"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

24‏/12‏/2009

الجيش يحمي حريتنا وأكاذيب اخرى تعلمتها في المدرسة


بقلم كيفن كارسون
ترجمة غار عشتار
تضمن خطاب قبول براك اوباما لجائزة نوبل هذه الفقرة المتفاخرة بالذات "ولكن على العالم ان يتذكر انه ليست المؤسسات الدولية فقط - وليست فقط المعاهدات والمواثيق - هي التي جاءت بالاستقرار بعد الحرب العالمية الثانية . فمهما كانت الاخطاء التي قمنا بها ، ولكن الحقيقة الواضحة هي : ان الولايات المتحدة الامريكية ساعدت في ضمان الامن العالمي لأكثر من ستة عقود بدماء مواطنينا وقوة سلاحنا. لقد صنعت خدمات وتضحيات رجال ونساء الجيش السلام والرخاء من المانيا الى كوريا ومكنت الدميقراطية من الانتشار في اماكن مثل البلقان."
وقبل ان يخلع السيد اوباما كتفه من كثرة التربيت على نفسه ، ربما علينا ان ننظر الى هذا السجل:
حين يأتي الامر الى ضمان الاستقرار وتشجيع الديمقراطية فإن الولايات المتحدة واضحة تماما "الامن الكوني" و"الاستقرار" يعنيان امن واستقرار نظام عالمي معين تضمنه الولايات المتحدة - نظام عالمي يعكس مصالح تحالف قوى الصفوة التي تهيمن على الحكومة الامريكية .
وسجل الولايات المتحدة فيما يتعلق ب(تمكين الديمقراطية) واضح ايضا. حين يخدم مصالح الشركات استبدال دكتاتورية بالديمقراطية الشكلية فقد فعلت الولايات المتحدة ذلك ولكن حين يكون افضل لمصالح شركاتها الاطاحة بدولة ديمقراطية بالقوة ، فإن الولايات المتحدة لم تتردد ان تفعل ذلك .
وقد اريق الكثير من الدماء الامريكية في ميادين الوغى حول العالم. بل ان دماءا اكثر اريقت لمواطني تلك البلاد وهم يقاتلون الجنود الأمريكان . والحروب التي اريقت فيها كل تلك الدماء لم يكن لها علاقة بالرخاء او الحرية او اي مصالح للشعب الذي يجري القتال على ارضه.
ان قائمة ميادين القتل الملطخة بدماء مواطنينا ودماء الكثير من الشعوب الاخرى، طويلة بالتأكيد, وتتضمن ملايين الذين قتلوا من قبل انظمة عسكرية وفرق موت في امريكا الوسطى من اطاحة اربينز في 1954 الى دعم امريكا لارهاب الكونترا في الثمانينيات . تتضمن ضحايا الدكتاتوريات العسكرية في جنوب امريكا اللاتينية والتي نصبت بمساعدة عملية كوندور في الستينيات والسبعينيات. وتتضمن مئات الالوف الذين قتلهم سوهارتو بمساعدة القوائم التي وفرتها محطة السي آي أي في جاكارتا له والملايين الذين قتلهم مبوتو.

"الحرية" في المصطلحات العملياتية ترجمت الى اي درجة من الحرية التي تتوافق مع ضمان المصالح لشركة الفواكه المتحدة و ITT، هي لم تكن حريات كبيرة.
واكثر من مرة تدخلت الولايات المتحدة عسكريا لحماية شركاتها التي تملك العالم من الشعوب التي تعيش فيه. وكما قال نعوم تشومسكي ، يمكن تعريف الحرب الباردة بعبارات عملية على انها الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد العالم الثالث، وشنها الاتحاد السوفيتي ضد الدول التي تدور في فلكه. ودائما كان (التهديد) الذي يهدد القوة العظمى في كلا الحالتين يخدم كذريعة.

احد اهم المواد المركزية في الثقافة الامريكية هي الاعتقاد بأن القوات (تحمي حريتنا) بمعنى ان اي حرب تشنها الولايات المتحدة هي لحماية حرياتنا. راقب فقط برامج الاخبار في وسائل الاعلام السائد او اقرأ افتتاحية صحيفتك المحلية في يوم المحاربين القدماء او يوم الذكرى، اذا كنت تؤمن بذلك .
شاهدت مرة رئيس الاركان المشتركة ريتشارد مايرز يخاطب الكلية الحربية وهو ينتقد الصين لامتلاكها قوات عسكرية تتجاوز (حاجات الدفاع الشرعية) . هذا من اكبر ضابط عسكري في قوة كونية تتجاوز ميزانيتها العسكرية اجمالي ميزانيات العالم مجتمعة.
حين يفكر معظم الناس الذين يملكون شيئا من المنطق بجملة "الدفاع عن الوطن" فأول شيء يطرأ على الأذهان هي الدفاع ضد هجوم عسكري على اراضي الولايات المتحدة. ولكن اذا نظرت لكل "التهديدات" الاجنبية التي "تدافع" حكومة الولايات المتحدة الامريكية ضدها ، سترى وياللغرابة انها كلها تتعلق ببلاد ما في الطرف الاخر من العالم تفعل شيئا قرب حدودها. ومعظمها بلاد لا تملك القدرة اللوجستية لارسال جيوش ابعد من عدة اميال عن حدودها. وهكذا اذا فكرت في الموضوع ، يكون من الأصح القول ان الجيش الامريكي " يدافع عن بلادنا" و"يحمي حرياتنا" في الطرف الاخر من العالم. ولو لم يكن العم سام كريما بحيث يقابلهم مابعد منتصف الطريق لما دخلنا اية حرب.
ان تعليق مايرز حول الصين وطبيعة "التهديدات" التي تشير اليها حالة الامن القومي الامريكي، توفران لمحة مهمة لما يعنيه حقا "التفرد الأمريكي" ان الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي يسمح لها بأن تعرف القدرة لمقاومة الهجوم الامريكي بنجاح على انها "قدرات عسكرية مفرطة". الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تصف ماتفعله دولة اخرى مع جيرانها في الطرف الاخر من العالم على انه "عدوان"- وفي حين ان الولايات المتحدة نفسها تتدخل عسكريا في كل انحاء العالم لإجبار الاخرين على الانصياع لها. الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يسمح لها ان تعرف قدرة بلد آخر على عصيان اوامر الهيمنة الكونية داخل حدودها على انه "تهديد" . أي أن "التهديد" هو اية دولة لا تخضع لما يقال لها.
وكما يشير تشومسكي فإن اللبراليين الامريكان مثل المحافظين الامريكان يتشاركون بالافتراض باننا نملك العالم. ربما يعتبرون حربي الفيتنام والعراق خطأ ولكنهم لا يشككون للحظة واحدة في حق الولايات المتحدة للتدخل في مثل هذه الحالات.
دعونا نتحدث بصراحة. ان جيش الولايات المتحدة لا يدافع عن حريتنا. لم تكن ثمة حرب طوال حياتي كان فيها تهديد عسكري اجنبي لحريتنا. في حين ساهمت الحكومة الامريكية بنشاط في قمع الحرية حول العالم لعقود من السنين .
ان حكومة الولايات المتحدة هي التهديد لحريتنا وحرية الشعوب في كل مكان.
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق