"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

15‏/12‏/2008

زيارة للمقابر الجماعية

بقلم: عشتار العراقية
مشكلة القادة الدكتاتوريين المعروفين عبر تاريخنا الحديث ، أن أعداءهم يرونهم مبدعين ومبتكرين، يسلكون طرقا عجيبة غريبة وملتوية من اجل التخلص من معارضيهم أو بالاحرى حسب افلام المحارق والمقابر، إبادة أجناس من البشر يكرهونهم لله في الله. وطالما ان مخرجي هذه الأفلام عاوزين كدة، فأنت لا يمكنك ان تناقش المصداقية او الواقعية. اسمع وانت ساكت. وقد تم ابتكار افلام لكل دكتاتور حسب البيئة المصاحبة او الخلفية بلغة السينما. فإذا كنت دكتاتورا في جمهورية افريقيا الوسطى واسمك بوكاسا وذنبك انك تحولت الى الاسلام من المسيحية ، فإن الفيلم اللائق بك هو انك تعشق لحوم الاطفال، وانك حتى بعد موتك منفيا لسنوات، وجدوا في ثلاجتك جثث عشرات الاطفال جاهزين للأكل. لماذا؟ لأنك أفريقي ومن السهل ان يصدق الناس عنك جريمة آكل لحوم البشر، فهذا ما تروجه أفلام هوليوود، أليس كذلك ؟ هل رأيتم فيها آكلي لحوم البشر في غير أفريقيا؟ وإذا كان اسمك عيدي أمين وتهمتك انك مسلم أردت اصلاح بلادك اوغندا، تصبح تهمتك إبادة شعبك وتراوحت أساطير شيطنتك إبادة مابين 80000 و 500000 من شعبك. لايهم العدد ، من سوف يعد وراء أمريكا؟
لماذا ياترى لايستطيع العدو عدّ القتلى والموتى الذين يتهمونك بهم. هل توقف علم الرياضيات عند هذه المعضلة؟
أما اذا كنت هتلر، فنهارك أسود، كنت تضيع وقتك وجهدك ومالك ، وانت تبتكر اساليب قتل اليهود .. تشحنهم في القطارات عبر اوربا الى المعسكر الذي لن يصح قتلهم الا فيه، تشغل مصانعك لإنتاج الزيكلون وهو نوع من السماد الكيماوي وتظل الشاحنات رايحة جاية محملة بالاطنان منه الى معسكر اوشفتز، ولكنك سوف تستخدمه في قتل اليهود بطريقة مبتكرة. تضعهم في غرفة تحت الأرض احياء وتصب عليهم من فتحات في سقف الغرفة، هذا الغاز الذي له شروط حتى يكون قاتلا مثل احماء الغرفة لأنه يشتغل بالحرارة، واضافة بعض المواد اليه ، ولما ينتهي القتل، على جنودك ان ينتظروا ساعات طويلة حتى يقوموا بطرق علمية لتسريب ماتبقى من الغاز بعد القتل لأن وجوده خطر عليهم. ثم تأخذ الجثث وتذهب بها الى أفران الخبز (الصور المعروضة في الرابط أدناه هي لأفران اليهود وهي في الواقع صور افران خبز)
ثم تحرق الجثث حتى تصبح رمادا. وهذه عملية سوف تقوم بها لمدة 24 ساعة كل يوم ، كل يوم . وبعدين يقولون لك ان عظام الجثث وجدوها متناثرة في معسكر اوشفتز. شنو يعني الأفران ماكانت ذات كفاءة بحيث تحرق الجثة كلها وتحيلها رمادا؟ أم لأن صور عظام مكومة على بعضها تبين (هول) الجريمة إذا لم تكن مقتنعا حتى الآن؟
شوفوا هتلر السخيف، ياترى ليش كان يبذل كل هذا التعب حتى ينهي قتل 6 ملايين يهودي بهذه الطريقة العقيمة ؟ ألم تكن قنبلة مثل قنابل هيروشيما وناغازاكي كفيلة بقتل مئات الألاف في مكان واحد دون كل هذا التعب؟ أو قنبلة على ملجأ العامرية فيحترق في ثوان اكثر من 500 من النساء والاطفال؟ لماذا يقتلهم ثم يحرق جثثهم؟. ولماذا لم يرمهم الى المحرقة مباشرة وتنتهي القضية؟ هذه الأسئلة غير مسموح بها. لأن تجار المحرقة اليهود يقفون في وجهك ويسألونك عند كل سؤال متعمق حول طبيعة الغاز وما الى ذلك: لماذا تشكك؟ التشكيك جريمة يعاقب عليها القانون الدولي.
لماذا اختاروا الغاز لشيطنة هتلر؟ لأن مصانعه كانت كما قلنا تنتج هذا النوع من السماد. وتجار الهولوكوست يستميتون في الدفاع البائس عن هذه الأسطورة. اقرأ كيف يجيب احدهم في موقع خصصه للاجابة على تشكيك المشككين.
(يزعم منكرو محرقة اليهود أن موظفي متحف أوشفيتز قد أكدوا أن غرفة الغاز في المعسكر الرئيسي، أوشفيتز 1، ما هي إلا فكرة زائفة. وكتب دافيد إيرفنغ، الذي أعلنت المحكمة العليا بلندن بأنه منكر للهولوكوست، وعنصري، ومعاد للسامية، أن "ليكسبريس (جريدة فرنسية) اعترفت بأن غرفة الغاز المعروضة للسياح في أوشفيتز ما هي إلا نموذج مصنوع، بناه الشيوعيون البولنديون بعد نهاية الحرب بثلاث سنوات."
على أية حال، فإن المحرقة 1 بالمعسكر الرئيسي ليست زيفا، بل مكانا تم إعادة تشييده بأصالة ليكون تمثيلا رمزيا وذكرى لكل غرف الغاز والمحارق بمجمع معسكر أوشفيتز)
يقول لك ليس زيفا ولكنه بناء مماثل لغرف الغاز .,. زين وين غرف الغاز الأصلية؟
اذهبوا الى هذا الرابط حتى تقرأوا الخريط والدفاع اللاعقلاني عن حقائق لاوجود لها على الأرض. والموقع باللغة العربية.
http://www.hdot.org/learning/myth-fact-ar#cremation
وهي والله نفس طريقة دفاع تجار المظلومية والمقابر الجماعية عن الأكاذيب التي دمرت باسمها بلادنا.
وكما الحديث يأخذ برقاب بعض، نتذكر دكتاتورنا صدام حسين وكيف روجت عنه تفاهات المفارم ، والتيزاب، والمقابر الجماعية. طيب شي ما يشبه شي وواحدة تنسخ الأخرى . أذا فرمهم ورمى لحومهم للسمك على مدى ثلاثين عاما، حسب الاسطورة الفولكلورية، وإذا ذوبهم وموّعهم بالتيزاب، حسب اسطورة اخرى، فلمن كانت القبور الجماعية؟ والأنكى ان من بدأ في خلق تلك الأساطير وهم الأجانب يذكرون اسم المفرمة في تقاريرهم السرية عن صدام حسين، على انها بالإنجليزية Shredder ((تالفة مثل تالفة الورق). يعني بعمركم شايفين واحد گاعد في مكتبه وعنده قطاعة ورق او تالفة ورق ما ادري شنو تسموها، وعنده ورقة سرية مايريد احد يشوفها، فهل يتلفها بالتالفة ام يرميها في سلة المهملات؟ لعد ليش ناصب التالفة؟ وتستطرد الخرافة لتقول لك أنه مثل أفران هتلر، فإن المعارضين كانوا يوضعون في التالفة وهم أحياء. ياااه ، شلون قسوة ، شلون وحشية !!
لماذا اختاروا المفرمة لصدام حسين ؟ لأنه قام بنهضة علمية صناعية (شريرة) في العراق، لايليق معها الاّ اسطورة مفارم صناعية بشرية!!
المقابر الجماعية اساطير سياسية تمت مقايضتها بالأرض، اليهود اسسوا (وطنا قوميا) على أشلاء فلسطين، والأكراد اسسوا وطنا قوميا على أشلاء العراق، واصحاب المظلومية الآخرون اسسوا وطنا قوميا (فارسيا) على أشلاء عروبة العراق.
ولكن هل أنا ناكرة للمقابر الجماعية ؟ كلا .. لابد أن هناك مقابرا جماعية في العراق. ولكن من سكانها؟ من القاتل او القتلة؟ لانعرف. فالعراقيون جميعا اشتركوا في القتل والسحل والشنق والحرق طوال تاريخهم الحديث منذ عصيان عصابات الشمال، ومابعد 14 تموز ، حتى الانتفاضة الشيطانية ومابعدها، ولكن هل عدد هؤلاء السكان الصامتين المجهولين (لأن لم يحقق في أمرهم أحد بشكل حيادي حتى الآن) كما في حالة الأكراد هو 182 الف كما تقول الأسطورة المألوفة ؟ أم 300 الف كما يقول توني بلير وهو يسوّق للحرب؟ ام لا يتجاوزون 300 كما اثبتت محكمة الأنفال على لسان خبراء الجيش الأمريكي؟ دون أن يتفق هؤلاء الخبراء على كيفية القتل او هوية القاتل. كانت احكام المحكمة المهزلة تعتمد على شهود زور وليس على إثباتات وأدلة مادية، بالضبط كما في حكاية أفران غاز اليهود ، اعتمدوا على ضمير شهود زور مرغبين او مرهبين.
كان يمكن ان يكون الأمر مثيرا للسخرية لولا أن في الموضوع موتى وقتلى ومقابر، ولكن أليس مما يستدعي التأمل، ان يقال عن القتلى العراقيين الذين يرمون الآن على المزابل ، انهم مجهولون؟ في حين ان دماءهم مازالت طازجة وملامحهم واضحة ، وأسِرّتهم التي انتزعوا منها مازالت دافئة، ولكن يقال في نفس الوقت عن سكان المقابر الجماعية الذين لم يبق من ملامحهم سوى العظام انهم معروفون وهوياتهم في جيوبهم ؟

هناك 3 تعليقات:

  1. كنا نتابع موقع كتابات لأن عشتار كانت تكتب فيه وكانت مقالاتها رائعة ومنطقية وتعبر عن الحق والحقيقة ولكنه مع الأسف أن كتابات لم يعجبها هذا الحق وهذه الحقيقة ورضخت لضفوطات دعاة الحرية الجدد .

    ردحذف
  2. (لابد أن هناك مقابرا جماعية في العراق. ولكن من سكانها؟ من القاتل او القتلة؟ لانعرف. فالعراقيون جميعا اشتركوا في القتل والسحل والشنق والحرق طوال تاريخهم الحديث منذ عصيان عصابات الشمال، ومابعد 14 تموز ، حتى الانتفاضة الشيطانية ومابعدها)

    هذا ما كنت أفكر فيه دائما , هل من المعقول أن جميع سكان المقابر هم من حقبة البعث , ألم يكن تاريخ العراق الحديث دمويا ومليئا بالعنف؟
    ألم يتحارب الأكراد فيما بينهم؟أم أن حروبهم افلاطونية بدون ضحايا.

    شكرا لكتاباتك الذكية التي تعبر عن العقلانية بعيدا عن العاطفة والتحيز

    ردحذف
  3. شكرا اخي غير معرف ولكن التاريخ كما تعلم يكتبه من يستولي على السلطة في اي بلد.

    ردحذف