"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

31‏/1‏/2010

قصة لأصحاب القلوب الضعيفة فقط !!

هايدي مصدومة من الحلم الأمريكي: أويلي عليج أمركوج ؟
إضغط على الصورة لتشاهد فيلم هايدي

الآنسة في الصورة اسمها هايدي وهي عراقية اختطفها جندي امريكي (شون فلنت) وهو يخدم هناك، تحت ستار (التبني)، ولكن بعد أن قطعت مسافة طويلة من العراق الى كولورادو في الولايات المتحدة، هربت هايدي بعد وصولها الى مقاطعة جيفرسون بقليل.. لم يقل الخبر سبب هروبها من (الحلم الامريكي) ولكن اذا قرأنا القصة بتمعن لربما نفهم السبب.

هايدي اصلا من معسكر الرمادي في العراق وعمرها سنة وهي من اصول مختلطة. وقد وجدها فلنت حين كانت متشردة تتسكع حول القاعدة. وتقول امه نقلا عن ابنها انه احبها من اول نظرة. ولكن لأنه غير مسموح بالاحتفاظ بالكلاب في القاعدة فقد تدبر فلنت ان ينقلها الى بيته في كولورادو بمساعدة برنامج جراء بغداد baghdad pups الذي يساعد الجنود على الاهتمام ورعاية والاحتفاظ بالكلاب السائبة التي يجدونها في العراق (طبعا الحكومة العميلة غافلة عن سرقات كلابنا وجرائنا)

وقد بذلت ام الجندي جهودا مضنية للعثور على هايدي الهربانة قبل ان يعود ابنها الى المنزل من العراق وقد عثر عليها بعد خمسة ايام من الاختفاء. وتقول ام شون "هايدي تحب بوب تارت بلوبيري وموفن بلوبيري و قهوة موكا اكثر من اي شيء"! يابنت الكلب !! من أين تعودت هذه الكلبة على كل هذه الأشياء التي لا أعرفها ولا أعرف ترجمتها واضطررت أن أبحث عن صورها على النيت حتى أفهم ما تحبه الست هايدي !

هاي أغاتي وجبة طعام هايدي المفضلة : قهوة موكا وهي مشروب يصنع من خلط مستحلب شوكولاتة وفانيلا وقهوة ودارسين وحليب وسكر، والموفين هي الكيكة الصغيرة بالزبيب والبلوبيري ، والبوب تارت المحشو بلوبيري (يبين والله اعلم انها مثل الشامية بطعم الفطيرة المحشوة بلوبيري وهو نوع من التوت العليق وما ادري شنو اسمه بالعراقي ولكن صورته موجودة على غلاف الأكلة المفضلة لهايدي). عرفتوا هسة ليش هربت ؟ طبعا الست هايدي كانت تتأمل لما توصل امريكا راح تاكل لحم وعضم ودجاج وثريد ، وهي وجبة الحلم الأمريكي لكل كلب جائع، فإذا بها تجد ان عليها ان تأكل كيك وتوت وشامية وتشرب قهوة . وفوق هذا الضيم تقول لك ام شون أن هذا أكل هايدي المفضل !!! ليش عيني على يا مقهى في صحراء الرمادي كانت تحط رجل على رجل وتشرب قهوة موكا؟

طبعا وأنا اكتب هذا الموضوع ، حصل تمرد ارهابي في غاري. فقد كان يقف الى جانبي ماكس وريما ، وحين شاهدا بأم أعينهما صور هذه الوجبات المفضلة عند هايدي شعرا بالغيرة وبأني كنت اخدعهما طوال الوقت حيث لم يتذوقا عندي أية قهوة ناهيك عن قهوة موكا، ولا كيك ولا بلوبري.. وأن كل صلتهما بعالم المعجنات كانت الخبز اليابس ، و كل صلتهما بعالم المشروبات هو الحليب المغشوش بالماء الوفير. وكل صلتهما بالعلب المطبوعة الفاخرة هي حين ارمي لهما علبة مسحوق الغسيل الفارغة ليتبادلا تقطيعها بأسنانهما لتمضية اوقات الفراغ والملل. نظر اليّ ماكس بعينين متسائلتين يتطاير منهما الشرر، وناحت ريما على حظها التعس الذي لم يرمها في صحراء الرمادي قرب المعسكر الأمريكي .

كيف هربت هايدي ؟

في اعلان قبل العثور على هايدي ، تقول ام فلنت انها كانت تفتح باب الكراج آليا ، وهذا اخافها فذعرت وقفزت الى الاعلى وخرجت من طوقها وسلسلتها وهربت.. وتقول الام ان ابنها يحب هايدي ولا يمكن ان تسبب له الألم حين يعود ولايجدها. وكان آخر مرة شوهدت فيها هايدي ترتدي طوقا احمر. اذا رأيت الكلبة لا تتقرب منها ولكن اطلب مؤسسة السيطرة على الحيوانات في مقاطعة جيفرسون تليفون رقم ...

خافت من فتح باب الكراج ؟ ليش عيني ؟ هايدي ماشايفة فتاحات آلية لأبواب الكراجات في الرمادي ؟ شلون لعد كانت اخباركم تطنطن ليل نهار أن (المتمردين) في الرمادي يفجرون العبوات الناسفة عن بعد بواسطة فتاحات أبواب الكراجات؟

بعد التفكير ثانية ، خطر على بالي أنه يمكن ان يكون هذا السبب هو الذي جعل هايدي تشمع الخيط وياروح مابعدج روح حين شاهدت الريموت الآلي بيد الست ام شون وهي تفتح به الكراج .. بالتأكيد تداعت ذكريات الفلوجة والرمادي وتصورت هايدي أن ام شون راح تفجر عبوة ناسفة !! وآني اللي تصورت ان السبب كانت قهوة الموكا والشامية!!

وهذا يذكرني بالعراقي أبو سارة الله يذكره بالخير اذا مازال حيا وبالرحمة اذا فارق الحياة، فقد قص علي مرة قصة ابنته سارة حين كانت في السنة الخامسة من عمرها، وكان قد سافر مع العائلة الى مصر في اوائل التسعينات، وسكنت العائلة في شقة في طابق مرتفع في عمارة، وحين وقع الزلزال الشهير (هل كان في العام 1992؟) ، واهتزت العمارة ، ركضت البنت على السلم وهي تصرخ مذعورة "بوش يضرب مصر" فقد تداعت على ذهنها ذكريات القصف الأمريكي في 1991.

هناك 4 تعليقات:

  1. هاي بس لا شافت الاكل المقدم لها من عائله الجندي فد شي فاخر و كالت خلي انهزم و ادور على بيت واحد ضابط و اكيد اكل بيت الضابط احسن من اكل بيت الجندي و عبالهه مثل العراق..حياه صياعه و محد راح يكولهه وين رايحه..نست هيه عايشه في بلد الحريه....آني اكثر شئ مقهرني هو ماكس و ريمه....يعني لازم تكتبين المقال بوجودهم ...هسه يكولون هاي عشتار نازله دك حجي على الامريكان و تاليهه توكلنه خبز يابس...هاي شكد طعم النضال مر...و اعتقد ماكس راح يبطل يقرا لك الاخبار لحين تحسين نوعيه الاكل المقدم له و لريما.

    ردحذف
  2. لعد وين اكتب المقالة .. هو الغار شكبره حتى اكون في مكان بعيد ؟ معود احنا ناكل وننام ونقرأ ونكتب في غرفة واحدة، وآني اكتب تشوف ماكس عن يميني وريما عن شمالي. بس اطمن فهما يأكلان احسن مما آكل أنا. وأول شيء افكر فيه منذ ان افتح عيني في الصباح هو ماذا سأقدم لهم من أكل.

    بس همة لما شافوا صورة اكل هايدي بالألوان وعلبة فاخرة اتصوروا ان الأكل هذا أحسن من أكلهم. انبهروا يعني.

    ردحذف
  3. هاذي هايدي صُدگ بطرانه .... وين تلگالها عمة (حمات) احسن من أم شون ؟ حتى تنهزم منها ؟

    عراق

    ردحذف
  4. عراق ..

    مو حچينالك ظروفها النفسية والاجتماعية، وصدمتها في العالم الجديد. المگرودة تأمركت قبل ميحانها.

    ردحذف