في مصر مظاهرات تأييد للصحفي الذي صنع أجمل خبر

تقرير صحفي من مراسل غار عشتار في القاهرة :

صفق جميع نواب مجلس الشعب المصري أمس أغلبية ومعارضة ومستقلين للصحفي العراقي منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية العراقية الذي قذف بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأمريكي في بغداد. وطالب أعضاء لجنة الشئون العربية بالمجلس بالتضامن مع الصحفي العراقي ومنع محاكمته خارج العراق

أثارت محاولة الاعتداء علي الرئيس الأمريكي جورج بوش ورشقه بحذاء الصحفي العراقي، منتظر الزيدي، ردود فعل واسعة في مختلف الأوساط والمحافظات المصرية. ففي محافظة الإسكندرية طالبت حركة «معلمون بلا نقابة» بإعلان يوم «ضرب جورج بوش بالجزمة» عيدًا قوميا وتعطيل المصالح والهيئات والمدارس، وأصدرت الحركة بيانًا قالت فيه: «الصحفي العراقي منتظر الزيدي عبّر عن الأمة العربية بالكامل، بتصرفه مع الرئيس الأمريكي الذي دمّر شعوبًا وبلدانًا، تنفيذًا لسياسات شيطانية توسعية لم تعد إلا بالخراب علي العالم»، كما أصدرت لجنة الأداء النقابي بالإسكندرية، بيانًا تضامنيا مع الزيدي، طالبت خلاله بإطلاق سراح الزيدي، وحمّلت القوات الأمريكية والعراقية مسئولية المساس بسلامته، ودعت اللجنة جميع المنظمات الحقوقية والقانونية المحلية والدولية، إلي الدفاع عن الزيدي، والدعوة لمحاكمة بوش أمام المحكمة الدولية لمجرمي الحرب. ونظم 300 محام وقفة داخل محكمة كوم أمبو، للتعبير عن تضامنهم مع الزيدي، وردد المحامون هتافات ضد أمريكا وإسرائيل. وقال حمادة أبوكرورة، نقيب المحامين في أسوان: «الوقفات سوف تتصاعد في الأيام القادمة، ودعونا اتحاد المحامين العرب للمشاركة في الدفاع عن الزيدي».

وفي محافظة القليوبية، خرج العشرات من الأهالي في مسيرات بالسيارات حاملين صور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وجابت المسيرة شوارع مدينة طوخ، فيما تجمع العشرات أمام شاشات التليفزيون في مقاهي بنها لمشاهدة اللقطات التي بثتها إحدي القنوات الفضائية المصرية لعدة ساعات وسط صيحات التكبير. وقال أحمد علوان، من الأهالي: «نضم أحذيتنا لحذاء الزيدي وكنا ننتظر أن يبادر رئيس الوزراء العراقي بالدفاع عن الصحفي بدلاً من ترك الأمريكان يوسعونه ضربًا». ونظم صحفيون في محافظة بورسعيد مسيرة ظهر أمس، توجهت إلي ديوان المحافظة، ونظموا وقفة تضامنية أمام النصب التذكاري لشهداء العدوان الثلاثي، رفعوا خلالها أحذيتهم، وأصدر الصحفيون بيانًا، طالبوا فيه بحماية منتظر الزيدي وتدخل المنظمات الإعلامية العالمية للإفراج عنه.

وتنظم لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وقفة للتضامن مع الزيدي، ظهر الخميس القادم، دعت إليها جميع ممثلي التيارات السياسية والأحزاب. وقال محمد عبدالقدوس، مقرر اللجنة، إن الهدف من الوقفة هو توفير كل الضمانات القانونية للزيدي، وتمكين وسائل الإعلام من الالتقاء به، ومتابعة أحواله. وحذر سامح عاشور، رئيس اتحاد المحامين العرب من إقدام القوات الأمريكية علي تصفية الصحفي العراقي، وقال عاشور خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، إن محامين عراقيين أكدوا أن الزيدي تحت يد المخابرات الأمريكية في المنطقة الخضراء، وإن هناك تهديدات قوية بقتله. وطالب عاشور الجامعة العربية والحكومات العربية بأداء «دور حقيقي» لحمايته، وأعلن عن تشكيل هيئة دفاع من نقباء المحامين العرب برئاسة خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن صدام حسين للدفاع عن الزيدي، وقال عاشور، إن اللجنة تنسق مع هيئة دفاع دولية لضمان سلامة الصحفي العراقي. وخصصت قناة الحياة حلقة أمس الأول، من برنامج الحياة اليوم لتلقي تعليقات السياسيين والفنانين والجمهور حول مشهد «الحذاء».
وصف المخرج محمد فاضل المشهد بأنه «المشهد الدرامي الذي لم يرد في تاريخ العالم»، وقال المذيع طارق علام: «هذه أكبر عيدية للشعب العربي، ومنتظر اسم علي مسمي لأن العرب كانوا في انتظاره». ووصف الفنان أحمد بدير المشهد بأنه: «أفضل مشهد شفته في حياتي».