"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

11‏/2‏/2009

اكذوبة إعادة الاعمار: بول بريمر وأبونا وفتاوي البنتاغون !!

أبونا اندرو وايت قس البنتاغون
 بقلم: عشتار العراقية

أولا تعليق خارج الموضوع ويمكن داخل الموضوع جدا: أحد الكتاب (عمر فاضل) كتب ردا على مقالة سابقة لي من سلسلة اكذوبة اعمار العراق وكانت بعنوان (الخطة السرية لنفط العراق) وقد بدأ مقالته بالكفر، أو بسؤاله العجيب (ما الذي يهمنا نحن العراقيين ان ارتفعت ارباح شركات النفط الكبرى او انخفضت؟ ان كانت المسألة التي تهمنا هي الدخل القادم الى خزينة البلد و مصلحة البلد الاقتصادية بشكل عام, فالمفروض ان لا نشتت اهتمامنا بالنظر الى امور اخرى لا تهمنا من بعيد او قريب, خصوصا اذا كان التحليل بعيدا كل البعد عن المنطق)
والجواب : الذي يهمنا اننا دولة منتجة للنفط، واذا كانت الحرب التي دمرتنا هي من اجل نفطنا وهذا مانعرفه كلنا، فلابد أن ننشغل بمسألة من يحاول السيطرة على ثروتنا هذه. ويهمنا ان نعرف كم ستربح الشركات الكبرى التي تستولي الان على نفطنا وكم سيدخل في حسابنا من هذا الربح.
وقد ذكرني سؤالك بسؤال مشابه لي لأحدى الصديقات وهي تسألني المشورة في مسألة بيع بيت في بغداد، لزوجها المتوفي حصة فيه. وكان عم اولادها قد بعث لها (وهي خارج العراق) يطلب ان ترسل اليه وكالة عامة لبيع حصتها واولادها من ارث زوجها مقابل مبلغ ذكره لها على انه كل قيمة الحصة. وكانت الصديقة تسألني كيف يمكن ان تعرف من اشترى البيت وكم كان المبلغ الكلي. وهنا سألتها نفس سؤالك: اذا كان المبلغ الذي دفع في حصتك معقولا، فماذا يهمك من معرفة المبلغ الكلي؟ ومن هو المشتري؟ فأجابت : هذه حقوق اولادي الايتام. ومن حقي ان أعرف مبلغ البيع الكلي حتى احكم اذا كان ثمن الحصة عادلا أم لا . هذه السيدة كانت أكثر حكمة منك ومني!
مسألة كون جريج بالاست صحفيا وليس خبيرا اقتصاديا، ولا أنا، ولكن الاقتصاد هو أساس السياسة ، اليس كذلك ؟ ولا نحتاج الى ان نكون خبراء لنعلم ان ارتفاع او انخفاض اسعار النفط ، المحرك الاول للحياة في الدول الصناعية ، لا يرتبط دائما بمسألة العرض والطلب. بدليل ارتفاع السعر بشكل دراماتيكي في السنة السابقة ثم انخفاضه بذلك الشكل الشديد مرة اخرى ، مما لا يبرر بشكل منطقي وعقلاني ارتفاعه وانخفاضه، وبشكل بدائي نفهم انك اذا احتكرت سلعة حيوية ما في منطقة ما، فأنت تستطيع ان تتحكم في الأسعار صعودا ونزولا على كيفك وبما يخدم مصالحك وليس مصالح الناس. ولكن الاقتصاديين يرجعون الارتفاع الى انخفاض قيمة الدولار والتضخم في الولايات المتحدة والمضاربة على اسعار النفط المستقبلية، وتصاعد التهديد الاسرائيلي الامريكي لايران في تلك الفترة.
بالنسبة لارتفاع السعر يخدم الشركات الكبيرة ، فهذا ليس كل ماقاله بالاست والواقع انه توصل الى نفس استنتاجاتك. وقد شرح وتوسع ( و اختصرت أنا كثيرا) ان شركات النفط كانت معارضة لضرب الاوبك ولخصخصة النفط في العراق. حتى كان هذا شيئا مستغربا. في حين كان السياسيون (المحافظون الجدد) يريدون بيع نفط العراق كله الى الشركات الخاصة ، كانت تلك الشركات تعارض ذلك .ولكن لن تعارض الشركات ارتفاعا بين حين وآخر يملأ خزائنها بما لم تحلم به، ويما يعوضها عما تتكبده من مشاق وعمولات من اجل الاستحواذ على حقول النفط.
أما كون الدول المنتجة هي المستفيدة الكبرى من ارتفاع اسعار النفط، فهذا عمليا ليس الواقع. ففي هذه الدول يزداد الاثرياء ثراءا ويزداد الفقراء فقرا.وحاول ان تأتي لي بدولة منتجة للنفط (حتى دول الخليج) دون ان يكون فيها فساد وظلم وانسحاق تام للفقراء مع فحش في الثراء للفاسدين. وحاول ان تأتي لي بدولة منتجة للنفط بما فيها الولايات المتحدة ليست مدينة لدول أخرى. حاول ان تأتي لي بدول منتجة للنفط بما فيها السعودية وليس فيها بطالة وجوع.
في ردك تحدثت عن المفروض والمنطقي والمعقول ولكن هذا ليس ما يجري في الواقع. اما الترويج لنظريات المؤامرة. فماذا تعني كلمة مؤامرة؟
أليس هي التدبير في الخفاء للاضرار بشخص او دولة ثم تنفيذ هذه الخطة؟
أليس مؤامرة أن يخطط بوش لضرب العراق بعد وصوله الى منصبه بأسابيع وحتى قبل حادث 11 ايلول ؟ أليس مؤامرة أن يجتمع الساسة الأمريكان مع رؤساء شركات النفط الامريكية للاتفاق على ادارة نفط العراق قبل الغزو بسنتين؟ أليس مؤامرة ان يكذب بوش بخصوص اسلحة الدمار الشامل 935 كذبة في حين انه يعرف تماما ان العراق لم يكن فيه هذه الاسلحة بسبب جواسيسه في فرق التفتيش؟ أليس مؤامرة ان يكون كل من حكم العراق منذ 2003 من الامريكان والعراقيين يرأسون شركات نفط او سلاح او أمن أو مقاولات؟ أليس مؤامرة ان تأتي شركة هاليبرتون (شركة ديك تشيني) مع الجيش الأمريكي وتدخل معه لوضع اليد على آبار الجنوب عند بدء الغزو؟ ثم يسمي الجيش الأمريكي القواعد التي اقيمت هناك في حينها باسماء شركات النفط كما اطلقت الفرقة 101 المحمولة جوا على قاعدتين في وسط العراق (اكسون) والاخرى (شيل)؟ أليس مؤامرة ان يسمح الجيش الأمريكي بتدمير كل الوزارات الا وزارة النفط؟ وإذا لم تكن الحرب من أجل النفط فمن أجل ماذا إذن؟ وإذا كانت من اجل النفط كما يعلم العالم كله وكما كشف نفس المخططين للحرب ، الا يعني هذا انها مؤامرة من اجل الاستيلاء على ثروة شعب ما؟
إذا لم يكن هذه كلها مؤامرات ، فهل يمكن ان تتفضل وتفسر لي معنى المؤامرة ؟
**
في هذه الملفات التي افتحها ، اريد أن اؤكد حقيقة واحدة: ان من استولى على العراق ومن دمره ونهبه، ليس رجال السياسة وانما رجال الأعمال. نفس شذاذ الافاق الذين هرعوا الى كاليفورنيا مابين 1848-1855 من بقية انحاء امريكا ومن مختلف أرجاء العالم حين أعلن اكتشاف الذهب، في تدفق ماسمي (هجمة الذهب gold rush). هرع هؤلاء بالسفن والقوارب والعربات التي تجرها الخيول، وانتشرت السرقة والقتل وعصابات التسليب، وانتشرت بيوت الدعارة والقمار وكل انواع الفساد لامتصاص اموال الاثرياء الجدد، وكان من اول نتائج هذه الهجمة هي عمليات ابادة السكان الاصليين (الهنود الحمر) من اجل الاستيلاء على اراضيهم والبحث عن الذهب فيها. ثم شيئا فشيئا ، اتحد اللصوص والانتهازيون والمغامرون وكونوا شركات. هذه الشركات وأمثالها هي التي هرعت الى العراق للتربح بكل اشكال التربح : نفط –غاز- آثار – مخدرات – دعارة . كل شيء موجود في العراق صالح للاستحواذ والبيع من البشر الى الحجر، لأنعدام وجود القانون والمساءلة . نفس وضع كاليفورنيا التي كانت اصلا مكسيكية ولكن تحت الاحتلال الأمريكي، ولم يكن فيها قانون في تلك الفترة، وانما صنع كل لص قانونه الخاص.
وفي الواقع هو هذا تاريخ العالم. الجشع والهيمنة. قل لأي رجل ان هناك مالا سائبا في مكان ما يسهل سرقته ولن يسألك احد عنه وانت وشطارتك. وشوف النتيجة. ربما قبل ان تنهي جملتك يكون قد دهسك وهو يسرع الى ذلك المكان قبلك.
كانت حالة كاليفورنيا تحت الاحتلال الأمريكي مثل حالة الغابة التي عليها العراق الان، لا أمن ولا قانون سوى قانون الأقوى. وفي العراق الذي كان معروفا بإحكام قبضة القانون والأجهزة الأمنية، تعمدوا احداث حالة الفراغ الأمني والقانوني ثم حين وضعوا قوانين على يد بريمر، تعمدوا ان تكون قوانين حصانة مطلقة لشذاذ الآفاق من شركات ومقاولين وقوادين، أي رفع القوانين عن كل عمليات النهب. فالمسألة اذن ليست قضية (سوء تخطيط وسوء ادارة) فعلى الأقل كان لديهم خبرة سابقة في أوضاع كاليفورنيا كمثال، ويأتي الآن من يقول لك ان القضية برمتها لم تكن مؤامرة.(ينتهي التعليق والى الموضوع الأصلي الذي أريد ان احدثكم به اليوم)
**
بول بريمر
يؤرخ كل حاكم عسكري او مدني امريكي نصب على العراق لمراحل معينة سوف نأتي على ذكرها لاحقا. ففي مرحلة العراق واكذوبة اسلحة الدمار الشامل وهي المبرر المختلق الأول للحرب. يبعث جي گارنر : العسكري السابق ورجل الاسلحة والانظمة المضادة للصواريخ وصديق اسرائيل والأكراد الحميم . مدير شركة انتاج انظمة باتريوت المضادة للصواريخ. يستمر اقل من شهرين. لا اسلحة دمار شامل.

بعده حين تنطلق المقاومة العراقية ، يصبح رجل المرحلة هو بول بريمر والصفة الملازمة لإسمه هي (خبير ارهاب) . ويجعل هذا مهمته تفكيك الدولة العراقية وحل مؤسساتها، وتسريح مئات الالوف من العاملين فيها، ووضع اسس تفكيك المجتمع بالمحاصصة السياسية، وسن قوانين تمنح حصانة مطلقة لسراق العراق.

وأهم جملة يمكن ان تلخص عمل بول بريمر في العراق هي اجابته حين سئل من قبل طلاب احدى الجامعات التي يزورها حول التقارير التي تتهمه بتبديد 9 بليون دولار ، فيقول لهم كما نقلت عنه The Worcester Indymedia "لا تقلقوا كانت تلك اموالا عراقية وليست امريكية ".
فساد بول بريمر
وصفه مسؤول من وزارة الخارجية عمل سابقا معه (بريمر انتهازي كبير وله طموحات كبيرة) وان مايعرفه عن العراق أو اي جزء من العالم صفر ولكن سر نجاحه هو معرفته ، بالصراعات الداخلية في واشنطن.
وبالتأكيد برزت طموحاته في استغلاله مناصبه الدبلوماسية المتعددة منذ سبعينات القرن الماضي في التربح منها. فحين عمل لمدة 3 سنوات في هولندا في 1983 نراه بعدها مديرا تنفيذيا في شركة هولندية تتعامل مع الغازات والكيماويات والادوية هي شركة Akzo Nobel . ويبدو ان عشقه للغازات جعله مديرا ايضا في شركة اخرى اسمها Air Products and Chemicals, Incوشركتين يابانيتين تتعامل مع الادوية والكيماويات ايضا هما Komatsu Corporation و
Chugai Pharmaceuticals.
ولكن استثماره الأول هو في شركته Marsh Crisis Consulting وهي شركة سمسرة تأمين ، وهي جزء من شركة Marsh & McLennan Companies, Inc. وحين ضرب البرجان في نيويورك في 11 ايلول ، كان لبريمر و 1700 من موظفيه في شركة مارش وماكلينان مكاتب في البرجين. وقد فقد 450 من رفاقه و 295 قتلوا.
بعد ثلاث ساعات من ضرب البرج الجنوبي حيث مكتبه، ظهر بريمر في مقابلة تلفازية باعتباره خبير مكافحة ارهاب. وقد قدم رأيه فيما سيحدث ووجه الاتهام الى اسامة بن لادن باعتباره قائد الارهاب المسؤول عن الهجمات في امريكا.
شركة مارش للازمات تستثمر بشكل عام في السمسرة لتأمين الشركات اثناء الازمات والحروب الخ. يعني ان تكون لديك شركة تريد ان تعمل في العراق ، تقوم شركة مارش بالبحث عن أفضل شركة تأمين يمكن ان تؤمن شركتك. ومن ضمن التأمين لتغطية (الخطف وتسديد الفدية) . وأكسر ذراعي اذا لم يكن لعصابات بريمر أياد في الخطف وطلب الفدية، من أجل ان تعمل شركته بأقصى طاقاتها. ولابد انكم لاحظتم ان بعض عمليات الخطف كانت استخطافا ، وليس خطفا حقيقيا.

في تشرين ثاني 2004 ، يعني بعد خروج بريمر من العراق بخمسة شهور، اقام المدعي العام في نيويورك اليوت سبتزر دعوى ضد شركة مارش متهما اياها بالتربح ببلايين الدولارات وقبض الرشى عن طريق النصب على زبائن مثل شركات اخرى او مجالس محافظات او ادارات مدارس في الولايات المتحدة. وطريقة التربح كما اكتشفها المدعي العام كالاتي: من المفروض ان تقوم شركة مارش باعتبارها وسيط تأمين بايجاد افضل السياسات التأمينية لزبائنها من بين عدد من الشركات . ولكن بدلا من ذلك توجه مارش كل الطلبات لشركة واحدة مثل AIG التي توافق على دفع الرشى او العمولات الكبيرة. وتقوم شركة مارش بعرض مناقصة مزيفة للحصول على عقود تأمين جيدة من اجل خدع عملائها للاعتقاد بأن المنافسة كانت حقيقية لصالحهم . وقد حصلت مارش على مبلغ 800 مليون دولار من الرشى في عام 2003 فقط، اضافة الى ربحها بليون ونصف دولار. وبما ان لديها 40% من اسواق سمسرة التأمين في العالم ، فإنها بهذا رفعت الاسعار للجميع.

أليس من الغريب ان يسأله الناس بعد ذلك اين ذهبت 9 بليون من أموال الشعب العراقي؟ اذا كان بريمر يسرق من الشعب الأمريكي ذاته؟
طبعا ستقولون هذا تضارب مصالح. شلون يكون حاكم العراق الذي يمنح هذه الشركات الحصانة، ويعرف خبايا العراق ، ثم تكون له شركة تتربح من كل ذلك ؟ عفوا .. لن تجدوا اسم مارش في العراق أثناء عمل بريمر وانما شركة اخرى شريكة مع مارش.
هناك اربع شركات الان تتحد في الشركة الأم مارش وماكلينان منها شركة كرول Kroll ويمثلها في رابطة شركات الأمن الخاصة في المنطقة الخضراء واحد اسمه (روس بيشوب).
مقر شركة كرول في نيويورك ولديها مكاتب في تورنتو وميامي ولندن وساو باولو وهونج كونج وشبكة من المكاتب الاقليمية الاخرى في الولايات المتحدة والعالم. وتقول في موقعها انها افضل شركة استشارات المخاطر المستقلة في العالم منذ 30 سنة. وقد ساعدت الشركات والحكومات والافراد تقليل التعرض للمخاطر . وهي تقوم بعدة مهام منها التحقيقات وتوفير الادلة ومراجعة خلفيات المرشحين للوظائف الاجانب او المحليين وحماية الافراد وتطوير انظمة الحماية . وتقول ان موظفيها يختارون بعناية فائقة من الشركات الاستشارية المهمة وشركات القانون والمحاسبة ومن القوات الخاصة ورجال الامن والاستخبارات. تأسست في 1972. وقد بدأت في التوسع من الثمانينات حتى اصبحت تعرف بانها (جاسوس) شارع المال وول ستريت.
في مارس 2004 (قبل خروج بريمر من العراق بثلاثة شهور) استعانت كرول بمؤسس شركة انظمة الدفاع المحدودة Defence Systems Ltd ألستير موريسون لرئاسة فرع جديد من كرول يجمع بين فروع الشركة في اوربا والشرق الاوسط وافريقيا ولندن تحت اسم (شركة كرول للأمن الدولي Kroll Security International inc ) وستكون مهمة هذه الشركة الاشراف على عمليات الشركة في العراق ، والخطف من اجل الفدية اضافة الى الخدمات الامنية التي تدار في امريكا اللاتينية ومناطق المحيط الهادي.
موريسون ضابط من القوات الجوية الخاصة SAS البريطانية وخبير مكافحة ارهاب (مثل بريمر) . ورغم انه بعيد عن الشهرة الاعلامية ولكنه خلف الكثير من الشركات الأمنية العاملة في العراق مثل ارنيز وهارت جروب وارمور جروب وكرول. مهمة شركته الجديدة في العراق تقديم الحماية للمسؤولين الامريكان الذين يزورون مشاريع اعادة الاعمار في ارجاء البلاد .

كأن هناك فعلا مشاريع اعادة اعمار، ولكن كما ترون الكل يتربح من (الوهم) !!
في شهر كانون اول 2006 ، قامت شركة اسمها جاردا وورلد سكيورتي Garda World Security بشراء قسم حماية الافراد وشركة الامن الدولي من شركة كرول. وذلك لأن كرول تريد ان تركز الان على الاستشارات والتدريب والامن الداخلي . في حين ان جاردا بشرائها شركة الأمن الدولي تؤكد توسعها وحضورها العالمي . ولكن قسم الخطف والفدية سيظل بيد شركة كرول.

الان جاردا كانت سعيدة الحظ بهذا الشراء، لأنه بعد شهر ، فازت بجائزة (السلام) من شخص له علاقة كبيرة ببغداد. طبعا لا ادري ما هو السلام الذي حققته هذه الشركة في العراق. ولكن دعونا نرى من هو الشخص الذي يوزع هذه الجوائز.
تتذكرون حين اخبرتكم عن الراقصة اليابانية التي جاءت لتكون درعا بشريا للعراق قبل الحرب ثم انتهت لتقدم خدماتها (الخاصة) الترفيهية للجنود الأمريكان في المنطقة الخضراء؟
نفس الشيء حصل مع (أبونا) المبجل أندرو وايت ، راعي كنيسة القديس جورج في بغداد وهي كنيسة ايفانجليكية على مذهب جورج بوش. فقد جاء في اواخر التسعينات ليرى آثار الحصار على الشعب العراقي ، ولكنه ظل يروح ويجيء ، حتى استقر بعد الاحتلال بطلب من البنتاغون الذي يمول منظمة يرأسها القس اسمها (FRRME) مختصر (مؤسسة الانقاذ والمصالحة في الشرق الاوسط) ومن اسمها تعرفون مع من المصالحة ولمن الانقاذ!! فالرجل حزين على معاملة المسيحيين لليهود عبر التاريخ، ومن اكبر مؤيدي المشروع الصهيوني، حتى انه أخذ أكثر من وسام وجائزة من الجماعة هناك. وهو – ياعيني – مقسم وقته ونضاله بين اسرائيل والعراق. يقول ان البنتاغون استعان به حتى يقيم الصلح بين (السنة والشيعة) !! وهو فرحان لأنه الآن يجد في العراق الموز، "في حين انه كان محرما ايام صدام حسين لأن صدام حسين كان يكره الموز ، وقد حرم على الشعب كل ما كان يكرهه من طعام او غير ذلك ." المصدر
 

يحرسه 35 حارس ويموله البنتاغون وجهات اسرائيلية (3 مراكز اثنان في اسرائيل وواحد في نيويورك) اضافة الى وزارة الخارجية الامريكية والحكومة البريطانية بمبلغ 3 ملايين دولار في السنة .

وقد ساعد على انشاء مؤسسة اسمها (معهدالسلام العراقي) Iraqi Institute of Peace من هذه الأموال . والمعهد الان له عدة أقسام تعمل تحت مظلته هي:
Women, religion and democracy
Youth and Young people
Inter-religious dialogue
Religious freedom and human rights
Conflict resolution
Media
Tiribal leaders
Economic and conflict
لم اترجمها لأني لا اعرف الاسماء الأصلية لها باللغة العربية. ولكن كما ترون تشمل أهم مفاصل المجتمع العراقي (النساء والدين والاطفال والشباب والاعلام وحقوق الانسان والعشائر والاقتصاد)

الآن تعرفون من يمول هذه الانشطة أيها الغافلون. نرجع الى الجائزة.

القس المحترم الكذاب هذا وهو شاب مغامر في الثلاثينات من عمره ، قدم في عام 2007 جائزة (السلام) لشركة امنية خاصة هي جاردا. لأي سبب؟ لاضطلاعها بحماية القس المبجل وشركته كما وضعت تحت أمره مرافق مكتبها في المنطقة الخضراء مجانا !! وهذه أول جائزة تقدمها شركة القس منذ تأسيسها في 2005.

من الذي قدم الهدية نيابة عن القس ؟ قام بذلك السيد جيري جونز مساعد خاص لوزير الدفاع وقد سلمها الى بول وود مدير جاردا لعمليات الامن الدولية ، في حفل داخل البنتاغون في 2 مايس 2007. وشهادة الجائزة موقعة من قبل لورد كاري رئيس اساقفة كانتربري سابقا وحاليا مدير في هيئة ادارة شركة (قس بغداد) هذا الاسم الذي اشتهر به أبونا ، والذي يذكرنا باسم فيلم امريكي مع تغيير حرفين.

ماالذي جمع الاساقفة بالبنتاغون؟ أليس من السخرية ان يقيم البنتاغون وهو آلة الحرب الأمريكية جائزة باسم السلام؟ ولمن تهدى؟ الى شذاذ الآفاق من المرتزقة على اساس انهم جاءوا ينشرون السلام في ربوعنا وليس التربح من الحرب ؟ ومن يوقعها وباسم من تخرج الجائزة ؟ رجال دين يرأسون منظمات ارتزاقية يمولها البنتاغون واسرائيل!!

وتصوروا ماذا ؟ البنتاغون يكتب مسودات الفتاوي الاسلامية في العراق الآن. اليكم هذا الخبر :
( اعلن اندرو وايت في واشنطن ان فتوى دينية مشتركة بين رجال الدين السنة والشيعة على وشك الصدور بتحريم الاعمال الاستشهادية واي شكل من اشكال المقاومة. وقال انه تعب كثيرا حتى يجمعهم على هذا الرأي. وقال للصحفي جريج زورويا في US Today بتاريخ 5/1/2008 (ان الفتوى لن تحل كل مشاكلنا ولكنها بداية عملية باتجاه خفض العنف) وقال وايت انه تعب في هذا الجهد على مدى سبعة شهور وبالتنقل بين القاهرة والدنمارك، ويضيف ان اربع سنوات من الدعم المالي من البنتاغون قد جعل الفتوى ممكنة اخيرا.. ويقول المتحدث باسم البنتاغون جيري جونز ان البنتاغون دفع مصاريف المؤتمرات في المواقع المختلفة .وان مسودة الفتوى التي كتبها البنتاغون هي tour de force اي ضربة معلم!!)

الآن تعرفون يا رجال الدين المغفلين من كان يصرف على تلك المؤتمرات الدينية التي تحضرونها وانتم تبسملون وتحوقلون. والآن نعرف من يكتب لكم فتاواكم !!

على فكرة شركة جاردا لها مقر في السليمانية وآخر في اربيل اضافة الى المنطقة الخضراء، لأنها مسالمة وتحب السلامة، ولأن أحباء إسرائيل يقعون على بعضهم.
نرجع الى صاحبنا بريمر . قبل ان يؤسس شركته مارش ، كان قد انضم شريكا الى شركة استشارات صاحبها هنري كسنجر اسمها (كنسجر وشركاه) ، ومازال على قائمة الشركاء.
من ضمن الشركات الملحقة بشركة كنسجر ، شركة محاماة اسمها Covington & Burling LLP وهي شركة عملاقة تتعامل مع الشركات متعددة الجنسيات في مجالات تقديم الاستشارات حول الصفقات المهمة والقوانين وقضايا السياسات وغيرها . في عام 2003 استعانت شركة ديك تشيني (هاليبرتون) بهذه الشركة ودفعت لها 520 الف دولار لتدافع عن شركة كي بي آر التابعة لهاليبرتون في قضايا التربح والفساد التي اتهمت بها تلك الشركة . وكما تعرفون هاليبرتون كانت من اوائل الشركات التي عملت في العراق، بوجود بريمر.

إذن الآن وضحت الصورة : كل هذه الشركات المتربحة يرأس مجالس اداراتها بول بريمر او التي تضمها خيمة شركته (مارش). وكانت تتربح حتى وهو موجود على رأس تقسيم كعكة العراق. أليس من الغريب ان تسلم لمثل هذا (المرتزق من الكوارث) سلطة سن قوانين تشرع وتحلل النهب بدون ردع أو مساءلة؟ كمن يقول للص "ضع القوانين التي تناسبك"! فما تظنوه فاعلا ؟
**





هناك 3 تعليقات:

  1. أمتي هل لك بين الامم ... منبر للسيف والقلم
    أتلقاك وطرفي مطرق ... خجلا من أمسك المنصرم
    أمتي كم غصة دامية ... خنقت نجوى علاك في فمي
    رب وامعتصماه انطلقت ... ملء افواه السبايا اليتم
    لامست أسمائهم لكنها ... لم تلامس نخوة المعتصم
    وبعد كل هذا ويتبجح السفهاء بأكذوبة اعادة الاعمار ولكأن العراق كان خان على مفترق الطرق المؤدية الى جنة القزم مسعود والمنفوخ طلباني
    اكتبي فأن كلماتك فعلها اكثر من اليورانيوم المنضب وغير المنضب في نحورهم
    لك الله وكل العراقيين الغيورين على وطن الانبياء
    عربي وعراقي وصدامي

    ردحذف
  2. اكذوبة إعادة الاعمار: بول بريمر وأبونا وفتاوي البنتاغون

    الاستاذة عشتار الغالية
    انا اتابع مقالاتك من زمان ومعجب بجراتك وادعو الله ان يوفقك لانك تسلكين طريقا خطرا جدا
    الشي الجيد في ايميلات الاكراد المكرودين يعني ان الاكراد ايضا يقراون مقالاتك وهذا شي جيد بحد ذاته

    ردحذف
  3. أخي غير معرف

    طبعا عصابات الاكراد يقرأون والسفارة الامريكية تقرأ وكل اللصوص والكذابين يقرأون . لعد آني ليش انشرها اولا في (كتابات) ؟ انهم يقرأون ليعرفوا الى أي مدى أستطيع ان أكشف اسرارهم! وماهو مدى معرفتي! انهم ايضا يستفيدون من دراسة حالتي.

    ردحذف