"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

27‏/5‏/2009

مصنع الأكاذيب: جين ساسون ومونيكا !!

 الحلقة الأولى هنا
بقلم : عشتار العراقية

نرجع الى جين ساسون ، الكاتبة الدجالة التي كتبت كتبا خيالية على انها "مذكرات حقيقية " لنساء عربيات في حين ان كتابها المتخيل الوحيد الذي كتبته بشكل رواية ، كان عن نجاة يهود من المحرقة المزعومة وهجرتهم الى فلسطين !! شيء عجيب ، كيف لم تجد هذه الكاتبة المتصهينة امرأة اسرائيلية تهديها مذكراتها لوضعها في كتاب؟

في الحلقة الأولى من مسيرة هذه المرأة المجهولة نحو "مجد" الكتب الرائجة bestsellers ذكرت لكم كيف انها اشتهرت بكتابة كتاب "اغتصاب الكويت" وقد اتمت كتابته – بالصلاة على النبي – في 9 ايام ونشر قبل اسبوع من العدوان الذي قادته امريكا على العراق في 1991 ، وكان قد مول الكتاب ونشره على نطاق واسع حكومة الكويت وشركة العلاقات العامة هيل اند نورتون التي استأجرتها الكويت بعشرة ملايين دولار لتلفيق "فظاعات" للعراقيين بزعم ارتكابها في الكويت وقد ثبت كذبها جميعا.

بعد "تحرير" الكويت في 1991 ، ذهبت المؤلفة المصون الى هناك في زيارة وربما جني محصول الكتاب، ولم تعد بعدها الى السعودية التي بقيت فيها 12 سنة .

هنا تقاطعت مسيرتها الفذة هذه مع امرأة اخرى على شاكلتها اسمها "فردريكة مونيكا عدساني " نمساوية كانت قد تزوجت مواطنا كويتيا . دعونا نسمع قصتها. أنصحكم أن تضعوا الى جانبكم طبق كرزات وشاي ونرجيلة ، لأنكم سوف تستمتعون بقصص ألف ليلة وليلة ، والجلسة يبين والله أعلم ممتدة ..

فريدريكة مونيكا عدساني امرأة نمساوية عاشت حياة جافة قاسية على يد اب مستبد وتعلمت في مدارس الراهبات الكاثوليك حيث كانت تتمرد دائما على القواعد الصارمة هناك. وقد توجت تمردها بالزواج من كويتي درس الطب في لندن ومن عائلة ذات ثروة وجاه.

ولكن عائلة زوجها أذاقتها الويل حيث كانت ام زوجها تلجأ الى السحر لتفريقهما، وهكذا لتفادي هذه المشاكل انتقلت مع زوجها الى منزل فاره له حديقة حيوان خاصة به !! والمنزل مجاور لمسجد . اقول لكم هذه التفاصيل لأن لها قيمة فيما بعد. ولكن هل انتهت مشاكل مونيكا المسكينة ؟ كلا .. فهي في مجتمع عربي "متخلف" !! استمرت الخلافات مع زوجها ومع المجتمع الذكوري وتسلط اسرة الزوج وميل الزوج الى الوقوف مع اسرته ، اضافة الى انه كان مدمنا للخمر ، ومعاشرة بنات الليل مما اصابه بمرض تناسلي نقله الى زوجته . مرة اخرى اقول لكم هذه التفاصيل السخيفة لسبب ستعرفونه. اصبحت حياة مونيكا مستحيلة فهربت الى النمسا وحصلت على الطلاق. و كتبت كتابا سمته (سندرلا في بلاد العرب) وسلمته الى وكيل أدبي هو بيتر ميلر.

يشاء حظها ان بيتر ميلر ، كان في نفس الوقت وكيلا أدبيا للست جين ساسون.

هنا تشتبك حياة المرأتين.

كل هذا الكلام وقع قبل غزونا للكويت بسنتين مثلا. ولم تكن جين ساسون قد كتبت كتابها حول "اغتصاب الكويت" .

بعد سنة من تسليم المخطوطة ، أبلغ ميلر مونيكا انه ليس هناك امكانية لطبع الكتاب . وقال لها "لو اردنا بيع الكتاب فلابد من وجود شيء مثير ، مثلا لو كنت اميرة عربية !" وقامت مونيكا بتقديم المسودة لوكيل اخر.

ثم في 2 آب 1990 غزا العراق الكويت وخاطبت مونيكا ميلر في كانون الاول 1990 للاشارة بان الكتاب لو طبع حالا لأصبح شهيرا ولكن الوكيل طنش على الموضوع.

حين انتهت الحرب كانت مونيكا تأمل ان يجد وكيلها الجديد ناشرا اخر.

من الواضح كما ترون أن مونيكا كانت ساذجة سياسيا هنا. أليس كذلك ؟ كيف يمكن طباعة كتاب يسيء لمجتمع الكويت واتهامه بتعذيبه امرأة اوربية بهذا الشكل ، والمطلوب هو تجميل الكويت وشعبها وحكامها من اجل موافقة الشعوب الغربية على "تحرير" هذا البلد الديمقراطي المتقدم ؟!!

طبعا في تلك الفترة السابقة على الحرب، كان كتاب "اغتصاب الكويت" هو الحصان الرابح، فهو يبين تحضر الكويت وهمجية العراقيين .

في ايلول 1992 قامت جين ساسون باصدار كتابها الثاني الرائج بعد كتاب اغتصاب الكويت . وكان الكتاب حول اميرة سعودية . تزوجت رجلا درس الطب في لندن من عائلة ذات ثروة وجاه. ولكن عائلة زوجها أذاقتها الويل حيث كانت ام زوجها تلجأ الى السحر لتفريقهما، وهكذا لتفادي هذه المشاكل انتقلت مع زوجها الى منزل فاره له حديقة حيوان خاصة به !! والمنزل مجاور لمسجد . ولكن هل انتهت مشاكل الأميرة سلطانة المسكينة ؟ كلا .. فهي في مجتمع عربي "متخلف" !! استمرت الخلافات مع زوجها ومع المجتمع الذكوري وتسلط اسرة الزوج وميل الزوج الى الوقوف مع اسرته ، اضافة الى انه كان مدمنا للخمر ، ومعاشرة بنات الليل مما اصابه بمرض تناسلي نقله الى زوجته .

ياترى أين سمعنا هذه التفاصيل من قبل ؟

زعمت ساسون في الكتاب ان الاميرة السعودية حفيدة الملك عبدالعزيز ابن سعود وهي التي اعطتها مذكراتها لنشرها. واعقب ذلك كتابين حول ابناء الاميرة .

نشر كتاب "الأميرة : القصة الحقيقية للحياة خلف الحجاب" اشتهر وذاع وضرب رقما قياسيا في المبيعات، وحقق شهرة مابعدها شهرة للكاتبة الدجالة جين ساسون، بحيث ان اسمها يقرن دائما بهذا الكتاب.

جن جنون مونيكا ورفعت قضية سرقة ادبية امام محكمة في نيويورك ضد ساسون والناشر والموزعين. وقد عرض محامي مونيكا على ساسون والناشرين ( مورو وشركاه والناشر دبل داي) ان يسقط القضية اذا استطاعوا جلب المذكرات الاصلية للاميرة كما يدعون واذا ثبت صحة صدورها. ولكن الناشر والكاتبة بطبيعة الحال رفضا العرض؟ كما قام محامي مونيكا ايضا بالحصول على شهادتين من شخصيات بارزة يقولون فيها ان الكتاب يحوي على اخطاء لايمكن ان يقع فيها سعودي حقيقي او مسلم حقيقي ، لو كانت الاميرة هي التي روت احداث الكتاب. وكان احد الشخصيات هو جيمس اتكنز السفير الامريكي السابق للسعودية الذي قال ان الكتب الثلاثة لا يمكن ان تكون كتبتها اميرة سعودية او صرحت بها او الهمتها وانه من الواضح ان سلطانة لا وجود حقيقي لها . واحد الاخطاء التي يذكرها هو قول الاميرة ان النساء محرمات من دخول المساجد في بلادي . وقال ان اي سعودي يعلم ان كثيرا من المساجد هناك لها اماكن خاصة بالنساء . وفي كل الصلوات الخمس التي يعرضها التلفزيون السعودي نرى نساء بين المصلين في المسجد الكبير في مكة. ويذكر اتكنز ايضا قصة اخرى في الكتاب وهي ان صديقة مقربة من الاميرة امسكت متلبسة وهي تعاشر رجالا اجانب في الرياض وان المطوعين سلموها لابيها حين رأوا انها مازالت عذراء ولكن والدها قيدها بالسلاسل واغرقها في حمام سباحة القصر واجبر كل العائلة على مشاهدة الاعدام.

ويكتب السفير "هذه القصة غير عادية ولو حدثت حقيقة لطار خبرها في الرياض ولعرف بها الجميع ولكن لم نسمع عن الحادثة ابدا"
الشخصية الاخرى هو د. جاك شاهين مدير تلفزيون العرب ومحاضر في وسائل الاعلام الامريكية يقول ان شخصية الاميرة خيالية ولا يمكن ان تكون القصة مستندة الى يوميات امرأة من العائلة السعودية . ويشير الى اخطاء تتعلق بالمهر والحجاب ولكن اكثر الاخطاء الفادحة قولها (إمام امرأة مصرية) وهو يفسر ان "ليس هناك ائمة نساء"

صديقة وزميلة لساسون اخبرت محققا خاصا بريطانيا ان الاميرة "خليط من الحقيقة والخيال . ولكنه ليس كتاب مذكرات ولكنه سرد معتمد على فولكلور الاجانب . جين ساسون تعرف ما يريد الناس سماعه"

ومازاد الطين بلة ، اعتراف جيرالد سندل وهو مدير تنفيذي سابق في شركة نايتسبرج التي طبعت كتاب (اغتصاب الكويت) والذي شهد الى جانب مونيكا ، للثأر من جين ساسون التي رفعت قضية عليه تطالبه بمستحقاتها عن كتاب الكويت. أقرّ سندل بأن ميلر الوكيل الأدبي لكلا المرأتين مونيكا وساسون ، كان قد جاء له في ايام الكويت بمخطوطة حول حياة امرأة اجنبية متزوجة من كويتي وكان ذلك بعد نشر الدار لكتاب اغتصاب الكويت ، وكانت كتب الخليج والكويت بالذات تتوالى على دور النشر. ويتذكر سنديل بأن ميلر قال له ان الكتاب سيشتهر لو خرج باسم كاتبة اخرى مثل جين ساسون التي كان كتابها حول الكويت قد ذاع صيته بسرعة كما رأينا.

http://www.wrmea.com/backissues/1096/9610082.htm

المعلومة الأخيرة تقودنا الى حقيقة ماحدث.

دار النشر نايتسبرج رفضت نشر الكتاب، تقدم به ميلر الى ناشر آخر وتم تغيير البطلة من اجنبية متزوجة من كويتي الى أميرة سعودية متزوجة من سعودي. وأنا اعتقد ان ذلك كان لعدة أسباب :

1- عدم المساس بالكويت التي كانت امريكا قد انجزت مهمة "تحريرها"
2- رغبة القاريء الامريكي في معرفة اي شيء عن العرب وعن المنطقة ، وأن تكون البطلة المظلومة في القصة "اميرة" فهذا يضفي على الأجواء رومانسية هائلة أكثر من مجرد اجنبية تزوجت من عربي، لأنها تذكر .. بالسلاطين (ومن هنا كان اسمها سلطانة) والحريم والغموض .
3- كذلك لإخفاء آثار سرقة المخطوطة.

الأخطاء الكثيرة التي وردت في الكتاب تؤشر على السرقة و لا يمكن ان يكتشفها الا من كان عربيا او مسلما او عاش فترة طويلة في السعودية ، ومن الغريب ان ساسون التي عاشت 12 سنة هناك لم تكن تعرف كيف تعالج تلك الاخطاء، وهذا يدل على: اما انها لم تكن تختلط بأحد هناك ، او على أنها نقلت الكتاب نقل مسطرة ، فالواضح ان المعلومات الخاطئة واردة على لسان اجنبي لا يفقه شيئا عن المجتمع السعودي. أو انها مغرضة.

اضافة الى ماذكره الشاهدان اعلاه ضمن الشهادات التي جمعها محامي مونيكا، هناك ما أشار اليه سعوديون وعرب تعليقا على كتب ساسون ومنها :

اشارتها الى وجود غرفة خاصة (مثل الغرفة الظلمة او غرفة الفئران التي نخوف بها الاطفال) يحبس فيها الرجال السعوديون نساءهم اللواتي يسئن التصرف !!

ذكرها ان عيد الأضحى كان بسبب ان النبي ابراهيم ضحى بابنه اسحق !! هل هناك عربي او مسلم يمكن ان يخطيء هذا الخطأ؟
وكذلك اشارتها الى ان الكعبة هي صخرة يطوف حولها المسلمون. وترجمتها على لسان الأميرة آيات قرآنية خاطئة. ومن هذا كثير.

كان الكتاب مكرسا للاساءة للعرب المسلمين ، في كل شاردة وفي كل واردة ، ويؤكد على اضطهادهم للمرأة ، ولكن في نفس الوقت تجد فيه متناقضات شديدة ، مثلا ، الاميرة التي يحبسها زوجها وتعاني من كل هذا الاضطهاد ، والتي (خطية) لا تستطيع قيادة السيارات ، كانت حين يعنّ لها ان تتناول طعام الغداء خارج القصر، تركب الطيارة الى باريس !! أميرة بعد وعدكم الحساب.

ولكن أكثر ما كان كاشفا لكذب جين ساسون بالنسبة لي هو قصة لقائها بالأميرة. فهي قصة ساذجة جدا وفاضحة. ففي احدى المقابلات الصحفية بتاريخ 10 نيسان 2009في مدونة اسمها melangesreviews.blogspot.com تحتفي بها وتسألها عدة اسئلة تهم القراء، كان السؤال هو :

" هل يمكن ان تخبرينا كيف قابلت الاميرة سلطانة واصبحت مقربة منها جدا بحيث تأتمنك على كتابة قصتها وهي مهمة خطرة؟"

وتذكرون أنه حتى في مجريات القضية المرفوعة ضدها لسرقة مخطوطة الكتاب، لم تستطع ساسون ان تظهر اي مذكرات حقيقية، ولهذا ففي اجابتها على هذا السؤال تسرد تفاصيل كثيرة عن لقائها بالأميرة في محاولة يعرفها المختصون بعلم النفس بأنها للتغطية على الكذب، او لجعل المقابل يصدق القصة في غمرة هذه التفاصيل.

كان جوابها بالنص :

"يمكنني ان اخبرك. رغم اني قابلت الكثير من افراد العائلة المالكة في السعودية من خلال رئيسي السعودي في المستشفى الملكي حيث كنت اعمل (لا ادري اذا كان المستشفى ملكيا وانما اسمه مستشفى الملك فيصل) ، ولكني لم التق بالأميرة من خلاله. كانت هي من الشجاعة بحيث تجبر زوجها كريم على اصطحابها الى مناسبة اجتماعية في السفارة الايطالية. (هاهي تجبر زوجها المستبد الذي كان يضطهدها!!) . كان ذلك في العام 1985. وكان زوجي السابق بيتر وهو بريطاني ولكنه كان يعيش في ميلانو بايطاليا لسنوات وظل على علاقة قريبة من الايطاليين. وقد ذهبنا الى نفس الحفل الذي حضرته الأميرة وزوجها (صدفة أم ان المخرج عاوز كدة؟). حين دخلنا من الباب كان هناك الكثير من الوسيمين يتجولون لأن الايطاليين شعب جميل جدا، ولكن امرأة واحدة جذبت انتباهي لأنها كانت مؤثرة جدا وكانت لحظتها تضحك بصوت عال على شيء ما (تصوروا امرأة سعودية محبوسة وتضحك بمعية زوجها بهذا الشكل الفاضح في سفارة اجنبية !! ولكن انتبهوا جيدا للكذبة الساذجة الأتية) طبعا السعوديون لا يلبسون التيجان في مثل هذه المناسبات (لعد وين يلبسوها؟ وهل هناك اميرات سعوديات يلبسن التيجان اصلا ؟) ولهذا لم اعرف انها أميرة. وخلال الامسية تم التعارف بيننا وكان لديها روح مرحة لا تتناسب وكونها سعودية !! لأنهم في ذلك الوقت كانوا اناسا جادين بكل شيء يعملونه !! كنا انا وهي على نقيض من حيث المظهر فبشرتها قمحية جميلة وشعرها اسود (يعني كانت الاميرة السعودية مكشوفة الوجه في حفل مشترك) وانا زرقاء العينين وبشرتي بيضاء جدا. وكنا على النقيض في خلفياتنا فهي من عائلة غنية جدا وانا من عائلة امريكية جنوبية متوسطة الحال، ولكننا اندمجنا بسرعة . طلبت رقم تليفوني وبعد اسابيع اتصلت بي ودعتني الى حفل للنساء فقط في احد فنادق الرياض. وتطورت صداقتنا ببطء لأنها لم تدعوني الى بيتها الا بعد سنة. ومنذ ذلك الحين بدأنا نلتقي باستمرار، وصارت تدعوني للطيران معها ومع احدى اخواتها الى باريس لقضاء اجازة الاسبوع ، للتسوق او لتناول وجبة طعام فرنسية رائعة !! بعد سنتين من صداقتنا ، بدأت تستكشف امكانية رواية قصتها الحقيقية وقصص النسوة الاخريات اللواتي يعانين على ايدي آبائهن واشقائهن وأزواجهن. لم اكن مهتمة في اول الأمر ، لأني لم اكن اريد ان اغادر السعودية وكنت اعرف اني لو كتبت الكتاب سأضطر للمغادرة . ولكن بعد أن كتبت كتابي ذائع الصيت "اغتصاب الكويت" اصرت هي على أن أكتب قصتها، وطالما ان السعودية لم تعد مستقرا لي فقد وافقت وتعرفون الباقي".http://melangesreviews.blogspot.com/2009/04/interview-with-jean-sasson.html

شايفين ما أقصد؟ كلما أمعنت ساسون بالتفاصيل ، ازداد غرقها في مستنقع الخيال. ولكن الى جانب ذلك فحكاية التقائها بها في 1985 ثم امتداد التعارف ببطء على عدة سنوات ، الغرض من هذه التفصيلة هو الايحاء بأنها تعرف الأميرة قبل ان تكتب مونيكا مخطوطتها. ثم ايصال المسألة الى مايقرب من حرب الكويت ونشر كتابها الأول، ولتفسير لماذا لم تنشر قصة الأميرة في ذلك الوقت المبكر؟
لكن السؤال المهم هو لماذا طلبت منها الأميرة ان تكتب قصتها ، في حين ان ساسون لم تكن معروفة حينها بأنها كاتبة اوصحفية او لها علاقة بأية كتابة .. فقد كانت سكرتيرة في مستشفى تنسق مواعيد الاطباء والمرضى .

الشيء المثير في قضية ساسون – مونيكا ان الاثنتين تجوبان المواقع على الانترنيت وتحاول كل منهما احيانا بأسماء مزيفة او بالاسمين الحقيقيين الايقاع بالاخرى . وساسون هذه جالسة (مثلي تقريبا) كل يوم على الانترنيت، تدخل على كل المواقع التي تعرض كتبها للبيع وتستعرض تعليقات القراء وتدخل هاتفة (هاي. انا جين ساسون) مثل محدث نعمة او واحد لم يصدق الشهرة التي هبطت عليه، او بسبب توترها من تكذيبها. ثم تذهب الى كل التجمعات الادبية او تجمعات الجنود او اي مكان له علاقة بالحرب والعراق والعرب، فتقحم نفسها في كل النقاشات ثم في نهاية الامر تقول "اقرأوا لمزيد من المعلومات كتابي كذا " . شاطرة في الترويج لكتبها. هذا ما أقر لها به.

ورغم ان كتبها قائمة على الأكاذيب، فقد جعلت من نفسها حجة وخبيرة بالعرب ، فهي تعلن عن امكانية القاء محاضرات واعطاء نصائح واستشارات في الحياة والثقافة العربية ، طبعا كل شيء بحسابه وليس مجانا.

نعود الى سالفتنا.. في 1998 وكان الحكم قد صدر او سيصدر في قضية سرقة مخطوطة مونيكا، قررت الست ساسون ان تتوجه الى العراق للكتابة عن النساء العراقيات (تذكروا انه في عام 1997 كان قد صدر قانون تحرير العراق من الكونغرس، وكان الجلبي والسي آي أي قد كشف أمرهم في شمال العراق وهربوا بجلدهم في نفس العام، وكان الكونغرس بموجب هذا القانون قد خصص مبلغا لتمويل عمليات التحضير لتدمير العراق). سنرى اذا كانت لرحلتها الى العراق صلة بهذا الأمر.

تقول جين ساسون بما انها كانت تعرف ان الحصول على تأشيرة للعراق صعب بعد اصدار كتابها (اغتصاب الكويت) ، فقد أقدمت على كتابة رسالة الى الرئيس الراحل صدام حسين شخصيا مرفقة بها كتابها سيء الصيت ويبدو انها قالت بالرسالة انها رغم كتابة ذلك الكتاب فهي كانت ضد الحرب وانها تريد الآن ان تكتب عن حال العراقيين تحت الحصار. وتقول ان التأشيرة وصلتها خلال فترة قصيرة واستقبلت في مطار عمان واخذت الى فندق 5 نجوم ، ثم ذهبت الى بغداد برا .

وإذا كان ذلك صحيحا ، فهذا يدل على التسامح والرقي اللذين تعامل العراق بهما معها. ولكن لأن اللي بيها مايخليها، فقد خرجت من العراق بكتابين أشد تشويها وتلفيقا. وهذا مدار حديثنا القادم .


الحلقة الثالثة هنا

هناك 7 تعليقات:

  1. (بنت ساسون و مونيكا)

    عشتورة ...
    شنو هاي ؟ خليتي كريستي بجيب الخردة و دستِ أبطن ماركيز! هاي طفرة بكتابة (الواقعية الخيالية).
    مو ايگلچ الانسان أشگد ما يقرا , أشگد ما يعرف ويتعلم !
    عرفت اهواية امورعن بنت ساسون سابقا , بس طلعت من هاي المقالة لاول مرة (وبالالوان) بانها حرامية ايضا .



    عراق

    ردحذف
  2. زين اخوي عراق .. ليش ما ترسل لي معلوماتك عن بنت ساسون خاصة عن رحلتها الى العراق لأن المعلومات قليلة ، وطبعا الكتاب ليس بين يدي، ولهذا اذا كانت لديك اية معلومات ، بدلا من تعبي في الركض وراء كلمة هنا وكلمة هنك.

    ردحذف
  3. المعلومات اللي عرفتها عن بنت ساسون كانت من زمن نشر الكتاب , وحصلت عليها من خلال الانترنيت, وما اعرف اشگد راح تكون مفيدة الچ ؟ مع ذلك راح ابدي ابحث عن مصادرها مرة اخرى, لان في ذلك الوقت ما كان خاطر ببالي ان أحتفظ بمصادر المعلومات (عموما , وليس عن بنت ساسون فقط) لكثرتها .

    ولعيون العراق ... تتدللين عشتورة


    عراق

    ردحذف
  4. عزيزتي عشتار
    كل التفاصيل الي ذكرتيها تؤكد شيء واحد هو فشلنا في ادارة الحرب الاعلامية التي لا تقل اهمية عن القنابل التي سقطت على رؤسنا بسبب العدوان المستمر منذ عام1991 فالجانب الاخر استغل حتى القصص والرويات من اجل تبرير الحرب
    ونحن نساعدهم بعفويه لاصدار كتابين اضافيين لزيادة تشويه صورتنا
    بس طلعنه احنه
    الي بينا ما يخلينا



    تحياتي
    ماجد

    ردحذف
  5. أخي عراق

    ابعث معلوماتك على بريدي الشخصي اذا لم يختطف هو ايضا. وشكرا.

    اخي ماجد

    طبعا كان اعلامنا صفر ! مع كل الامكانيات ولكن لم يكن هناك مع الاسف من يفهم في التأثير نفسيا على العدو . كان الاعلاميون يخلطون بين الاعلام الداخلي والاعلام الخارجي، وكأن الخطاب الموجه للشعب هو نفسه الموجه للعرب او الموجه للغرب.

    الحروب والحصار التي واجهتنا كانت نصفها اعلامية ولم نعرف كيف نديرها.

    ردحذف
  6. هلا ومية هلا بعشتورة..
    رجع بيتنا الثاني، رجع غارنا الغالي
    يمعودة والله وكعت قلوبنا الله ياخذهم لجهنم نفراً نفر..

    حبي هاي بنت ساسون سوسه،شوقتينا نكمل السالوفة..مو مال تعليق بعد مال نجلس سماعي، ونفهم الحكاية من البداية..
    بالانتظار..

    ردحذف
  7. هاي افعال بنت ساسون وشركائها. والله اعرفهم. تصوري انا صار لي اشهر وأدهر اكتب عن جميع اللصوص،والخونة والعملاء والتجار والمزيفين، ولا واحد من ذولة فكر أن يسكتني ، ربما كانوا متونسين يريدين يشوفون ماذا اعرف وماذا لا اعرف. طبعا شتموني كثيرا كما تعرفين حين كنت انشر في (كتابات) وبعدين تعبوا وسكتوا.

    لكن ما أن بدأت اتناول بنت ساسون ، وخوف الشركاء من ان يأتي اليهم الدور وهو آت بعون الله حتى بدأت اعمال الشقاوات والضرب تحت الحزام. لكن طبعا هذا تصرف الضعفاء والأغبياء. ليش ؟ لأن البريد اذا سرق يمكن اقامة الف بريد بدله والموقع اذا حجب يمكن اقامة غيره بلحظة. طبعا يظنون ان هذا استنزاف لوقتي ولكن أنا املك الوقت كله . ليس لدي شيء اتلهى به سوى هذه الكتابة. انا جالسة على الانترنيت ليل نهار وماعندي شغل غير البحث والاستقصاء. يظنون انهم يعرقلوني ويحبطوني الى حد اليأس ولكنهم لا يعرفون طول صبري . ثم عليهم ان يسكتوا كل المواقع التي تناولت جين ساسون ومصائبها. طبعا لن يستطيعوا ذلك فهم يضيعون وقتهم واعصابهم في مثل هذه المحاولات. هذه اشغال هواة في السياسة . ربما يكونون محترفي سرقة على الانترنيت وخارجه، ولكنهم هواة وأغبياء جدا في السياسة وفي الاعلام. وأيضا بالنسبة لمعرفتهم بصبر وجلد ومثابرة وعناد عشتار العراقية. وراح نشوف منو يتعب في النهاية.

    بالنسبة لانتظارك بقية قصة جين ساسون، لن تنتظري كثيرا . انا اتحرك - ولأول مرة - خارج النيت لدى الشخصيات المؤثرة التي كانت في مواقع المسؤولية في تلك الفترة لمعرفة المزيد. وحتى ارجع لكم بالخبر اليقين.

    ردحذف