل محل عبد الهادي العراقي»، وهو عراقي وقيادي بارز للقاعدة في افغانستان، اعلنت الولايات المتحدة اعتقاله في ابريل الماضي. وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان عبد الهادي العراقي اعتقل حين كان يحاول الذهاب الى العراق، لقيادة عمليات القاعدة والتخطيط انطلاقا من العراق لهجمات ضد اهداف غربية خارج العراق.

هل سمعتم ان واحدا اسمه عبد الهادي العراقي كان يقود الجهاد في أفغانستان ؟ انا لم اسمع بهذا الاسم ، وعلى افتراض انه عراقي، ماالذي ذكره بالعراق بعد اربع سنوات من احتلال بلاده ؟ حيث كان عام تعيين ابي اليزيد هو 2007 . ولكنها مجرد اسماء .. اسمعوا وابلعوا الأكاذيب ولا تناقشوا 
++

هل قتل ابو اليزيد بنازير بوتو ؟

في كانون الاول 2007 نقل عن ابي يزيد المصري انه مسؤول عن اغتيال بنازير بوتو قائلا أن القاعدة "صفت أثمن رصيد امريكي (بوتو) التي كانت قد تعهدت بهزيمة المجاهدين" كما نشرت آسيا تايمز على موقعها في الانترنيت انها استلمت مكالمة هاتفية تزعم مسؤولية المصري .

واذا كان هو الذي وراء اغتيال الزعيمة الهندية وهي شخصية عالمية فلماذا لم تسأله الجزيرة حين اجرى احمد زيدان معه اللقاء فيما بعد؟ ولماذا لم تعتقل القوات الأمريكية أحمد زيدان للقائه بمثل هذا المجرم الدولي ؟ كما فعلت مع مراسلين آخرين للجزيرة سبق أن اجروا لقاءات مع بن لادن ؟

ولكن قبل كل ذلك .. من هو مصطفى ابو اليزيد المصري؟ لا أحد يعرفه ولا أحد يستطيع ان يقول لك ان هذا هو اسمه الحقيقي. دعونا نفتح سيرة حياته التي يمتزج بها الخيال بالحقيقة.

الجزء الرابع هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق