"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/10‏/2009

احترموا ذكاءنا !! خيبة استخباراتية جديدة !


في بادرة هي الأولى من نوعها، يسمح لوكالة انباء (الأسوشيتد برس) أن تحاور (متهما) بالارهاب وبالانتماء الى القاعدة في العراق !! يجب أن نسأل لماذا ياترى ؟

المتهم هو السعودي كما يقولون محمد عبد الله العبيد. وبداية الحكاية كما رواها ونشرت اليوم هي كالآتي :

في عام 2005 أخبر عائلته في الرياض انه ذاهب الى مكة للحج. وكان في السنة الثانية من الجامعة ، ولكن بدلا من ذلك حزم حقيبة صغيرة وترك بيته في السعودية وركب الباص الى البحرين. ومنها بالطائرة الى سورية.

دخل العراق في أواخر 2005 . وقد مشى على الحدود العراقية بدون خريطة باحثا عن مدينة القائم "لم يكن لدي اية فكرة اين كنت أوحتى اذا كنت قد عبرت الحدود"

المقابلة جرت بترتيب من المسؤولين الامنيين العراقيين في المنطقة الخضراء. وقد جيء به مقيد اليدين ومعصوب العينين وكان يرتدي زي السجن الازرق ويرتدي نعال بلاستيك. كان الحراس الامنيون حاضرين في اجزاء من المقابلة التي استمرت ساعة ولكنهم كانوا يتركون الغرفة بين حين وآخر. ولم يبدو واضحا اذا كانت لديهم وسائل للاستماع لما قاله او لمراقبة العبيد.

يقول العبيد "قد اكون معتقلا ولكن لدي رسالة اذا خرجت فسوف استمر بالقتال مرة اخرى"

لم تتمكن وكالة الانباء الاسوشيتد برس من التأكد من روايته ولكنها تماشى مع المزاعم الامريكية والعراقية حول تجنيد وحركة المقاتلين الاجانب في العراق.

قال العبيد انه اول ما عرض عليه الانضمام الى التمرد في العراق كان خلال سنته الثانية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض . وقد بدأ طالب آخر في اعطائه بيانات وافلام القاعدة والمعارك في العراق.

وفي خلال اسابيع بدأ العبيد يحضر لقاءات مع آخرين كانوا يقولون انهم على استعداد للانضمام الى المقاتلين العرب في العراق.
العبيد اكبر اربعة اخوة وثلاث اخوات بنات ، قال انه رجع الى البيت واخبر عائلته برغبته في زيارة مكة للحج. وقد اعطاه والداه مالا للسفر . ترك العبيد البيت مع حقيبة صغيرة و حوالي 5000 ريال اي حوالي 1.300 دولار.

"ذهبت الى البحرين وكانت تنتظرني تذكرة طيارة هناك !"

يقول أن المجندين في السعودية دفعوا له ثمن الرحلة : طيارة الى سوريا من دبي. (اي انه ذهب من البحرين الى الامارات ثم الى سوريا) وكان معه رقم هاتف يتصل به في دمشق.

"الشخص الذي رد على التليفون كان اسمه ابو القعقاع وطلب مني ان اتهيأ للسفر صباح اليوم التالي".

كانت محطته التالية مدينة حلب السورية على البحر المتوسط حيث انضم الى مجموعة من 20 مقاتل عربي من كل المنطقة : تونس ، السعودية ، اليمن ومناطق اخرى. بعد ايام قليلة ، يقول انهم انقسموا الى مجاميع صغيرة واخذوهم الى قرب الحدود العراقية واشاروا لهم باتجاه القائم.

كان لديه ايضا رقم هاتف موبايل يهاتفه .

يقول العبيد انه منح جواز سفر عراقي مزيف باسم محمد عبد الله ، مولود في 19 تموز 1980 وقد اعيد جمعه مع بعض العرب من سوريا. بعد أيام اخذوا الى قرية رواح في السهل الفيضي لنهر الفرات في الصحراء الغربية في العراق . كان ذلك في اوائل 2006 ، وكان المتمردون في ذلك الوقت يسيطرون على المنطقة.

قسمت مجموعة العبيد الى جماعتين : الاولى للهجمات الانتحارية والاخرى كانت تدرب على الكلاشينكوف والرشاشات الآلية.
"لم اختر الشهادة ، ولكن اردت ان اتعلم اطلاق النار واقاتل في الميدان"

بعد شهر اخذوا الى بيت في بغداد. يقول العبيد انه لا يتذكر المنطقة (؟) ولكنه وصفها كشارع نظيف فيه اشجار وزهور.

ثم خبئت الجماعة في (مني فان) ونقلوا الى محافظة ديالى التي كانت عاصمتها بعقوبة في وقتها هي عاصمة دولة العراق الاسلامية (!!) وهي واجهة للقاعدة !! وقال العبيد انه وصل قبل اسابيع من الغارة الجوية الامريكية التي قتلت ابو مصعب الزرقاوي .(هل اجتمع به اذن ؟)

"كانت في ذلك الحين معارك كبيرة ضد الامريكان وكنت ازرع العبوات الناسفة واشتركت في 3 معارك كبيرة . وكان معلمي في صناعة القنابل افغاني (!) . قتلت الناس ، لا اعرف كم ولكني بالتأكيد قتلت جنودا امريكيين"

كانت شبكة المتمردين تقدم له الطعام والملابس وراتب شهري قدره 50 الف دينار (حوالي 40 دولار) واعطي غرفة مع عائلة عراقية ، كان يقاتل ابناؤها معه، وقد عاين احدى اخواتهم واسمها نسبة (؟)

"رتب اخوانها ان يزوجونا ولم اعترض ولكننا قررنا الا نلد اطفالا لأن زوجتي كانت تريد ان تصبح شهيدة (انتحارية) !!وكان العديد من النساء قد بدأن ذلك . وهكذا بدأنا نضع خططا لشهادتها . كنت فخورا بها "

ولكن نسبة حملت في السنة الماضية وكان قراره ان يترك التمرد ويعود الى السعودية ولأول مرة في خلال 3 سنوات كلم عائلته بالتليفون.

"قلت لهم كل شيء واني اريد ان اعود وقالوا انهم سوف يرتبون اوضاعي"

مالم يكن العبيد يعرفه هو ان عناصر المخابرات العراقية كانت تستمع ايضا . بعد عدة اسابيع في بداية 2008 اوقف في نقطة تفتيش على الطريق من ديالى الى بغداد من قبل القوات العراقية . سألوني "هل انت سعودي؟" وبالنسبة لي كانت هذه هي النهاية.

ومنذ ذلك الحين كان معتقلا من قبل المخابرات العراقية ولم يتهمهم بالتعذيب او الانتهاكات ولكن يبدو انه قرر أن يساعد القوات العراقية في مقابل المعاملة المفضلة.

أخيرا يقول انه سعيد بانضمامه الى التمرد وانه لو اطلق سراحه فسوف يعود للقتال

انتهى الخبر

**
أقول للأجهزة الأمنية العراقية : ارحمونا واحترموا ذكاءنا. وتعالوا معي نبحث في تفاصيل هذه القصة .

1- لم نعرف كنه وصف السعودي هل هو مازال متهما في طور التحقيق ؟ وفي هذه الحالة هل يمكن ان يواجه صحافة ويتحدث بحرية امامها ؟ أم انه محكوم ؟ وماهو حكمه ؟ كم سنة ؟

2- أليس غريبا أن الصحافة تقابله بدون تواجد حراس امنيين معه؟

3- أليس غريبا أن يقول الشخص أنه اذا خرج سوف يقاتل مرة اخرى . هل معنى هذا انه يريد أن يبقى في السجن ؟ أم أنه يقول ذلك كجزء مما درب على قوله حتى يكون دلالة على عدم اطلاق سراح المعتقلين ؟ لأنهم في كل الاحوال سوف يعاودون القتال.

4- قصة رحلته العجيبة : سفره الى البحرين ثم الى دبي ثم الى دمشق ثم الى حلب ثم الى الحدود العراقية. انظروا على الخارطة معقولية هذه الرحلة التي كانت مثل طريق زجزاج .. البحرين قريبة من الرياض . هذه معقولة ، ولكن بما أن هناك رحلات طيران رخيصة من المنامة الى دمشق ، لماذا ذهب السعودي الى دبي وأخذ الطائرة من هناك؟ ثم في سوريا ، قبل نقله الى الحدود العراقية ، لماذا يأخذه المجندون الى الشمال في حلب بعيدا جدا عن الحدود ، ثم بهبطون به الى الجنوب لينقلونه مرة اخرى الى الحدود؟ لماذا هذه التحركات السخيفة ؟ هل مثلا دبي أفضل من المنامة في ركوب الطائرات الى سوريا؟ كلها بلاد خليج وكلها محتلة امريكيا. ثم لماذا الرحلة من دمشق الى حلب؟ هل (معسكر التجنيد) يقع في حلب؟

5- في القصة يقول السعودي انه ترك مع آخرين على الحدود ثم يتحدث عن نفسه عابرا الحدود وحده بدوه خريطة. وهل من الممكن ان يتجشم المجندون عناء كل هذه الرحلة المتشابكة بين دول عدة ثم يتركونهم على الحدود حتى بدون خريطة او بدون توجيه مما يمكن أن يضلوا الطريق وينكشف امرهم ؟

6- غريب انه في بغداد لايتذكر المنطقة والشارع الذي سكن فيه ، في حين انه عرف المنطقة في الصحراء الغربية للعراق ووصفها بدقة.

7- ثم نقلوا الى ديالى لأنها معقل دولة العراق الاسلامية ، وبما ان هذه الواجهة هي مزيفة كما اثبت في مقالاتي ، اذن القصة منسوفة من أصلها ولكن دعونا نمشي وراء الكذاب حتى باب الدار. يقول انه وصل الى ديالى قبل اسابيع من مقتل الزرقاوي هناك . هل اجتمع به اذن ؟ لابد أن يجتمع الزرقاوي مع مقاتلين عرب من القاعدة . أليس كذلك ؟ ولكن السعودي لم يشر الى ذلك . ولكن غلطة المخابرات الشاطرة التي لفقت هذا السعودي هي أن دولة العراق الاسلامية تأسست بعد مقتل الزرقاوي بعدة أشهر!! خطية ماكان عندهم وقت للمذاكرة الجيدة في تفاصيل أكاذيبهم.

8- كان معلمه في صناعة القنابل أفغاني . ياسلام ! كأن العراقيين ورجال الجيش العراقي ومهندسيه لا يعرفون كيف يصنعون القنابل ولا العبوات الناسفة والمسألة تحتاج الى استيراد أفغاني ليعلم العراقيين !! طبعا هذا الذكر للافغاني للبرهنة على ما يقوله الأمريكان من عولمة الارهاب.

9- فجأة القصة تأخذ منحى رومانسيا فالمقاتل اسكن مع عائلة فيها بنات ! وانه حط عينه على احدى البنات وقام اخوتها بتزويجها له. هذا طبعا تأكيد لمصداقية الاشاعات التي قالت ان المقاتلين العرب يتزوجون العراقيات . ولكن شوف العجب. هذه الزوجة تريد أن تقوم بعمليات استشهادية . طيب لماذا تزوجت اذن ؟ هل كان المقاتل السعودي الذي وهب نفسه للقتال في حاجة الى الجنس لبضعة ايام ؟ واذا كان هو نفسه اختار القتال وليس الاستشهاد في عمليات انتحارية ، فكيف لم يقنع زوجته بذلك ؟ ولماذا تزوجت الفتاة من الاصل اذا كانت ترغب في الاستشهاد؟

10- ولكن oops حصل حمل للزوجة . شلون ما ادري !! ولماذا لم تقم بعمليتها الانتحارية قبل ذلك ؟ وهنا يقرر السعودي أن يترك الجهاد ويعود الى أهله في السعودية !! ياسبحان الله !! مع انه كان يهيء زوجته للانتحار . يبين كانت مشكلته كلها انه يريد أن يتزوج وقد جاء كل هذه المسافة وبهذا العناء للعراق لتأسيس عائلة !

11- وهنا يدخل الأكشن السينمائي الى القصة . تصوروا ان مكالمته الى السعودية التقطتها المخابرات العراقية (وليس المخابرات الأمريكية التي تملك الجو والاتصالات في العراق) .. وتصوروا ان هذا السعودي الذي جاء الى العراق بطريقة زجزاجية متخفية ، لا يعرف بعد اشتراكه في المعارك وتدريبه ، ان التليفونات مراقبة بحيث يحكي لعائلته كل شيء في التليفون . اي انه يحكي لهم قصته (الارهابية) في التليفون . وإذا كانت المخابرات العراقية قادرة على التقاط المكالمات فلماذا لم تلتقط مكالمات بقية الإرهابيين والأخوة الاعداء؟ أم أن اختصاصها هي المكالمات الرايحة والجاية من السعودية فقط؟

12- طبعا الأعجب ولأن المخرج عايز كده، لا توقفه المخابرات فور استلامها للمكالمة ، وانما توقفه بعد عدة اسابيع في نقطة تفتيش على الطريق من ديالى الى بغداد، ياللصدف !! والأعجب أنه فور أن سألته الشرطة "هل انت سعودي" أوقع في يده وأحس أن هذه هي النهاية ، اي ان مجرد كونه سعوديا هو دليل الارهاب!! ياللهول!

13- أجمل مافي القصة هي عبرتها ونهايتها : فالرجل لا يتهم المخابرات العراقية بالتعذيب . ابدا فهو قرر أن يساعدهم لله مع انه كان قبل أشهر مجاهدا متزوجا من انتحارية وهو فخور بذلك . كيف تحول هذا التحول 180 درجة ؟ لا أعلم .

14- أغرب الأشياء قوله انه سوف يعود للقتال اذا اطلق سراحه. هكذا دون خوف ودون أن يخشى من الامريكان لومة لائم.

15-أضاف الأخ مصطفى كامل وهو أحد قرائي الأفاضل أن حلب لا تقع على البحر المتوسط بل على مسافة مئات الكيلومترات منها. ولا نعرف هل الغلطة كانت من (المتهم) الذي يفترض انه زار حلب أم من المراسلين الذين أجروا المقابلة.

ملاحظة .. أليس غريبا أن تجري وكالة اجنبية المقابلة؟ أليس غريبا اني لم اشاهد السعودي التائب على شاشات الفضائيات العراقية والعربية ؟

هل هذا هو احد الأدلة التي يملكها المالكي ضد سوريا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق