"المدونة محمية بميثاق الشرف. أرجو الإشارة الى اسم (غار عشتار) والكاتبة (عشتار العراقية) عند إعادة النشر"

14‏/12‏/2008

قضاة الاحتلال: دنشواي العراقية


لا ادري ماذا كنت فاعلة بدون اصدقائي الرائعين الذين يقوّمون أخطائي. وصلتني رسالة هذا الصباح وفيها ملاحظات مهمة حول مقالة امس "الكذابون : مفرمة اللحوم البشرية" وهذا رابطها:

اولا : تصحيح- ان لفظ كلمة ( هو اندايت وليس كما كتبتها اندكت) طبعا هذه غلطة اعتذر عنها ولا أبررها.

ثانيا : تصحيح - ان نيرة الكويتية هي ابنة ناصر الصباح السفير في واشنطن وليس نيويورك.

ثالثا: إضافة- ان حامد البياتي سفير حكومة الاحتلال في الامم المتحدة وضع في سيرته الوظيفية التي قدمها الى الامم المتحدة هذه الفقرة النضالية "من عام 1995-2002 عضو ناشط في اندايت وهي مؤسسة بريطانية برئاسة عضو مجلس العموم آن كلويد لجمع الادلة حول جرائم صدام حسين واعوانه."

هل أصبح الانضمام الى مؤسسة التلفيق من مسوغات التعيين في الأمم المتحدة؟

وهذا أيضا يضع أمامنا معضلة تحتاج الى الاستقصاء فإن المندوب المبجل الذي يضع لقب دكتور امام اسمه على سبيل التقية (حتى لا يشمت به ازلام صدام كما كتب في رسالة الى وزيره هوش) يكتب في سيرته غير العطرة ان تاريخ التحاقه بمنظمة التزييف هذه كان في 1995 ، مع ان نفس المنظمة تقول على موقعها في الانترنيت ان تأسيسها كان في أواخر 1996. أحدهما يكذب !!

رابعا: اضافة "شاهدة من وراء الاستار في محاكمة الرئيس صدام حسين رحمه الله في قضية الدجيل قالت انها وابنتها ونساء اخريات من الدجيل جيء بهن الى بناية حاكمية جهاز المخابرات الواقع في شارع 52 مقابل مديرية الجوازات وأثناء نقلها الى غرفة التعذيب شاهدت غرفة مفتوح بابها وفيها ماكنة ثرم كبيرة ورأت بقايا شعر وبقايا لحم ودماء اسفل الماكنة"

هذه المفرمة الثالثة (بعد ابي غريب والكاظمية) !! ولكن شوف يا أخي قوة ملاحظة زرقاء اليمامة هذه وتمالكها لإعصابها . انها تنقل في حالة رعب وبين ايدي (جلادي النظام البائد) في مكان يكفي اسمه (المخابرات) لبث الرهبة في قلب أشجع الشجعان، والجلادون ينقلونها مع ابنتها ، يعني لابد أن قلبها كان موزعا بالخوف على ابنتها وعلى نفسها، وهي تنقل (بالتأكيد مغطاة العينين كما قال شهود آخرون في محكمة الدجل) الا اذا كانت هي استثناء فتركت عيناها شاهدتين على الفظاعات، ولكن شوف النباهة ، في كل هذه الأجواء وهي تنقل بسرعة في ممر بين غرف التحقيق والتعذيب، لمحت باب غرفة مفتوحا واستطاعت في لمح البصر ، ان تكتشف اولا ماكنة الثرم الكبيرة (وان تعرف غرض هذه الماكنة) بل أن ترى بقايا شعر !! وبقايا لحم ودماء أسفل الماكنة (يعني مو طماطة او كاتشاب) !! كل هذا وهي تنقل بسرعة عبر الممر، شلون دبرتهه ما أدري!! على العموم العتب مو عليها ، بل على جلادي صدام حسين المرعبلين ، ليش ماغسلوا المفرمة بعد استخدامها؟ مو هذا شرط من شروط صيانة المفارم؟ كل ربة بيت في مطبخها الصغير تعرف ذلك.

أين أصبحت هذه المفارم الثلاث ؟

سنرى في موضوعنا الجديد عن المحاكم ، كيف كانت الكذابة آن كلايد، وراء تلقين شاهدة الزور هذه حكاية المفرمة !!

ولكن قبل أن أترك هذا الملحق لمقالة الأمس، اود ان اقول لكم ان منظمة (اندايت) التي ترأسها هذه المرأة البريطانية الفاجرة، تضم في مجلس ادارتها كما تقول في موقعها، قادة المعارضة العراقية (يعني العملاء الان) ، وناشطين لحقوق الانسان ومحامين في القانون الدولي، وقد دعم مجهوداتها : مارجريت ثاجر وجون ميجور وطبعا توني بلير وبيل كلنتون والمحافظون الجدد المتصهينون واولهم بول وولفوفتز ، وآخرون اضافة الى الكونغرس الذي منحها 3 ملايين دولار من المال المخصص ل (تحرير العراق) عقب اصدار قانون بذلك في عام 1998.

تصوروا أن يحتشد كل هؤلاء على الكذب والتزييف !!

**

قضاة الاحتلال: دنشواي مصر ودنشواي العراق

كلنا سمعنا عن دنشواي ، فهي حادثة خلدت في التاريخ المصري والعربي. على الأقل كنا نقرأها في كتب المدرسة. ولكن لأن الحادثة وقعت عام 1906، فلا أظن بقي الكثير من معاصريها. ولكن لأن التاريخ يعيد نفسه، فقد أتاح الله وبوش لكم ان تعيشوا الحالة نفسها من خلال أكثر من دنشواي عراقية ، بعد أن كنتم محظوظين لمعايشة إعادة غزو هولاكو والمغول وتدمير بغداد.

ولكن للجيل الجديد الذي لم يقرأ ربما عن دنشواي، اليكم هذه المعلومات السريعة:

في عام 1906 صدرت أوامر الحكومة في مصر لعمد بعض القرى بمساعدة فرقة تابعة لـلإستعمار البريطانى آنذاك مكونة من خمسة جنود ممن كانوا يرغبون في صيد الحمام ببلدة (دنشواى) المشهورة بكثرة حمامها كما أعتادوا، ولسوء الحظ كان الحمام يومها عند أجران الغلال. .

وما يؤخذ من مجموع أقوال متعددة المصادر أن مؤذن البلدة جاء يصيح بهم كى لا يحترق التبن في جرنه، ولكن أحد الضباط لم يفهم منه ما يقول وأطلق عياره فأخطأ الهدف وأصاب زوجة شقيق ذلك الرجل. وأشتعلت النار في التبن، فهجم الرجل على الضابط وأخذ يجذب البندقية وهو يستغيث بأهل البلد صارخا ’الخواجه قتل المرأة وحرق الجرن، الخواجه قتل المرأة وحرق الجرن‘ فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين ’قتلت المرأة وحرقت الجرن، فهرع بقية الضباط الإنجليز لإنقاذ صاحبهم. وفى هذا الوقت وصل الخفراء للنجدة كما قضت أوامرهم، فتوهم الضباط على النقيض بأنهم سيفتك بهم فاطلقوا عليهم الأعيرة النارية وأصابوا بعضهم فصاح الجمع ’قتل شيخ الخفر‘ وحملوا على الضباط بالطوب والعصى وقبض عليهم الخفراء وأخذوا منهم الأسلحة إلا اثنين منهم وهم كابتن الفرقة وطبيبها أخذا يعدوان تاركين ميدان الواقعة وقطعا نحو ثمانية كيلومترات في الحر الشديد حتى وصلا إلى بلدة سرسنا فوقع الكابتن مطروحا على الأرض -ومات بعد ذلك- فتركه الطبيب وأخذ يعدو حتى وصل إلى المعسكر وصاح بالعساكر فركضوا حتى الكابتن فوجدوه وحوله بعض الأهالى، فلما رأوهم الأهالى فروا فاقتفى العساكر أثرهم وقبضوا عليهم إلا أحدهم هرب قبل أن يشد وثاقه واختبأ في فجوة طاحونة تحت الأرض فقتله الإنجليز شر قتلة.

كان رد الفعل البريطاني قاس و سريع فقد جمع البوليس‏250‏ من أهل القرية وقدم منهم‏59‏ للمحاكمة امام المحكمة المخصوصة التي انشأها الانجليز عام‏1895‏ لمحاكمة المصريين الذين يعتدون علي الانجليز‏! (في العراق انشأ الأمريكان المحكمة الجنائية المركزية لهذا الغرض) .‏


*‏اعدام اربعة هم‏:‏ حسن علي محفوظ‏,‏ يوسف حسني سليم‏,‏ السيد عيسي سالم ومحمد درويش زهران‏..‏

وبالاشغال الشاقة المؤبدة علي محمد عبد النبي واحمد عبد العال محفوظ والاشغال الشاقه‏15‏ عاما علي احمد السيسي والاشغال الشاقه‏7‏ سنوات علي‏6‏ اخرين والجلد‏50‏ جلدة علي‏8‏ من اهل القريه‏.‏

وفي اليوم التالي في الثانية من ظهر يوم ‏28‏ يونيو حزيران جرى تنفيذ تلك الأحكام الجائرة، بعد محاكمةٍ استمرت بضعة أيام فقط وأمام أعين الأهالي. وتقول جريدة "المقطم" يوم ‏18‏ حزيران عام ‏1906‏ إن المشانق أعدت داخل القرية قبل التحقيق‏ ‏.‏

مصير القضاة المصريين خدم الاحتلال

ترأس القضاة بطرس غالي و أحمد فتحي زغلول باشا، الأخ الأكبر للزعيم المصرى سعد زغلول و الذى كان في أثناء المحاكمة في فرنسا لدراسة القانون الفرنسى و قد قاطع أخاه فتحى باشا زغلول بسبب رئاسته لتلك المحكمة و كان مدعي النيابة الهلباوى باشا. و كان لورد كرومر هو الحاكم الإنجليزي في مصر في ذلك الوقت. وقد تم اغتيال بطرس غالي بعد ذلك بأربع سنوات علي يد صيدلاني يدعى إبراهيم الورداني ، حيث أطلق عليه ست رصاصات وكانت تلك أول عملية اغتيال في مصر الحديثة.

ولم ينس الشعب المصري لشقيق سعد زغلول أبدا هذه الفعلة الدنيئة ، التي جعلته يسقط سقوطا مدويا من الذاكرة الوطنية للأمة ، فأدار الظهر له كاملا ، ونظر إليه نظرته إلي شخص ملوث اليدين بدماء الفلاحين الأبرياء ، وحينما صدر الأمر بترقيته إلي منصب "وكيل وزارة العدل" ، ونظم له بعض زملاؤه ومعارفه حفل تكريم ، أقيم علي شرفه في فندق "شبرد" ، دعوا إلي هذا الحفل "أمير الشعراء" أحمد شوقي ، الذي أبي عليه قلمه وضميره أن يشارك في تكريم أحد "جلادي دنشواي" فرفض وارسل اليهم هذه الابيات :

" إذا ما جمعتم أمركم وهممتمـــــو

بتقديم شئ للوكيل ثميـــــــــن

خذوا حبل مشنوق بغير جريـــــرة

وسروال مجلود ، وقيد سجين

ولا تعرضوا شعري عليه ،فحسبه

من الشعر حكم خطه بيمــــن

ولا تقرأوه في "شبرد" بل اقـرأوه

على الملأ في دنشواي حزيـن !"

أما الهلباوي والذي كان من كبار المحامين المحترمين في مصر ولكن سقط حين ارتضى ان يكون اداة بيد الاحتلال، فقد استخدم دهاءه لتكييف الواقعة بحيث يضع اللوم والفعل كله على الفلاحين ويظهرهم كمن دبر مؤامرة عن سبق اصرار وترصد للايقاع بالضباط وقتلهم ، ويبريء الانجليز من اي ذنب وهكذا تسبب في اعدام 4 من الفلاحين وبقية الاحكام القاسية على الآخرين. لقد وقف محامي الاحتلال في الجانب الخطأ مع الاحتلال ضد الشعب المصري حتي انهم اطلقوا عليه بعدها لقب‏'‏جلاد دنشواي‏'!‏

عاش الهلباوي 34 عاماً بعد تلك المأساة، ذاق أثناءها الذل والهوان من المصريين الذين لم ينسوا له دوره في تلك المحاكمة، بالرغم من محاولته التكفير عن ذلك، وحورب حرباً شديدة من الناس وخصومه وأصدقائه، وطارده لقب "جلاد دنشواي" في كل مكان.

دنشواي العراقية

في آذار 2006 روع العراقيون بحادثة بشعة هزت الضمائر هي اغتصاب وقتل الفتاة العراقية عبير الجنابي وعائلتها بعد أن قامت مجموعة من خمسة جنود أمريكيين باغتصابها ثم قتل أختها الصغرى ووالدتها ووالدها ثم إحراقها لإخفاء معالم الجريمة .

وفي حينها ظهر بيان الجيش الأمريكي يلقي باللائمة على (الفتنة الطائفية) لأن هذا هو نهجهم في اشعال الفتنة بين الشعب العراقي. ثم أراد الله ان يفضحهم فاعترف احد الجنود بالجريمة . وتم إنقاذ المجرمين من غضب العراقيين بتسفيرهم الى أمريكا بذريعة محاكمتهم.

بعد ثلاثة أشهر من الجريمة النكراء ، قام مجموعة من المقاومين البواسل بالثأر لشرف العراقيات، بقتل ثلاثة من الكتيبة الاولى من فوج المشاة 502 من اللواء الثاني الفرقة 101 المحمولة جوا ، وهي نفس الكتيبة التي خرج منها المجرمون الخمسة الذين انتهكوا وأبادوا عائلة عبير.

لاحظوا انه في الحالتين (المصرية والعراقية) كان قتل المحتلين بسبب الثأر لإمرأة، وفي كل مرة يخرج جنود الاحتلال المجرمون من القضية براءة ، ويعدم ابناء الشعب المحتل. نلاحظ ايضا أن الذين قدموا الى المحاكمة المصرية هم المصريون فقط وكان المحتلون شهودا ، كما يحدث في محاكم الاحتلال العراقية.

محكمة هنا ومحكمة هناك

سوف أتناول واحدا فقط من المجرمين الأمريكان الخمسة الذين صدرت ضدهم احكاما واهية اقساها كان 100 سنة سجن (نظريا) ولكن افراج مشروط بعد 10 سنوات أو اقل. ولكني اريد أن أركز على واحد فقط وهو جيسي سبيلمان. فهذا كما يبدو شارك في التدبير والترصد واغتصاب عبير ثم احراقها مع عائلتها، ولكنه أفرج عنه . أقراوا خبر رويترز في 6/8/2007

ذكرت رويترز ان المحكمة العسكرية في فورت كامبيل بولاية كنتاكي حكمت بتسريح الجندي جيسي سبيلمان من الخدمة لأسباب مخلة بالشرف بعد ادانته في اربعة اتهامات تتعلق بالقتل والاغتصاب والتامر لارتكاب جريمة الاغتصاب واقتحام منزل بنية الاغتصاب.‏

ووجدت المحكمة ان سبيلمان شارك في التدبير للهجوم في الوقت الذي كان الجنود يحتسون فيه الخمر ويلعبون الورق وعهد إليه بمراقبة المكان.‏

وكان سبيلمان واحدا من بين خمسة جنود وجهت لهم اتهامات فيما يتصل بالهجوم الذي استهدف العائلة في اذار عام 2006 في المحمودية جنوبي بغداد.‏

وفي بداية جلسة المحكمة أقر الجندي بأنه مذنب فيما يتصل بلمس جثة بشكل غير ملائم وإضرام النار عمدا وعرقلة سير العدالة.‏

و اعترف اثنان من الجنود المشاركين في العملية ان سبيلمان قام باغتصاب الفتاة العراقية عبير قاسم الجنابي .

لماذا كان الحكم عليه بالتسريح فقط ؟ لأنه مسكين لديه عذر شرعي فقد كان يحتسي الخمر ويشكو الملل. لاحظوا انه لم يقتل عبير وانما اغتصبها فقط وقبل ذلك خطط ودبر للجريمة التي ادت الى مقتلها مع كل افراد عائلتها.

والآن اقرأوا في المقابل.. وقائع محاكمة عراقي انتقم لعبير وأهلها وهو (سبب كاف مخفف لايقل عن سبب الخمر، أليس كذلك ؟) . ربما لم يشارك في مقتل الجنود الثلاثة ولكنه قاد السيارة التي ركبها المنفذون الآخرون .

لكن محكمة الاحتلال التي أسسها بريمر تحت اسم (محكمة الجنايات المركزية ) قررت وبإجماع القضاة الخدم الثلاثة بإعدامه هذا العام، مع انه قاد سيارة فقط ، ومن تسبب في قتلهم كانوا غزاة في احتلال غير شرعي لبلاده ، ثأرا لأبرياء مدنيين من أهله.

لاحظوا أن الجيش الأمريكي هو الذي يصدر بيانات المحكمة دائما، وهو الذي يصيغ نعوت وصفات المدانين، مقارنة بأنه لم يطلق كلمة مجرم ابدا على أحد من الجنود الذين قدموا الى محاكمات عسكرية وأدينوا بجرائم في حق الشعب العراقي. اقرأوا بيان العدو :

(بغداد – أصدرت محكمة الجنايات المركزية في العراق اليوم قرارها وبالإجماع بإدانة عراقي متهم بقتل ثلاثة جنود أمريكيين خلال شهر يونيو/ حزيران لعام 2006 الماضي والحكم عليه بعقوبة الإعدام. كما أصدرت المحكمة قرارها وبالإجماع أيضا بتبرئة عراقييْن آخريْن اتهما بالمشاركة في الجريمة وتمّ إسقاط التهم عنهما.

هذا وقد اتهم إبراهيم كريم محمد صالح القره غولي بالمشاركة في قتل نائب عريف ديفد بابينيو والمجنّد كريستيان مينتشاكو والمجنّد ثوماس تكر، الذين كانوا يخدمون في الكتيبة الأولى من فوج المشاة 502 في اللواء الثاني من الفرقة 101 المحمولة جوا. وقد تمّ اختطاف وقتل الجنود الثلاثة في قضاء اليوسفية في محافظة بابل نتيجة لهجوم إرهابي شنّه متمرّدون عليهم في السادس عشر من يونيو/ حزيران 2006. هذا ولم يتمّ العثور على جثث المجنّد كريستيان مينتشاكو والمجنّد ثوماس تكر حتى التاسع عشر من يونيو/ حزيران 2006.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الهيئة القضائية في المحكمة والتي كانت مكوّنة من رئيس قضاة وقاضييْن آخريْن قد اطلعت على الأدلة والشهادات التي تمّ تقديمها للمحكمة التي عُقدت في دارالعدالة في الرصافة في بغداد قبل أن تتوصل إلى قراراتها القضائية بحق المدّعى عليهم الثلاثة. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أنّ كافة التحقيقات والتحريّات التي أجريت في القضية وكذلك الجلسات القضائية للمحكمة العراقية قد تمّت طبقا للقانون العراقي.

وقد أصدرت المحكمة حكمها بالإعدام بحق المتهم إبراهيم كريم محمد صالح القره غولي، وأعطته الحق باستئناف الحكم الصادر خلال ثلاثين يوما من تاريخ صدوره. )

لاحظوا فقرة تكوين الهيئة القضائية والادلة والشهادات،وحكاية التحقيقات والتحريات. كل هذا قام به الجيش الأمريكي. فالمحققون والشهود أمريكان. والمتهمون يعين لهم محامون يأتون الى المحكمة مثل الأطرش بالزفة لايعرفون التهمة الا عند قراءتها في المحكمة التي لا تستمر محاكماتها اكثر من ساعة واحيانا 10 دقائق، كما سترون.

إنها محاكم الاحتلال ، مثلها في مصر ابان الاستعمار الانجليزي ومثلها هنا في العراق. لماذا ينشيء الاحتلال محاكم من هذا النوع منذ اول أيام الغزو؟

ماذا يجري داخل هذه المحاكم الصورية في العراق؟ هذا ماسوف أشرحه لكم بالتفصيل غدا.

**

وقبل أن أغادركم ، أرجو ان تقرأوا هذا اللقاء بين قاضي احتلال وضابط أمريكي والذي جرى في احدى المحاكم العراقية . واسألوا انفسكم : ماذا يفعل ضباط الجيش المحتل مع قضاة عراقيين؟ ألم تكن تهمة الشهيد عواد البندر قاضي محكمة الثورة الذي أعدم بموجبها انه كان يتلقى أوامر من رئيس الجمهورية؟ فكيف مرة يجب ان يُعدم قاض يتلقى الأوامر من ضباط الإحتلال؟

الموضوع موثق تماما في موقع القوات المتعددة الجنسيات في العراق ، والكاتب احد الجنود في فريق القتال التابع للواء الثالث الخ الخ

(بقلم بن هوتو

الشؤون العامة لفريق القتال في اللواء الثالث الثقيل، فوج المشاة الثالث

قاعدة همر(المطرقة) للعمليات المتقدمة – التقى العقيد دوغ هاوس المحامي العسكري الذي التحق بفريق إعادة إعمار المحافظات الثامن في بغداد، والذي التحق بدوره بفريق القتال في اللواء الثالث الثقيل، بثلاثة من القضاة العراقيين في مقر المحكمة الكائن في منطقة جسر ديالى من أجل تقييم احتياجاتهم وذلك في يوم 8 نيسان/إبريل.

وقد رحب القاضي رزاق جابر علوان كبير القضاة في قضاء المدائن بالعقيد دوغ هاوس قائلاً "يسعدني إن أراك هنا، كما إننا سعداء بفرصة اللقاء بك. وطالما هناك أناس جيدين من أمثالك فأنني سابقي في منصبي كقاضي. وأن بلدكم الولايات المتحدة الأمريكية قد ساعد بلدي إلى حد كبير."

ويعتقد الخبير في مجال القضاء والذي يعمل حالياً في اللواء الثالث الثقيل وهو من مواطني مدينة لتل روك في ولاية اركنساس الأمريكية، بأنه سيتمكن من العمل جنباً إلى جنب مع القضاة .).

لاحظ ان العقيد دوغ هاوس يتبع قاعدة همر (المطرقة) ..وكبير القضاة يدين له بفضل وجوده فلولاه لما بقي في منصبه ، وعقيد المطرقة يريد ان يعمل جنبا الى جنب مع القضاة!!

يعني خوش قاضي وخوش مطرقة !!

أكمل لكم سالفة محاكم الاحتلال غدا ، لأن الموضوع واسع وكبير ومليان مصايب.
‏يوم‏27‏ حزيران اصدرت الاحكام التاليه‏:‏

هناك تعليق واحد:

  1. كل الكلمات تعجز عن أن وصف تلك السلوكيات والجرائم والتدنيات المنحطة للمحتل الفاجر والقذر والحقير ، إن كان فى مصر أو فى العراق .. إن خط الوصل والإتصال بين دنشواى مصر ومثيلتها التى تكررت فى العرق ، أوضح من قرص الشمس .. السلوك العدوانى الحيوانى للظاهرة الإستعمارية واحد لم يتغير على مدى التاريخ .. ويبقى المشهد العدوانى دائماً يضم : المعتدون الفاجرون ، والخونة المنحطين ، والأبطال المقاومون النبلاء .. وهكذا ضم المشهد العدوانى على مصر ـ فى ذات الوقت ـ الإنجليز وفتحى زغلول الحقير ، والشهداء الأبطال النبلاء الأربعة ..كما ضم المشهد العدوانى على العراق الأمريكان وعلاوى والحكيم والجلبى والطلبانى والمالكى المنحطين ، والشهيد البطل النبيل والخالد صدام حسين المجيد .

    ردحذف