"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

25‏/12‏/2009

الجيش سور للوطن ... أمريكا


أضحك ساخرة كلما قرأت أحد الكتاب ينادي: أين الجيش العراقي ليحمي آبار فكة .. ماذا يفعل الجيش إذن؟

أي جيش أيها الواهمون؟

هل هناك جيش عراقي؟ ألا تعقلون؟ بل أن مايسمى (جيشا) هو مجرد شرطة لمكافحة شغب الشعب وكل من يعادي أمريكا داخل العراق، أو خارجه حين تأمره أمريكا. أما الدفاع عن حدود العراق؟ أي حدود ؟ هل هذه نكتة؟

هل تذكرون اليابان؟ هل تذكرون ألمانيا؟ هل تذكرون كوريا الجنوبية ؟ ألم تكن في شروط الاستسلام الا تحارب جيوش هذه البلاد خارج الحدود؟ او دفاعا عن الحدود؟ إن الجيش الأمريكي مايزال هناك في قواعد هائلة من اجل الدفاع بنفسه عن هذه المحميات ضد من يعتبرهم عدوا لأمريكا وليس لتلك البلاد.

المرة الوحيدة التي خرج فيها جيش اليابان خارج حدوده، وجيش كوريا خارج حدوده، كان لقتال العراقيين تحت الإمرة الأمريكية . هل كانت العراق عدوة لليابان؟ هل كانت العراق تهدد كوريا الجنوبية ؟ وانما الجيش الياباني والجيش الكوري ماهما الا (الفرقة الاجنبية) التابعة لجيش الامبراطورية الامريكية ، والجيش العراقي هو العضو الجديد في نفس الفرقة. سوف ترسله امريكا لمحاربة من يعاديها.

آبار فكة ؟ هيا اصحوا . اصحوا ايها المغشي عليكم . احتاج الى جرس يخرق الآذان والأدمغة .. اصحوا .. ان وطنكم تحت الاحتلال .. هذا احتلال

هل تريدون - ايها النائمون تحت الاحتلال - من امريكا ان تعلن الحرب على إيران الا في التوقيت الذي يناسبها ؟ وتقولون أين السيادة؟


لماذا يذهب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الى مصر وايران تحتل آبار فكة ؟ هذه هي النكتة التي أراكم تتداولونها.. وهل يستطيع القائد العام للفرقة الاجنبية العراقية في الجيش الأمريكي ان يفعل سوى ذلك ؟ هربا من الإحراج؟

وأرى بعضكم يسأل : اذن مافائدة ربع مليون عسكري عراقي ؟ والجواب اولا: لحماية الديمقراطية الامريكية في داخل البلاد، والتي تعني حقيقة حماية الشركات والمصالح الأمريكية في العراق من أي ثائر عراقي ضدها.

ثانيا: انها وظائف .. هل هناك في البلد زراعة صناعة ادارة تعليم صحة ثقافة ؟ يمكن للشاب العراقي ان يعمل فيها ؟ هل هناك وسيلة لكسب العيش سوى ان ينخرط في الجيش والشرطة؟ كما انها وسيلة لخلق طبقة عريضة تدور في فلك المانح والمالك ، اضافة الى الطبقة الصفوة الراشية والمرتشية والغارقة في العمالة والمتربحة من الاحتلال الذي نصبها دمى خشبية لا تحل ولا تربط في مؤسسات الاحتلال . ولاحظوا ان الانخراط بالجيش الآن ليس اجباريا كواجب وطني ، وانما الجيش الجديد مثل اي شركة يمكنك الحصول على وظيفة فيها بموجب عقد لمدة معينة . يعني لن يكون هناك حماسة واناشيد تتغنى بالجيش سورا للوطن، ولن يشعر الجندي المتعاقد بالفخر لحماية الوطن ، واذا قتل دفاعا عن أمريكا لن ينعاه أحد بصفته شهيد الكرامة . انه عمل مثل كل الأعمال. يرسمون له الخطط ويحددون له اعداءه ويقولون له اقتل هذا واقتل ذاك ثم يقبض في آخر الشهر ويمشي. يعني جيشكم هو مجموعة من القتلة المأجورين(هذه ليست شتيمة بقدر ماهي توصيف علمي للحالة) واذا لم تحدد له أمريكا الهدف الذي يناسبها والعدو الذي يناسبها و التوقيت الذي يناسبها، لن يتحرك لا من اجل فكة ولا مكة .


هناك 3 تعليقات:

  1. عندي تعليقان لم يتسع الموضوع لهما:

    1- مسكة الايادي بن الأمريكي وتابعه العراقي، ليست من تراث الثقافة الأمريكية وانما قد تجلب العار والشنار لرجلين يمسكان بأيدي بعضهما باعتبارها شاذين. ولهذا ترى هناك بسمة خجلة على وجه الأمريكي. واستطيع أن اتكهن ان الأمريكي لم يبادر بمسك يد تابعه العراقي، ولكن هذا الأخير كما يبدو ولإبراز (الأخوة) المفقودة بين السيد والخادم، بين المستعِمر والمستعمَر ، بادر لهذه الحركة المشينة ، ليس لأنها تعبر عن الشذوذ بالثقافة الامريكية ولكن لأنها تعبر عن وضاعة التابع.

    الملاحظة الثانية هي اني نسيت ان اشكر القوات الايرانية لاحتلالها بئر فكة، فقد تحدت العراق واحتلت ارضه بـ 11 جندي ، وهكذا أظهرت للعالم كله وللعراقيين بشكل خاص ان جيشهم الجديد الهزيل (ربع مليون جندي) عاجز عن صد 11 جندي ايراني. ولن يستطيع ان يصد في الواقع جندي ايراني واحد، لأنه فاقد للأهلية والإرادة الوطنية.

    ردحذف
  2. قلبي معك ... للأشمئزاز الذي تحسينه من خلال متابعة هذه التفاصيل.
    كان الله في عوننا !


    عراق

    ردحذف
  3. عاشورائيه


    تعرفت على صديقي بدر منذ 25سنه حين أنتقلوا للعيش في الدار الملاصقه لدارنا و خلال كل تلك السنين كنا كالاخوه بل أكثر نشارك بعضنا البعض الأفراح والاحزان والعاب الاتاري و البلاي ستايشن .نقتسم كل شئ في ايام المحن " عدا قنينه الغاز اللي معرفنا لحد اللحظه شلون نقسمهه " . صديقي بدر هذا ما انفك أن يشارك في طقوس عاشوراء و المسيره الى أرض كربلاء بينما أنا اكتفي بأكل القيمه من خالتي أم بدر. هذه السنه قررت أن أسال بدر صديقي هذا عن عدد اللذين يشاركون في هذه المسيره . أجابني " يمكن مليون وشويه اللا واحد واللي هوه أنته " قلت له " كلش زين " و اردفت " والعبره من مناسبه كربلاء هيه انوا نصره الحق حتى ولو أستلزم الأمر قتال جيش عرمرم وهو واجب علمنا اياه نبينا و ديننا و آله من بعده " اجابني " شنو صرت ملله توماس و جاي تخطب براسي خطبه الجمعه " فقلت له " مو القصد بس اصبر عليه و خليني أخلص " فأوما رأسه بالقبول فأردفت مسائلا " و كم جندي ايراني احتل حقل الفكه " سمعت يكولون 11 نفر " قال بدر فقلت له " أذا المسأله محلوله لو نكدر ناخذ ربع الناس اللي طالعين مسيره ونروح براسنه لحقل الفكه فراح نكدر نحرره بدقيقتيين " و أردفت "حسبه عَرَب ربع مليون مقابل 11 والحق معنا أذن أكيد راح نفوز بالضربه القاضيه لأنه لو ننتظر الحكومه حتى تحرر البئر فراح ننتظرللأبد " و قبل ان يعلق بدر على ما قلته عاجلته قائلا "و داعتك راح يصير عاشوراء مراح ينًسي " فقال بدر مهللا " و الله صدكت يا طويل العمر " فقلت له " و مراح ننتهي لهذا الحد لازم نمشي بربطه المعلم لبغداد و نحجي وييه الحكومه حتى تحسًن الاوضاع و الا نعمل بقول الشاعر أذا الشعب أرادالحياه فلا بدً أن يستجيب القَدَر" و هنا أنتفض بدر و هتف بحياه العراق وقال " تعال وييايه " فقلت له و قد تلون وجهي "وين يمكرود تريد تاخذني تره آني قصدي شريف و أحنا أصدقاء عمر " فقال لي " لتصير سخيف لازم نروح للمله توماس حتى انكلله على الموضوع حتى يدعيلنه " و عندما وصلنا لقصره " عفوا قصدي بيته " قال لنا الحراس ان الملله بفرنسا ذهب ليحتفل مع بابا نؤيل لان الاثنين عندهم نفس اللحيه وهنا نظرت الى وجه صديقي بدر فرأيت وجهه و قد تحول الى هلال فقلت له مشجعا ......... " لا بد أن يستجيب القدر"

    لبيب العراقي

    ردحذف