"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

22‏/8‏/2009

"مؤامرة ارهابية" من صنع اجهزة مخابرات!!

ترجمة عشتار العراقية

في هذه المقالة نكتشف أبعادا جديدة للصورة المعروضة علينا في الاعلام العالمي. صورة "الارهاب الاسلامي" من يصنعه ولماذا ؟

خوليو غودوي كان يعتبر افضل الصحفيين المحققين في غواتيمالا الى ان اجبر على الفرار بضغط من الحكومة لاسكاته. وقد تعرض للخطف مرة وفجرت الصحيفة الاسبوعية التي اسسها. في 1990 غادر الى المانيا وعمل صحفيا حرا وهو يكتب عن قضايا اللاجئين والاقتصاد الالماني ويعيش الان في باريس وقد عاد الى الكتابة اليومية لمحطات الاذاعة الالمانية.

صناعة ذرائع الحرب على الارهاب : مخابرات دولتين تختلق خلية اسلامية ارهابية!!

بقلم : خوليو غودوي
20 آب 2009 ، برلين IPS

أعلن احباط مؤامرة ارهابية. وقد اعتقلت الشرطة الالمانية 3 شبان مسلمين في قرية اسمها ميديباخ اوبرشليدور تبعد 450 كم جنوب غرب برلين في 4 ايلول 2007. واعلنت الشرطة وضع اليد على 730 كغم من بيروكسايد الهيدروجين الكافي لصناعة 550 كغم من المتفجرات.

الرجال الثلاثة ورابع اعتقل بعد عام في تركيا، ارادوا تفجير قواعد ومرافق عسكرية امريكية في المانيا ولقتل "اكبر عدد ممكن من الجنود الأمريكان" كما اعترف احد المتهمين.

وقال الرجال الاربعة للمحكمة ان خططهم كانت انتقاما من الحرب الامريكية على "الارهاب الاسلامي" خاصة انتهاك مئات من المسلمين المعتقلين في غوانتنامو. وقد اطلقت السلطات الالمانية والاعلام على الرجال الاربعة اسم "جماعة سويرلاند" بالاشارة الى المنطقة التي اعتقلوا فيها.

واعلن ان جماعة سويرلاند هم اعضاء في اتحاد الجهاد الاسلامي وهي منظمة ارهابية مفترضة في اوزبكستان.
بعد سنتين تقريبا ، تعرض القضية حاليا امام المحكمة الاقليمية العليا في دسلدورف وهي تبعد 460 كم جنوب غرب برلين وعلى أمل الانتهاء منها في بداية 2010.

ولكن الان القضية لم تعد "الخطر الارهابي الكبير" كما كانت تسمى . وانما هي لغز غامض من ألعاب المخابرات ، تصعيد اعلامي بدون تحقيق وفشل اساسي للعدالة.

فقد اتضح ان اعضاء الجماعة الخطيرة ليسوا الا اشخاص عاديون لا تربطهم اية رابطة بأية جماعة ارهابية دولية، كما صرح هانز لينديكر وهو اكبر الصحفيين التحقيقيين في المانيا "اعضاء الجماعة سذج ومحدودو التفكير ويكرهون الولايات المتحدة"
اكثر من ذلك فإن العضو الخامس في المجموعة والذي لم يتم القبض عليه حتى الان وقد وصف بأنه تركي الجنسية ويعرف باسم ميفلوت ك. ويبدو انه مخبر يعمل مع هيئة المخابرات الوطنية التركية (اختصارها بالتركي ميت) وكان هو الشخص المهم في المؤامرة حسب اعترافات اعضاء مجموعة سويرلاند.

قال احد المتهمين واسمه عطاالله سليك في المحكمة "بدون ميفلوت لم نكن نفعل اي شيء. فهو الذي جلب لنا 26 فيوز للقنابل التي كان من المفروض صنعها ولكن كل الفيوزات كانت عاطلة الا واحد او اثنين.

أما فرتز جيلوفتز وهو عضو اخر قال انهم كانوا يعرفون صلة ك مع الميت "كنا نعرف ان ميلفوت له صلات مع المخابرات واعتقدنا ان ذلك في صالحنا"

وكما يبدو، لم يخف ك ارتباطه مع المخابرات وقد ابلغهم في احدى المرات انه سرق معلومات من المخابرات التركية تفيد بأن المخابرات الالمانية تراقبهم.

ورغم التحذير بان الشرطة الالمانية تعلم بتحركاتهم ، فقد استمر الرجال الاربعة في استعداداتهم حتى لحظة اعتقالهم.
وقد اكدت مصادر عديدة بأن الاستخبارات الخارجية الالمانية (BND) علمت في 2004 بان ميلفوت ك يعمل مع المخابرات التركية . في تلك السنة كما تقول المصادر ، اقترحت ميت على الاستخبارات الالمانية دس ك في الحركات الاسلامية في المانيا ولكن يقال ان الاستخبارات الالمانية رفضت الخطة التركية.

ورغم الاعتراف بضلوع ك في الموضوع لم يأمر القضاة الالمان اعتقاله لمدة طويلة . ويعتقد ان ميلفوت ك يعيش في تركيا حاليا.

ولم تصدر السلطات الالمانية مذكرة اعتقال دولية ضد ميلفوت ك الا في 13 آب بعد عدة اسابيع من تداول الاعلام قصة المتهمين الاربعة.

يمكن ان يكون تأليف مجموعة سويرلاند سيناريو للايهام بخطر ارهابي هائل على المرافق العسكرية الامريكية في المانيا.

ويسميها السفير البريطاني السابق في اوزبكستان كريج موري بانها قصة مزيفة صنعتها المخابرات الاوزبكية.

وقد كتب في مدونته يقول "يجب ان اوضح انه من المؤسف ان هناك اولئك الذين يرتكبون العنف بدافع نسخة متطرفة من معتقداتهم. ومن المحزن ان العدوان الصارخ للحكومة الامريكية وتحالف الحرب جعل مثل رد الفعل هذا اكثر شيوعا. لا نعرف ان كانوا قد خططوا لاستعمال المتفجرات ولكن اذا كان ذلك صحيحا فالسؤال هو : من كان يحرك الخيوط ولماذا ؟".

ويقول موري انه ليس هناك شواهد على وجود شيء اسمه اتحاد الجهاد الاسلامي يحرك مجموعة سويرلاند الا ما زعمته المخابرات الاوزبكية "ليس هناك على سبيل المثال اختراقات لاتصالات بين ارهابيين كبار يسمون انفسهم اتحاد الجهاد الاسلامي"
يقول موري ان الهجمات المخططة التي تتهم بها الحكومة الاوزبكية هذه المجموعة منذ 2004 هي في الواقع "اختلاق من قبل المخابرات الاوزبكية وذلك من تحقيقي في الموضوع في حينه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق