"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

21‏/4‏/2010

رشوة : من بلاكووتر لملك الأردن عبد الله الثاني



هذه هي الرشوة التي قدمتها شركة بلاكووتر للملك عبد الله في مارس 2005. ثلاثة مسدسات Glock ، بندقية Remington ورشاشة Bushmaster M4



كيف ؟ ولأي سبب ؟

المقالة في أدناه تفضح العلاقة الخاصة جدا بين بلاكووتر والملك عبد الله الثاني. ولماذا تظن بلاكووتر ان تشرد العراقيين في الأردن نعمة وبركة من رب العالمين؟ هل يفسر هذا الكثير من (الغموض) مثلا : وجود رجال المخابرات الأردنية في افغانستان؟ تفجير الفنادق في الأردن واتهام (القاعدة) ؟ بالتأكيد سوف يتكأكأ على هذه المدونة كل رجال الملك الذين يهرعون للدفاع عن سمعته الغالية . ولكني أذكرهم بالأنشودة الشهيرة :


Humpty Dumpty sat on a wall,
Humpty Dumpty had a great fall.
All the king's horses and all the king's men
Couldn't put Humpty together again

++

مقر بلاكووتر في نورث كارولينا
ترجمة وتحليل عشتار العراقية

في مارس 2005 زار الملك عبد الله الثاني مع عائلته الولايات المتحدة وألتقى بالرئيس بوش ثم قام بزيارة (عائلية) مع اثنين من أولاده الى مقر شركة بلاكووتر الذي يحتل 7000 هكتار في مويوك بولاية نورث كارولينا، والمقر يتضمن قاعات للدراسة و مكاتب وميادين رماية و مطار، وقد قامت الشركة بأهدائه خمسة أسلحة (الصور أعلاه) على سبيل الرشوة للحصول على عقود. مع ان الرجل لم يكن بحاجة الى رشوة ، فقد كان ضالعا أصلا بصداقة حميمة مع هؤلاء القتلة. ولكن هذا يبين أن الملوك أنفسهم لايترددون في قبول اية رشوة.

فُُضحت القصة الآن ، مع أن بعض الكتاب الاستقصائيين كانوا قد كتبوا عن هذه العلاقة منذ 2006.

وسر الفضيحة الآن هو الذي حدث بعد الرشوة .

ادرك اصحاب بلاكووتر بأنه ينبغي أن يوضحوا اسباب شراء هذه الأسلحة ولمن ستؤول حسب القانون الفدرالي في الولايات المتحدة ، وهكذا اضطروا الى التزوير في أوراق رسمية وقالوا أن الاسلحة اشتراها رئيس الشركة السابق (جاري جاكسون) وشخص آخر لأغراض التدريب. وقد وجه الإتهام الان الى هذا والى أربعة آخرين من مسؤولي الشركة للتواطؤ في الكذب على الحكومة .

حسب القانون الفدرالي الأمريكي : يحظر استلام شخص او امتلاكه سلاحا اوتوماتيكيا بدون ان يسجل باسمه شخصيا في سجل الاسلحة النارية الوطني وفي سجل نقل الملكية.

يتضح الآن أن كبار مديري بلاكووتر يتمتعون بعلاقة خاصة مع الملك عبد الله الثاني ومسؤولين آخرين في الأردن. وأن الملك قضى أجازة ذات مرة في مزرعة صاحب الشركة اريك برنس ، وان هذا وآخرين كانوا ينزلون بضيافة الملك حين يزورون الأردن.

بعد هذه الرشوة ، وفي شباط 2006 طلبت الشركة رخصة من وزارة الخارجية لتصدير اسلحة بقيمة اكثر من 30 الف دولار بضمنها رشاشات Bushmaster لعناصر حماية الملك عبد الله . وافقت وزارة الخارجية على التصدير ولكنها لم توافق على طلب الشركة تصدير (كواتم صوت) مع الأسلحة !

(كواتم صوت لعناصر حماية الملك ؟ يمكن لأن الملك لايحب الصوت العالي؟!)

أصل العلاقة :

ربما يعود أصل العلاقة الى روبرت ريتشر Robert Richer المدير السابق لإدارة العمليات في السي آي أي وثاني اكبر مسؤول في العمليات . و من 1999 الى 2004 كان ريتشر يرأس قسم الشرق الادنى وجنوب آسيا حيث قام بادارة العمليات في الشرق الاوسط وجنوب اسيا وكان جزءا من مهامه التنسيق بين السي آي أي وملك الاردن عبد الله وهو حليف رئيسي لامريكا وزبون لدى بلاكووتر .ويقول الصحفي كين سلفرشتاين "كانت السي آي أي تستعين بالمخابرات الأردنية وقد ارسلت ملايين الدولارات في السنوات الاخيرة لتدريب عناصر المخابرات الأردنية. وبعد أن تقاعد ريتشر والتحق ببلاكووتر ، تقول المصادر انه ساعد بلاكووتر في الحصول على صفقات دسمة مع الحكومة الاردنية لتقديم نفس نوع التدريب الذي قدمته سابقا السي آي أي. وملايين الدولارات التي "استثمرت" فيها السي آي أي في الاردن خرجت من الباب الاخر في جيب ريتشر. ولو كان هذا فيلما لكان خليطا من جيري ماجواير وسيريانا ويقول المصدر "ان المسؤولين في الوكالة يشعرون بالغضب والاحباط" . ومازال الملك عبد الله يتصل ويتحدث مع ريتشر بانتظام. "

وقد تطورت بينهما صداقة حميمة . يقول عنها شخص مطلع "كانت العلاقة مع الاردن معرضة للشد والجذب احيانا ولكن الملك كان دائما على علاقات طيبة مع السي آي أي. كانت علاقته الرئيسية دائما مع السي آي أي وليس مع السفير الامريكي"

في شباط 2007 بدأت شركة توتال انتليجنس Total Intelligence عملها وهي نتاج اندماج ثلاث شركات اشتراها صاحب بلاكووتر ايريك برنس: والشركات الثلاث هي : مركز ابحاث الارهاب ، والدفاع التقني ، والمجموعة السوداء (او مجموعة بلاك والاسم يحمل المعنيين) وهي وكالة استشارية كان يديرها كوفر بلاك نائب رئيس بلاكووتر. والشركة تعتبر تجمعا للمتقاعدين من السي آي أي منهم روبرت ريتشر الذي ذكرناه آنفا .

في 2007 وفي حوار مع شبكة الاخبار سي ان بي سي CNBC جيء بكوفر بلاك باعتباره محللا ليناقش قضية (الاستثمار في الاردن) ولم يذكر ابدا في المقابلة ان بلاك كان يعمل لصالح الحكومة الاردنية . وقد وصفت شركة توتال انتيلجنس على انها (شركة استشارات تتضمن ستراتيجيات الاستثمار) في حين ان "السفير بلاك" قدم للمشاهدين باعتباره (موظفا سابقا في السي آي أي لمدة 28 سنة) وبصفته (مسؤول مكافحة الارهاب الكبير) و (مخططا رئيسيا للنصر السريع للقوات الامريكية في الاطاحة بحكومة طالبان في افغانستان) وقد كال بلاك الثناء للاردن وملكها قائلا : "هناك القيادة .. الملك عبد الله ، جلالة الملك، شديد العطف على المستثمرين ، وشديد الحماية لهم . الاردن هي في نظرنا استثمار جيد جدا . تجد هناك بعض القيم الاستثنائية" مضيفا "الاردن تقع في منطقة فيها سلع كثيرة تنتج وتزدهر"

وبدون الشعور بقسوة أوضاع اللاجئين العراقيين في الأردن ، قال بلاك ان تدفق اللاجئين العراقيين على الاردن وهم يهربون من العنف تحت ظل الاحتلال كان شيئا جيدا للمستثمرين المحتملين في الاردن. "لدينا مابين 600 الى 700 ألف عراقي انتقلوا من العراق الى الاردن وهذا يتطلب الاسمنت والأثاث والسكن وماشابه. انها جزيرة نمو واحتمالات وهذا شيء جيد. فهناك فرص للاستثمار . احيانا على الامريكان الا يكثروا من مشاهدة التلفزيون . ولكن هناك فرص في كل شيء . لهذا لابد ان يكون لديك وعي بالأوضاع وهذا احد الأشياء التي تقوم بها شركتنا (تتصيد فرص الكوارث) فهي تقدم نوع المعلومات والرؤى لتقديم وعي بالاوضاع لتتمكن من القيام بأفضل استثمار"


الجزء الثاني هنا وفيه نربط بين كل هذه الأجزاء والشخصيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق