"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

30‏/1‏/2010

انتخابات المقابر !!

عفية عليهم .. إذا كان عراق اللطميات لا يستغل الملايين المغيبة في غيابات الجهل ، واذا كان عراق المقابر لا يستغل الموت والموتى في الدعاية الانتخابية ، يكون الجميع - بلا مؤاخذة - أغبياء !! فالعراق لا يرى جماهير غفيرة (مليونية) تخرج الى الشوارع الا في مناسبات الموت وذكرى الأربعين ثم الذكرى السنوية ثم الذكرى الفضية والذهبية والماسية والبرنج والتنك .. وفي هذه المناسبات تكون الجماهير في أفضل غيبوبتها الدماغية ، وفي عنفوان حرقتها على الميتين ، ولهذا يسهل انتزاع الغالي والرخيص منها.

من الأخبار :

وكالة الصحافة المستقلة : أعلنت القائمة العراقية الانتخابية التي يتزعمها إياد علاوي عن حصولها على معلومات موثوقة تفيد انه تم إعداد الآلاف من اللافتات خارج العراق لرفعها في ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بهدف تشويه صورة الكتلة العراقية".

ونقل بيان للعراقية تلقت وكالة الصحافة المستقلة (إيبا) نسخة منه اليوم الخميس :"ان هذه اللافتات محاولة للتأثير على العملية الديمقراطية وخلط الحقائق وتشويه الوقائع". وأضاف البيان :" ان مثل هذا التدخل السافر وزيادة التوترات وخلق الأجواء المحمومة يراد بها ان تؤثر في إرادة الناخب العراقي، اذ ان مثل هذا الاجراء يعتبر اعتداءً على حرمة المناسبة المقدسة وتطاولاً على إرادة المواطن في الانتخابات".

وتابع :" اننا من هذا المنطلق ننبه المواطنين من خطورة مثل هذه الممارسات، وندعوهم لرفضها بشكل كامل، لتكون صناديق الانتخابات هي الفيصل في تحديد المسار السياسي في العراق". ودعا البيان الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية بتحمل مسؤولياتها في منع مثل هذه الممارسات، والحيلولة دون تحويل المناسبات الدينية الى منابر لتحقيق مصالح جهات مغرضة وخارجية.ك ما دعا :" المفوضية العليا للانتخابات أن تراقب التجاوزات التي تضر بنزاهة العملية الانتخابية واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها". واوضحت القائمة في بيانها :" اننا نحتفظ بحقنا في إقامة دعوى قضائية ضد المسؤولين عن هذه الأعمال، التي تصب في غير المصلحة الوطنية".

ونفى رئيس كتلة شهيد المحراب في مجلس النواب الشيخ جلال الدين الصغير ان تكون هنالك خطة للأحزاب الإسلامية باستغلال زيارة الأربعين لتشويه سمعة قائمة معينة. وقال ان هذه «الاتهامات تدخل ضمن التهييج الإعلامي مع قرب الانتخابات وانه لا يوجد لدينا مثل هذا الاتجاه ولا نفكر فيه» مشيراً الى ان «الزوار لن يرفعوا اي شعار سياسي وان المناسبه دينية بحتة».

طبعا الدعاية الانتخابية لاتكون فقط في تشويه المنافس وانما تكون أوقع وأكثر تأثيرا بتقديم الهدايا والطعام والشراب ووسائل الراحة والكيف للزائرين باسم الكتلة المراد فوزها. وكما يقول جلال الدين الصغير لن يرفع الزوار اي شعار سياسي ، سوف يستلم فقط كل زائر علبة طعام او سجادة صلاة او بطانية أو حتى (تربة) منقوش اسم الحزب الفلاني.

++

وهذا الخبر الثاني :

عن وكالة أور- أخذت الدعاية الانتخابية التي انطلقت من الشوارع في مدن العراق طابعا مختلفا هذه المرة في المدن المقدسة لاسيما كربلاء والنجف ، فمرة تنطلق من بين القبور، واخرى تسعى بعض القوائم الى توظيف كل ما من شأنه أن يصب في مصلحة الكيان أو القائمة، بما فيها المناسبات الدينية. وبحسب مصادر محلية، فان بعض الكيانات والمرشحين قاموا بتجهيز المواكب الحسينية على الطرقات الرئيسة المؤدية الى كربلاء، بالمواد الغذائية والطبية وغيرها، في مقابل أن يُشار إلى اسم ورقم الكيان أو المرشح لتحقيق انتشار دعائي أوسع واستمالة أكبر عدد ممكن من الأصوات.

ويقول اصحاب المواكب أن "تزامن موعد زيارة أربعينية الإمام الحسين مع مواعيد انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين، جعلهم يبحثون عن وسائل تضمن لهم دعاية أوسع من خلال التنسيق مع أصحاب مواكب العزاء وتجهيزهم بالمواد الغذائية وبعض حاجات الزوار".

وأضافوا أن "أطرافاً سياسية كثيرة عرضت عليهم تجهيز الموكب بكامل حاجاته وهدية مالية تقدر بحوالى عشرة ملايين دينار شرط الاشارة إلى اسم المرشح أو القائمة التي ينتمي لها المرشحون". إلا أن تلك المغريات لم تستهو كثيرين من أصحاب المواكب القديمة، لذا عمد بعض القوائم الانتخابية وبواسطة مرشحيها الى تشييد مواكب عزاء توزع الوجبات الغذائية الفاخرة على الزوار، وتوزع عليهم في أحيان كثيرة مبالغ مالية بسيطة تُقدم على أنها كلفة تنقل الزائر من كربلاء واليها.

بينما أكد مسؤول في وزارة النقل أن "بعض الكيانات السياسية استأجر 250 حافلة من الوزارة لنقل أنصارهم الى العتبات المقدسة في زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) التي ستصادف في الخامس من شهر شباط المقبل". وأوضح أن "بعض الكيانات قدم طلبات كثيرة إلى وزارة النقل لتستأجر المركبات العائدة إليها لتوظيفها ضمن الحملات الدعائية لمرشحي قوائم وكيانات سياسية مختلفة". وأضاف أن "اجمالي ما تمتلكه الوزارة من المركبات يصل الى 410 حافلات، والضغط على الوزارة من بعض الكيانات لاستئجار المركبات سينعكس سلباً على أداء الوزارة في تأمين العدد اللازم من المركبات لنقل الزوار".

وفي النجف، حيث مقبرة وادي السلام التي تعد اكبر واقدم مقبرة في العالم، التي يعود تاريخها الى أكثر من 1400 عام تقريبا ومازالت قائمة حتى الان، لم تنطلق هناك بين الاحياء بل ظهرت بين القبور وتخللت العالم الفاصل بين الاحياء والاموات. وفي وقت كان فيه نواح النساء يرتفع أمام قبور الأحبة والاقرباء، وزع مجموعة من الشباب بطاقات دعاية خاصة بالمرشحين للانتخابات النيابية المقبلة، وارفقوا مع الحلوى المهداة الى ارواح الموتى صور المرشحين وارقام كياناتهم السياسية.

وقبل ايام قليلة من انطلاق الحملات الانتخابية في العراق بشكل رسمي، بدأت الاحزاب والائتلافات السياسية بالترويج لنفسها مبكرا مستثمرة الزحام الشديد الذي تشهده القبور في مدن كربلاء والنجف اثناء شهر محرم، لا سيما في يومي الخميس والجمعة في نهاية كل اسبوع.

واستنكر حميد عبد الستار (36 عاما) وهو أحد المهتمين بتاريخ المقبرة ما تقوم به الاحزاب في استغلال زيارات الموتى للدعاية الانتخابية، وأكد انهم بذلك يواصلون تقليدا سارت عليه القوى الاستعمارية التي احتلت العراق والانظمة الدكتاتورية التي حكمته. ويكشف عبدالستار ان هذه المقبرة التي توسعت خلال اكثر من الف عام بشكل كبير لتضم ملايين القبور، رغم سقوط الأنظمة وتغير الحكام، قد استغلت باشكال مختلفة على مر الزمن. اذ استغلت الدهاليز والمخابئ السرية في المقبرة في إخفاء الأسلحة والإعداد للثورات في عهد الاحتلال البريطاني للعراق. ودمر نظام صدام، أثناء انتفاضة عام 1991، سراديبها خوفا من ان تصبح معقلا للثوار. فيما تعرضت المقبرة للقصف الاميركي أثناء المواجهات المسلحة التي دارت في مدينة النجف الأشرف في العام 2004 بين قوات الائتلاف وجيش المهدي الذي لاذ مقاتلوه بالمقابر.

ويرى عبد الستار ان استغلال المقبرة للدعاية الانتخابية، من جديد، هو "انتهاك لحرمة الموتى وخصوصية الناس الذين يزورون الاحباء والاقرباء في الأيام الدينية المقدسة". كما انتشر عند مداخل مقبرة الوادي الجديد في كربلاء مجموعة من الشباب وهم يحملون بطاقات دعاية انتخابية تحمل اسماء المرشحين وصورهم وارقامهم التسلسلية في القوائم وتسابقوا لتوزيعها على الاهالي الداخلين الى المكان لزيارة قبور ذويهم، فيما أقدم أخرون على توزيع الحلوى على أرواح الموتى لأهالي الفقيد أملا في ضمان تصويتهم لصالح المرشح.

ويقول الدفان ماجد عبد الحسين ابو البير احد الدفانين في المقبرة ، ان المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات في العام الماضي اتبعوا الأسلوب ذاته، اذ استثمروا توقيت انطلاق الدعاية الانتخابية اثناء ايام عيد الاضحى ، وقاموا بالترويج لقوائمهم في القبور التي غالبا ماتستقطب الناس من مختلف المدن العراقية، حيث يقومون بزيارة الموتى في ايام العيد كجزء من التقاليد السائدة. ويؤكد ابو البير ان فكرة استخدام المقابر في الترويج للقوائم الانتخابية تبدو "اكثر نفعا" للمرشحين من الترويج في أماكن اخرى، اذ تصل اعداد زوار القبور الى مئات الآلاف في ايام المناسبات الدينية وفي يومي الخميس والجمعة، الامر الذي "يسهل التأثير على جمهور غفير من الناخبين سيما وان مرتادي القبور هم من مختلف المحافظات العراقية".

ولا تقتصر الدعاية الانتخابية في المقابر على توزيع البطاقات الانتخابية والصور والحلوى، اذ استخدم المرشحون عربات التنقل داخل المقبرة (الستوتة) في الترويج لانفسهم، بعد ان اصبحت عربة دعاية متنقلة بعد تعليق صور المرشحين عليها، ومع اطلاق صافراتها ذهابا وايابا اثناء نقل الزوار داخل المقبرة، يتم لفت انتباه المارة الى صور المرشحين وارقام كياناتهم السياسية.

اسماعيل حسين صاحب احدى العربات يقول ان المرشحين يقومون باستئجار عربات الستّوتة ذات العجلات الثلاث لتعليق صورهم عليها طوال مدة الدعاية الانتخابية، اثناء عملها داخل القبور او خارجها لشد انتباه المارة. كما كشف ان اصحاب العربات يتقاضون مبالغ "بين 100-150 الف دينار عراقي شهريا عن تعليق تلك الصور". ويؤكد ان غالبية اصحاب مركبات الستوتة يستثمرون مركباتهم بهذه الطريقة اثناء الدعايات الانتخابية، ويضيف "في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مطلع العام الماضي، تنصلت بعض الاحزاب عن تسديد نقودنا، الامر الذي دفعنا الى المطالبة باجورنا مقدما هذا العام".

وبرغم الانتشار الكبير للمروجين للانتخابات ومرشحيها داخل المقابر، الا ان الكثيرين منهم يدركون ان دفع الناس لاختيار المرشح لا ينجح دائما، اذ يكتفي الأهالي أحيانا كثيرة بإيماءة من رؤوسهم لإقناع المروج باختيار مرشحه المقصود للتخلص من الحاحه الذي يشغلهم عن اداء طقوس زيارة قبور الاقرباء. وتقول احدى السيدات المسنات التي قدمت لزيارة قبر زوجها "نحن نعد بانتخاب المرشح امام كل من يقوم بتوزيع الصور والملصقات، ثم نقوم برميها بعد مغادرتنا المقبرة". وتضيف "لا اعلم لماذا يسمحون لهم بدخول المقبرة، فنحن هنا لزيارة قبور اهلنا، وليس لاختيار المرشحين للانتخابات".

ورغم نفور الكثير من زوار القبور من ظاهرة استغلال المقابر للدعاية الانتخابية، الا ان بعض الاهالي يتعاملون مع الظاهرة بمرونة اكبر، اذ يقومون باستلام الصور والملصقات ويحملونها معهم الى منازلهم للاطلاع عليها لاحقا.


متابعة : فتحت بريدي فوجدت مقالة بعثها واحد دأب على ارسال مواضيعه الى قائمة تضم اسمي ، وكانت مصداقا لفكرة (انتخابات المقابر) فها هو يبعث نداء الى الجماهير المليونية يقول فيه :

داء إلى الملايين الزاحفة نحو العُلا في كربلا، فقد هتف هيهاتَ منا الذلة، فاهتفوا لا بعث بعد اليوم!

نعم لا بعثية بعد اليوم... صرخة عراقية حسينية عليكم ترديدها وانتم زاحفون نحو المرقد الملكوتي لكعبة الثائرين، ذلك الهزبر الذي أعلنها صرخة مدوية كانت وما زالت وستبقى مدى الدهر تهزعروش الطغاة والمستكبرين هيهات منا الذلة.

++

هل اصبحت (لابعثية بعد اليوم) صرخة حسينية ؟!


هناك تعليق واحد:

  1. عشتارتنا....تلاحظين الشريحه التي يستهدفها هؤلاء الناخبون...هذه الشريحه يجب ان تدرك انهم هم من بيدهم تغيير هذا الوضع.. وانا هنا لا اتكلم عن الذهاب للانتخابات و انتخاب غير هؤلاء الناخبين..و اللبيب تكفيه الاشاره

    ردحذف