"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/3‏/2009

اكذوبة اعادة الاعمار: الحجية مادلين اولبرايت تسلم عليكم

بقلم : عشتار العراقية

ربما يتذكر بعضكم الست مادلين وزيرة خارجية كلنتون ابو مونيكا، حين كانت تقوم بجولات مكوكية على شيوخنا العرب وهي ترتدي تنورات قصيرة تظهر سيقانها الستينية الممتلئة من أجل إحكام وإطالة الحصار على العراق، ربما البعض يتذكرها وهي تضع بروش بشكل افعى حين كانت تزور عرفات وبقية الثوار العرب، وربما يتذكرها البعض وهي تكتشف بالصدفة البحتة ان بعض اقاربها من التشيك راحوا ضحية الهولوكوست !! أياباااه . هذه كانت ضربة معلم. مع ان الحجية اولبرايت تتكلم تشيكي جيد جدا، وقد عملت على تغيير اسمها منذ زمن من ماري يانا كوربلوفا الى مادلين كوربل اولبرايت، كما يفعل الكثير من الامريكان لاخفاء اصلهم اليهودي. ولكن حين حكمت الظروف وصارت وزيرة خارجية ، كان لابد أن (تكتشف) أن اصلها يهودي. ولكن بالتأكيد تتذكرون جميعا قولتها الشهيرة حين سئلت اذا كان موت نصف مليون طفل عراقي بسبب الحصار ، ثمنا يستأهل؟ وكررت عليها الصحفية قولها "لاحظي ان هذا الرقم اكبر من الذين قتلوا في هيروشيما!" قالت الحجية اولبرايت انه يستأهل !

شنو علاقة اولبرايت بإكذوبة اعادة الاعمار؟ صبركم عليّ

اول ما طلعت مع كلنتون على التقاعد، اسست شركة استشارية دولية سمتها اولبرايت جروب Albright Group حطت فيها شوية عواجيز السياسة التي عملت معهم ووزراء سابقين المان وفرنسيين وتشيك وصارت الشركة (دولية)!!
ومن زبائنها شركة كوكا كولا وميرك وعالم موانيء دبي، وشركة بول بريمر مارش ومكلينان وهم يستفيدون من صلات وعلاقات اولبرايت الدولية.
الشركة لها فرع اسمه (شركة اولبرايت لادارة راس المال) تأسست في 2005 لتقديم المشورة في كيفية ادارة المال الخاص المتعلقة بالاسواق الجديدة. سبب التأسيس سوف تعرفونه بعد قليل.
أسميها الحجية لأن لها تعاملات مع الدوحة ودبي وقصة مشهورة في الكويت كما سنرى .
اولبرايت اليهودية ورطل اللحم

في 22 كانون الثاني 2004 ، نشرت الصحف والاخبار ان السيد جيمس بيكر وزير الخارجية الاسبق ووكيل آل سعود ومستشار شركة كارلايل التي تضم عائلة بوش وعائلة بن لادن وكبار المسؤولين الأمريكان قديما وحديثا وسوف نتناولها بالتفصيل في مقالة خاصة ، يقوم بجهد كبير بايفاد من الرئيس بوش ، للطواف على دول العالم التي لها ديون على العراق من اجل اطفاء تلك الديون.
نص الخبر (يواصل المبعوث الاميركي الخاص المكلف الديون العراقية جيمس بيكر اليوم الاربعاء جولته الخليجية الهادفة الى تخفيف الديون العراقية التي قادته حتى الان الى قطر والامارات حيث حصل على اعلانين بالتخلي عن معظم الديون العراقية.
وقد وصل بيكر امس الاربعاء الكويت التي سيتوجه منها الى السعودية في اطار جولته هذه.
وقال مسؤول يرافق بيكر لوكالة فرانس برس ان وزير الخارجية الاسبق اجرى مباحثات ناجحة ومثمرة في الامارات بشأن مسألة الدين العراقي.

واذا كانت قضية الديون يمكن ان تجد لها حلا فان وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد ألمح في المقابل الى ان بلاده لا يمكن ان تتخلى عن تعويضات الحرب التي تطالب بها الكويت وتقدر بحوالى 170مليار دولار وصدرت بشأنها قرارات دولية.
وقال الوزير الكويتي في الثالث من كانون الثاني/يناير ان الكويت تفرق بين الديون وتعويضات الاضرار التي تسبب فيها الغزو (1990-1991) والتي تحكمها قرارات مجلس الامن.)
الخبر الى الان تمام وعال العال ولا غبار عليه. وربما فرح العراقيون وحتى العملاء الذين وجدوا ذريعة جديدة لتمسكهم بالاحتلال ، حيث قال البعض منهم : "خلي امريكا على الأقل تخلصنا من ديونا". شلون سذاجة !! ولا ابريء نفسي من الجهل فقد أفرحني مثل هذا الخبر. شوف الرجل المحترم بيكر شلون داير على الحكام والدول وتعبان في سبيل العراقيين الذين بذل جهده قبل ذلك في تدميرهم ايام 1991. وفي كل الاحوال كانت العبرة التي يطلع بها من يقرأ الخبر هو أن امريكا تكفخ بيد وتطبطب بيد.
ولكن القضية لم تكن كذلك . شوف السيد بيكر ماذا عمل لما شاف الكويت لا تريد أن تتنازل؟ راح اتفق مع وزيرة خارجية سابقة هي مادلين اولبرايت على الاستفادة المادية ببلايين الدولارات في صفقة لتحصيل دين الكويت بالابتزاز والترهيب والترغيب من العراق.
فضحت سره الكاتبة نعومي كلاين في مجلة ذي نيشن The Nation وقد حصلت على وثائق صفقة بيكر + اولبرايت (وكلاهما وزيرا خارجية سابقان) وكتبت مقالا تفصيليا مطولا بتاريخ 18/10/2004 تناولت فيه بالانتقاد السيد جيمس بيكر وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد رئاسة جورج بوش الأب بصفته أحد عرابي الصفقة وعنونت المقال "الازدواجية في حياة جيمس بيكر" كإشارة لتضارب المصالح كونه أحد الشركاء في الصفقة من ناحية وممثل الرئيس الأمريكي الحالي للاتصال بالدول الدائنة للعراق لحثها وإقناعها بتخفيض ديونها أو إلغاء الجزء الأكبر منها، وعلى الأخص علاقته بمجموعة كارلايل كأحد كبار مستشاريها ومساهم فيها بقيمة 180 مليون دولار، ومجموعة كارلايل وهي أحد الأطراف المهمة في التجمع المتقدم باقتراح الصفقة ومنهم شركة اولبرايت السابق ذكرها• وذكرت مجلة "ذي نيشن" أنها حصلت على المذكرة التي تقدم بها التجمع المكونة من 65 صفحة الى وزارة الخارجية الكويتية بتاريخ 6/8/2004 وتتلخص المطالب التي نظمتها المذكرة بما يلي: 1 - تحويل ملكية ديون العراق تجاه الكويت ومطالبها من التعويضات المقرة والبالغ مجموعها 57 مليار دولار الى التجمع صاحب الصفقة المقترحة• 2 - يقوم التجمع باستخدام ما لدى شخصياته السياسية البارزة وما لهم من علاقات ونفوذ في الولايات المتحدة بالسعي لضمان حصول الكويت على مطالباتها من التعويضات من العراق• 3 - مقابل هذه المساعي تدفع الكويت مقدما للمجموعة ثلاثة مليارات دولار أمريكي• 4 - تتقاضى المجموعة التي ستنشئ وحدة خاصة لمتابعة الموضوع 5% على الأقل من كل ما يتم تحصيله من التعويضات مضافا إليها أتعاب إدارية لم تحدد• 5 - يبقى ما يتم تحصيله من التعويضات المقدر قيمتها بمبلغ 27 مليار دولار إذا تم تحصيل أي مبلغ في حوزة المجموعة مدة خمسة عشر عاما المقررة لتحصيل تعويضات الكويت، وبعدها أي الخمسة عشر عاما تسدد المجموعة ما تبقى (إذا تبقى شيء) لدولة الكويت والغريب في الأمر - تقول المجموعة في مذكرتها المكونة من 65 صفحة - إن الاتجاه العالمي لا يسير في صالح حصول الكويت على مطالبها من التعويضات، حيث يميل هذا الاتجاه الى تخفيض المطالبات من ديون وتعويضات أو إلغائها لمساعدة العراق على إعادة بناء اقتصاده، وأنه من غير المعقول أن يدفع العراق الذي لا يزيد فيه دخل الفرد عن دولارين في اليوم (حوالي 700 دولار في العام) الى دول مثل الكويت التي يصل دخل الفرد فيها الى 19000 دولار وتمضي المذكرة كما تقول مجلة ذي نيشن بأن فرصة الكويت الوحيدة في الحصول على كل أو بعض مطالباتها هو الاعتماد على نفوذ المجموعة بما لهم من نفوذ وعلاقات مع صناع القرار سواء في الولايات المتحدة أو الدول أعضاء مجلس الأمن، والأغرب من كل ذلك أن الولايات المتحدة هي المتزعمة لمطالبة الدول الدائنة للعراق بتخفيض ديونها بنسبة لا تقل عن 95% في حين أن فرنسا وألمانيا تقترحان تخفيضها بنسبة 50%، والمتحدث باسم الولايات المتحدة في هذا الشأن هو جيمس بيكر نفسه الذي كلفه الرئيس بوش الابن بالاتصال بالدول الدائنة لإقناعهم بإسقاط الديون• والى جانب جيمس بيكر ومادلين أولبرايت تضم المجموعة شخصيات مثل جين كير كباتريك مندوبة أمريكا السابقة في مجلس الأمن والسيناتور جاري هارت وسيقوم هؤلاء كما جاء في المذكرة بنشاط مكثف لوبي مع صانعي القرار في أمريكا وأعضاء مجلس الأمن الآخرين• وتقول المجلة إن المذكرة سلمت الى وزارة الخارجية في آب 2004 ، وقامت بتسليمها في أثناء زيارة جيمس بيكر للكويت، كما قامت مادلين أولبرايت بتسليم نسخة من المذكرة المتضمنة الصفقة المقترحة الى وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح في أثناء لقائها معه في واشنطن"

الشيء الأغرب أن المذكرة تقترح "أن يستخدم ما يتم تحصيله من مطالبات التعويضات في معالجة البيئة لإظهار الكويت بصورة حسنة وتساعد على تسويق مقترحهم كما يستخدم أيضا جزء مما يتم تحصيله في استثماره في العراق لشراء أسهم الشركات التي سيتم تخصيصها" وهذه الأخيرة لترغيب الكويت في الصفقة.
شايفين كيف تتربح الشخصيات القيادية الأمريكية من الكوارث؟ هل عرفتم لماذا يسرع الواحد منهم الى تشكيل شركة استثمارية يعود بها الى المنطقة التي تسبب في دمارها؟
هذا جانب من جوانب الحجية اولبرايت.. ترونها الآن على حقيقتها القبيحة . ولكن انتظروا ماخفي كان أعظم.

اقرأوا الفصل الثاني من حقيقة مادلين اولبرايت هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق