"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

20‏/1‏/2009

الاحتلال وتجارة الرقيق: حاميها حراميها

بقلم : عشتار العراقية
مع الحروب والغزو والاحتلالات تأتي كل الشرور. تنهار الدولة ، ينعدم القانون ويعود البشر الى طبيعتهم الحيوانية. يعود الانسان الى الغابة. تنهار منظومة الأخلاق التي أسستها الأديان ثم القوانين الوضعية. ويسود منطق الغابة: القوي يأكل الضعيف. في حين تنطلق غريزة البقاء من عقالها. الضعيف يحاول ان يتشبث بالبقاء بكل الوسائل. ويصبح كل شيء كان محرما بحكم القانون أو الدين، محللا من أجل البقاء.
وفي حين انه بوجود الدولة ، يستطيع المواطن أن يعمل او يتلقى رعاية اجتماعية من اجل أن يعيش، او يعرف اين يتجه ولمن يشتكي اذا اصابه ظلم، ويعرف أين تنتهي حدوده وأين تبدأ حدود جاره. ولكن باختفاء الدولة وحلول الغابة محلها، اصبح على كل انسان ان يدبر قوت يومه، ويحمي نفسه، بكل الوسائل.
للغابة قوانينها. هناك دائما قوي وضعيف. وبين هذا وذاك هناك الاقوى والقوي والضعيف والاضعف. والكل ينهش بالكل. والجميع يدورون في فلك الأقوى. في حالة الدولة، المفروض ان يساوي القانون بين كل هؤلاء . ولكن إذا انتفت الدولة ينتفي القانون ايضا.
كان يمكن لقوات الإحتلال ، لو ارادت خيرا بالعراق (وهو افتراض خيالي)، أن تحافظ على كيان الدولة العراقية على حالها بعد الغزو واحتلال العراق، تترك الجيش وقوات الامن دون مساس، تترك دوائر الدولة على هيكلتها دون مساس، من أجل ان تستمر الحياة المتمدنة في العراق. ولكن الإدارة الأمريكية تعمدت ان تزيل الدولة واجهزة تنفيذ القوانين وترمي العراق والعراقيين في أتون الغابة.
يذكرني ذلك بقصة (سيد الذباب The lord of the flies) للكاتب الانجليزي وليام جولدنج. عن مجموعة من الفتيان سقطت بهم طائرة في جزيرة معزولة. ويصور الكاتب كيف انهم بدأوا بشكل مهذب في التصرف كما تعلموا من حياتهم المتمدنة في انتخاب احدهم قائدا لهم وكيف قسموا انفسهم الى مجموعة تشعل النار لارسال اشارة انقاذ، ومجموعة تتولى اعمال الصيد لتوفير الطعام، ولكنهم بمضي الايام ، يتحولون شيئا فشيئا الى الهمجية، والتقاتل من اجل القيادة والسيطرة، حتى يقتلون بعضهم بعضا بدئا بالأصغر سنا، حتى لا يبقى في النهاية سوى واحد تنقذه سفينة بريطانية.

أرادت أمريكا ان تجعل من العراق هذه الجزيرة المعزولة ، ميدانا لتجارب (صدمة وترويع) . اعتقدت أمريكا ان مجتمعا (عربيا واسلاميا) لا يمكن تغييره الا بهزة مروعة تنهي كل قيمه مرة واحدة. لم يكن لدى الأمريكان (خلال فترتي حكم بوش) الوقت الكافي لتغيير القيم الاخلاقية لمجتمع العراق على مراحل وسنوات طويلة. كان لابد من ضربة قاضية ، ينهض بعدها الانسان العراقي مهزوزا ، ضائعا، تائه الفكر، مستعدا لأي شيء. وقد بدأ إضعافه وإفقاره وإمراضه بعقد من الحصار والعقوبات.

هذه الجزيرة تقاطر عليها مئات الألوف من القوات النظامية المحتلة ومن جيوش رديفة تفوقها عددا من مجرمين وبلطجية وقوادين بشكل شركات مرتزقة خاصة، والشيء العجيب ان هذه الشركات يديرها جنرالات الجيش الأمريكي المتقاعدون من الذين اشتركوا بالحرب والعدوان والحصار والغزو والاحتلال ضد العراق منذ 1991.

ماذا تفعل هذه الشركات؟ ان مهمتها الاساسية هي القيام بالأعمال القذرة التي يمكن ان يحاسب عليها الجيش الأمريكي النظامي اذا قام بها. والأعمال القذرة تتراوح بين :

1- انشاء فرق موت مرة باسم السنة ومرة باسم الشيعة من اجل بث الفرقة ، واحداث حرب أهلية

2- تشويه صورة المقاومة التي لابد ان تنشأ ضد أي احتلال خارجي. وذلك بارتكاب موبقات ومذابح والصاقها بالمقاومة.

3- تسهيل حياة الجنود والترفيه عنهم بإدارة فنادق بغاء قرب أو داخل القواعد

4- تعذيب الأسرى والمعتقلين مما يعاقب عليه القانون الدولي والقانون الأمريكي ايضا.

5- شراء العراقيين ودفع رشى وخلق طبقة من المستفيدين من الاحتلال ، عن طريق المقاولات من الباطن ، بحث تنتشر مثل السرطان هذه الشبكات المتواطئة في إخضاع و نهب العراق.

6- تهريب البشر والتجارة بهم من دول فقيرة ، او من داخل العراق ، سواء بصورة عمال سخرة للعمل داخل القواعد او بشكل نساء للترفيه .

7- ايهام العراقيين (لإراحة ضمائرهم ) ان تعاقدهم ليس مباشرة مع الجيش الأمريكي وانما مع شركات (تجارية) خاصة وغير عسكرية. ولكن كما قلنا انها تدار حقيقة من قبل الضباط الأمريكان المتقاعدين وتعاقدها الاساسي هو مع البنتاغون.

هذا غيض من فيض من الأعمال التي تقوم بها هذه الشركات التي منحت حصانة كاملة حتى من القانون الأمريكي ذاته. وحين نفتح ملف هذه الشركات في قابل الأيام ستجدون العجب، فهناك مثلا راقصة أمريكية متخصصة بالرقص الشرقي، خلعت ثوب الرقص وارتدت ملابس عسكرية وقد وظفتها احدى هذه الشركات باعتبارها (خبيرة) للعمل في (إنشاء ودعم الجيش العراقي الجديد). وهلم جرا.

في هذا البحث، ما يهمني من أعمال هذه الشركات الارتزاقية هو التجارة بالرقيق لصالح القوات الأمريكية وقوات جيوش المرتزقة الرديفة ، ولأن خطف وبيع وشراء بنات العراق هي الوسيلة المثلى لتدمير آخر دفاعات مجتمع محافظ.
**
حالما دخلت قوات الإحتلال ومعهم سماسرتهم من هذه الشركات المرتزقة ، بدأنا نسمع عن اختفاء النساء. ثم حوادث اختطاف البنات والصغار، ثم بعد ذلك بدأنا نسمع عن زيادة غير طبيعية في حوادث القتل غسلا للعار في كركوك والمنطقة الشمالية. ثم حوادث اغتصاب داخل القواعد ضد المجندات الأمريكيات وضد العاملات في الشركات الأمنية، ثم اغتصاب في السجون ، ثم توج كل هذا بقتل واغتصاب عبير وعائلتها، وهذه مجرد حادثة عُرفت حقيقتها بالصدفة بعد اعتراف احد الجنود. وبعد ان قال بيان الجيش الأمريكي ان الاغتصاب والقتل قام به عراقيون لأسباب طائفية. فكم من حوادث ارتكبها الجنود وسجلت على خانة العداء الطائفي وغطى عليها الجيش الأمريكي؟

الاحتلال والإغتصاب صنوان لا يفترقان. اغتصاب الارض واغتصاب العرض. لأن الإغتصاب الجنسي لا يحدث لإطفاء الرغبة الجنسية، وانما يحدث لتأكيد السطوة والتسلط والهيمنة على جسد الضحية. بدليل انه في الولايات المتحدة التي لايعاني رجالها من العثور على نساء بأي شكل من الأشكال، هناك أعلى نسبة اغتصاب في العالم.

مايحدث في الحروب واحتلالات وحول القواعد العسكرية الأمريكية (وأمريكا اكبر بلد له قواعد عسكرية في خارج ارضه) هو أن البغاء يأتي في ذيل العسكر، حيث يتحول شرائح من نساء البلاد الواقعة تحت الاحتلال الى مادة لترفيه الجنود مستغلين حاجة النساء بسبب ظروف الحرب والفقر والجوع، او باختطافهن ودفعهن لممارسة البغاء عنوة. وفي كلا الحالتين ما يحدث هو اغتصاب. احيانا تحدث تفاهمات بين الجيش المحتل وبين الدول المقهورة لتوفير (الراحة والاستجمام) للجنود من نفس نساء البلد او باستيرادهن من بلاد اخرى، وهنا تدخل للخدمة الشركات الخاصة التي ترفع الحرج عن الجيش الأمريكي وعن الحكومة المحلية المنصبة من قبله.
أوضح مثال على ذلك : خلال الحرب الكورية تقاطرت النساء الكوريات الى مواقع (الراحة والاستجمام ) في كوريا الجنوبية من اجل متعة الجنود مقابل المال . قبلها كان اليابانيون يستعبدون حوالي 200 الف امرأة كورية للمتعة في معسكراتهم قبل واثناء الحرب العالمية الثانية . خلال الحرب الفيتنامية ، كانت بانكوك مكان تدفق الجنود .في السبعينات اصبحت سايغون مدينة المتعة حيث ازداد عدد بيوت البغاء والبارات مما انتعشت صناعة البغاء والخمور. تحولت حوالي نصف مليون فيتنامية الى البغاء. وفي تايلاند هناك مئات الالوف من الفتيات يعملن من أجل تغذية هذه التجارة.
**
احدى النساء الأمريكيات وتستخدم عدة اسماء في الكتابة منها (سوكي فالكونبيرغ) تصف نفسها بأنها ناجية من الاغتصاب والدعارة وكانت قد تعرضت للاغتصاب من قبل الجنود الأمريكان واضطرت بعد ذلك الى بيع جسدها ، ثم تركت المهنة ، وكرست بقية حياتها لمحاربة الدعارة العسكرية تقول في احدى مقالاتها النارية في تعريف الحرب:
"الحرب هي طوابير الاغتصاب في يوكوسوكا في آب 1945 حين اصطف الجنود الأمريكان في طوابير للحصول على دور لاغتصاب الفتيات اليابانيات في (محطات الراحة) التي أقامتها لهم السلطات اليابانية بالتنسيق مع الجيش الأمريكي. الحرب هي اغتصاب الفرنسيات من قبل الجنود الأمريكان بعد (تحرير) باريس. وكانت تلك الوقائع من التكرار بحيث ان ايزنهاور اعترف بها ولكن لم يفعل شيئا لايقافها. الحرب هي قيام القوادين في باليرمو بمد البسط في الحدائق العامة حتى ينهش الجنود الأمريكان الفتيات الايطاليات الجائعات مقابل دولار او اثنين. الحرب هي الفتيات المشردات في برلين اللواتي كن يوافقن على الذهاب الى غرفة الجندي الأمريكي من اجل ايجاد مكان يقضين فيه الليل. هذا بعد ان قام الجيش الروسي باغتصابهن وتحويلهن الى عاهرات.
الحرب هي قرية في اوكيناوا حيث يغتصب الجنود الأمريكان كل امرأة و فتاة وطفلة ، وكان الضحايا من المرض والجوع بحيث لا يستطعن الهرب من المهاجمين.
الحرب ليست الرؤية الذكورية العمياء الحافلة بالاكاذيب عن المجد والتضحية والشجاعة والنبل، حيث لا نبل ولا اخلاق لدى الجندي المتوحش المغتصب.
الحرب دائما ضد النساء. الحرب تستعبد النساء جسديا. الرجال يتربحون من الحرب ويستمتعون باغتصاب النساء الجائعات "البغايا الرخيصات" وحين ينالون غرضهم تسكت المرأة بعارها الى الابد. الحرب لا تحرر المرأة ابدا وانما تدمرها..)
وفي مقالة اخرى تتساءل (اريد أن اعرف المزيد عن اغتصاب النساء في العراق: من قبل قوات الاحتلال، و من قبل الشرطة والجيش العراقيين ومن قبل الرجال العراقيين واغتصاب المعتقلات والاغتصاب الجماعي واجبار النساء على البغاء من اجل لقمة العيش ، اما من قبل قوات الاحتلال او من قبل العراقيين . زيادة دور البغاء في بغداد والبصرة نتيجة للاحتلال، التجارة بالنساء والفتيات لاغراض الجنس من قبل المافيا المنظمة داخل العراق وخارجه ، اضطرار العائلات لبيع اطفالها وبناتها من اجل البقاء . الجنس مقابل الطعام المفروض على اللاجئات داخل وخارج العراق ، عن الفتيات الفيليبينيات والصينيات المهربات الى المنطقة الخضراء ، دور الشرطة العسكرية الامريكية في السمسمرة على النساء والبنات العراقيات.)
++
دعونا نفتتح البحث بمقالتين كتبهما صحفيان عراقيان قتلا على أثرهما. وسوف يبدو واضحا من الذي آثر إسكاتهما:

سحر الحيدري قتلت في حزيران 2007 وكانت صحفية في الموصل، تابعة لمعهد تقارير الحرب والسلام IWPR ، واعتقد ان قتلها كان له علاقة بتقريرها الذي اوجزه لكم فيما يلي:

تروي الصحفية قصة حياة اسماء (17 سنة) التي كانت تعاني عائلتها من ضائقة مالية فجاء رجل في الستينات من عمره الى والده وعرض عليه عرضا لم يستطع رفضه. قال ان زوجته المريضة تحتاج الى من يرعاها وان اسماء يمكن ان تخدمها مقابل 200 دولار في الشهر. اكتشفت اسماء ان العمل لم يكن كذلك وانما تعرضت للاغتصاب من الابن واربعة او خمسة اصدقاء. واستطاعت بعد ذلك الهرب الى منزل عائلتها. في الموصل قرب الحدود السورية ، تتعرض البنات والنساء الفقيرات والجاهلات الى الاستغلال الجنسي حيث يتم تشغيلهن كخادمات منازل ولكن ينتهين الى حياة الرقيق.

ثم تتحدث عن خالد 45 سنة الذي يرتدي الجينز وتي شيرت اصفر واربع او خمس خواتم في اصابعه واسورة حول معصمه. ويعترف بسهولة انه يعمل في تجارة الجنس ، وسمعته الصحفية يتحدث على التليفون ويسأل زبونه كيف يريد المرأة او الفتاة سمراء ام بيضاء . يقول انه يعرف عائلات مستعدة لتشغيل بناتها . بعض العوائل يريدون ان تعمل بناتهن في المطبخ فقط واخرون يغمضون اعينهم عن شغلة البنت الحقيقية.

بعض النساء يطلبن العمل من خالد بأنفسهن وبعضهم لا يعرفن طبيعة عمله. مثال ذلك زينب (20 سنة) وهي امرأة جميلة نحيلة وجدت نفسها مسؤولة عن عائلتها حيث ان والدتها مريضة وابوها اعتقله الأمريكان ولها اخوات صغيرات . حصلت زينب على عمل من خلال خالد ولكنها ذعرت حين عرفت انها اجبرت على البغاء من قبل رب العمل واصدقائه . القانون العراقي لا يجرم الاجبار على البغاء وانما فقط استغلال الاطفال في تجارة الجنس. والكثير من النساء قد وقعن ضحية تحايل على امل ايجاد وظائف شريفة لهن في الخليج، ليجدن انفسهن مجبرات على الجنس.

أقنع خالد عائلة عالية التي تبلغ 18 سنة من العمر ان هناك خليجيا يريد ان يتزوجها ودفع ثمن جواز سفرها وملابس جديدة. ولكنها اكتشفت ان الزوج المزعوم هو مدير ملهى وانه احتال على فتيات عراقيات اخريات لاغراض الدعارة. وقد استطاعت الهرب بعد 10 شهور والتجأت الى المعهد الذي تعمل فيه الصحفية سحر الحيدري.

في تقريرها تذكر الحيدري تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بالاعتراف بحالات تهريب النساء وتجارة الجنس في العراق وان الحكومة العراقية لم تفعل شيئا ولم تقدم حتى قضية واحدة للتحقيق.

http://www.middle-east-online.com/english/?id=21295

ربما السبب سوف نعرفه حالا من مقالة نشرها الصحفي الكردي سوران مامة حمة الذي قتل إثر نشر تقريره هذا وقد ترجمه بعد ذلك الى الانجليزية الدكتور كمال ميرودلي في 1/8/2008 وفيه يذكر المترجم ان التقرير نشر لأول مرة بالكردية في مجلة لفين Lvin في 15 حزيران 2008 وهي صحيفة مستقلة نصف شهرية تطبع بالسليمانية. ويعتقد ان التقرير والحقائق التي ذكرت فيه كانت وراء اغتياله في بيته في كركوك بتاريخ 21 تموز 2008، بعد 36 يوما من النشر. وقد تسلم عدة تهديدات قبلها . كان عمره 23 سنة.

المشكلة اني وجدت الكثير من التأبين للصحفي الشجاع ولكني لم ا جد تقريره مترجما الى العربية ، (ربما لم ابحث بشكل كاف) وانما كانت الصفة التي وصف بها هي كشفه للفساد، وحتى رئيس تحريرمجلة لفين التي نشر فيها التقرير قال عنه " واخر تحقيقاته الصحفية كانت عن علاقات غير شرعية تربط نساء بمسؤولين امنيين في كركوك" . ماذا تفهم من جملة " علاقات غير شرعية تربط نساء بمسؤولين أمنيين " ؟ قطعا لم يكن التقرير بهذه الصورة . اليكم الترجمة الكاملة له:

عنوان التقرير (البغاء يغزو كركوك)
(أم لطيف امرأة عجوز تتكلم العربية وتعرف قليلا من الكردية. في نظراتها وهيتئها تسعى لتتشبه برجل قوي. ترتدي بنطلونا رياضيا أزرق وقيمصا احمر واسعا ، كانت تجلس تدخن بارتياح على اريكة قديمة . كان ابنها المراهق يجلس الى جانبها مشغولا بهاتفه المحمول. كان يستلم مكالمات مستمرة. كلها تطلب نفس الشيء: يريدون زيارة المنزل وكان جوابه للجميع بالترحاب. سألته ان يغلق المحمول حتى استطيع ان اطرح اسئلتي . ام لطيف تدير شبكة دعارة في مدينة كركوك. وعلى عكس من تحدثت اليهن من المومسات ، تقول ان الدافع الرئيسي لعملها هو معرفتها بالشرطة. تقول "نقاط التفتيش وزياراتي الى مراكز الشرطة علمتني هذه المهنة. هناك الكثير من الفساد في الدوائر. لا يمكنك ان تقوم بأي اجراء بدون ان يطلبوا تقديم رشوة بشكل مال او بنات" وكانت هذه المرأة تختار دائما ان تكون رشوتها بنات. تقول "لأني كنت آخذ بنات اليهم فقد كانوا يطلقون سراح بعض المحتجزين. وبنفس الطريقة استطعت ان انهي اشغالي في دائرة الاحوال المدنية وفي الجوازات" تقول ام لطيف "هناك اكثر من 200 دار بغاء في كركوك. في كل دار هناك من 2-6 بنات. لقد بدأت مهنتي هذه بعد السقوط في 2003")

(ندا عمرها 26 سنة وهي سمراء طويلة وقد جاءت الى بيت ام لطيف اثناء وجودي ، وقد ادركت انها قادمة من عند احد الزبائن وكانت آثار التعب والسكر بادية عليها . تقول ام لطيف "معظم الفتيات يشربن الخمور والمخدرات" وتروي لي ندا قصة ادمانها . تقول انها هربت من سامراء من اشقائها بعد مقتل زوجها في الصراع الطائفي. ومنذ ذلك الحين وهي في خوف ان يجدها اشقاؤها ويقتلونها.)

(ورغم ان البغاء غير قانوني يجب على الشرطة منعه وملاحقة المتورطين فيه ولكن المسألة فيما تخص ام لطيف مختلفة تماما. فإن قسم من الشرطة والضباط هم جزء من شبكات الدعارة وسوق الجنس . وتقول "في بعض الاحيان يكلمني ضباط كبار ويهددوني لأني لم اقدم لهم البنات مجانا" وتعطي مثالا احدى مراكز الشرطة "اخذوا بنتا اسمها نورا بتهمة ، ثم جاءت بعد بعض الوقت وقالت انهم اغتصبوها في مركز الشرطة " وفي ملاحقة هذه التقرير استطعت ان آتي باسماء ثلاثة ضباط برتبة مقدم وكولونيل وضباط برتب اكبر هم زبائن دائميون لبيوت الدعارة. ولكن الاسماء لن تنشر حفاظا على السرية وهي موجودة لدى المجلة. وتقول ام لطيف ان لها رعاة في مراكز الشرطة يأتون لها بالفتيات من اجل تشغيلهن بالدعارة . وتؤكد " جاءوا لي بفتيات كثيرات" ولكن رغم ان الشرطة تدعمها في عملها فإنها تقول انهم يضغطون عليها كثيرا . وانها تغير مكانها كل شهر." وتتحدث عن علاقتها بحزب سياسي . وتقول بفخر "انا انتمي لاحد الاحزاب السياسية . اعمل لهم. وقد سلمتهم حتى الان ثلاثة ارهابيين" وتقول ان بعض الارهابيين زبائن لديها ايضا.)

(وتنتشر حكايات البغاء خارج كركوك ايضا وتصبح محور احاديث الشباب والمسؤولين في السليمانية واربيل. عن رحلات الجنس لأهل السليمانية واربيل الى كركوك. وتقول ام لطيف "جاءني عدد من المسؤولين من السليمانية واربيل. واخذوا فتيات لمدة اسبوع او عشرة ايام او اسبوعين مقابل 700 – 800 دولار. ولدينا اسماء هؤلاء المسؤولين العسكريين من السليمانية واربيل. معظم الزبائن هم ضباط الجيش والشرطة ورجال الأمن. تقول ام لطيف انها حزينة لأن البنات يتعرضن للضرب غالبا خاصة من قبل رجال الأمن ، ورجال الأمن في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني هم الاسوأ)

(وحول انتشار بيوت الدعارة في كركوك تقول ام لطيف "ليس هناك حي في كركوك ليس فيه بيت او بيتين. حتى في ضواحي كركوك مثل شورجة ورحيم اوة واسكان هناك منازل خاصة. ولكن معظم البنات عربيات جئن من وسط وجنوب العراق. بعضهن كن في سوريا والاردن ثم عدن الى العراق وهناك خوف من ان يكن مصابات بالايدز. وتقول ام لطيف ان هناك العديد من المومسات في كركوك مصابات بالايدز ولكن لا احد يهتم. وتقول ان المصابات يعملن في الفنادق ليلا مثل فندق نرجس وفندق جيهان وفندق تأميم وفندق ديوان وغيرها . يعملن في الليل ويذهبن الى بيوتهن في النهار)

(يقول مصدر من الشرطة انه قبل عدة اشهر تم اعتقال بعض البغايا وحكم عليهن بالحبس مدى الحياة ولكنهن خرجن بالعفو العام . وبعضهن اقل من 18. ونظرا لحجم البغاء في كركوك فإن من يقبض عليهن من النساء قلة قليلة .) المصدر

هكذا إذن !! حاميها حراميها. تذكروا من درّب الشرطة ؟ شركة داينكورب الضالعة في أعمال تجارة الجنس، والتي يديرها جنرالات الجيش الأمريكي المتقاعدون من حروب تدمير العراق.

لماذا في الموصل؟ لماذا في كركوك ؟ وهل هذا سؤال؟ عندك القاعدة الجوية العسكرية في الموصل وعندك اكثر من قاعدة في كركوك والحويجة.
في حلقة الغد سوف اروي لكم علاقة الشركات "الامنية" المرتزقة بالدعارة في العراق . هذا قبل ان نلاحق حلقات الخطف والاتجار بالنساء من العراق الى الاردن الى سوريا الى اليمن الى دبي. وسوف ندخل المنطقة الخضراء ونفتش في انحائها، وكل الحلقات سوف تنتهي عند قوات الإحتلال فمنها المبتدأ واليها المنتهى.

إقرأ الملف كاملا هنا

هناك 7 تعليقات:

  1. المشكلة هي ان الدعارة انتشرت في المحافضات والمناطق المحافظه مثل الانبار ان انتشارها اصبح بشكل لايطاق والشرطة او من يزعم انه يحمي القانون هم من يسهل ويساعد على انتشارها هناك عن طريق الرشوه لاخفاء ما موجود في مدينة الرمادي من فساد فطبقات المسؤلين والمقاولين والمتاجرين كلهم بحاجة الى اماكن ترفيه وعليه فتقام حفلات حمراء في كل يوم واله المستعان عليهم

    ردحذف
  2. اخي وطن محتل

    لقد قلتها عدة مرات وأكررها دائما. من يبيع الأرض يسهل عليه بيع العرض. الاثنان مترابطان. هذا بالنسبة للخونة الذين يسهلون بيع بنات وطنهم. ولكن بالنسبة للضحايا انفسهن، فما يحدث لهن هو احتلال الجسد الضعيف بعد احتلال الأرض. والحالتان لا يمكن ان تحدث بدون مساعدة من خونة الاوطان.

    ردحذف
  3. (الاحتلال وتجارة الرقيق- حاميها حراميها)
    عزيزتي عشتار...

    قرات مقالتك بشوق بالغ و, واهنئك على هذا البحث الرائع. كان قد ورد ضمنها :

    (لأن الإغتصاب الجنسي لا يحدث لإطفاء الرغبة الجنسية، وانما يحدث لتأكيد السطوة والتسلط والهيمنة على جسد الضحية. بدليل انه في الولايات المتحدة التي لايعاني رجالها من العثور على نساء بأي شكل من الأشكال، هناك أعلى نسبة اغتصاب في العالم.)


    اسمحي لي ان اختلف معك في هذه المعلومة , حيث ان كثير من حالات الاغتصاب في اميركا تحدث نتيجة الانفلات اللحظى للغريزة الحيوانية (لعدت عوامل) لدى البشرمما يكوٌن الدافع للفعل.


    تحياتي,

    سهم سليمان

    ردحذف
  4. حاميها حراميها

    (لم يكن لدى الأمريكان (خلال فترتي حكم بوش) الوقت الكافي لتغيير القيم الاخلاقية لمجتمع العراق على مراحل وسنوات طويلة.)

    صحيح ..آني شاهد, چنت گاعد عل الغيمة اللي فوگ العراق بال 2001 وچنت اشوف الطيارين الامريكان من چانوا يطيرون مناك وهمٌه رايحين على افغانستان , چانوا يدنچون دايباعون عل العراق, يمكن چانت عينهم عل العراق قبل أفغانستان! ويجوز همٌه سووا مال افغانستان علمود العراق!!!!! لأن من صارت مال ناين اليفن , 4000 يهودي مداوٌموا بذاك اليوم(من اللي چانوا يشتغلون بالابراج) گالوا چان عدنا عيد مال ما ادري شنو , اشلون صدفة!!!!!!!!!!



    الله ....شگد حلو , سحورة دزتللي مواضيعها عل البريد مالتي .... بس هذه المواضيع كلها آني قاريها من ايام الديناصورات, دزٌيللي شي جديد , آني بصراحة خفت ادٌزلچ التعليق مالتي على مدونتچ لان انت گلش جديات وتعليقاتي شويه (شقندحية) يعني شقاچية .....والله آني انقهر عليچ سحورة لان محد ديفتهمچ ( ناس تودٌي يمنٌه وناس تچيب يسرة)....... هاي لو گايليلهم هاي خبيرة امريكية , چان شالوچ على كفوف الراحة, بس ويا من تحچين؟؟؟؟


    عراق

    ردحذف
  5. عراق

    ليش ما حطيت التعليق على مواضيع سحر على مدونتها؟ حتى تقراها بنفسها؟ عنوان مدونتها موجود عندي في الصفحة الرئيسية في الجهة اليمين الجنوبية.

    تحياتي

    ردحذف
  6. جهدكبير ومحاولات حثيثه لاقناع الاخرين بوجه نظركم لكن الادله والبراهين والحجج هي مواقع انترنيت وصور ولايخفى على اللبيب ان هذين المصدرين غير ناهضين لان الكل يستطيعون ان ينشأوا موقع خلال يوم او بعض يوم واما الصور فالبركه بالفوتوشوب اما باقي الادله فقال لي وذكر على مدونته وكتب على موقعه,, لو كانت الشخوص واقعيه وحقيقيه لكانت درجة الاقناع اعلى مما هي الان,, المهم مع تحفظي على اتجاهك السياسي الغريب فانا استمتع بطريقه سرد الاحداث واختيار المفردات وسلاسة القصه مع عدم اقتناعي بالفكره

    ردحذف
  7. أخي غير معرف الذي يعترض على الاعتماد على المواقع والانترنيت مصدرا للاخبار. انت تعرف ان الانترنيت هو مصدر يكاد يكون وحيدا للاخبار والمعلومات . انه بديل عن الكتب والمكتبات وفيه كل شيء تريد ان تبحث عنه. وانا لا آخذ اي كلمة واي صورة . انا خبيرة بالفوتوشوب واعرف كيف تكون الصور حقيقية او مزورة. ثم اني ادقق بالمعلومات التي اجدها على موقع واحد واضاهيها واقارنها بمصادر اخرى . وانا آخذ من المصادر الرسمية الحكومية على الانترنيت ، مثلا موقاع الجيش الامريكي والحكومة الامريكيةوكذلك المنظمات والامم المتحدة وليس فقط مواقع الاشخاص.

    ولكن الانتقاد يجب ايضا ان يستند الى مصادر. اي انك حين تشكك في مصادري، حاول ان تأتي بمايعكسها. اني اشير الى اسماء معينة وقصص معينة فحاول ان تأتي بما يدحض اقوالي.

    على العموم سعيدة باستمتاعك بالمواضيع.

    طبعا لا ادري ماذا تقصد باتجاهي السياسي الغريب.أين الغرابة؟

    ردحذف