"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

7‏/2‏/2009

إكذوبة إعادة الإعمار: الخطة السرية لنفط العراق


بقلم عشتار العراقية
واحد – وهو في الواقع يمثل شريحة آخذة في الانقراض - اسمه (علي) يكتب لي رسالة بعنوان (نصيحة) يريدني ان اتوقف عن الكتابة عن الاحتلال وجرائمه، ويريدني ان اتخصص بكتاباتي عن (مظالم) صدام حسين. ويعتبر انه ليس هناك مظالم ولا ارواح قتلت ولا اموال نهبت الا في فترة ماقبل الاحتلال من بداية تأسيس الدولة العراقية ، وهذا طبعا خطاب تبرير الاحتلال، وكأن أي ظلم في العالم يبرر ان تدمر وطنك وتسلمه للغزاة. وأخيرا نصيحته لي ان اتجه ذلك الاتجاه (الى الوراء در) حتى لا أفقد قرائي.
والله اذا كان هؤلاء القراء على شاكلتك، فسوف يسعدني ان أفقدهم وأضيعهم وأتركهم يتساقطون على طول الطريق الذي أنا سائرة فيه الى الأمام. من يريد قراءا مثل هؤلاء؟ انك حتى لم تنتظر أن أتجاوز المقدمة في الحديث عن إعادة الاعمار ، وأدخل في التفاصيل.
ومن قال اني ابحث عن شهرة وزيادة في عدد القراء؟ أنا أكتب للتاريخ، ولو قرأني فرد واحد فقط، فذلك يكفي الا تضيع مقالاتي هباء. ثم يعيب عليّ أن معلوماتي من الانترنيت. وهل قلت انها من مكان آخر؟ وهل ستكون مقالاتي أفضل لو كانت من مكان آخر؟ من أي مكان مثلا؟ من الوثائق التي سرقها وزورها احمد الجلبي؟ أم تلك التي يتاجر بها كنعان مكية؟ أو من شهادات الزور في محاكم الاحتلال؟ أم من البيانات الكاذبة لعزوز السقيم؟ أم من تصريحات مستشار الكذب القومي؟ أو من سوق مريدي مثلا؟ الانترنيت – اذا كنت ما تزال تعيش في العام 1400 م – هو الارشيف الكوني للعالم الآن. وكل اجهزة العالم الاستخباراتية والدفاعية وغيرها الان لديها مواقع على الانترنيت تنشرفيها فضائحها ووثائقها حتى السرية منها، ومقابل كل هذه المواقع هناك مواقع مضادة تنشر ما لاينشر من اسرار تلك الاجهزة ويقوم عليها اشخاص عملوا داخلها، فماذا اطلب غير ذلك؟ وهناك مهنة متخصصة الان اسمها (اعلامي انترنيت) وهي مهنتي حاليا. أما قولك:
(تطلبين من الاخرين تزويدك بمعلومات عن اعادة الاعمار والتساؤل هو كيف تقيمي صحة ما يُرسل اليك. كيف تعرفي مصداقية المعلومه؟) لا تقلق .. هذا شغلي.
**
هل نجحت عملية (إعادة الإعمار) ؟
تناول الكثير من العراقيين والعرب والاجانب مسألة (فشل اعادة الإعمار) وارجعوه الى سببين مهمين: اولا - عدم التخطيط لما بعد الغزو ، ثانيا – الفساد وعدم المساءلة (عند المسؤولين الكبار عراقيين وامريكيين، شركات النهب، القوانين) . وأنا لا أريد ان اعيد هذه المقولات. وإنما اسعى الى إبراز مايلي:
1- انه لم يكن هناك فشل في التخطيط لما بعد الغزو وانما النهب والفوضى كانا بتخطيط مسبق.
2- أن المسؤولين عن الغزو لم يكونوا قادة سياسيين او عسكريين وإنما قادة شركات مرتزقة.
الباب الدوار
وهذا ليس جديدا أيضا، ولكني أحاول ان أتناوله من زوايا جديدة لم يتناولها أحد من قبل. فالنمط الأمريكي في التربح يكون بهذا الشكل: يتم اختيار المسؤول او الوزير او حتى رئيس البلاد من احدى الشركات الكبيرة ، في هذه الحالة يضطر الى الاستقالة من الشركة ، لأن القانون لديهم يمنع الجمع بين ادارة شركة وادارة دولة. ولكنه يظل في الخفاء يرعى مصالح شركته في اتخاذ قراراته سواء كانت سلما او حربا. بعد ان تنتهي مدته يعود الى الشركة وقد ازدادت توسعا وثراء. النمط الثاني هو الا يكون تابعا لاحدى الشركات ، ولكن شركة ما تمول حملته الانتخابية وتصعده ، وعليه ان يرعى بالمقابل مصالحها في سياسته الخارجية والدفاعية ، ثم حين يتقاعد يمنح منصب مدير في الشركة. هذا بالنسبة للقادة المدنيين ، أما بالنسبة للقادة العسكريين ، فإن الفاسدين منهم يتلقون الرشى طوال مدة خدمتهم مقابل وضع خطط ميدانية تخدم مصالح تلك الشركات، وحين يتقاعد العسكري، تجده فجأة رئيسا او مديرا لاحدى الشركات الامنية او الدفاعية.
دعونا نفضح هؤلاء، ونفضح طبيعة هذه الحرب البربرية، ودعونا نفضح المتربحين منهم من العراقيين الذين يدعون الدين او الوطنية. ودعونا نعرف الإجابة الأكيدة عن سؤال لماذا لم يتم إعمار البلا د حقا؟ دعونا نشترك جميعا في فضح علي بابا والاربعين الف حرامي. لقد وصلتني معلومات مهمة من بعضكم. معلومات من داخل بطن علي بابا. وأنا ادعو جميع المخلصين للوطن، ان يرسلوا لي بأية معلومة حتى لو كانت من كلمة واحدة. وأنا أتكفل بالبقية، وتأكدوا أن سركم في بير.
**
مازال السبب هو النفط
مما كتبه الكاتب الامريكي جريج بالاست بعد اربع سنوات من الغزو، مقالة مهمة بعنوان (مازال السبب النفط). قال فيها ان جورج بوش خاطب الشعب العراقي وهو يعلن الحرب بقوله"اريد ان اتحدث لشعب العراقي " ويقول الكاتب انه توقع ان يقول بوش للعراقيين "ان قواتنا تأتي محررة وليست غازية فلا تصوبوا نحوها النيران" ولكن بدلا من ذلك قال السيد بوش للعراقيين "لا تدمروا آبار النفط"
أي والله !
ومع ذلك فإن ادارة بوش كانت تكرر مرارا ان الحرب لا علاقة لها بالنفط وفي عام 2002 قالت وزارة الخارجية في الواشنطن بوست ان مجموعة دراسة العراق التابعة للخارجية (لم تضع النفط في قائمة حساباتها) يقول الكاتب "ولكننا نعلم الان ان كوندليزا رايس عقدت اجتماعا سريا مع السكرتير العام السابق للاوبك فاضل الجلبي وهوعراقي ، وعرضت عليه منصب وزير النفط في العراق بعد الاطاحة بحكومته الشرعية." ولكنه رفض .
ويستمر الكاتب (في معمعة لطم الصدور حول كيف كان التخطيط للحرب سيئا، لم يذكر احد ان الحرب كانت ناجحة جدا جدا لشركات النفط الكبيرة. فقد أبقت الحرب انتاج النفط العراقي على 2.1 مليون برميل في اليوم وهو النسبة التي كان عليها قبل الحرب. وكان الانتاج قبل الحصار اكثر من 4 ملايين برميل في اليوم. في لعبة النفط . خسارة 2 مليون برميل في اليوم يساوي قدرة انتاج احتياطي كوكب الارض كله.
بكلمات اخرى . تسببت الحرب في تعطيل انتاج النفط. والشركات الكبيرة تحب هذا . فسعر البرميل يتصاعد . وهذه كانت الخطة : وضع ارضية جديدة تحت سعر النفط. وعندي الخطة مكتوبة . في عام 2005 وبعد سنتين من الصراع مع وزارتي الخارجية والدفاع للحصول على الخطة ، حصلت عليها في برنامجي (ليلة الاخبار) في البي بي سي. ومسودة الخطة عنوانها "خيارات لصناعة النفط العراقية " والان اذا كنت ترى انه من غير المناسب ان تكتب حكومتنا خطة لنفط دولة اخرى . حسنا . لم تكتبها حكومتنا، رغم وجود ختم وزارة الخارجية عليها ، وانما شركات النفط هي التي كتبت الخطة المكونة من 323 صفحة في هوستون من قبل مديري الشركات الكبيرة ومستشاريهم. إن الشك في ان بوش قد ذهب للحرب على العراق من أجل النفط. لم يكن صحيحا. فإن الوثيقة والتسجيلات السرية للمتآمرين ، يجعل من الواضح ان الادارة الامريكية ارادت التأكد من ان امريكا لا تحصل على النفط. بكلمات اخرى ، ان تحتفظ بالغطاء محكما على انتاج النفط العراقي . وهكذا يظل السعر عاليا
)
ويقول الكاتب ايضا ان قانون النفط الذي تبنته الحكومة العراقية (2007) هو نسخة من (الخيارات) الموجودة في الخطة التي كتبت قبل "تحرير" العراق بمدة طويلة. (بمعنى آخر : ان الحرب جرت حسب الخطة . خطة هوستون، وقد سجلت ايكسون موبيل ربحا في اوائل 2007 مقداره 10 بلايين دولار. وهو اعلى ربح في تاريخ اي شركة في العالم. )
وفي برنامجه قال بالاست ان مصادرا من داخل الادارة الامريكية قالوا له ان التخطيط لنفط العراق بدأ خلال اسابيع من تنصيب جورج بوش في 2001 وقبل هجمات 11 ايلول بفترة طويلة. وقد أعلمه فلاح الجبوري وهومستشار نفط عراقي الاصل والذي قال انه شارك في الاجتماعات السرية في كاليفورنيا وواشنطن والشرق الاوسط، ان خطة شركات النفط المفضلة قد ازيحت بخطة سرية رسمت قبل ايام قليلة من الغزو في 2003 ، تدعو الى بيع كل آبار النفط العراقية.
وقد رسم هذه الخطة المحافظون الجدد العازمون على استخدام النفط العراقي لتخريب كارتل الاوبك من خلال زيادة هائلة في انتاج النفط العراقي تتجاوز حصة الاوبيك. وقد اعطيت خطة البيع، الضوء الاخضر في اجتماع سري في لندن رأسه احمد الجلبي بعد احتلال القوات الأمريكية بغداد. هذا ما أعلنه روبرت ايبل وهو محلل سابق لشؤون النفط والطاقة في السي آي اي ، والآن هو عضو في مركز الدراسات الستراتيجية والدولية في واشنطن وقد اخبر برنامج (ليلة الاخبار NewsNight) بأنه طار الى لندن للاجتماع حسب طلب وزارة الخارجية . ويقول الجبوري ان خطط بيع نفط العراق والتي دعمها مجلس الحكم المنصب أمريكيا في 2003 ساعدت على اطلاق المقاومة والهجمات على القوات المحتلة الامريكية والبريطانية. وكان الكثير من الهجمات تقع على مرافق النفط وانابيبه من اجل تعطيل نوايا المحتل.
شركات النفط لاتريد الخصخصة؟
والغريب في الأمر ان شركات النفط لم تكن تشجع على خصخصة نفط العراق. فقد واجه فيليب كارول (مستشار النفط في حكومة بريمر) وكان قبل تنصيبه مديرا لشركة شيل ثم شركة فلور للخدمات النفطية "لن يكون هناك خصخصة للنفط طالما انا موجود" . وكانت الشركات تفضل اقامة شركة حكومية عراقية للنفط وقد حدث ذلك في كانون الثاني 2004 تحت اشراف آمي جاف من معهد جيمس بيكر في تكساس. وبيكر كما تعرفون كان وزير خارجية امريكا تحت حكم بوش الاب وقد اصبح الان محاميا يمثل شركة اكسون موبيل والحكومة السعودية. (ياسبحان الله) !!
وتقول الانسة جاف ان شركات النفط تفضل سيطرة الدولة العراقية على نفطها بدلا من بيعه لأنها تخشى ان يحدث ماحدث عند خصخصة الطاقة في روسيا، حيث حرمت الشركات الامريكية من المنافسة للحصول على الاحتياطي. وتقول الانسة جاف ان شركات النفط لا تشجع اية خطة للتقليل من شأن الاوبيك والاسعار المرتفعة الحالية. علينا أن نفهم هذه المسألة. هل فعلا تفضل شركات النفط الأجنبية سيطرة الدولة العراقية على نفطها؟ أم ان المقصود بهذا اجراء مرحلي؟ حيث أن عدم استقرار العراق يرجيء عملية استثمار الشركات ألأمريكية الكبيرة ؟ وهناك خوف من ان تستولي شركات روسيا والصين وفرنسا وغيرها على الاحتياطي العراقي؟
في 2008 دخلت شركة شيل في عقد شراكة مع الحكومة العميلة لسرقة الغازالطبيعي بحصة 49% . ولكن انتم الان تعرفون من كان مدير شيل؟ ليس غير فيليب كارول.
وكان قد عمل 37 سنة في شيل ثم تركها في 1998 والتحق بشركة اخرى اسمها فلور كورب Fluor Corp متخصصة في الهندسة وصيانة المصافي الخ . ثم استقال حين طلبوه للذهاب الى العراق ليكون (وزير) النفط. اي المستشار الذي يحرك (الوزير العراقي) الدمية على مسرح الأحداث. ثم ترك العراق ، وياللعجب صار مدير شركة سلاح BAE Systems وهي الشركة البريطانية التي تورطت في الفضيحة المسماة (اليمامة) حول الرشاوي والتربح والفساد بالعلاقة مع السعودية ، وربما علينا ان نفتح ملف الشركة لنرى ماذا فعلت في العراق ومادور كارول وكيف تمت مكافأته بتعيينه رئيسا للشركة حاليا.
بمناسبة اليمامة ، هذا يقودنا للحديث عن جيمس بيكر ومعهده، وتمثيله للسعودية ، علما ان نفس هذا المتورط بالرشاوي السعودية فيليب كارول هو عضو في معهد جيمس بيكر. يعني القضية متشابچة، والفاسدون يقعون على أشكالهم دائما.

ولكن لماذا لا نبدأ من البداية ؟ في الحلقة المقبلة اروي لكم مغامرات وحظوظ اول حاكم للعراق بعد الإحتلال : جي گارنر ، وصعوده او هبوطه من حاكم مطلق لمدة شهرين الى بيت في السليمانية الى حفر آبار النفط في شمال العراق المغتصب. كيف خرج من الباب وعاد من الشباك؟ هذه هي قصة الاستيلاء على العراق في أكبر عملية قرصنة في التاريخ الحديث.
إقرأ هنا عن جي گارنر 

هناك تعليق واحد:

  1. سيري اختي عشتار ولا يهمك من نعاق الناعقين فنحن معك والله معك سيري الى الامام لفضح هؤلاء الذين باعو دينهم بدنياهم الذين باعو شرفهم ووطنهم الوطن هو الشرف ومن فقد وطنه وباعه للاعداء فقد شرفه بارك الله بك اختي عشتار وبقلمك فهذه حقائق سيسجلها التاريخ وليس قلمك فقط .

    الله اكبر
    عاشت امتنا العربيه المجيده
    عاشت فلسطين حره ابيه من النهر الى البحر
    وليخسأ الخاسؤن

    اخوك المحب
    ابو بعث الصدامي
    البيروتي
    beyrouti1@hotmail.com

    ردحذف