"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

8‏/4‏/2010

الليلة الأولى بعد الألف: صراع البارون والبارونة ؟ج 4

الحلقة الثالثة من المسلسل هنا .

بقلم : عشتار العراقية
بعد سجن جيفري آرتشر كما أسلفنا في الحلقات السابقة بتهمة الكذب في قضية (مونيكا) التي حدثت في عام 1987 ولكنه سجن في 2001، نشر صحفي في الجارديان اسمه جون فيدال مقالة بتاريخ 26 تموز 2001 يتحدث فيها عن رحلته مع جيفري آرتشر وآخرين الى شمال العراق في عام 1992 بحجة انها لجنة (تقصي حقائق) للوقوف على اختفاء 57 مليون استرليني من التبرعات التي جمعها آرتشر وقيلت انها لم تصل للأكراد.
كانت الرحلة في كانون الثاني 1992 والقافلة التي تمر بين الجبال المغطاة بالثلوج وقطعان الأغنام ، وهي تتكون من 12 سيارة تكاد تنفجر ب 25 مسلح من البيشمركة ذوي الشوارب   وكان الأكراد يسمون جيفري "جيف فري Jeff Free"
تتعطل السيارة التي تحمل جيفري وجماعته في الطريق الثلجي وينزل البيشمركة لدفعها وهو يحثهم وسائق كردي يتمتم شاتما جيفري باللغة الكردية.
يقول الصحفي ان رحلة آرتشر الى (كردستان) كانت مشؤومة منذ البداية وكان قداختار فريق (التحقيق) من آثاري معروف اراد أن يدرس الكتابات الجنائزية القديمة ، و كرديين شابين أطلق عليهما اسمي "كردي البزاليا" و"كردي الليمون" وهما (ناظم الزهاوي و صهره صائب الذي تذكرون ان آرتشر اشترى باسمه اسهم المحطة التلفزيونية التي تديرها زوجته) تعلما في المدارس البريطانية والان يحملان الكلاشينكوفات . وهناك طالبة دكتوراه جميلة جدا تدرس التراث الشعبي الكردي.

ربما يكون آرتشر اول رجل يدخل كردستان شتاءا وهو يرتدي بدلة ورباط ورسالة من جون ميجور في جيبه ، وكان الاكراد يعتبرون زيارته مثل هبة من الله ليطلع على احوالهم ، وكذلك بالنسبة لأرتشر كان الوضع مفيدا ايضا فهو كان يحلم دائما ان يكون سياسيا وجنديا وهنا وسط هذه الجبال والناس يعاملونه مثل أمير من العائلة المالكة ، فقد حقق أحلامه. ولأنه كان حريصا على (سمعته) و(صورته) فقد عين كردي البازلاء (صائب) ليكون جاسوسا علي ليطلع على ما أكتبه. وكانت هناك لافتة مرحبة تقول بالانجليزية (اهلا لورد ارسر Welcome Lord Arser) وكان في كل مكان يذهب اليه في كردستان يخطب في الجموع نفس الخطبة وينهيها نفس النهاية حيث يقول "أقول بلغتي : عاشت كردستان. رددوا معي" . ويصخب الجمع ويهلل. ثم يقول "والان اقولها بلغتكم : بيجي بيجي كردستان beje beje
ويجن جنون الجماهير وينطلقون بالرقص واطلاق الرصاص في الهواء.

ولكن للأسف ازداد آرتشر ثقة بنفسه حتى انه في مدينة تجمع فيها لاستقباله حوالي 5000 من البشمركة المسلحين قال في نهاية خطبته (بجي بجي كردستان biji biji kurdistan والتي تعني "كردستان الشريرة الشريرة". رددوا معي) وران صمت على الجمهور وبدأنا نسمع طقطقات البنادق وهي تتهيأ للرمي وحين تفجر غضب الجمهور تراجع آرتشر مسرعا الى مكان آمن.

وفي خضم هذه الاستقبالات الاحتفالية لم تستطع اللجنة من معرفة ماذا حدث لأموال التبرعات، فقد كان كل الذي يفعله آرتشر هو المصافحة واللقاء بالقادة الكرد وقبول الهدايا وخلق أعداء أقوياء.على سبيل المثال حين كابدنا لصعود جبل للقاء مسعود برزاني في مخبأه الجبلي وكان هذا قد هيأ وليمة كبيرة ، رفض آرتشر البقاء وتناول الطعام او قضاء الليل قائلا انه عليه ان ينام مبكرا في فندقه والنهوض مبكرا لمهمة لديه.
بان الغضب على السيد برزاني وشعر مرافقو آرتشر بالإحراج العميق . وحين رجعنا الى المدينة التي تبعد 10 أميال كان السيد برزاني قد ارسل رسالة الى رجاله هناك طالبا منهم قطع الكهرباء عن فندقنا فقط.
++
دعونا نسأل مرة أخرى أين ذهبت الأموال؟

فيما يلي بيان كتبه بيشمركة سابق بمساعدة من اصدقاء انجليز ونشر في 14 تموز 1991 هنا

(في كردستان كل انسان يريد ان يعود الى بيته الذي تركه عند الهجرة الشتوية . وكانت هجرة بسبب الخوف من المذابح على ايدي الجيش (البعثي) ولكن الهجرة كانت ايضا بتشجيع من البيشمركة : لأنهم كانوا يعرفون ان جموع اللاجئين ستكون مفيدة على شاشات التلفزيونات الغربية وذات فائدة لهم وكانت كذلك . كل المساعدات والتبرعات الخيرية يسيطر عليها القوميون (يقصد الحزبين الرئيسيين) . ومعظم الاموال ذهبت الى البيشمركة لاسباب سياسية ولم يذهب شيئ منها للفقراء . وبتدمير المصانع والمستشفيات والمدارس كان الصغار يصطفون للالتحاق بالبشمركة لأنها على الاقل سوف تعني راتبا معقولا وضمان عمل . وكان منظمو التبرعات الخيرية يبدون وكأنهم محررون - ملائكة يهبطون من المروحيات وكأن الحرب لم تحدث ابدا. مثلا مبلغ 30 مليون استرليني جمعها رئيس حزب التوري سابقا جيفري آرتشر و حفله الموسيقي (الحقيقة البسيطة) ذهبت الى (المركز الثقافي الكردي) في لندن KCC وهو منظمة خيرية مسجلة تعنى بالادب والموسيقى والكتب الكردية ولكنها في الواقع واجهة من الواجهات السياسية وبالتأكيد حولت الاموال الى الحسابات البنكية للحزبين السياسيين . انهم فقط يعملون لمصالحهم باسم الاكراد الفقراء. وفي حلبجة واماكن اخرى كثيرة لم يصل شيء من المعونة للشعب.)

هذا شاهد من أهلها . أليس كذلك ؟

تعرفون إذن الآن أين ذهبت الأموال :

لابد انها كما يقول هذا البيشمركة التائب قد ذهبت الى جيوب القطط السمان في الشمال. يؤكد هذا الحفاوة بالبارون آرتشر في زيارته السابقة في 1991 بعد فضيحة الأموال المختفية. وكأن شيئا لم يكن . وفي هذا الخبر الذي نشر في الديلي تليغراف بتاريخ 9 تشرين اول 2009 والذي نختم به هذا المسلسل الهندي الممل.


(بعد كل مافعلته البارونة ايما نيكلسون في اتهاماتها للبارون آرتشر باختفاء اموال التبرعات للاكراد . هاهو يستلم الرد المفحم على الليدي نيكلسون بشكل دعوة من الرئيس جلال طالباني لزيارة العراق.

الرسالة كتبتها زوجة الرئيس هيرو ابراهيم احمد تقول فيها " لسنوات عديدة كنت صديقا مخلصا للشعب الكردي ، ملقيا الضوء على المصاعب التي واجهها شعبنا في الايام المظلمة . ان جهودك لصالح شعبنا كانت مثل نداء بوق للعالم ليرفض الفظائع التي كانت تحدث. يشرفنا ان تقبل هذه الدعوة بالنيابة عن زوجي ونفسي لزيارة المنطقة الكردية مرة اخرى لترى التغييرات الكبيرة التي حدثت"
يقول اللورد آرتشر الذي انتهى لتوه من بناء بيت في شمال مايوركا حيث سيقضي معظم وقته في الكتابة "سعيد لدعوتهم لي للزيارة" "
والغربان على أشكالها تقع.

هناك 8 تعليقات:

  1. وافق "جيف"، "لكام الصواني"
    وعلى عنادج ياايما التقى الاثنانِ
    بين بارون وبارونه وكعت اني
    وياهو الي يرجع وطني اليه

    ردحذف
  2. لك هذا شنو ؟ الكل شعراء في هذا الغار . أويلي على بختي ما اعرف اكتب شعر.

    ولكن صدقيني يا جيفارية .. كلمات رائعة. بعد شوية نسوي مسابقة (شاعر الغار) . شنو رأيج ؟

    (بين بارون وبارونة) لكن شوفي ياجيفارية شلون برلمان مصخم عدهم؟ أقل فضائحهم خيانات زوجية ، وباقي الفضائح تربح وقرصنة ونهب ونصب . هذه هي البرلمانات الديمقراطية .

    ليش لعد نشتم الدواب اللي عندنا على فسادهم؟ في بريطانيا يأخذون ألقابا نبيلة ويصيرون لوردات وبارونات. ولاتنسين رئيس وزراءهم بلير شلون صار الان سمسار لشركات النفط للتربح من هنا وهناك. ولعلنا لو بحثنا عن جون ميجور لوجدنا ايضا ثقبا في سيرته السياسية.

    ردحذف
  3. جيفارية .. هذا التعبير (لگام الصواني) أول مرة أسمعه، ولا ادري هل هو تعبير شعبي متوارث ام انه من ابتداعك ؟ ولكنه تعبير عبقري.

    ردحذف
  4. عشتارتنا...اشو صوره البارون في الجزء الرابع من المقاله طالع بيهه متفًح اكثر من صورته في المقاله الاولى...لازم من خيرات التبرعات و راتب اللورد....ما ادري ليش قيادات الاحزاب الكرديه يعجبها تنضرب بواري اوروبيه..لا و فوكاهه يسكتون و يكتمون عليها . بس احلى جزء بالمقاله اللي يكول "بان الغضب على السيد برزاني وشعر مرافقو آرتشر بالإحراج العميق . وحين رجعنا الى المدينة التي تبعد 10 أميال كان السيد برزاني قد ارسل رسالة الى رجاله هناك طالبا منهم قطع الكهرباء عن فندقنا فقط." ....مقطع يبين مدى تسامح و حفاوه و كرم السيد البارزاني...عفيه بيك كاكا مسعود...اخذ حقك ثالث و مثلث بس لا تجي تلعب يم كركوك و خليك وراء البارون بلكت ينوبك من الحظ نصيب...و مبروك عليك مقدما

    ردحذف
  5. لبيب

    هذا البارون حظه من السماء ومن دعاء الوالدين. لأنه كل مرة يخش بمصيبة ويطلع منها اكثر ثراء. لا تنسى انه اخذ لقب اللوردية بعد سرقته اموال الأكراد. يمكن اشترى بها اللوردية ؟ ويبدو انه لم يفقد طوال حياته غير سمعته، ومن يهتم من هؤلاء بالسمعة؟ بالعكس الغرب يركض وراء الاشرار وليس الطيبين. كلما ازددت فسادا كنت اكثر جاذبية.

    ردحذف
  6. اخاف بعدين يطلع جان ياخذ دروس خصوصيه...عند قديسنا احمد الجلب..ي

    ردحذف
  7. عزيزتي عشتار
    واني دا اقرأ المقال اجا على بالي تعليق اكول بي ( الطيور على اشكالها تقع ) بس من انتهيت من المقال لكيتج كاتبه الغربان على اشكالها تقع
    سبقتيني بالتعليق الي يكفّي ويوفي
    مع تحياتي

    ردحذف
  8. عيوني عراقي حر

    الگلوب سواگي

    ردحذف