"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

23‏/5‏/2009

مصنع الأكاذيب: جين ساسون وشركاؤها !!














بقلم: عشتار العراقية

بعد انتهاء حرب الكويت بعدة شهور ذهب جون ماك ارثر صاحب مجلة هاربر لزيارة منظمة (مواطنون من اجل كويت حرة ) في واشنطن او ماتبقى منها حيث كان يقوم بأبحاث من اجل كتاب يكتبه . ذهب لرؤية الدكتور حسن ابراهيم الذي كان رئيس المنظمة . و"لأول مرة ادرك ان شيئا غريبا يجري حين اخرج لي عددا كبير من صور (الفظاعات العراقية) . تفحصتها وقلت هذه فظاعات شنيعة . كان هناك اشخاص وقطع غريبة من المعدن مغروزة في اجسادهم . كان المنظر رهيبا ولكن الصور كانت مشوشة قليلا . تفحصتها مرة اخرى وادركت ان الاشخاص ليسوا بشرا وانما مانيكانات. لقد صوروا مانيكانات على اساس انهم ضحايا تعذيب."- من محاضرة في 7 تشرين اول 1993

جون ماك ارثر هو نفسه الذي فضح اكذوبة نيرة بنت سعود ناصر الصباح السفير الكويتي في واشنطن آنذاك ، والتي ادعت امام لجنة حقوق الانسان في الكونغرس انها كانت ممرضة في مستشفى العدنان في الكويت إبان الغزو العراقي (مع ان عمرها 15 سنة فقط) وانها شهدت الجنود العراقيين ينتزعون الاطفال الخدج من الحضانات ويرمون بهم على ارض المستشفى الباردة حتى الموت. وقد كشف الصحفي ان القصة مفبركة بين شركة هيل اند نولتون التي تعمل من خلال واجهة "مواطنون من اجل كويت حرة" التي تمولها الحكومة الكويتية. كما كشف ماك ارثر سرا آخر :

رئيس لجنة الكونغرس توم لانتوس وهو ممثل الحزب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا وجون ادوارد بورتر وهو جمهوري من الينوي اوضحا بأن هوية نيرة لن تكشف حتى لاتتعرض عائلتها في الكويت للانتقام.

تبين ان النائبين يعرفان من هي نيرة وان عائلتها ليست في الكويت وانما في حضن الامان في واشنطن.

ولكن هذا ليس كل ماوراء الستار:

كلا النائبين لهما علاقات وثيقة مع شركة هيل اند نولتون . كان نائب رئيس الشركة واسمه جاري هايمل هو الذي رتب سماع شهادة نيرة وغيرها امام لجنة الكونغرس بمساعدة لانتوس وبورتر . والتنسيق مع د, حسن الابراهيم رئيس المنظمة .

تبين ان الشركة قد تبرعت للجنة في 1988 , كذلك سمح لانتوس وبورتر للجنة التي اسساها في 1985 ان تقيم في مقر شركة هيل اند نولتون في واشنطن بايجار مدعوم بمقدار 3000 دولار سنويا.

وقد تبرعت منظمة مواطنون من اجل كويت حرة التي تعمل الشركة من خلالها ، بمبلغ 50 الف دولار للجنة بعد غزو العراق للكويت.

بعد انتهاء الحرب عين نائب رئيس الشركة فرانك مانكيفتز في هيئة اللجنة في تشرين اول 1991.

جون مكارثر - نيويورك تايمز The New York Times Op-Ed, Monday, January 6, 1992

وكانت الكويت قد قامت بتمويل حوالي 20 شركة قانون وضغط . كما استنجدت بحوالي 72 شركة دعاية وعلاقات عامة من اجل فبركة الفظائع وتحريك الراي العام الأمريكي والعالمي، منها شركة مجموعة رندون التي استلمت مبلغ 100 الف دولار كل شهر من اجل تنفيذ بروباغندا اعلامية. ونيل وشركاه التي كانت تستلم 50 الف دولار كل شهر من اجل الضغط على الكونغرس

شركة هل اند نولتون hill & knowltonوكانت في حينها اكبر شركات العلاقات العامة ، كانت العقل المدبر للحملة الكويتية. كانت نشاطاتها تشكل اكبر حملة ممولة خارجيا للتأثير واستغلال الرأي العام الامريكي وحسب القانون كان يجب على (قانون تسجيل العناصر الاجنبية) فضح حملة الدعاية هذه للشعب الامريكي ولكن الحكومة الامريكية ممثلة بوزارة العدل اختارت السكوت. بعد تسعة ايام من دخول القوات العراقية الكويت ، وافق امير الكويت على تمويل عقد تقوم بموجبه شركة هل اند نولتون بتمثيل واجهة (مواطنون من اجل كويت حرة) وهي واجهة صممت لاخفاء الدور الحقيقي للحكومة الكويتية . بعد 6 شهور ، ضخت حكومة الكويت 11.9 مليون دولار ل(مواطنون من اجل كويت حرة) والتي كانت قد استطاعت ان تجمع تبرعات من 78 مواطن بحدود 17861 دولار فقط. ومن الملايين الكويتية المذكورة كان اجر هل اند نولتون 10.8 مليون دولار.

الرجل الذي كان يدير مكتب واشنطن لشركة هل اند نولتون هو كريج فولر احد اقرب اصدقاء بوش الاب اليه ومن مستشاريه . ولكن وسائل الاعلام لم تنتبه الى تقاطع المصالح هذا الا بعد ان انتهت الحرب. لقد كان الرجل يستلم رواتب من هذه الشركة منذ بداية غزو الكويت. وقد سافر في وقت من الاوقات الى السعودية لمراقبة انتاج حوالي 20 فيديو من بين مهام اخرى .

مهمة الشركة كانت اقناع الشعب الأمريكي الذي لم يكن يرغب في ارسال ابنائه واهدار امواله من اجل انقاذ امارة تحكمها عائلة فاسدة . كان على بوش ان يقنع العالم وشعبه ان صدام حسين شرير دولي وأن هتلر عاد من جديد. كان لابد من تصويره وتصوير الجيش العراقي باعتبارهما حالات نفسية سادية تقتل من اجل لذة القتل وان على العالم التخلص منهما .

تراوح عمل الشركة من فبركة قصص الانتهاكات والفظائع (العراقية) في الكويت ولها تعود كل القصص الكاذبة : من البطة الغارقة في الزيت التي اتضح انها كانت في خليج المكسيك وليس في خليج الكويت. وقصة حضانات الاطفال وغيرها كثير:

(ان من يقرأ ما كتب في الصحف في تلك الايام وما تلاها والى يومنا هذا من اكاذيب وتلفيقات، لابد وان يشعر بالذهول، فآل الصباح لم يتركوا قصة جريمة حصلت على وجه الكرة الارضية الا وقالوا انه " حدث في الكويث مثلها ايام الغزو العراقي "، ولم يتركوا قصة سرقة او نصب او احتيال حصلت في اي جهة من العالم، والا هرعوا قائلين "حصل عندنا مثل هذا ايام الغزو العراقي" !!! فزعموا انه حدث اغتصاب لبنات الكويت وهذا لم يحصل ابدا، وزعموا انه اقيمت أعواد المشانق في الشوارع وهذا لم يحدث، وزعموا ان بعض الناس اذيبوا في الاسيد وهذا لم يحدث، وزعموا انه حصلت اعدامات بالرصاص في الشوارع وهذا لم يحدث، وزعموا انه حدثت حالات خصي وقطع للاعضاء الذكرية وهذا لم يحدث، وزعموا عن حالات قطع ايدي وارجل وقلع اظافر واسنان (ارسلت الاسنان الى بغداد لتركيبها للعراقيين!!!!! يا للوقاحة والسفالة والنذالة التي وصل اليها بعض الكويتيين واذنابهم... العراقيون يقلعون اسنان الكويتيين لتركيبها لانفسهم !!!!!) ناهيك عن حالات قص الالسن والضرب بالمسامير ..... ووزعوا صورا كاذبة تافهة، تظهر جنودا يصوبون النار على جثث ملقاة على الارض، وهذا كلها فبركات كاذبة، ووزعوا صورا لأناس تعرضوا كما زعموا لقطع الانوف والاذان وفقأ الاعين، وهذا لم يحدث ابدا وكانت كذبة من كذباتهم الكثيرة وكذبات من تحالف بالخفاء معهم من ابناء عمهم المجوس، خنازير الفرس... وزعران وطراطير وخنازير فيلق غدر الخونة.... وزعموا ان الجيش العراقي اقام معسكرات اعتقال شبيهة بمعسكرات النازية، وهذا قمة الكذب والتفاهة، انا نفسي انتدبت كطبيب مساعد لأحد معسكرات الاعتقال، وتعرفت على الكثير من الضباط الكويتيين واتحدى اي واحد منهم ان يقول انه تلقى معاملة غير لائقة او غير راقية بالاحرى، لقد تعاملنا مع اسراهم بمنتهى الرقي والادب والاخلاق، وهذه اشهد الله عليها، بل قامت بيني وبين بعض ضباطهم صداقة لا زالت الى يومنا هذا مستمرة، ولا زال بيننا اتصالات ورسائل وبرقيات وتهاني بمختلف المناسبات... )- المصدر

كان ايضا من نشاطات الشركة عقد المؤتمرات واقامة الندوات وتوزيع قمصان واعلام مكتوب عليها (كويت حرة) على المدارس والجامعات. واقامة يوم خاص وطني للكويت ويوم للصلاة من اجل الكويت ويوم لزيادة معلومات الطلاب حول الكويت ، والمسيرات وفبركة رسائل الرهائن لوسائل الاعلام وتوزيع حقائب فيها منشورات وكتب وافلام ، والاتصال بالسياسيين من كل المستويات ، وانتاج برامج اذاعية بالعربية من السعودية . كانت الشركة تدفع عشرات الملايين من الدولارات في انتاج وعرض افلام اخبارية في كل القنوات التلفزيونية العالمية دون ان يعرف المشاهد ان هذه اخبارا دعائية قد تكون كاذبة او مفبركة وليست حقيقية، مثل فيلم البطة الغارقة في الزيت التي عرض مئات المرات . ايضا دفعت واجهة (مواطنون من اجل كويت حرة ) مبالغ طائلة لطبع كتاب سريع كتب في تسعة ايام من 154 صفحة وخرج من المطبعة في شهر كانون الثاني 1991 ، قبل الحرب باسبوع اشتمل على كل أساطير فظائع العراقيين في الكويت بعنوان (اغتصاب الكويت) وكانت الحكومة الكويتية قد اشترت ربع مليون نسخة من الكتاب وزعتها مجانا على الجنود المحتشدين في حفر الباطن، كما وزعت مئات الالاف من النسخ داخل الولايات المتحدة . كانت النسخ تزدحم على ارفف كل المكتبات. وعقد للكتاب العشرات من العروض في وسائل الاعلام المختلفة. "اغتصاب الكويت" كان الكتاب الأول لكاتبة نالت شهرة عالمية بسبب هذا الكتاب (الذي ادارت دعايته كما رأينا اموال الكويت وجهود شركة هل اند نولتون) ثم اتخذت فيما بعد نهجا محددا في اصدار امثال هذا الكتاب لحسابها الخاص او لحساب من يدفع. كتب تعتمد على الكذب والفبركة والخيال المحدود ومع ذلك – وبسبب ذلك – تتعمد ان تضيف جملة (قصة حقيقية) على عناوين كتبها . الكاتبة هي الدجالة العالمية جين ساسون. وهي مؤلفة كتب شديدة الرواج bestsellers . ومثل هذه الكتب لا تعني انها بالضرورة كتب مهمة ولكن تعني انها كتب سريعة الرواج لعدة أسباب منها أهمها:

- تضمنها مواضيع ساخنة في خضم احداث ساخنة
- تناولها لمواضيع نادرة في السوق مما يجعل القاريء يتلهف على شراء تلك الكتب (مثل موضوع الحريم في الشرق العربي)
- القيام بدعاية مكثفة غير اعتيادية
- ان تكون الصورة على الغلاف والعنوان جاذبين للقاريء
- ان يعاد طبع الكتاب اكثر من مرة ، بسبب نفاد نسخه، ويكون ذلك اما لاسباب حقيقية (اقبال القراء عليه) او مصطنعة (شراء جهة ما كل الكتب) او بالاحتيال (طبع اعداد قليلة جدا سرعان ماتنفذ فيعاد طبع الكتاب أكثر من مرة).

وكل هذه الاسباب اجتمعت لدى السيدة جين ساسون التي كانت امرأة عادية تعمل سكرتيرة في مستشفى بالسعودية وقد تزوجت من رجل انجليزي يعمل في شركة تأمين اسمه بيتر ساسون، ورغم انهما انفصلا بعد ذلك ولكنها ظلت تحمل اسمه، ففيه بريق (اليهودية) الذي يضيف من الكاتبة ضغطا معينا على الناشر والناقد والقاريء.

كان الناشر هو شركة نايتسبرج للنشر وهي شركة صغيرة في نيويورك وكان اول طبعة للكتاب تبلغ 1.2 مليون نسخة قبل الحرب مباشرة، مع دعاية مكثفة للكتاب في وسائل الاعلام المرئية والمقروءة. وقد نفى الناشر بشدة كون الكتاب مدعوما من حكومة الكويت ولكن .. تمهلوا !! اشترت واجهة (مواطنون من اجل كويت حرة) مئات الالاف من النسخ ! ومن يمول هذه ؟ حكومة الكويت.

الآن انتم في الصورة، ولكن من هي جين ساسون ؟
**

ابتلينا نحن العرب منذ بدايات القرن العشرين بمقلدي(لورنس العرب) خاصة من النساء الغربيات الرومانسيات اللواتي يحلمن بمغامرات في بلاد الشرق الساحر: رمال وجمال ورجال غامضون. اثارة لا تنتهي.

من هؤلاء النساء : جين ساسون . ولدت في مدينة صغيرة في الجنوب لا يزيد تعداد سكانها عن 800 شخص. قرأت كثيرا في صباها عن البلاد الاخرى البعيدة وكان حلمها أن تزور تلك الأماكن ، وهكذا ما أن بلغت الثلاثين من عمرها حتى قبلت عملا في المستشفى السعودي وفي ظنها انها ستعيش مغامرات تشبه ماعاشه الرحالة الغربيون الى الشرق الاوسط في القرن التاسع عشر.

عاشت في الرياض لمدة اربع سنوات ثم التقت بموظف تأمين بريطاني هو بيتر ساسون وتزوجته وعاشت معه في السعودية حتى عام 1991، ثم غادرتها الى الكويت (المحررة)

كيف اختارتها شركة هيل اند نورتون لكتابة (اغتصاب الكويت) ؟ هذا مالانعرفه حتى الان، فالمرأة لم تكتب شيئا قبل ذلك ، فلا هي كاتبة ولا هي صحفية. ولكنها عاشت في السعودية لمدة 12 سنة . وبعد غزو الكويت ، وهرب كبار المسؤولين الكويتيين الى السعودية ، اقامت شركة هيل اند نورتون ضمن مجهوداتها اذاعة في الرياض ونشاطات اخرى في السعودية. فهل تم التعرف على ساسون عبر تلك الوسيلة؟ أم ان كبار المسؤولين يعرفونها؟ هذا مالانعرفه على وجه اليقين. ولكن الكتاب احتوى على كل اكاذيب شركة الدعاية الامريكية هيل اند نورتون ، كل كلمة كتبتها كانت كاذبة ، وقد جعلت تلك الخرافات بشكل حوارات مع كبار رجال الحكومة الكويتية . حتى ان احد المعلقين من القراء الامريكان في احد المواقع يقول انه "مندهش من قدرتها على اجراء حوارات مع مسؤولين كبار، ولكن بعد ان قرأت في سيرتها انها عاشت في السعودية لمدة 12 سنة ، فهمت انها ربما اصبحت تعرف (داخل وخارج) البلاد.

هي بالتأكيد تملك تلك الكاريزما الاجتماعية التي تتيح لها ان تكسب ود المقابل بسهولة . انها تملك خواص النجاح في المضامير الخطأ. خواص الأفاقين الظرفاء . ولهذا لا يهمها ان تكتب كتبا كاذبة ، فهي قادرة على ان تمسح الاتهامات بابتسامة عريضة وتطوحها مع شعرها الغجري الى الخلف.

اذن كانت تدون كل القصص المضللة باعتبارها حقائق حدثها بها مسؤولون ومواطنون كويتيون. (غريبة ان تستطيع اجراء المقابلات وكتابة الكتاب في اسبوع !!) وتعمدت ان يكون الكتاب مثيرا بعنوانه (اغتصاب الكويت) ركزت فيه على ان الجنود العراقيين بدأوا من اليوم الاول يجوبون الشوارع بحثا عن فتيات لاغتصابهن، وانهم – لأنهم رجال صدام حسين المتوحشون بدون سبب – كانوا حين يغتصبون نساء الكويت يقتطعون باسنانهم حلمات اثدائهن وان الأكياس المليئة بالأثداء تتناثر على ارض الكويت!!!

هاي جديدة .. أليس كذلك ؟

بعد ذلك اقامت ساسون دعوى قضائية ضد ناشر الكتاب وهو دار نايتسبرج للنشر في كاليفورنيا، لأنها لم تستلم كل عائد الكتاب. وكان الكتاب – كما اسلفت- قد مولت طبعه الحكومة الكويتية واشترت ربع مليون نسخة لتوزيعها على الجنود الأمريكان المحتشدين في حفر الباطن ثم مولت الحكومة الكويتية ايضا 700 الف نسخة اخرى شحنتها الشركة الناشرة بكلفة 200 الف دولار عن طريق فيدكس الى تجار كتب بالجملة والمفرد. وربما بيع من هذه النسخ 30 بالمائة على الاقل. وطالبت ساسون الشركة بأموال تظن انها تستحقها. ورد جيرالد سندل وهو مدير تنفيذي سابق في الشركة التي افلست واقفلت ابوابها بعد ذلك ، با ن الشحن المستعجل الذي امر به ديفد ابراموفتز وهو صديق مقرب من ساسون تسبب في تكاليف باهظة لم يوافق عليها سندل . بعد ذلك اصبح سندل هذا شاهدا ضدها في دعوى قضائية اخرى اقامتها امرأة نمساوية قالت ان جين ساسون سرقت قصتها ونشرتها باسمها في كتاب (الاميرة) الذي صدر بثلاثة اجزاء ولكني سوف اتناول ذلك فيما بعد.

ما اريد ان اشير اليه في عجالة ولكشف نفاق وكذب هذه المرأة التي ساهمت في تدمير العراق بالتضليل الاعلامي ، انها في كتاب الاميرة بأجزائه الثلاثة تمعن في اظهار الرجل العربي وكأنه وحش سادي يعذب زوجته وابنته الى حد الموت وبما انها تكتب على الغلاف ان القصة حقيقية تستند على مذكرات اميرة سعودية وليس قصة متخيلة ، يمكنك ان تتصور مدى الضرر الذي تسببت فيه للعرب . ولكن من جانب آخر هذا هو الاستاذ الجامعي والناشط الامريكي من اصل عربي اسعد ابو خليل وهو متحدث بارع ومجادل لايشق له غبار ومدافع لا يقهر عن الحق العربي وهوكثير الظهور في برامج الحوارات التلفازية وكتبه تلقى رواجا ايضا وله جمهور عريض . يكتب في موقعه (العربي الغاضب) عن لقاء مع جين ساسون ، وكان الموالي لاسرائيل بيل ماهر قد دعاه بعد اسبوع من احداث 11 ايلول 2001 للظهور في برنامجه (politically incorrect) على قناة اي بي سي:
(الى اليمين صورة من البرنامج اسعد ابو خليل في مواجهة الشعر الغجري المنثور لجين ساسون)

" حين ذهبت رأيت جين ساسون التي تكتب كتبا تافهة بضمنها اكثرها تفاهة بعنوان "اميرة" . تقدمت مني ساسون وقالت انها تحب الرجال العرب لأنهم (افضل عشاق) واضافت انها لا تريد لصديقها (او زوجها) الأمريكي ان يعلم بهذا . كنت في وقتها غاضبا سياسيا ( وكانت قد اصدرت كتابها (طفل استر) الذي لوح به ماهر امام المشاهدين للدعاية - الملاحظة من عشتار) . تقدمت مني ساسون بعد انتهاء البرنامج وقالت انها تحب ان تلتقط صورة معي فوافقت على مضض، فوقفت الى جانبي ووضعت يدها على كتفي. اذكر ذلك حتى اذا رأيتم في يوم ما هذه الصورة تعرفون ماحدث.)


نعم ! هذا النوع من النساء ! تعشق الرجل العربي ولكنها تسوطه بسياط الكذب.

تخصصت جين ساسون في تسطير الأكاذيب ، ولهذا لا عجب انها تضيف دائما الى العنوان كلمة (قصة حقيقية ) وتتظاهر بأنها سمعتها من هذا وذاك ، وتضع كتبها في خانة NON-FICTION . وتعتبرها (مذكرات) اناس حقيقيين. ويبدو لي ان كل كتبها كانت حسب الطلب لأسباب سياسية . دعونا نستعرضها :

1- اغتصاب الكويت : القصة الحقيقية لفظائع العراقيين ضد سكان مدنيين – كانون الثاني 1991 . وهذه كما رأينا كتبت لحساب الحكومة الكويتية .
2- الأميرة : القصة الحقيقية للحياة خلف الحجاب في السعودية – 1992
3- بنات الأميرة سلطانة – 1994
4- طفل استر - ايلول 2001
5- دائرة الاميرة سلطانة 2002
6- ميادة - القصة الحقيقية لنجاة امرأة عراقية من صدام حسين- تشرين اول 2003
7- حب في وطن ممزق (جوانا كردستان) : القصة الحقيقية للنجاة من الثأر العراقي – 2007


لقد علمنا كيف كتبت "اغتصاب الكويت" في اسبوع بتمويل من الحكومة الكويتية عبر واجهة "مواطنون من اجل الكويت" وطبع الكتاب قبل بداية الحرب في كانون ثان 1991 ، والدليل الصارخ على ان الكتاب ممول كويتيا ، هو ان الغلاف يظهر طفلا صغيرا (كويتيا) يحمل فوق رأسه صورة مؤطرة لأمير الكويت جابر الصباح ! فهل بربكم هناك كاتبة امريكية تنشر كتابا لحسابها عن احتلال الكويت وتريد ان تجذب القاريء ليشتريه ، تضع على غلافه صورة امير الكويت الذي كان لا في العير ولا في النفير ولايعرفه القاريء الأمريكي ؟؟

كتاب "الأميرة" وهو مسروق كما نوهت ومليء بالأكاذيب والأخطاء الفاضحة التي لايمكن لأميرة سعودية او عربية او مسلمة ان تخطأها ، مما يؤكد أن اجنبيا لا يعرف الدين الاسلامي جيدا او العادات العربية هو الذي كتبه. نشر في 1992 وكانت جين قد غادرت السعودية ، وكان الكتاب ضد السعودية بشكل واضح وصريح ، فماذا حدث ياترى حتى تنهال على البلد الذي اقامت وعملت وتزوجت فيه لمدة 12 عاما؟ سوف نعرف هذه الملابسات في حلقة قادمة .

بنات الاميرة سلطانة كان جزءا ثانيا حتمته شهرة ورواج كتاب (الأميرة) ومن الواضح ان نشره كان لأسباب مادية ، وكذلك الجزء الثالث الذي نشر في عام 2000.

(طفلة استر ) في عام 2001 مواكبا لأحداث 11 ايلول، نشرت اول ما سمته رواية من تأليفها وليست مذكرات بعض الناس، عن نجاة عائلتين يهوديتين هما آل جيل وآل شتاين من الموت في 1939 حين يغزو هتلر وارشو والهولوكوست . جوزيف جيل وزوجته استر شتاين هما الناجيان الوحيدان وفي عام 1948 يسافران الى فلسطين .

كتاب "ميادة ابنة العراق" نشر في تشرين اول 2003 ، وهو كتاب يشتمل على أكاذيب كثيرة مفضوحة حول العراق قبل الإحتلال ، وكانت الكاتبة قد سافرت الى العراق في 1998 ، ولسفرها قصة ترويها بنفسها ، فهي كانت تخشى الا تمنحها السفارات العراقية تأشيرة لدخول العراق بعد ان نشرت كتابها "اغتصاب الكويت" ، فقامت بخطوة ذكية ، حيث ارسلت نسخة من الكتاب ورسالة الى الرئيس الراحل صدام حسين ، وتقول انها ذكرت له انها رغم تأليف ذلك الكتاب عن الكويت ولكنها كانت ضد الحرب وهي تريد ان تذهب الى العراق لرؤية احوال الشعب العراقي تحت الحصار. وفي خلال ايام قليلة ، وصلتها التاشيرة ، ويبدو انها استقبلت استقبالا حسنا في مطار عمان ثم اخذت الى فندق فاخر، وبعدها ركبت سيارة الى بغداد. وخصصت لها وزارة الاعلام مترجمة ترافقها.

الكتاب يروي (فظائع) صدام حسين ، وهي مفبركة الى حد المهزلة كما سنرى، والكتاب جزء من جهد الغزاة لتبرير غزو واحتلال العراق، بعد ان سقط المبرر الأول وهو البحث عن اسلحة الدمار الشامل، وتذكرون ان القادة الأمريكان ظلوا يقولون بعدها في خطاباتهم ما معناه: اذا لم نجد اسلحة الدمار الشامل ، فقد خلصنا الشعب العراقي من دكتاتور قام بفظائع .

وكان كتابها الأخير بتوجيه وتمويل من اخوتنا الأكراد، يحكي قصة حب بيشمركية !! وفيه من الأكاذيب والأساطير ما يشيب له الولدان وقد صدر هذا الكتاب في 2007 بعد تنفيذ الاعدام بالقائد صدام حسين ، مع مارافقه من اعتراضات واستنكارات عالمية وحتى من منظمات اممية، وجاء الكتاب في الوقت المناسب للرد على كل هؤلاء، كما انه جاء وسط استمرار محكمة الاحتلال في نظر قضايا أساطير الاكراد من ألأنفال الى آخره. سنضحك كثيرا حين استعرض معكم الكتاب ، والكتب الأخرى. وستعلمون كيف تصنع الأكاذيب !!

الحلقة الثانية هنا

هناك 5 تعليقات:

  1. عشتورة... يجب عليٌ الاعتذار عن هدر وقتك بالتعليقات السابقة .
    مذ ذكرت انك بصدد جمع المعلومات للكتابة عن شخصية الكترونية أخرى من شخصيات الاحتلال .. توارد لي ان الشخصية هي (بنت ساسون) .! أشلون ؟ لا تسأليني !

    الظاهر سلسلة هذا النوع من المقالات ستكون مشوقة بالنسبة لي .... السؤال هو :
    هل ستذكرين ان المترجمة التي انتدبتها وزارة الاعلام لمرافقة (بنت ساسون) هي ميادة نزار جعفر العسكري ..ما غيرها ؟؟
    وهل ستذكرين ان ميادة كانت في ظل ظروف قاسية آنذاك ( طلاقها من ابو علي , وهموم الاعتناء بأطفالها ..بغياب الاب) ؟؟؟
    وهل ستذكرين ان (بنت ساسون) استشعرت (فطارة و احباط) ميادة منذ الوهلة الاولى لمقابلتها , لتجعل منها الشاهد (العبيط) على مجريات كتابها التي ما زارت العراق الا من اجل الحصول على مادته ؟؟؟؟
    وهل ستذكرين ان (بنت ساسون ) ما صدگت لگت وحدة ( كمش) مثل ميادة فواضبت على التواصل معها , حتى بعد مغادرتها العراق عبر الايميل... لتعطي انطباع بالود والحميمية ؟؟؟؟؟

    اذا ما فكرت بذكر اي من هذه الفقرات ..... اذكريها وعلى مسؤليتي !




    عراق

    ردحذف
  2. والله ما اعرف امسح رسالتك والا انشرها على مسؤوليتك !!

    شكرا على المعلومات وانا اعرفها كلها وهناك اكثر من ذلك .

    ان التصاقها بميادة له هدف آخر غير الصداقة التي تذكرها المرأتان. فميادة هي الشخصية (الحقيقية)التي تستطيع ان تتكيء عليها بنت ساسون حين يكذبها القراء. فهي لم تستطع ان تبرهن على ان (الاميرة سلطانة) حقيقية، ولم تستطع ان تأتي بشهود الكويت المزورين. وهكذا فوجود امرأة مستعدة للشهادة الى جانبها بصدق كتبها، له اهمية كبيرة جدا. ولكن المشكلة ان الوقائع المذكورة في الكتب فيها من الخيال الشيء الكثير.

    ردحذف
  3. عشتورة ياعشتورة
    هذا البوست مشوق مجدا جدا جدا مو بس لعراق لكن الي ايضاً..
    بإنتظار القادم على احر من الجمر..


    "ملاحظة ضغنونة"
    اتصور بدون قرأءة كتابها عن إغتصاب الكويت" الإنسان العاقل يفهم انو كذب لأن شلون الجيش العراقي يخصي الكويتييين وهم أصلاً مخصيين خلقه ؟!!!!
    شفتي الجذبة شلون مبينه؟!

    ردحذف
  4. شنو قصدچ عشتورة...؟
    ليش اكو امل ميادة تصير رئيسة وزراء العراق ؟
    يعني ابدي اجمٌع مليار دينار للتعويض ...!


    عراق

    ردحذف
  5. السيدة عشتار المحترمة
    السيدات والسادة القراء المحترمون
    يشهد الله أني شاهد مطلع على كثير من الامور السياسية في العراق بحكم موقعي آن ذاك وبحكم وظيفتي فأنا أعرف السيدة ميادة نزار تماما ووالدتها السيدة سلوى الحصري، ومايربط هذه العائلةبالجهات الامنية بالعراق وبالعوائل التي كانت تتحكم بمصدر القرار وبالاجهزة الامنية، فميادة نزار اجرت اكثر من مقابلة مع علي حسن المجيد عندما كانت تكتب في الف باء ولها علاقة عائلية معه وكذلك لها علاقة عائلية وثيقه جدا مع فاضل البراك وهي وامها وكيلة مخابرات وتعمل لصالح المخابرات العراقيةومياده كرمت من قبل الرئيس صدام حسين مرتين وفي احداها قبلها من رأسها على موضوع نشرته في الجمهوريه اسمه"عرس واويه"وانا الان اجمع مقالاتها من الف باء لاعد موضوعا متكاملا عن هذه المرأه المنافقة الحرباءالتي باعت ضميرها ودينهاواصبحت ابو رغال العراق ، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. صدق الله العظيم

    ردحذف