الجزء الرابع هنا
بقلم : عشتار العراقية
كتب اندرو كوبر وبسمة موماني من جامعة واترلو وسيجي بحثا في شباط 2010 حول قطر ودبلوماسية الدول الصغيرة وهو موجود هنا .
وبعد استعراض للادوار التي تلعبها قطر في المنطقة والعالم ، يشير المؤلفان الى حيرتهما في دبلوماسية قطر ومحاولة فهم الدور الذي تلعبه لأنه ليس هناك معايير تخص ادوار الدول الصغيرة تنطبق على قطر. فحين نفهم أنها تستعين بقوة كبرى مثل الولايات المتحدة وتقدم لها وجودا دائما لحمايتها وتغازل اسرائيل لإجل عيون امريكا، وتقيم علاقات مع اصدقاء واعداء أمريكا مثل حماس وحزب الله وايران ، كما انها في الوقت الذي تستضيف فيه القيادة المركزية الامريكية في الشرق الأوسط، وتمنح كل التسهيلات لتدمير العراق تمنح الإقامة للمطلوبين من كبار رجال حكومة الرئيس صدام حسين ، اضافة الى عقيلته السيدة ساجدة، . وفي الوقت الذي تتبرع بالملايين لإنقاذ منكوبي اعصار كاترينا في الولايات المتحدة ، فهي تتبرع لغزة ايضا كاسرة حصار العرب والغرب عليها، وللبنان بعد القصف الاسرائيلي، وفي نفس الوقت ايضا تتبرع لاقامة ملعب كرة قدم في اسرائيل.
انها بالضبط كما الجزيرة . شيء بلا هوية: مع الجميع وعلى الجميع. أم أن هذا هو القناع ؟ لمن ولاؤها الحقيقي؟
يبدو انها تحاول ان تكون البوابة للتطبيع الفكري والثقافي مع العدو. بوابة التأثير على العقل العربي والتشويش عليه. أصبحت (عاصمة ثقافية للعرب) فأغلب المؤتمرات التي تتناول القضايا الدينية والفكرية والسياسية والتجارية التي تهم العرب والمسلمين اصبحت تعقد فيها ويسمح للصهاينة ولمؤيديهم ان يحضروها بحيث يجد المفكرون والمثقفون العرب انفسهم على نفس الطاولة مع الاسرائيليين، ولابد أن تجد فيها شخصيات من القيادة المركزية الأمريكية ، سواء شخصيات عسكرية او مدنية .
هناك اسماء عجيبة لا تنتظر وجودها في مثل هذه المؤتمرات : بثينة شعبان من سوريا، القرضاوي، عمرو خالد، الى جانب الصهاينة والعساكر الأمريكان والعملاء امثال برهم صالح وجواد البولاني اللذين حضرا مؤتمرات عن (الديمقراطية) باعتبارهما يمثلان أحدث (الديمقراطيات) في المنطقة. وقائمة الأسماء طويلة ومريرة، الحابل مخلوط بالنابل، والصالح بالطالح حتى لم نعد نعرف من العدو ومن الصديق واعتقد ان هذا هو المطلوب.
دعونا نتتبع تاريخيا أبرز أحداث التغير في قطر منذ انقلاب الإبن على أبيه:
في 1995 - انقلاب الابن على ابيه وتولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حكم قطر. وكان ابوه منصاعا للهيمنة السعودية. الآن ينصاع للأمريكان بشكل مباشر.أهم مافعله هو اقامة علاقات سرية وغير رسمية مع اسرائيل تحولت فيما بعد الى رسمية.
في 1996 صدر التقرير المسمى (بداية جديدة: ستراتيجية جديدة لأمن المنطقة Clean Break: a new strategy for securing the realm) وهو تقرير كتبته جماعة بحث يرأسها ريتشارد بيرل لتقديمه الى بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل آنذاك. والتقرير ينصح بالاطاحة بصدام حسين حتى تستطيع اسرائيل ان تنطلق في تشكيل الشرق الاوسط على الصورة التي تريدها. ويقول التقرير ان تدمير العراق سيعني بالتالي احتواء سوريا. وينصح التقرير بتشكيل الشرق الاوسط على "القيم الغربية". كتاب التقرير كانوا اضافة الى بيرل ، جيمس كولبرت وتشارلس فيربانكس (احفظوا اسم هذا لمفاجأة قادمة صاعقة) . وروبرت لوينبرغ ودوجلاس فيث وديفد ورمسر و ميراف ورمسر.
في 1996 قامت قطر ببناء قاعدة العديد الجوية بمبلغ 100 مليون دولار من أجل جذب الأمريكان من السعودية اليها .
في 1996 أرست قطر علاقات تجارية مع اسرائيل ففتحت مكتبها التجاري الاول في اسرائيل وفتح الاسرائيليون مكتبهم الثاني في الخليج في الدوحة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز اول مسؤول اسرائيلي عالي المستوى يزور قطر في ذلك العام. ثم زار الدوحة وفد تجاري اسرائيلي للبحث في التعاون بالزراعة والصيرفة والاتصالات
في 1996 افتتحت قناة الجزيرة ..
(1996 ياله من عام سعيد (جديد) اجتمعت فيه : ستراتيجية صهيونية+قاعدة أمريكية+قناة إعلامية) الخلطة المطلوبة لتدمير العرب جسدا وعقلا.
في 1997 رغم توقف المفاوضات العربية الاسرائيلية بعد انتخاب نتانياهو ، استضافت قطر وزير التجارة الاسرائيلي في القمة الاقتصادية للشرق الاوسط وشمال افريقيا في دورتها الرابعة بالدوحة .
في 1998 صدور قانون تحرير العراق من الكونغرس في عهد كلينتون. تذكروا صداقة حاييم صبان مع عائلة كلنتون وتقريبا اكثر العاملين في مركز صبان لسياسات الشرق الاوسط من المسؤولين السابقين في حكومة كلينتون.
في 2001 اقيمت القيادة المركزية الامريكية في الدوحة ، في قاعدة العديد التي استخدمتها امريكا في حربي افغانستان والعراق. بعد احتلال العراق قال جورج بوش لامير قطر "لقد وعدتنا واوفيت بوعدك ويشرفنا ان نسميك صديقا" (ماذا كان الوعد ياترى ؟ ومتى كان ؟ منذ الإطاحة بأبيه ؟) كما ساعدت قطر امريكا بمائة مليون دولار في اعصار كاترينا و17 مليون ونصف منحة لجامعة للسود في نيو اورلينز.
في 2002 زار جاسم بن حمد آل ثاني وزير الخارجية مقر معهد بروكنغز - لإلقاء خطاب في مركز صبان لسياسات الشرق الاوسط وتحدث عن الحرب القادمة على العراق . (الجزء الرابع) .
2002 بثت الجزيرة شريطا يظهر فيه الحزنوي (وهو احد المفترضين مرتكبي 11 ايلول) وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية ، في خضم المأساة التي كان يتعرض لها الشعب الفلسطيني من ابادة ودمار، ليربط بين الكفاح الفلسطيني و(القاعدة) . وكان الفيلم عالي الجودة وفيه مونتاج يتقاطع مع وصية الحزنوي لابراز انهيار البرجين الخ . وقد اثار عرض الفيلم الشكوك والاتهامات بأن الجزيرة تخدم المصالح اليهودية والغربية بالمنطقة ، حتى اضطرت الجزيرة الى اعداد برنامج قدمه محمد كريشان واستضاف فيه بعض الشخصيات للمناقشة حول (توقيت عرض الفيلم ) وليس صحة اومصداقية الفيلم . وكانت حجة كريشان دفاعا عن الجزيرة : أن القناة استلمت الفيلم قبل اسبوعين وترددت في عرضه ولكن لأنها ليست قناة (سياسية) وانما (اعلامية) فقد كان ينبغي عرض الفيلم الذي يعتبر (خبطة اعلامية) !! وتعلمون أن مناقشة (توقيت) حدث مشكوك في حدوثه أصلا ، يزيد من مصداقيته في عيون المشاهد العادي.
وللغرابة فإن نص البرنامج على الجزيرة نيت ، يضع عناوين فرعية لأهم ماجاء في البرنامج وهو :
- الجدل حول توقيت بث الشريط
- الشريط وتأكيد علاقة القاعدة بتفجيرات سبتمبر
- الآثار السلبية والإيجابية للشريط على القضية الفلسطينية
- ازدياد الخلط في تعريف الإرهاب بعد بث الشريط
ولو تمعنا في هذه النقاط لوجدنا انها (أهداف) الجزيرة.
في 2003 اجتمع جاسم بن ثاني وزير الخارجية مع سلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي في باريس
2004 عقد أول مؤتمر لمركز صبان حول العلاقات الامريكية الاسلامية في الدوحة سوف يعقد سنويا بعد ذلك ويدعى اليه صهاينة ومتصهينون وقادة الجيش الامريكي
في 2004 يطفو خبر رغبة صبان بشراء قناة الجزيرة
2005 اجتماع وزير خارجية قطر مع تسبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل في نيويورك بعد المقابلة منحت قطر اسرائيل مبلغ 10 ملايين دولار لبناء استاد كرة قدم للعرب الاسرائيليين وسمي ستاد الدوحة ومكانه شمال مدينة سخنين لفريق بناي سخنين لكرة القدم وهو فريق مشترك عربي يهودي وكان قد فاز بكأس اسرائيل عام 2004.
2006 يضيف حاييم صبان الجزيرة الدولية الى شركة YES الاسرائيلية التي يملكها على الستلايت الاسرائيلي عاموس. وكان قد أضاف الجزيرة العربية قبل ذلك .
في 2007 تقرر شركة HOT وهي اكبر شركة اتصالات اسرائيلية باستبدال CNN بالجزيرة الدولية لمشاهديها .
في 2007 ينشأ مركز الدوحة بروكنغز
في 2008 يفتتح المركز في الدوحة
في 2008 تزور ليفني قطر لتقديم كلمة في منتدى الدوحة حول الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة. بشأن هذه الزيارة وامتعاض العرب قال محمد الرميحي نائب وزيرالخارجية " إن العرب ليسوا مستعدين سياسيا لهذا (السلام) وهم ليسوا مستعدين للحوار الحر وللتفكير بعقل مفتوح . هذه هي قطر الان . هذا ما نحن عليه " .
نيسان 2008 زيارة ليفني لمقر قناة الجزيرة . جرى خلال الزيارة حوار واتفاق على عقد المزيد من اللقاءات حسب هآرتس في 15/4/2008
يوم 19 يوليو 2008، بثت قناة الجزيرة القطرية برنامجا من لبنان الذي غطى احتفالات استقبال سمير قنطار. في البرنامج، أشاد رئيس الجزيرة في بيروت غسان بن جدو بقنطار ووصفه بأنه "بطل القومية العربية"، ونظم حفل عيد ميلاد له. في المقابل، هدد المكتب الصحفى للحكومة الإسرائيلة بمقاطعة القناة ما لم يعتذر. وبعد بضعة أيام صدر خطاب اعتذار رسمي من المدير العام للجزيرة وضاح خنفر، اعترف فيه ان البرنامج أنتهك قواعد السلوك في المحطة، وبأنه طلب من مدير البرامج في القناة أتخاذ خطوات لضمان أن مثل هذا الحادث لن تتكرر.
في 2009 يطفو مرة ثانية خبر رغبة صبان في شراء قناة الجزيرة .
الخبر الذي تناقلته المواقع ووسائل الاعلام ينسب الى موقع (مصريون) . والخبر فيه معلومات تبدو دقيقة : دخل رجل أعمال مصري يعمل في مجال الاستثمار الغذائي والتوريدات بقطر ويتمتع بعلاقات وطيدة مع رجال الأعمال والسياسيين الإسرائيليين، الأسبوع الماضي، في مفاوضات مع قيادات قطرية رفيعة لشراء 50% من أسهم قناة الجزيرة نيابًة عن رجل أعمال يهودي يدعى "حاييم سيبان". يأتي ذلك، بعدما استطاع حاييم الحصول على معلومات من داخل الحكومة القطرية مفادها أن القناة تعاني أزمة مالية كبيرة بسبب الأزمة المالية العالمية . وقالت مصادر إن هذا الطلب هو الثاني من نوعه، حيث دارت مفاوضات مباشرة بين حاييم وأمير قطر في عام 2003 (بقية المصادر تنص على انه العام 2004) طالب خلالها رجل الأعمال اليهودي رسميًا شراء القناة أو نسبة من أسهمها، موضحًة أنه زار قطر مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون أثناء المؤتمر الذي دعا إليه الشيخ حمد لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأكدت المصادر أن أمير قطر تعامل وقتها مع العرض الإسرائيلي بشكل جدي، حيث استأجر الأمير شركة خدمات مثمنة اسمها "برايس ووتر هاوس" من أجل تحديد سعر القناة، إلا أن حاييم سيبان انسحب من المفاوضات بدون إبداء أية أسباب، موضحًة أن العرض الجديد لاقى قبولاً من القيادات القطرية التي وعدت رجل الأعمال المصري بدراسة العرض، لاسيما في ظل مضاعفة سعر شراء أسهم القناة .
++
وضعت لكم الخيوط وعليكم ايصالها ببعضها . ولكني أحب أن أضيف هنا قصة الملازم جوش راشنغ Josh Rushing :
الملازم جوش كان من المارينز من أهل تكساس يعمل متحدثا رسميا للقيادة المركزية الأمريكية في الدوحة وكانت مهمته ابلاغ الصحفيين بمجريات غزو واحتلال العراق ، وكان يجيب على الاسئلة ويقدم التبريرات والأكاذيب. ثم شعر بالخجل مما يقدمه وراجع نفسه ، ويبدو انه بعد ترك الخدمة كتب كتابا بعنوان (غرفة التحكم) وثق فيه تغطية الجزيرة للحرب على العراق. بعد سنة وظفته الجزيرة في نسختها الإنجليزية . تصوروا أن توظف ضابطا أمريكيا سابقا (شارك في جهد تدمير العراق وافغانستان ) وكأن العالم خلى من عرب يجيدون الانجليزية لو كان للجزيرة هوية عربية.
عن ذلك سأله ديفد برانكاتشيو من PBS ما اذا كانت الجزيرة مجرد آلة بروباغندا او انها تساهم مساهمة فعالة في تشكيل الرأي العام ؟ انظروا ماذا أجاب وهذه شهادة واحد عمل في عمق الآلتين : الجيش الأمريكي وقناة الجزيرة
"حين انظر الى الأمر ، أجد أن الجزيرة كانت اكثر اهمية كواجهة للحرب على الإرهاب من العراق... انها أكبر مؤثر على الرأي العربي في العالم "
أي أن الجزيرة كانت "بداية جديدة Clean Break" .. كانت حربا .. اهم من (الحرب على العراق) في مواجهة (الارهاب) حسب المنظور الأمريكي والصهيوني. ونحن نعرف ماذا تعني فعلا (الحرب على الإرهاب) . انها تعني الحرب من أجل : اسرائيل - الهيمنة الامريكية - النفط.
إقرأ جزء لاحق: مؤسس قناة الجزيرة اسرائيلي
لم اشك فى عمالة وصهيونية الجزيرة لحظةوالمعلومات هذه اكدت ما اؤمن به حول الجزيرة
ردحذفاخت عشتار
ماذا عن قتلى قناة السليلية طارق ايوب واسر علونى الخ هذه الامور
هل هو من باب ذر الرماد فى العيون ام مسرحية؟
أخي كلنا جنود .. الذين قتلوا واعتقلوا في غزو العراق واحتلاله ، من صحفيي ومراسلي رويترز وهي وكالة يهيمن عليها اليهود المتصهينين، أكثر ممن قتل او اعتقل من الجزيرة . فهل هذا يجعل من رويترز وكالة نزيهة تراعي مصالح العرب؟
ردحذفإن الذين يقتلون من هذه الوكالات والفضائيات هم (اولاد الخايبة) من الصحفيين الذين يعملون لتأمين لقمة العيش، وليس القائمين على الوكالة.
ثم قل لي .. هل أرجعت الجزيرة تيسير علوني الى وظيفته بعد اطلاق سراحه؟
وهل أرجعت (سامي الحاج) المراسل السوداني بعد اطلاقه من غوانتنامو؟
السلام عليكم ..
ردحذفقرأت موضوعك باهتمام، لأن لي فترة أحاول تفسير الوجهين المتناقضين لقطر و بالطبع لظلها الجزيرة...
ولكن أود أسأل أسئلة-وهذا ليس من باب الدفاع عن موقف من مواقف الجزيرة بل من باب جهلي و حيرتي في هذا الأمر فأود معرفة وجهة نظركم به- وهو أن الجزيرة لعبت دورا هاما جدا في ثورتي مصر و تونس و كانت تشبه فيس بوك اخر في ظل قطعه عن المتظاهرين و كانت وسيلة اتصال بين الثوار وها هي تلعب دور محوري أيضا في ليبيا، فكيف تسكت أمريكا و اسرائيل على ذلك في ظل المساهمة في انهيار أنظمتها المطيعة في الشرق الأوسط ، وأيضا برامج الجزيرة عن اسرائيل وجرائمها وحربها على غزة التي تبث كافة أنواع الحقد على اسرائيل والبرامج عن غوانتانمو و جرائم امريكا و صور الجرحى والشهداء في العراق و أفغانستان وانتقاداتها للسياسات الأمريكية في نشراتها؟؟
ألا يعزز ذلك كله الكراهية لهما و يشوه صورة أمريكا التي تحاول جاهدة تحسينها لدى العرب؟؟
أم هل كل ذلك بتنسيق مع أمريكا لأهداف أخطر تهدف لبث السم في العسل وعلى مبدأ أطعم التسعة تأكل العشرة و لتصبح الدوحة ملتقى كافة أعداء أمريكا وتصبح عاصمة لل سي أي ايه؟؟
أم أن قطر دولة لديها تغير و انقلاب في سياساتها هدفها الأسمى مصلحتها الشخصية و سياساتها ان كانت مع العرب او مع الامريكان؟؟