"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

6‏/1‏/2009

مترجم الإحتلال: صادوه !

صورة كردي يعمل في تجنيد المترجمين الذين يتكلمون العربية للجيش الأمريكي- موقع فلكر

بقلم : عشتار العراقية

في 23 حزيران 2003 بدأ الجيش الأمريكي عملية البحث عن مترجمين محليين، واليكم ترجمة مقالة بقلم السارجنت كريج بيكت من Army news service

(يحتاج الجيش الأمريكي مترجمين في انحاء العراق وتايتان Titan وهي شركة امريكية مقرها في فرجينيا سوف تساعد الجيش في تلبية احتياجاته للاتصال في محافظة صلاح الدين.

وفي نفس الوقت سوف توظف النساء في قوة العمل هذه وهي خطوة حاسمة في هذا المجتمع المحافظ جدا.

وقد تحدث مؤخرا مارك جرودر وهو ممثل شركة تيتان مع اعضاء من قسم اللغة الانجليزية في جامعة تكريت، وأوضح للطلاب بأن والمدرسين بان شركته سوف توظف مترجمين ذكورا واناثا.

حضر تقريبا نصف الطلاب البالغ عددهم 200 في قسم اللغة الانجليزية ، المحاضرة التي قام بالتنسيق لها العريف تيموثي برجر وهو من كتيبة الشؤون المدنية 418 . وقد دعيت النساء الى المحاضرة. وقد أوضح ان النساء يبحثن عن طرق خفية لمساعدة الأمريكان والكثيرات يشعرن بأنهم سيتعرضن للانتقام اذا اتضح انهن يعملن مع الجنود الأمريكان.

ويقول جرودر "يبدو ان هناك ترددا معينا للعمل في الجيش, هناك خوف كما يبدو" ان الناس في مدن اخرى مثل كركوك وبغداد والموصل اكثر تقبلا للعمل مع الجيش كما يقول.

وكان الحل الذي اتى به برجر هو انه يمكن للنساء العمل في موقع حيادي لترجمة الوثائق فقط . وثائق مثل ارشادات الشرطة ، التي يمكن ان توصلها اعضاء اناث من الكتيبة 418 ثم تترجمها الطالبات على مهلهن.

وقد أوضح جرودر ان تايتان هي التي توظف لهذه المراكز وليس الجيش !! وقال برجر من المهم ان يفهم الطلاب انهم سوف يعملون لشركة تايتان ويقبضون منها وليس الجيش !!

ولهذه الجهود سوف تدفع تايتان 250 دولار في الشهر لخدمات الطلاب ذكورا واناثا. ويمكن ان يرتفع المبلغ حسب ارتفاع قيمة الدينار. ولكن قبل أن يقبضوا اول دولار عليهم ان يكملوا عملية من خطوتين. اولهما تقديم طلب يفصلون فيه معلوماتهم الشخصية ومرحلة التعليم وموقع العمل المطلوب. وحين يملأ الطلب ، سوف تعقد لهم مقابلات شفاهية باللغة الانجليزية لمعرفة تمكنهم من اللغة. كما يعطى لهم نص مكتوب لقراءته. ثم يسألهم الممتحن عن مدى فهمهم للنص.

المرحلة الثانية هي فحص أمني اعتيادي وحين ينتهون من ذلك سوف توظفهم تايتان وتصدر لهم بطاقة رسمية بصورتهم فيها وتبدأ خدمتهم.

يقول جرودر ان معظمهم سوف يبدأون بترجمة وثائق ثم حين تزداد مهارتهم سوف يعملون مترجمين مع الجنود.

ويوضح برجر للطلاب ان الجيش يحتاج مساعدتهم . وسيكون المترجمون جسرا بين الجيش والمنظمات التي تحاول اعادة بناء العراق.

http://www.globalsecurity.org/military/library/news/2003/06/mil-030623-usa03.htm

بالمناسبة كلمة (جسر) هذه يعشقها المترجمون فهم يقولونها كلما ارادوا الدفاع عن عمالتهم للغزاة. يقولون "اردنا ان نكون جسرا ".

بالمناسبة شركة تايتان اندمجت مع شركة L3 في 3/6/2005 وأصبحت شركة واحدة، ولكنها ظلت تحمل اسم Titan groub

إذن كان الاتصال الأول في العراق مباشرة بين ممثلي الشركة والطلاب في كل الجامعات العراقية. وإذا علمنا ان مستوى طلاب الجامعات ، قسم اللغة الإنجليزية، شديد التدني إلا ماندر، (وأعرف طلاب جامعة تخرجوا من قسم اللغة الانجليزية اي بعد اربع سنوات من دراسة شكسبير وغيره من الفطاحل ، وهم لا يعرفون ان يكوّنوا جملة انجليزية بسيطة)، نستطيع أن نفهم ان المطلوب هو ليس مترجمين ماهرين وانما (رشوة) الطلا ب بمبلغ بسيط بالنسبة للشركة التي قبضت 4.6 بليون دولار، ولكنه كبير جدا بالنسبة للعراقي في ذلك الظرف الصعب. المطلوب ربط (مصلحة معيشية) بين الشباب والإحتلال، مما يحولهم شيئا فشيئا الى جيش من المخبرين بإرادتهم .

يعزز رأيي هذا المستوى الضعيف جدا للغة لدى الكثير من هؤلاء المترجمين . انظروا هذه الشواهد :

واحد يسمي نفسه سامي يكتب في مدونة iraqi-translator.blogspot.comمخاطبا القاريء (give me execution ) والتي تعني (اعطني اعداما) في حين انه يقصد excuse me)) أعذرني. تصوروا ان يترجم هذا بين جندي الإحتلال ومشتبه به عراقي وان يقول العراقي للجندي (اعذرني) فيترجمها الأخ (اعدمني) .

واحد آخر اسمه سام يكتب في مدونته هذه القصة : "كنا نقوم بعملية أمنية" قبل الاستمرار في القصة لاحظوا كيف يتحدث بصيغة (كنا، نحن) متماهيا مع الجيش الأمريكي.

"كنا نقوم بعملية أمنية غرب العراق وكنت مع فريقي وكنا في وضع هجومي. وكان معنا الفريق الذي يتعامل مع الجيش العراقي، وقال قائد هذا الفريق لمترجمه ان ينادي على الجيش العراقي من خلال الراديو ويحذرهم من الاقتراب من المنزل الذي تأتينا منه النار، لأننا أمرنا القوة الجوية بقصفه. لم يفهم المترجم ماقاله قائده، ولكني كنت هناك وسمعت القول، وهكذا فإن ذلك المترجم طلب الجيش العراقي على الراديو وقال لهم "يقول الامريكان ادخلوا المنزل واعتقلوا الاشرار هناك"

قلت له "ماذا تقول لهم ؟ هل تريد قتلهم ايها الغبي؟" قال "هذا ماقاله قائد الفريق" طلبت منه ان يلغي النداء واستفهمت من قائد الفريق عن الأمر الذي اصدره، فكرر أقواله بلغة بسيطة فهمها المترجم وطلب الجيش العراقي وحذره من الاقتراب من المنزل. وشكرني وبكى خوفا مما كان سيحدث بسببه. مثل هؤلاء نسميهم TNT اي مترجم يحتاج مترجما. Terp Needs Terp كلمة Terp هي اختصار كلمة interpreter بالانجليزية كما يستخدمها الجيش الأمريكي في قواعده." http://interps-life.blogspot.com

ويقول نفس المترجم "مجتمع المترجمين خليط من مختلف طبقات الشعب. من عمر 18 الى 65 سنة وربما اكثر. بعضهم من عائلات غنية او فقيرة يحاولون كسب المال. هناك اطباء ومهندسون وطلاب وايضا متخرجون من مدارس ثانوية وبعضهم حتى لا يقرأون او يكتبون العربية او الانجليزية !"

لايكتبون او يقرأون حتى لغتهم الأم ؟ ماذا يعني ذلك ؟ ولماذا ياترى يقبل بهم الجيش الأمريكي ؟ ولماذا يدفع بلايين الدولارات لاستخدام مثل هؤلاء ؟

فيما يلي مثال على واحد منهم "في كركوك ، كان المترجم الذي جاء به سمسار كردي قد سمع من أحدهم بوجود عبوة ناسفة في الطريق الذي ستتخذه الدورية الأمريكية ، فجاء الى الضابط الأمريكي وقال له (بوم بوم ) وأشار الى الطريق."

**

المترجم نوعان : محلي ومستورد، يختلفان في طبيعة العمل وفي الحصانات والراتب والمميزات. وسوف أتناول حالة كل منهما:

المترجم المستورد نوعان :

1- العراقي والعربي الذي يحمل الجنسية الأمريكية او الجرين كارد.

2- العربي الذي يحمل جنسية بلاده ويعيش فيها.

طرق إغوائهم واصطيادهم:

بواسطة الاعلانات في الصحف العربية والانترنيت وفي محلات الاسواق وتواجد الشباب مثل المراكز الرياضية وغيرها، وكذلك بالبحث في مواقع التوظيف على الانترنيت التي يضع طالب الوظيفة سيرته الذاتية ومعرفته للغة ، فيجري الاتصال به.

أليكم نماذج من ذلك :

وليد شاب مصري يكتب في احد المنتديات الخاصة بالترجمة " هل تعلمون أن راتب المترجم الذي يذهب إلى العراق قد وصل إلى 176 ألف دولار أمريكي سنويا؟ نعم، فلقد عُرض عليّ أنا شخصيا هذا الراتب، بالإضافة إلى امتيازات أخرى، ولكني رفضت ذلك، مع احترامي بالطبع لآراء الآخرين. بل وعرضت عليّ أيضا شركة توظيف أمريكية أن أدلها على 100 مترجم عربي ليسافروا إلى العراق مقابل أن تعطيني 750 دولار عن كل مترجم كعمولة، أي 75 ألف دولار أمريكي مقابل أن أقدم لها أسماء وإيميلات 100 مترجم عربي، وما أسهل هذه المهمة. وفي ذلك الوقت، استشرت رجل دين قبل أن أرفض هذه المهمة فنصحني بعدم قبولها، واعتذرت بالفعل للشركة عن هذه المهمة. هل تعلمون أن الجيش الأمريكي قد أنفق 20 مليون دولار على الإعلانات في مباريات كأس العالم في وسائل الإعلام الأمريكية بحثا عن المترجمين العرب في أمريكا؟ "

"وعن طريقة عمله او توظيفه كمترجم مع القوات الاميركية، قال نشأت (امريكي من اصل عراقي) «هناك شركات اميركية متخصصة في هذا المجال، واشهرها شركتتا (كول نيت) CALNET و(تايتان) TITAN، ولهاتين الشركتين مواقع على الانترنت ويستطيع أي شخص الدخول الى مواقعهما وإدراج معلوماته على الانترنت، فاذا تمت الموافقة يتم التعيين مباشرة».

"علاء، شاب عراقي آخر يحمل الجنسية الكندية وتخصصه الدراسي هو الهندسة المدنية، يعمل مترجما مع القوات الاميركية حيث تم توظيفه عن طريق شركة (أي تي إس) A T S وهو موجود في العراق منذ اكثر من عامين."- 14 سبتمبر 2007 الشرق الاوسط

في تقرير لدنيا الوطن بتاريخ 2005-06-11 حول اهم الفرص الوظيفية المتاحة للشباب العربي في الولايات المتحدة :

"أما الوظائف الأخرى الاعتيادية مثل الترجمة فغالبا ما يتم توظيف العرب فيها كمتعاقدين من خلال شركات ومراكز ترجمة وسيطة بين وكالة الاستخبارات والموظفين نظرا لحساسية الوضع الأمني فيها.

ومن بين إعلانات التوظيف العديدة للعمل في مجال الترجمة في الجيش الأمريكي، مع التجنيد فيه، ما اعلن هذا الأسبوع في موقع Monster.com عن وظيفة مجند احتياطي في الجيش الأمريكي في ولاية بنسلفانيا للعمل كمترجم في الجيش الأمريكي مع إمكانية الاستدعاء للخدمة العسكرية. واشترط الاعلان في المتقدم أن يتراوح عمره بين 17 و40 سنة وأن يكون من حاملي الجنسية أو بطاقة الاقامة الخضراء (الجرين كارد).

وذكر الاعلان أن المتقدم سيمر بفترة تدريب عسكرية ولغوية لتحسين لغته الإنكليزية. ومن أكثر الوظائف التي أعلن عنها غرابة وظيفة محقق Interrogator للعمل في العاصمة العراقية بغداد.

وأعلنت عن هذه الوظيفة شركة CACI، وهي أحد الشركات التي أتهم بعض العاملين لديها بالمشاركة في فضائح سجن أبو غريب في بغداد العام الماضي. وتتطلب هذه الوظيفة خمس سنوات من الخبرة في مجال إجراء التحقيقات، ولم تعلن الشركة عن راتب هذه الوظيفة."

نشرت العربية نت هذا الموضوع من مراسلها في دبي بتاريخ 22 مارس 2008 :

(تنتشر خلال هذه الآونة في بعض شوارع مدن الولايات المتحدة الأمريكية إعلانات ضخمة تشجع الشبان والفتيات العرب على الانضمام إلى الجيش الأمريكي، وخير مثال على ذلك لوحات إعلانية بلون خردلي كلون الزي العسكري موجودة في أحد شوارع مدينة ديربورن، بولاية ميتشيغن الأمريكية، وعليها كلمات بالعربية تدعوك إلى تحقيق فرصة "ربما لم تخطر لك على بال" ومرفقة برقم هاتف نقال تسبقه كلمتان بالإنجليزية لتغريك أكثر: اتصل بمنى.

ولدى اتصال "العربية.نت" بمنى لسؤالها عن الفرصة، أجابت بأنها وظيفة في
الجيش الأمريكي، واعترفت منى بأنها وزميلات لها جندن حتى الآن أكثر من 400 مهاجر عربي في ديربورن وحدها، ومعظمهم من اللبنانيين البالغ عددهم هناك أكثر من 200 ألف مغترب، للعمل في الشؤون الإدارية بالجيش الأمريكي، خصوصا في حقل الترجمة، لكنها رفضت أن تذكر حجم الراتب. وقالت: إنه ما أن أذيع عنها خبر صغير في محطة "العربية" ليل الخميس الماضي، مرفق بصورة اللوحة الإعلانية التي ظهر فيها رقم هاتفها النقال "حتى انهالت علي الاتصالات من الخارج والداخل، إلى درجة أنني لم أعد أنام" على حد تعبيرها.

وكانت وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن إعلانات الجيش الأميركي في شوارع
المدينة، لأن كلماتها بلغة مختلفة أثارت فضول قرائها الأمريكيين. واعترفت منى، المكلفة مع سواها من فتيات معظمهن من لبنان بالبحث عن راغبين بوظائف في الجيش الأمريكي، بأن الاسم الذي تستخدمه للتعريف بنفسها حين يتصل بها أحدهم، أي منى مكي "هو اسم مستعار" ,وقالت"وعلى كل حال فأنا لست وحدي في هذا العمل هنا.. معي زميلة من الأردن اسمها ميسون (وهو اسم مستعار أيضا) ورئيستنا في العمل لبنانية اسمها جومانا (اسم مستعار) وأنا لا أستطيع البوح بالكثير عني من دون إذن من جومانا.. يمكنك الاتصال بها للحصول منها على إذن أستطيع معه التحدث إليك بوضوح أكثر.. ابق على الخط، سأعطيك رقم هاتفها)
http://www.alarabiya.net/articles/2008/03/22/47264.html

وفي اعلان في صحيفة المساء المغربية في 76 ايلول 2008

45 مغربيا التحقوا بالجيش الأمريكي

يستعد حوالي 30 شابا مغربيا لحزم حقائبهم للرحيل، صبيحة الاثنين القادم، نحو دولة قطر، للاشتغال في "شركة مختصة في الترجمة" بعد نجاحهم في اجتياز اختبار شارك فيه قرابة 200 طالب من خريجي معاهد الترجمة بالمغرب، شعبة اللغة الإنجليزية.

وتتولى الشركة المذكورة وضع هؤلاء رهن إشارة الجيش الأمريكي كجنود مترجمين، يعملون في قاعدة السيلية الأمريكية بقطر. وقد تلقوا وعودا بتسوية أوضاعهم ومنحهم الجنسية الأمريكية وتوظيفهم مستقبلا في وظائف حكومية داخل الولايات المتحدة أو في جامعاتها أو في مختلف السفارات الأمريكية حول العالم.

بخصوص نوع الأسئلة التي تم طرحها عليهم من خلال الاستمارة، ذَكَرَ حسن (اسم مستعار لأحد المشاركين في الرحلة) أن أغلبها "غريب جدا" حيث تتمحور كلها حول ما له علاقة بأمريكا، من قبيل "هل لديك جنسية أمريكية؟" و"هل تملك بطاقة الكرين كارد؟" و"هل أنت من أبوين أمريكيين؟" و"هل تنتمي إلى تنظيم يساري أو إسلامي؟"...

وأفاد حسن أن اللجنة اتصلت بهم لتخبرهم بنجاحهم في الاختبار، مطالبة إياهم بإرسال بعض المعلومات الشخصية اللازمة لاستصدار تأشيرة الدخول إلى قطر، بعد أن أخبرت كل واحد منهم بأن عمله سيكون في إحدى شركات الترجمة ومقرها الدوحة، مقابل راتب 5500 ريال قطري (حوالي 9 آلاف درهم)، مع سكن وتذكرة طيران كل عام وإجازة سنوية لمدة 21 يوما. غير أن حسن أشار إلى كون العديد من الطلبة قد تراجعوا في النهاية، بعد أن اتضح لهم أنهم مقبلون على العمل مع الجيش الأمريكي، "خاصة وأن مسئولي الشركة كثفوا مؤخرا من اتصالاتهم الهاتفية بنا وبدأوا يسألوننا حول إمكانية قبول الاشتغال مع الجيش الأمريكي..."، يقول حسن موضحا سبب تراجع نحو 15 طالبا عن قبول الوظيفة، خوفا من عواقب التعاون مع الأمريكان على حد قوله.

ليلى (اسم مستعار)، 24 سنة، وهي أيضا خريجة معهد الملك فهد لهذه السنة، أوضحت أنها رفضت قبول هذا العرض لأنه "غامض". وقالت:"إنه من جهة، عرض غير مغر مقارنة مع العروض التي تأتي من الخليج بالنظر إلى قيمة التعويضات، كما أن ظروف الاشتغال التي أعلمنا بها لا تشجع على قبول هذا العرض". أما حسن فلا ينوي التراجع عن العرض، وقال إنه مضطر لقبوله بسبب قلة فرص الشغل بالمغرب، حيث لا يلقى طلبة الترجمة اهتماما من طرف الدولة والمؤسسات هنا، على حد قوله. وأضاف قائلا:" لم أخبر عائلتي بأني متجه للعمل مع الجيش الأمريكي مخافة أن يعارضوا ذلك".

وربما نلاحظ من الخبر السابق ان طلاب الاقسام الانجليزية في الجامعات العربية هم الذين يستهدفون للايقاع بالفخ.

وبملاحظة تاريخ الخبرين الأخيرين ، نفهم ان الجيش الأمريكي مازال يبحث عن مترجمين بكثافة ، فهل يعني هذا ان العراقيين عزفوا عن العمل معهم ؟ هل يعني ان العراقيين ليسوا محل ثقة؟ سنبحث هذا فيما بعد.

في العراق يتم تعاقد المترجمين احيانا مع شركات محلية تتعامل مباشرة مع الشركات الأمريكية. وكما نرى ان العملية هي كلها مقاولات من الباطن بحيث يكون نصيب العراقي العميل اقل الأنصبة.

رواتب ومزايا المترجمين من حملة الجنسية الأمريكية

عن صحيفة الشرق الأوسط: "كيم علي، اميركية من اصل مصري متحدثة باسم شركة (كول نيت) الخاصة بتوظيف المترجمين، وهي واحدة من 20 شركة يشكلون اكبر كارتل للتعيين في الولايات المتحدة مع شركة (تيتان). تقول علي «ان شركتنا لا تعين الا الحاصلين على الجنسية الاميركية او من حملة الكارت الاخضر (غرين كارت) ولا نعين من اية جنسية اخرى».

واضافت علي في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من فلوريدا في الولايات المتحدة «حتى الآن تم تعيين 7 آلاف مترجم مع القوات الاميركية في العراق، ورواتبهم تتراوح ما بين العشرة الاف الى 14 الف دولار شهريا مع ضمانات حياتية تخص العلاج والنقل والتأمين على الحياة».

والاجازات كما يقول علاء «نحن نتمتع بإجازات دورية، اسبوعان لكل ستة اشهر حيث يتم نقلنا بطائرات عسكرية اميركية الى قواعد عسكرية إما في عمان او الكويت ويدفعون لنا ألف دولار بدل سفر ومن هناك ننتقل الى المدن التي نريد الوصول اليها»، مشيرا الى ان «جميع المترجمين هم عراقيون اصلا بالرغم من انهم يحملون جوازات سفر غربية وبالتحديد اميركية».

ولكن مسألة ان كل المترجمين عراقيين غير صحيحة فقد عرفنا الآن ان هناك حملة لتوظيف مترجمين عرب ايضا.

كما انه في حزيران 2006 مع ازدياد حوادث الخطف والقتل الطائفي في بغداد، فقد قسم الشؤون العامة في السفارة الامريكية عدد عملائه الأمريكان من تسعة الى اربعة، ومعظمهم غادر البلاد هاربا. وبدأت السفارة توظف اردنيين بدلا عنهم ، ثم في السنة التالية فقدت السفارة ربع موظفيها العراقيين البالغ عددهم 206 (السفارة وليس الجيش) واستعاضت عنهم بالاردنيين وقبل ان يمر وقت طويل بدأت الولايات المتحدة تدرب مواطنين من جمهورية جورجيا لملء وظائف العراقيين في بغداد.

طبيعة المهام التي يضطلع بها المترجم المستورد تختلف عن تلك التي يقوم بها المحلي، فهو عادة يقوم بترجمة الوثائق واعمال الترجمة الفورية في المؤتمرات وغيرها ولايخرج عادة في دوريات الا في استثناءات.

ومن أهم مزايا المترجم المستورد انه يعيش في القاعدة وهكذا يأمن مسألة الاحساس بالذعر من المواطنين وضرورة تغطية الوجه واخفاء الاسم. فإذا خرج هذا المترجم في مهمة ظهر بوجهه مكشوفا. وعلى أية حال فإن هذا المترجم يحمل الجنسية الأمريكية ويعامل بصفته امريكيا.

راتب ومزايا المترجم المحلي

بالمقارنة فإن المترجم العراقي مظلوم الى أبعد حد مع انه يقوم بمهمة اصعب ويعرض حياته للخطر ربما كل يوم. فراتبه يتراوح شهريا بين 450 دولار و1000 دولار وربما 2000 في حالات خاصة. والاجازات تمنح له كل 45 يوما اجازة لمدة اسبوعين ، عليه ان يقضيها في بيته في المنطقة (الحمراء)، وعليه ان يحمي نفسه بنفسه بالتخفي او تغيير الملابس والطريق عدة مرات وعليه الكذب على اهله واصدقائه . يقول احد المترجمين انه يقضي فترة الاجازة مختفيا في منزله لا يخرج ولايزور اصدقاءه او اقاربه، ولا يتمشى ولا يفعل اي شيء يمكن لشاب في مقتبل العمر ان يفعله. وإذا طلب من الجيش الأمريكي حمايته او تتخصيص سكن له في المنطقة الخضراء ، يقول له الجيش "انت مسؤول عن حماية نفسك" او "امامك طريقان : اترك العمل او غير سكنك"

يقول جيمي (اسمه الحقيقي جاسم) : « نحن لا نتمتع باية امتيازات مثل التأمين على الحياة او الاجازات وقد قتل عدد كبير من المترجمين المحليين سواء خلال العمليات العسكرية او الاعمال الارهابية خارج الوحدات العسكرية ولم يتم تعويض عوائل المترجمين».

في معلومة اضافها لي أحد المترجمين برسالة خاصة يقول " اجازة المترجم حاليا تبلغ قانونا حسب العقد مع شركة كلوبال هي 4 ايام كل 26 يوم دوام ويعطي الجيش اربع ايام اضافية من غير علم شركة كلوبال فتصبح الاجازة 4 أيام كل 11 يوما واذا اراد المترجم البقاء واستغلال اجازتة فيعطى كن كل يوم اجازة 45 دولار ولكن لمدة اربع ايام فقط"

ويقول الكاتب الصحفي جورج باكر الذي اجرى تحقيقا رائعا عن المترجمين والعاملين مع الاحتلال ونشر في مجلة نيويوركر بتاريخ 26/3/2007 ثم تحول الى فيلم بعنوان Betrayed حول خذلان الجيش الأمريكي لعملائه الذين خاطروا بحياتهم من اجله. ان العراقي في المنطقة الخضراء يعتبر جنسية من درجة ثالثة بعد الجنسية الأمريكية والجنسيات الأجنبية الاخرى.

كيفية اصطياد المترجم المحلي

كنت قد ذكرت إغراء طلاب وطالبات الجامعات العراقية، كما اشرت الى الإعلانات في الانترنيت وعن طريق الشركات المحلية التي تعمل من الباطن لدى شركات المرتزقة الأمريكية ، وهناك طريق آخر وهو التقاط من يتكلم اللغة الأنجليزية جيدا بين المواطنين اثناء المداهمات او الشوارع ومحاولة قائد الدورية اقناعهم بالعمل معهم . فمثلا أحد المترجمين داهمته القوات الأمريكية ، فلما كلمهم باللغة الانجليزية أقنعه قائد المجموعة المداهمة ان يعمل معهم في الترجمة. وآخر يلتقطه قائد دورية في الشارع بالصدفة او في نقاط التفتيش.

المهام السرية للمترجمين :

الكاتب جورج باكر الذي ذكرت مقالته الجيدة betrayed التي تحولت فيما بعد الى فيلم، وصف مهمة احمد المترجم الذي كان يقوم بمهام تجسسية بين الصدريين ، بطلب من قائده ولكن حين نقل هذا وجاء غيره لم يصدق ان هذه المهام كانت رسمية واتهم احمد بالعمل مع (الارهابيين) وطرده من العمل رغم اخلاصه الطويل للأمريكان، ويأتي الكاتب بالقصة دليلا على محنة المترجمين المحليين. ولكننا نفهم من هذه القصة ان المترجم هذا كان جاسوسا على بني قومه.

ويقول نفس الكاتب في وصف المترجمين ان مايقدمونه يتجاوز القدرة اللغوية فكل واحد منهم "مستشار ثقافي وضابط مخابرات ومحلل سياسي" نفس ما وصف به اخونا المترجم الذي رددت عليه في "كتابات" .

مقطع آخر من المقالة المذكورة "وجد علي انه رغم إظهار الجنود الود للمترجمين ولكنهم غالبا يهملون المعلومات التي يقدمها هؤلاء لهم. فهم يعطونهم اسماء متمردين ولكن لاشيء يحدث لتعقبهم" اي ان المترجمين الله يحفظهم كانوا يتجسسون من ذواتهم على أخوانهم.

"احمد الشيعي الكردي كان واجبه تقديم تقارير عن الشيعة وخاصة في مدينة الصدر. فحين مزقت مروحية امريكية علما دينيا شيعيا من برج اتصالات ، بدأ احمد فورا بجمع الشائعات التي اطلقها جيش المهدي وهي ان الامريكان يستهدفون الطائفة الشيعية . كان واجبه ان يصادق افرادا من المليشيا. وكان هؤلاء يشكون فيه احيانا . مرة ذهب الى اجتماع في مجلس المدينة عقد للدعوة الى تهدئة بين الجيش الأمريكي وجيش المهدي حتى يمكن ازالة القمامة التي تراكمت في شوارع المدينة، وقد سأل احد اعضاء المجلس احمد عن هويته فقال "اني امثل منظمة كورية ارسلوني لمعرفة النتائج التي تتوصلون اليها حتى يمكن ان يمولوا عملية ازالة القمامة." وفي اجتماع آخر زعم انه مراسل شبكة التلفزيون العراقي."

"حسين كان يعمل مع الامريكان ولكن لا احد يعلم عنه شيئا وكان يسعى بين القاعدة الأمريكية والحكومة المحلية ورجال الدين الشيعة والصدريين."

وسوف نكشف ونحن نمضي في هذا البحث عن ماخفي من مهامهم ايضا.

وكما بدأت المقالة هذه بالحديث عن الايقاع بطلاب جامعة صلاح الدينن أنهي هذه المقالة بطلب نشرته في موقع عماني على الأنترنيت طالبة من هؤلاء من تكريت ، بعد أن تخرجت وحصلت على البكلوريوس وعملت مدرسة ، اضافة الى عملها "مترجمة" ، بحثا عن وظيفة على أن تكون في سلطنة عمان :

"مرحبا - انا عراقيه حاصله على بكالوريوس لغه انكليزيه, عملت مترجمه فوريه وصحفيه ارتباط مع خمس فرق عسكريه امريكيه خدمت في العراق, وحاليا اعمل موظفه اداره في البرنامج الامريكي للقروض في تكريت-العراق, اضافه الى وظيفتي الاصليه وهي مدرسه لغه انكليزيه. اتمنى الحصول على فرصه عمل في اي محافظه في سلطنه عمان علما اني اسكن في تكريت-العراق "

طيب، اذا كانت تعمل حاليا في وظيفتين (موظفة ادارية في برنامج أمريكي ومدرسة) فما السبب الذي يجعلها في عام القندرة 2008 أن تقرر الهروب الى عمان؟

أعرف السبب وسوف احدثكم به في المقالات القادمة.

في الجزء القادم سوف نتحدث عن الحياة السرية للمترجم و المترجمة وبالصور .

**

في مقالتي الأولى حول المترجمين طلبت من المترجمين ان يزودوني بالمعلومات. حسنا . اتصل بعضهم بي ولكن كانوا ثلاثة انواع : الشتامون – التائبون وقد عرضوا بعض المعلومات – والكذابون وهم الذين زودوني بمعلومات اعرف كذبها.

ولكن أحدهم تحداني بذكاء قائلا اني تعرضت لمسألة ارتدائهم القناع، وقال اني ايضا استخدم اسم (عشتار) قناعا اتخفى خلفه، وان علي ان اتخلص منه حتى يكشف هو ايضا نفسه.

وله أقول : ياعزيزي .. انا اكتب رأيا وبعض الناس يؤيدني فيه وبعضهم يخالفني ولكن لا أشك ان هؤلاء وهؤلاء يحترمونني لأني لا أكذب. وأنا إن اتخذت اسما مستعارا فهو ليس بدافع الخوف ولكن لأسباب اخرى . وفي كل الأحوال أنا امرأة ، ومن حقي ان ارتدي برقعا كما تفعل كل النساء في عراقك الحر الجديد. ولكنك "رجل" وتعمل في حماية اقوى جيش في العالم ، هذه واحدة، الثانية ان الجميع (وتصور بما فيهم الحكومة العميلة ذاتها) يتفقون على انحطاط مهنة المترجم لجيش الإحتلال. وأحد المترجمين يذكر حادثة عجيبة وهي انه أحس انه مراقب وهو راجع الى بيته من القاعدة ، وصادف مرور دورية للجيش العراقي العميل فاستنجد بهم وخاطب الضابط قائلا له انه يعمل مترجما ويخشى ان هناك من يتبعه فقال له الضابط لائما " ليش تشتغل عند الأمريكان؟" ثم امره بالاختباء قبل ان تأتي اليه المقاومة . أي والله ! الضابط العميل الذي يدربه الأمريكان ، يسمي المقاومة باسمها وينهر المترجم لعمله لدى الأمريكان. فأنتم في مصيبة ليس بعدها مصيبة . ومن حسن حظكم اني أضيع الكثير من وقتي في اتناول موضوعكم .

هناك 11 تعليقًا:

  1. يا عشتار وجعتي قلبي .. أقرأ بألم يعتصر القلب و ذهول و شعور بالإشمئزاز و القرف ..أي جيل هذا و أي نفوس وضيعة حقيرة و أي بيوت وأهل أخرجوا مثل هؤلاء القمامات البشرية ..لعنة الله عليهم الى يوم الدين..

    ردحذف
  2. في العراق هؤلاء جيل الحصار وسوف يكون هذا موضوع حديثي في مقالتي اليوم .

    ردحذف
  3. يا عشتار، ما رأيك في الناس الذين يعتبرون الإحتلال، بحسب وصفك، تحريراً. و هكذا يمكن أن يعتبر المترجم ما تصفينه بالإحتلال، تحريراً، و عندها سوف لن يكونوا خونة أو عملاء بحسب نظرتهم الى القوات المحررة/المحتلة بل أناساً يؤدون وظيفة الى أن تغادر قوات الإحتلال/التحرير العراق و من ثم يعودون الى وظائف، لو حصلوا على واحدة إعتماداً على إنتمائهم الى أحزاب السلطة بحسب المحسوبية و الفساد الذي هو أسوأ من الإحتلال نفسه، و برواتب نعرف جيداً مدى إيفائها بإحتياجات الناس للعيش في العراق. برأيي أن العمل كمترجم مع المحرر/المحتل يجب أن لا يحكم بخيانة، و كأننا لدينا قوانين موجودة في الدستور تجرم هؤلاء - بالمناسبة أنا مترجم و لم أعمل مترجماً رسمياً داخل العراق أبداً، فقط في الخارج. أعتقد أننا نعاني من آفة "كل حاكم من مكانه و يطلق الأحكام كيفما رأى بحسب طريقة تفكيره و ليس بترك القانون و المحاكم لأهلها." هل بإمكانك إخبارنا أن كانت هنالك مواد دستورية تخوّن العاملين مع المحرر/المحتل لكي تزيديننا علماً و تنوراً، و لكي لا نعتقد أنك تنطلقين من العاطفة الشعبية المعارضة للإحتلال؟ مع التحية،
    حسن صالح

    ردحذف
  4. اي دستور ؟ تقصد الدستور الذي كتبه المحتلون لنا ؟ طبعا لن تجد فيها مثل هذا القانون. ولكنه قانون الشعوب. كل الشعوب وليس الشعب العراقي فقط. إسأل الأمريكان أنفسهم اذا كنت في امريكا، ماذا يعني قانون patriot Act او اذهب للتاريخ واقرأ ماذا حصل للمتعاونين مع النازي عند غزوه اوربا . الاحتلال ليس وجهة نظر حتى يظنه البعض تحريرا خاصة اذا كان المحتلون انفسهم يسمون انفسهم قوات احتلال واذا كانت الامم المتحدة ذاتها تسميهم ذلك . ان المترجم في الجيش الأمريكي لا يتعامل مع مؤسسة خيرية امريكية او مؤسسة ثقافية وانما مع جيش مدجج بالسلاح محتل. اقرأ التاريخ وسوف تجد الإجابة على سؤالك. انظر كيف ينظر التاريخ للمتعاونين مع غزاة بلادهم. هذا ليس رأيي وانما رأي التاريخ.

    ردحذف
  5. عزيزتي عشتار
    من قال ان المحنة تصنع العملاء وأشباه الرجال
    نحن من مر عليهم الحصار بكل ماللكلمة من الم ومحنة لكن لم يغير الحصار من الحب والوفاء للعراق
    اتكلم عن الكثير من العراقيين من الذين عاشوا تلك الفترة ولحد الان يتنفسون حب العراق كالهواء
    لي سؤال هل احمد الجلبي كنموذج للطبقة التي تملك المال
    هل كان الحصار سببا"ليكون في الدرك الاسفل من العمالة
    عشتار لاول مرة أختلف معكي فنحن الجيل الاوفى للعراق لأننا عشقنا العراق ولم نحصل منه على شي مادي ان صح الوصف
    وليشهد العالم أن من مرغ أنف أميركا في العراق هو جيل الحصار
    ليكن القياس هو الوفاءللعراق وليس العمر
    فكما في جيل الحصار عملاء لا مبدأ لهم
    فاللجيل الذي سبقنا السبق والتفوق بلا منازع في العمالة والقائمة تطول والكل يعرف اسمائهم وعناوينهم
    لقد كانت المقالات عن المترجمين أكثر من رائعة
    لكن لقد ظلمتي جيل الحصارهذا ما أحسست به
    ولك أمنياتي وليتسع صدرك لنا فنحن في نفس الخندق
    خندق العراق الذي نحب




    ماجد

    ردحذف
  6. عزيزي ماجد .. نحن لسنا مختلفين. ولكن تأكد لي مؤخرا ان القاريء لايقرأ كل كلمة بتأن وروية ، وانما يفهمها (وهي طايرة) . يقرأ رأس السطر ويفسر الباقي. وهذه لاحظتها كثيرا في التعليقات التي تأتي على مقالاتي . وسوف اشرح لك كيف ان ماتقوله هو نفس ما وضعته في مقالتي ، ولكنك استعجلت في الاستنتاج. او ربما انا لم اوصل الفكرة جيدا.

    اولا انا جئت بمثالين على جيل الحصار، احدهما خريج جامعة فضل ان يجمع القمامة واعمال التنظيف براتب 6 دولارات بدلا من العمل في القواعد الأمريكية بـ 600 دولار أو أكثر.

    ثم بالنسبة للعمر جئت بأمثلة من كبار العمر الذين عملوا مع المحتل.

    إذن انا لم اقل ان العمر هو الذي يدفع الانسان الى الخيانة. ولكني ايضا اردت القول ان الخيانة الناتجة عن اللاانتماء للوطن هو ليس فطرة انسانية وانما لها اسبابها ومنها الحرمان الذي عاش فيه جيل الحصار. وليس معنى هذا ان الجيل كله تعاون مع الاحتلال، ففي كل ما اريد ان اتذكر احدا عمل مع الاحتلال من الشباب الذي اعرفهم من العائلة او الحي او العشيرة ، لا اجد احدا اعرفه. كل الذين عرفتهم عن قرب شبابا وشيبا كانوا ممن فضل الموت على ان يتعاون مع الاحتلال.

    الوطن مثل الزواج : البعض يأخذه على محمل الجد وهو العيش معا في السراء والضراء ، والبعض يريد ان يفرح ويكون سعيدا فقط اما اذا اصاب شريكه عوق او مرض او خلل ، بحث عن شريك آخر.

    الذين تعاونوا مع الاحتلال هم من النوع الثاني الذين يعتقدون ان معنى الوطن هو المكان الذي تكون فيه سعيدا، فإذا انتفى ذلك، عليك ان تبحث عن وطن غيره. وكأن الوطن فندق يمكن تغييره بهذه السهولة.

    سوف اتناول في مقالتي القادمة هذا الاشكال في نفس المترجم الذي ما أن يضعه قدمه في القاعدة الأمريكية حتى ينفصل انفصالا كاملا عن الوطن ماديا ومعنويا.

    لا أدري ياماجد هل اسلوبي هو القاصر عن توصيل المعنى الذي اريده الى القاريء، او ان القاريء هو الذي يستعجل . هل يمكن ان ارجوك رجاءا خاصا ان تعيد قراءة المقالة، وتقول لي رأيك فيها مرة اخرى ؟

    ردحذف
  7. . عزيزتي عشتار
    للقراءة عندي طقوس فأنااقرأ الكلمات وأحاول أن أعرف ما بين الكلمات والسطور فأنا أقرأ لاعداء بلدي بنفس الحماس والتركيز الذي أتمتع به عند قراءة مقالة لأبناء العراق الشرفاء مثل عشتارالتي ترتدي اللثام وهي تكتب
    لقد كانت المقالات التي تطرقت فيها عن المترجمين أجلك الله اكثر من رائعة ولكن عند تحليلك سبب التحاق هؤلاء بالجيش الامريكي ظلمتي جيل الحصار
    هذا بعض الذي كتبتيه
    فجأة لم يعد أمام خريج الجامعة سوى أن يلم القمامة أو يعمل في القواعد الأمريكية . ولكن البعض فضل ان يكون نظيفا
    ركزي عشتار معي على الجملة الاخيرة وركزي اكثر على كلمة البعض
    لقد جعلت القاعدة هي العمل مع الاحتلال والاستثناء أي البعض ظل نظيفا"
    هنا بدء ظلمكي لابناء جيل الحصار فكلمة البعض أعطت الانطباع الخاطئ الذي سيفهمه القارئ أنا أعلم انك لم تقصدي التعميم ولكن هكذا تفهم لأن المقدمة التي سبقتها تكلمت عن تخطيط أميركا لأنشاء جيل سهل التطويع وبالنتيجة سيكون الجيل الجيل الناتج سهل التشكيل
    عشتار أن شعب العراق ليس بسهولة أن يتم تطويعه أن المترجمين والعملاء كبارا" ام صغار هم الشواذ في بلدي والاصل باق على حب العراق
    هذا الذي فهمت ورأيي صواب يحتمل الخطأ
    وأخيرا" انت تأمرين أمر وقرأتها بدل المرة ثلاث مرات


    ماجد .

    ردحذف
  8. عزيزي ماجد .. انت صح وأنا كنت مخطئة . فعلا أنا استخدمت كلمة (البعض) بشكل عشوائي وبدون تفكير، ولكني صلحت الجملة الآن حيث اصبحت (ولكن اغلبهم) .. وأنت تأمر أمر .. ولكن مرة ثانية ، حط تعليقك على الموضوع الصحيح، لأنك وضعته على مقالة أخرى. ولو انها من نفس سلسلة المقالات.

    شكرا على المتابعة.

    ردحذف
  9. يا اخواني يا اخواتي

    ماذا تتوقعون من اناس يعيشون على شفير الهاويه ماذا تتوقعون من اناس ضاقت بهم سبل العيش ... ماذا تتوقعون من اناس حصلو على شهادات عليا و لا يزالون عاطلين عن العمل ... اكولهه بالعراقي
    " لا ترحمون و لا تخلون رحمة الله تنزل "
    كافي عاد كافي خطابات قوميه و مدري شنو
    انتو تسمون المترجمين خونه و عملاء ... بس المترجمين بشر مثلي و مثلكم كل اللي يريدو انه يعيشون و يعيشون عوائلهم... و شكرا

    ردحذف
  10. الله يا هالنفاق!! ليش تتهمون المترجمين هذه الشريحه التي تعاونت مع الامريكان او القوات الاجنبيه التي دخلت العراق. انسيتم من كان العميل رقم 1 ألا وهو صدام حسين الذي تعاون مع الامريكان ثم انقلبوا عليه. هل نسيتم أسامه بن لادن الذي جهز من قبل السي أي أيه لمحاربت وصد الروس في أفغانستان وقد كان مصير كما حدث لصدام واحترقت ورقته لديهم .أسماء كثيره استطيع ان اعدها لكم وقد أمدت هذه الامور للحكومه العراقيه الجديده وشملت المالكي وجهات سنيه كثير بالحكومه والمقاومه التي يزعم الكثير من العرب والعراقيين كما يزعمون انها قد نشأت لمحاربه القوات الاجنبيه ولكنها تستمد قوتها من الاحتلال المدفعون من اسرائيل. لماذا كل هذا البغض على المترجمين ؟؟ السبب الوحيد الذي جعلهم يتجهون هذا الاتجاه ان الكثير منهم لم يجد الوظيفه المناسبه والحياة الرغيده.فكفى ظلما ونفاقا ياصاحب المقال وان كانت لديك اي حجه او برهان اني على خطأ فها انا ذا واقولها للملء وأخشى في الله لومة لائم ان المترجمون ليسو بعملاء وأن الكثير من هذا المقال قد بني على باطل وكذب وأفتراء....

    ردحذف
  11. تعاقدت مع شركة titanلمدة سنتين ولم احصل على اي مكافئة من هذه الشركة علما ان اصدقائي حصلوا على امتيازات كثيرة ارجومساعتي للاتصال بهذه الشركة

    ردحذف