موسم حلب الأبقار غير المقدسة الحاكمة في الخليج

الوكالة الفرنسية- تتسارع خطى واشنطن لإقامة انظمة دفاع صاروخية في دول الخليج بعد التخويف من الخطر الإيراني.والتحرك يتضمن موضعة سفن متخصصة خارج الساحل الايراني وانظمة مضادة للصواريخ في اربعة دول عربية : قطر والامارات والبحرين والكويت.

وقد تمت مخاطبة عمان ايضا ولكن لم توضع هناك حتى الان انظمة دفاعية ويقول مسؤول امريكي "هدفنا الاول ردع الايرانيين والثاني طمأنة الدول العربية حتى لايشعرون بالحاجة لصناعة اسلحة نووية هم ايضا (ماعلاقة نظام باتريوت بالاسلحة النووية؟) وهناك ايضا طمأنة للاسرائيليين ايضا "

ويقول الجنرال بترايوس انه ستقام ثمانية انظمة باتريوت اثنان في كل بلد عربي من هذه البلدان الاربعة. ويضيف أن الولايات المتحدة تبقي ايضا على سفن حاملات صواريخ موجهة مزودة برادار متطور وانظمة دفاعية يمكنها ان تعترض الصواريخ متوسطة المدى ، وهي تقوم بدوريات في الخليج طوال الوقت.

ورغم ان هذه الانظمة غير مصممة على اعتراض صواريخ طويلة المدى ولكن وكالات الاستخبارات تقدر ان طهران ستحتاج الى سنوات طويلة قبل ان تستطيع وضع رؤوس نووية على شهاب 3

ويبدو ان الاعلان عن هذه الانظمة (المفترض ان تكون سرية) على لسان بترايوس وغيره هو نوع من الضغط على ايران.

وحتى نعرف قسوة الحلب لهذه الأبقار التي لن تتركها واشنطن الا بعد أن تعتصر آخر نقطة حليب من ضروعها التي تشرف على الجفاف، نتذكر اليابان التي أقنعتها امريكا بخطر كوريا الشمالية (لأن امريكا من أجل ان تبيع اسلحتها هذه لابد من ان تجد بعبعا لكل بلد غني) ودخلت معها في مشروع بناء انظمة باتريوت الدفاعية منذ عام 2004، ومنذ ذلك العام واليابان تدفع سنويا من 100 - 180 بليون ين (مايقارب 2 بليون دولار) حتى عام 2009 حين أعلنت اليابان عدم قدرتها المالية على المضي في تكملة المشروع. تصوروا هذه اليابان التي تفيض فيها الأموال.

ومثل هذا المشروع وراءه لقمة دسمة جدا لا تنقطع للولايات المتحدة : اولا، ينبغي تواجد المستشارين والتقنيين الأمريكان دائما (على حساب صاحب المحل) لتشغيل هذه الأنظمة ، ثانيا كل سنة لابد ان يحدث تطوير لها ، واستحداث اجيال جديدة وعلى (صاحب المحل) أن يدفع من قوت شعبه ثمن استبدال هذه الاجهزة . وللعلم أن الاقتصاد الأمريكي يعتمد اعتمادا كبيرا على صناعة السلاح. ولهذا تحتاج الى تخويف مستمر للدول الغنية (صحيح المثل الذي يقول ان الغنى همّ في النهار وأرق في الليل) لدفعها لشراء السلاح الأمريكي للدفاع عن اخطار وهمية.

خلي نشوف اخواننا العرب كيف يتصرفون بعد الإفلاس المنتظر؟ لقد أقنعتهم أمريكا أولا ببناء جدران عازلة على حدود جيرانهم العرب (مصر-غزة) (العراق- سوريا) (السعودية - العراق) (الكويت - العراق) والآن يقيمون جدرانا جوية عازلة ضد جيرانهم غير العرب. وبعدين ؟ من يدري؟ ربما هذا في صالحهم ، لأنهم حين يفلسون يمكنهم بيع اسمنت الجدران العازلة بالكيلو لمن يرغب ويعيشون من ذلك .